رجل الجزيرة
11-09-2013, 04:11 AM
جوزيف بلاتر رئيس الفيفا في حوار شامل حول مونديال 2022
قطر ستُنظم نسخة لن تنسى من كأس العالم
http://raya.com/File/GetImageCustom/ef743e6a-c712-462f-9714-202ecbff4e67/316/235
لن يكون هناك تمييز تحت رئاستي ونعم لمونديال شتوي في الدوحة
من حق الشرق الأوسط استقبال كأس العالم وإلا أصبحنا عنصريين
المونديال ليس بالضرورة بطولة صيفية وإقامته في يونيو ويوليو ليس "شرطًا جوهريًا"
لا يمكن لأوروبا التحكم في العالم والقوى الإمبريالية السابقة لن تفرض إرادتها
تحديد موعد البطولة وحسب البند 7.2.3 و 7.3.3 حق للجنة المنظمة
أشعر بالارتياح لإقامة المونديال في الشرق الأوسط لنصنع الفرح لشعوب المنطقة
أرفض أي إجراء قانوني من المرشحين الخاسرين وأطالبهم بقراءة قوانين الترشح
الدوحة - الراية:
عندما دعا جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم إلى تغيير موعد مونديال قطر 2022 وإقامته في الشتاء، اعتقد البعض خاصة في أوروبا أن بلاتر أراد بهذه الدعوة تخفيف الضغوط التي يعاني منها بسبب موافقة الفيفا على إسناد المونديال إلى قطر حيث الحرارة العالية في الصيف.
وانطلقت الانتقادات ضد بلاتر بسبب هذه الدعوة دون أن يتعمقوا فيها وفي أسبابها والأسس التي اعتمد عليها بلاتر في دعوته، كما نسي الجميع انها مجرد دعوة للمناقشة والدراسة ولا تعني اعترافا من بلاتر أو الفيفا بالخطأ بإسناد مونديال 2022 إلى قطر.
ونسي الجميع أن بلاتر عندما أعلن عن دعوته كان هدفها كما صرح أن تكون نهائيات كأس العالم مهرجانًا للناس مع توفير أفضل الأجواء حتى يستطيع اللاعبون اللعب باريحية.
وتناسي كل من اعترض وانتقد بلاتر أن بلاتر نفسه عندما أطلق في دعوته بالنمسا قال وقتها إن أي طلب لتغيير موعد نهائيات كأس العالم 2022 يجب أن يأتي من المنظمين.
الانتقادات غير المبررة والجدل حول دعوة بلاتر جعلت الكثيرين لإجراء حوارات مع بلاتر نفسه لتوضح الأمر والكشف عن أسباب رغبته في تغيير موعد إقامة نهائيات كأس العالم 2022 المقررة في قطر لتقام في فصل الشتاء بدلا من الصيف، وهو ما قام به موقع (insideworldfootball.com) العالمي المختص بكرة القدم والذي أجرى حوارًا صريحًا مع بلاتر وضع فيه العديد من النقاط، وكشف عن أمور إيجابية تخص مونديال قطر 2022 حيث اكد بلاتر في هذا الحوار.
ثقته بإمكانية قطر بتنظيم كأس العالم، وان الشرق الأوسط من حقه استقبال كأس العالم.
وكشف بلاتر أن العديد من الدوريات الأوروبية تؤيد موقفه، كما انه يرفض القيام أي إجراء قانوني من المرشحين الخاسرين ويطالبهم بقراءة قوانين الترشح بعناية.
واعلن بلاتر في هذا الحوار تأييده لإقامة مونديال 2022 في الشتاء، مشيرا إلى أن أوروبا لا تحكم العالم.
ولعل أهم ما قاله بلاتر في هذا الحوار أن كأس العالم ليست بالضرورة بطولة صيفية، وهنا نص الحوار.
