امـ حمد
08-09-2013, 04:24 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وَقَالُواْ أَئِذَا كُنَّا عِظَاماً وَرُفَاتاً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً،قُل كُونُواْ حِجَارَةً أَوْ حَدِيداً،أَوْ خَلْقاً مِّمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَن
يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيباً،يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ
وَتَظُنُّونَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً)وقد كانت قضية البعث مثار جدل طويل بين الرسول صلى الله عليه وسلم،والمشركين،مع بساطة هذه
القضية ووضوحها عند من يتصور طبيعة الحياة والموت,وطبيعة البعث والحشر،ولقد عرضها القرآن الكريم في هذا الضوء
مرات،ولكن القوم لم يكونوا يتصورونها بهذا الوضوح وبتلك البساطة،فكان يصعب عليهم تصور البعث بعد البلى والفناء المسلط
على الأجسام(وَقَالُواْ أَئِذَا كُنَّا عِظَاماً وَرُفَاتاً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً)ذلك أنهم لم يكونوا يتدبرون أنهم لم يكونوا أحياء أصلاً ثم
كانوا,وأن النشأة الآخرة ليست أعسر من النشأة الأولى،وأنه لا شيء أمام القدرة الإلهية أعسر من شيء,وأداة الخلق واحدة في
كل شيء(كن فيكون)فيستوي أن يكون الشيء سهلاً،وأن يكون صعباً في نظر الناس,متى توجهت الإرادة الإلهية إليه،وكان الرد
على ذلك التعجب(قُل كُونُواْ حِجَارَةً أَوْ حَدِيداً،أَوْ خَلْقاً مِّمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ)والعظام والرفات فيها رائحة البشرية وفيها ذكرى
الحياة،والحديد والحجارة أبعد عن الحياة،فيقال لهم،كونوا حجارة أو حديداً أو خلقاً آخر،أو غل في البعد عن الحياة من الحجارة
والحديد مما يكبر في صدوركم أن تتصوروه وقد نفخت فيه الحياة،فسيبعثكم الله،وهم لا يملكون أن يكونوا حجارة أو حديدا أو
خلقاً آخر ولكنه قول للتحدي،وفيه كذلك ظل التوبيخ والتقريع,فالحجارة والحديد جماد لا يحس ولا يتأثر,وفي هذا إيماء
من بعيد إلى ما في تصورهم من جمود وتحجر(فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَا)من يردنا إلى الحياة إن كنا رفاتاً وعظاماً,أو خلقا آخر أشد
إيغالاً في الموت والخمود(قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ)فالذي أنشاهم إنشاء قادر على أن يردهم أحياء، ولكنهم لا ينتفعون به ولا
يقتنعون(فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُوسَهُمْ)ينغضونها علواً أو سفلاً,استنكاراً واستهزاء(وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ)استبعاداً لهذا الحادث
واستنكاراً(قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيباً)فالرسول عليه الصلاة والسلام،لا يعلم موعده تحديداً،ولكن لعله أقرب مما يظنون،وما
أجدرهم أن يخشوا وقوعه وهم في غفلتهم يكذبون ويستهزئون(يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلا)وهو مشهد يصور أولئك المكذبين بالبعث المنكرين له,
وفي هذه الآيات قدم الله تعالى العظام على الرفات كما وقدم الحجارة على الحديد،فلما كان هذا التقديم،الآيات ذكرت العظام
والرفات والحجارة والحديد,العظام كما هو معلوم،هي من اقسى واصلد مكونات الحسم البشري وتبقى العظام لسنوات عديدة حتى
تتحلل وتصبح رفاتًا ,والرفات في اللغة،ما تكسر،والكفار في هذا ابلغ في انكارهم البعث لمن مات حديثاً وما زالت عظامه،او من
مات واصبحت عظامه حطاماً دقيقاً مثل التراب,والملاحظ ان آية الكفار في انكار البعث بدأت في قولهم(وَقَالُواْ أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا
وَرُفَاتًا)وقد رد الله عز وجل عليهم في صورة أبلغ في الالزام(الزام البعث) فقابل،بقول تعالى(كُونُواْ حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا)فالحجارة تقابل
العظام من حيث القساوة والصلابة والحديد يقابل الرفات من حيث الهشاشة وقابلية التحطم والدق,ويصبح معنى الآية(انكم لو كنتم
حجارة من شدة القساوة والصلابة وليس عظامًا او حديدًا من شدة الهشاشة وليس رفاتًا ,فالله عز وجل قادر على ان يعيدكم خلقتكم الاولى،
وإنكار المشركين لحقيقة البعث بعد الموت بعد أن يتحولوا إلى عظام وتراب, ولكن جاء الرد الإلهي يخبرهم أنكم حتى لو أصبحتم
حجارة أو حديد،فإن الله قادر على أن يبعثكم مرة أخرى,فالذى فطر الانسان وغيره من المخلوقات لأول مرة من تراب الأرض،قادر
على الاعادة،قال تعالى(وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)
الروم،وفي هذه الآيات يشير القرآن إلى تحول الموتى إلى حجارة أو حديد وهذه حقيقة تم إثباتها علمياً،قال تعالى(وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا
وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ)أي ،الشيء البالي أشد البلى قِدَماً الذي ذهلته الليالي والأيام أي،مرت عليه الليالي والأيام فقدم،قال أبو السعود(إِلاَّ جَعَلَتْهُ كالرميم) هو الهالك الفاني المتقطع المفتت،عظاماً ورفاتاً،
العظام هى العظام ،والرفات هى تراب البدن ،
ولو تفتت العظام لقالوا،أإذا كنا رفاتاً،حيث لاوجود للعظام،وهذا ما يقوله الذين
يحرقون جثث موتاهم ويحيلونها رماداً مثل الهندوس وغيرهم،
أما الرميم،
كما نعلمه فى لغة العلم هو لحم الحيوان بعد الموت وقبل أن يكون تراباً،أى،أنه التحول من لحم إلى تراب أثناء هذه المرحلة يكون رمة أو رميم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وَقَالُواْ أَئِذَا كُنَّا عِظَاماً وَرُفَاتاً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً،قُل كُونُواْ حِجَارَةً أَوْ حَدِيداً،أَوْ خَلْقاً مِّمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَن
يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيباً،يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ
وَتَظُنُّونَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً)وقد كانت قضية البعث مثار جدل طويل بين الرسول صلى الله عليه وسلم،والمشركين،مع بساطة هذه
القضية ووضوحها عند من يتصور طبيعة الحياة والموت,وطبيعة البعث والحشر،ولقد عرضها القرآن الكريم في هذا الضوء
مرات،ولكن القوم لم يكونوا يتصورونها بهذا الوضوح وبتلك البساطة،فكان يصعب عليهم تصور البعث بعد البلى والفناء المسلط
على الأجسام(وَقَالُواْ أَئِذَا كُنَّا عِظَاماً وَرُفَاتاً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً)ذلك أنهم لم يكونوا يتدبرون أنهم لم يكونوا أحياء أصلاً ثم
كانوا,وأن النشأة الآخرة ليست أعسر من النشأة الأولى،وأنه لا شيء أمام القدرة الإلهية أعسر من شيء,وأداة الخلق واحدة في
كل شيء(كن فيكون)فيستوي أن يكون الشيء سهلاً،وأن يكون صعباً في نظر الناس,متى توجهت الإرادة الإلهية إليه،وكان الرد
على ذلك التعجب(قُل كُونُواْ حِجَارَةً أَوْ حَدِيداً،أَوْ خَلْقاً مِّمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ)والعظام والرفات فيها رائحة البشرية وفيها ذكرى
الحياة،والحديد والحجارة أبعد عن الحياة،فيقال لهم،كونوا حجارة أو حديداً أو خلقاً آخر،أو غل في البعد عن الحياة من الحجارة