> عندما بادرتم وأعلنتم من جانبكم بأن كأس العالم 2022 لا يمكن إقامتها في الصيف، أيدكم الكثير ولكن عندما عرضتم إحالة الموضوع إلى المكتب التنفيذي للفيفا وحثه على تغيير موعدها لفصل الشتاء، تفجر الجدل ثانية ..هل كنت تتوقع رد فعل عنيفًا كهذا ؟
- حسنا، بكل أمانة، لم أكن مندهشا لذلك تماما لأن قطر، مثل سائر البلدان الأخرى التي ترشحت لاستضافة البطولة، قدمت عرضاً استضافة نهائيات كأس العالم في الصيف. وبعد العديد من المناقشات والمداولات والمراجعات النقدية للمسألة برمتها، توصلت إلى استنتاج مفاده أن اللعب في كأس العالم في حرارة الصيف في قطر ليس أمراً مسؤولاً، على الرغم من أنني أعرف جيدا أن قطر لديها الرغبة والطموح لتطوير أفضل تكنولوجيا تبريد. وهذا هو السبب الذي جعلني أظهر على العلن واقترح أنه على المكتب التنفيذي أن يناقش موعد إقامة البطولة في اجتماعه القادم، وأن يدرس التأثيرات التي ستنتج عن تغير الموعد للشتاء
> لكن هناك معارضة لاقتراحك، ليس فقط من الدوريات الأوروبية التي سجلت اعتراضات، ولكن ربما أيضًا من جهات أخري؟.
- طبعا. بعض الناس قفزت إلى استنتاجات مباشرة، وطالبت بإعادة النظر في آلية اختيار الدول المضيفة إن لم تُطالب أصلا بإعادة التصويت، والبعض الآخر لم يتوان في توجيه انتقادات شديدة، وأنا أتساءل لماذا استغرقت أنا مدة عامين ونصف لأقول الآن أن البطولة غير ممكنة في الصيف، وبعضهم نسي بعض الحقائق.
> وما هي تلك الحقائق ؟
- في البداية، أقول لهؤلاء المنتقدين إنكم وقعتم على وثائق الملف نفسها كما فعلت قطر (وهو ما يعرف باتفاقية تسجيل الملف) وأحد بنودها 1.2.1 تنص على النسخة رقم 22 من كأس العالم "مدرجة لتكون" في أشهر يونيو /أو يوليو من العام 2022 من حيث المبدأ. ولا يقول هذا البند أنها "يجب" أن تقام في تلك الأشهر، كما أن تنظيم البطولة في يونيو ويوليو ليس "شرطا جوهرياً". ماكشفته الوثيقة، هو التعبير عن تمني الفيفا لتنظيم نهائيات كأس العالم في يونيو أو يوليو.
> لكن ألا تكفي دلالة أن تُقام البطولة دائما في الصيف، أن تكون هذه البطولة أيضا في الصيف ؟
- أرأيت !! هذه نقطة مهمة، كانت تقام في الصيف (الأوروبي) وكانت تجد من الجمهور الأوروبي كل المتعة والتشويق، لكن العالم أصبح مكانا أصغر بكثير. فالمسافات أصبحت أقصر بكثير أيضا. وعلاوة على ذلك، فقد أصبح العالم أكثر شمولية وبطرق عديدة أكثر عدلا بالرغم من الصراعات التي تدور رحاها في كثير من الأحيان. دعونا ننسى ذلك وأقول من وجهة نظري إن كرة القدم تبقى قوة عالمية موحدة من أجل الخير، وهي القوة التي تقدم يجب أن تكون شاملة في كل اتجاه وهي القوة التي جعلت من مكافحة العنصرية شعارا ومنهجا لمسيرة الفيفا تحت رئاستي، إذا كان كل ذلك سليما، فعلينا أن نتعلم ونمضي ونتقدم، ولا ننشغل بالكلام والكلام فقط.
العنصرية والتعسفية
> ماذا تقصد بذلك؟
- إذا استمررنا بالجمود الذي نحن عليه، فهذا يعني أن كأس العالم لكرة القدم لن يتم تنظيمه أبداً في البلدان الجنوبية أو بجانب خط الاستواء، وبذلك نصبح عنصريين ضد الدول التي لها مناخ غير الذي لدينا في أوروبا، ونجعل الاستضافة شيئاً مستحيلاً لهؤلاء الذين يودون استضافة أكبر لعبة في العالم، وأعتقد أن كأس العالم يجب أن تمنح للبلد الذي يريد حقا .. حقا استضافته، البلد الذي يمتلك الوسائل المالية التي تمكنه للقيام بذلك دون إهمال الواجبات الاجتماعية الأخرى، والبلد الذي يعرف اتحاده الوطني لكرة القدم كيف يحدد أفضل وقت لممارسة كرة القدم. بصراحة، إذا تغاضينا عن القدرات التنظيمية بسبب ملاحظات تتعلق بالطقس، فعلينا أن نتوقع في الخطوة التالية المطالبة باستبعاد وإقصاء دول لأسباب تعسفية وعنصرية أخرى. وبصراحة، لن أكون طرفا في أي شيء من هذا القبيل.
> المكتب التنفيذي كان يعلم في العاشر من ديسمبر 2010 أن إقامة كأس العالم في الصيف في قطر أمراً مستحيلاً ؟
- من الممكن أن يكون هذا صحيحاً، ومن الممكن أن نكون قد وقعنا في خطأ في هذا الوقت، ولكن بالجانب الآخر عليك أن تراعي أيضًا الاعتبارات السياسية والجغرافية. أن كأس العالم هو أكبر حدث عالمي إن لم يكن الحدث العالمي الأبرز. من نحن -الأوروبيون- حتى نطالب بأن يلبي هذا الحدث احتياجات 800 مليون أوروبي، بينما ننسى أن أكثر من سبعة مليار نسمة من باقي سكان هذا الكوكب ليسوا أوروبيين.
أعتقد أنه آن الأوان لأوروبا أن تفهم أننا لا نحكم العالم بعد الآن، وأن بعض القوى الأوروبية الإمبريالية السابقة لم يعد بمقدورها أن تفرض إرادتها على الآخرين في أماكن بعيدة، ويجب علينا أن نقبل حقيقة أن كرة القدم لم تعد حكرا على أوروبا وأمريكا الجنوبية. لقد أصبحت رياضة عالمية يتابعها الملايين من المشجعين بحماس كل أسبوع، وفي كل مكان في العالم.
> ماذا عن الاعتبارات القانونية من الدول الأخرى إذا تم تغيير موعد الاستضافة؟
- أنتظر أيّ اعتبارات قانونية ؟ لقد قلنا في اتفاقية الاستضافة التي أبرمناها في العشرين من ديسمبر عام 2010، إن كأس العالم لكرة القدم، من المنتظر أن تقام، من حيث المبدأ، في شهري يونيو ويوليو من عام إقامة الحدث.
والى جانب ذلك، فإن البند 7.2.3 و 7.3.3 في نفس اتفاقية الاستضافة يقول صراحة إن القرار النهائي بشأن تحديد مواعيد المسابقة وبرنامج مبارياتها يجب أن يناط إلى اللجنة المنظمة للبطولة التي سيكون من حقها الاستماع إلى التوصيات".
أخيرًا وليس آخرًا، جاء فيها أيضا أن السلطة النهائية في أية مسألة تتعلق باستضافة كأس العالم يجب أن يستوفي شروط ومعايير الفيفا. وأرى لزاما أن أشير إلى أن على اللجنة المنظمة المحلية لمونديال 2022 "الالتزام بأية تعليمات معينة، أو قرارات يتم اتخاذها من قبل الفيفا" ؟ ألا تتفق معي أن هذا واضح جدا ؟
> نعم، هذا صحيح لكن على الفيفا أن يبحث عن آلية ديمقراطية مقبولة لدى الجميع للإقدام على هذا التغيير الجذري؟
- نحن بحاجة أولاً لمعرفة ما إذا كان صاحب كأس العالم لكرة القدم - الفيفا - يوافق على اقتراحاتي، ولهذا طالبت بانعقاد الاجتماع المرتقب في الثالث من أكتوبر لمعرفة ماذا كان المجتمعون سيأخذون بتوصيتي لتغيير موعد البطولة من الصيف إلى الشتاء وعندما يصادق المكتب التنفيذي على هذه التوصية فحينها سنقرر شكل الخطوة التالية.