والحديد مما يكبر في صدوركم أن تتصوروه وقد نفخت فيه الحياة،فسيبعثكم الله،وهم لا يملكون أن يكونوا حجارة أو حديدا أو
خلقاً آخر ولكنه قول للتحدي،وفيه كذلك ظل التوبيخ والتقريع,فالحجارة والحديد جماد لا يحس ولا يتأثر,وفي هذا إيماء
من بعيد إلى ما في تصورهم من جمود وتحجر(فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَا)من يردنا إلى الحياة إن كنا رفاتاً وعظاماً,أو خلقا آخر أشد
إيغالاً في الموت والخمود(قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ)فالذي أنشاهم إنشاء قادر على أن يردهم أحياء، ولكنهم لا ينتفعون به ولا
يقتنعون(فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُوسَهُمْ)ينغضونها علواً أو سفلاً,استنكاراً واستهزاء(وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ)استبعاداً لهذا الحادث
واستنكاراً(قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيباً)فالرسول عليه الصلاة والسلام،لا يعلم موعده تحديداً،ولكن لعله أقرب مما يظنون،وما
أجدرهم أن يخشوا وقوعه وهم في غفلتهم يكذبون ويستهزئون(يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلا)وهو مشهد يصور أولئك المكذبين بالبعث المنكرين له,
وفي هذه الآيات قدم الله تعالى العظام على الرفات كما وقدم الحجارة على الحديد،فلما كان هذا التقديم،الآيات ذكرت العظام
والرفات والحجارة والحديد,العظام كما هو معلوم،هي من اقسى واصلد مكونات الحسم البشري وتبقى العظام لسنوات عديدة حتى
تتحلل وتصبح رفاتًا ,والرفات في اللغة،ما تكسر،والكفار في هذا ابلغ في انكارهم البعث لمن مات حديثاً وما زالت عظامه،او من
مات واصبحت عظامه حطاماً دقيقاً مثل التراب,والملاحظ ان آية الكفار في انكار البعث بدأت في قولهم(وَقَالُواْ أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا
وَرُفَاتًا)وقد رد الله عز وجل عليهم في صورة أبلغ في الالزام(الزام البعث) فقابل،بقول تعالى(كُونُواْ حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا)فالحجارة تقابل
العظام من حيث القساوة والصلابة والحديد يقابل الرفات من حيث الهشاشة وقابلية التحطم والدق,ويصبح معنى الآية(انكم لو كنتم
حجارة من شدة القساوة والصلابة وليس عظامًا او حديدًا من شدة الهشاشة وليس رفاتًا ,فالله عز وجل قادر على ان يعيدكم خلقتكم الاولى،
وإنكار المشركين لحقيقة البعث بعد الموت بعد أن يتحولوا إلى عظام وتراب, ولكن جاء الرد الإلهي يخبرهم أنكم حتى لو أصبحتم
حجارة أو حديد،فإن الله قادر على أن يبعثكم مرة أخرى,فالذى فطر الانسان وغيره من المخلوقات لأول مرة من تراب الأرض،قادر
على الاعادة،قال تعالى(وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)
الروم،وفي هذه الآيات يشير القرآن إلى تحول الموتى إلى حجارة أو حديد وهذه حقيقة تم إثباتها علمياً،قال تعالى(وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا
وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ)أي ،الشيء البالي أشد البلى قِدَماً الذي ذهلته الليالي والأيام أي،مرت عليه الليالي والأيام فقدم،قال أبو السعود(إِلاَّ جَعَلَتْهُ كالرميم) هو الهالك الفاني المتقطع المفتت،عظاماً ورفاتاً،
العظام هى العظام ،والرفات هى تراب البدن ،
ولو تفتت العظام لقالوا،أإذا كنا رفاتاً،حيث لاوجود للعظام،وهذا ما يقوله الذين
يحرقون جثث موتاهم ويحيلونها رماداً مثل الهندوس وغيرهم،
أما الرميم،
كما نعلمه فى لغة العلم هو لحم الحيوان بعد الموت وقبل أن يكون تراباً،أى،أنه التحول من لحم إلى تراب أثناء هذه المرحلة يكون رمة أو رميم.