> ماهي تلك الخطوة ؟
الخطوات المقبلة تشمل مراجعة وتقييم الرزنامة الدولية بما لا يتعارض مع هذا القرار ودراسة النتائج المترتبة عليه. ونحن في الواقع سنكون بحاجة للتشاور مع جميع الأطراف والجهات المعنية به.
> ولكن هل تعتقد حقا أن الفيفا يمكنه أن يقوم بمثل هذا التغيير الجوهري دون أن يثير كبيرة بين هذا الطرف أو ذاك ؟
- بالتأكيد يمكنني ذلك وأستطيع القول إن كل شيء سيكون متناغما ومدروسا. عندما تحضر الإرادة يكون كل شيء ممكنا وأعرف بقدرة الفيفا على القيام بما يجب القيام به. لقد عقدنا اجتماعات أولية لرسم خارطة طريق مع مسؤولي بعض الدوريات الأكثر تأثراً. أن كأس العالم في قطر ستسهم في توحيد منطقة غير مستقرة من العالم من خلال جلب الأمل والفرح إلى الملايين الذين عانوا لعقود من الزمان. كما أنها ستظهر، مرة أخرى، أن كرة القدم هي قوة للخير - كما أثبتنا في الآونة الأخيرة من خلال تشجيع الفلسطينيين والإسرائيليين للالتقاء في زيوريخ والبدء في حوار هادف للتوصل إلى اتفاق تاريخي.
ليس لدينا طموح سياسي، وليس في الأمر ما يجعل الآخرين يشكون بوجود أجندة سياسية. أن كل ما نريده هو جلب كأس العالم إلى مناطق حيث لم يسبق أن وصلتها من قبل، انطلاقا من حقيقة أن كرة القدم يمكنها أن تصنع الفارق - حتى لبضع أسابيع. أنا من أشد الحريصين على مصلحة اللعبة وماذا يمكن أن يولده ذلك للجميع.
> أنا لا أريد أن أفجر بالونات الدهشة والاستغراب، ولكن ألا تخشى من اتهام الآخرين الذين خسروا فرصتهم في الاستضافة من أن تطالك تساؤلات التشكيك بنتيجة التصويت على مونديال 2022، والمطالبة بإعادة الانتخابات ؟
- الفيفا وحده من يمتلك الحق القانوني في تحديد أين يريد أن تقام كأس العالم. إنه حقنا ونحن نمارس هذا الحق بحذر ليكون مستوفيا لجميع جوانبه. أن الفيفا مؤسسة دولية كبيرة، وهو من يتكفل بإشاعة قواعد اللعب النظيف والاحترام، ليس في الملاعب فحسب وإنما خارجها أيضا. ليس لدي ما يزعجني تجاه بطولتي 2022 و2018، أنا مرتاح جدا لأننا نقلنا أيضا كأس العالم 2018 إلى بلد رائع وهو روسيا، الذي استحق الاستضافة، وفي عام 2022، قررنا نقله إلى منطقة الشرق الأوسط للمساهمة في صناعة الفرح والسعادة لشعوب المنطقة. واعتقد جازما أن قطر ليس فقط سيكون بإمكانها تنظيم نسخة لا تنسى من كأس العالم، بل إن المنطقة بأسرها ستكون سعيدة ومتفاعلة مع هذا الاحتفال الفريد.
http://raya.com/news/pages/1414fe35-d8e7-4b10-98c1-9ff18ce692d9
قطر ستُنظم نسخة لن تنسى من كأس العالم
http://raya.com/File/GetImageCustom/ef743e6a-c712-462f-9714-202ecbff4e67/316/235
لن يكون هناك تمييز تحت رئاستي ونعم لمونديال شتوي في الدوحة
من حق الشرق الأوسط استقبال كأس العالم وإلا أصبحنا عنصريين
المونديال ليس بالضرورة بطولة صيفية وإقامته في يونيو ويوليو ليس "شرطًا جوهريًا"
لا يمكن لأوروبا التحكم في العالم والقوى الإمبريالية السابقة لن تفرض إرادتها
تحديد موعد البطولة وحسب البند 7.2.3 و 7.3.3 حق للجنة المنظمة
أشعر بالارتياح لإقامة المونديال في الشرق الأوسط لنصنع الفرح لشعوب المنطقة
أرفض أي إجراء قانوني من المرشحين الخاسرين وأطالبهم بقراءة قوانين الترشح
الدوحة - الراية:
عندما دعا جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم إلى تغيير موعد مونديال قطر 2022 وإقامته في الشتاء، اعتقد البعض خاصة في أوروبا أن بلاتر أراد بهذه الدعوة تخفيف الضغوط التي يعاني منها بسبب موافقة الفيفا على إسناد المونديال إلى قطر حيث الحرارة العالية في الصيف.
وانطلقت الانتقادات ضد بلاتر بسبب هذه الدعوة دون أن يتعمقوا فيها وفي أسبابها والأسس التي اعتمد عليها بلاتر في دعوته، كما نسي الجميع انها مجرد دعوة للمناقشة والدراسة ولا تعني اعترافا من بلاتر أو الفيفا بالخطأ بإسناد مونديال 2022 إلى قطر.
ونسي الجميع أن بلاتر عندما أعلن عن دعوته كان هدفها كما صرح أن تكون نهائيات كأس العالم مهرجانًا للناس مع توفير أفضل الأجواء حتى يستطيع اللاعبون اللعب باريحية.
وتناسي كل من اعترض وانتقد بلاتر أن بلاتر نفسه عندما أطلق في دعوته بالنمسا قال وقتها إن أي طلب لتغيير موعد نهائيات كأس العالم 2022 يجب أن يأتي من المنظمين.
الانتقادات غير المبررة والجدل حول دعوة بلاتر جعلت الكثيرين لإجراء حوارات مع بلاتر نفسه لتوضح الأمر والكشف عن أسباب رغبته في تغيير موعد إقامة نهائيات كأس العالم 2022 المقررة في قطر لتقام في فصل الشتاء بدلا من الصيف، وهو ما قام به موقع (insideworldfootball.com) العالمي المختص بكرة القدم والذي أجرى حوارًا صريحًا مع بلاتر وضع فيه العديد من النقاط، وكشف عن أمور إيجابية تخص مونديال قطر 2022 حيث اكد بلاتر في هذا الحوار.
ثقته بإمكانية قطر بتنظيم كأس العالم، وان الشرق الأوسط من حقه استقبال كأس العالم.
وكشف بلاتر أن العديد من الدوريات الأوروبية تؤيد موقفه، كما انه يرفض القيام أي إجراء قانوني من المرشحين الخاسرين ويطالبهم بقراءة قوانين الترشح بعناية.
واعلن بلاتر في هذا الحوار تأييده لإقامة مونديال 2022 في الشتاء، مشيرا إلى أن أوروبا لا تحكم العالم.
ولعل أهم ما قاله بلاتر في هذا الحوار أن كأس العالم ليست بالضرورة بطولة صيفية، وهنا نص الحوار.
> عندما بادرتم وأعلنتم من جانبكم بأن كأس العالم 2022 لا يمكن إقامتها في الصيف، أيدكم الكثير ولكن عندما عرضتم إحالة الموضوع إلى المكتب التنفيذي للفيفا وحثه على تغيير موعدها لفصل الشتاء، تفجر الجدل ثانية ..هل كنت تتوقع رد فعل عنيفًا كهذا ؟
- حسنا، بكل أمانة، لم أكن مندهشا لذلك تماما لأن قطر، مثل سائر البلدان الأخرى التي ترشحت لاستضافة البطولة، قدمت عرضاً استضافة نهائيات كأس العالم في الصيف. وبعد العديد من المناقشات والمداولات والمراجعات النقدية للمسألة برمتها، توصلت إلى استنتاج مفاده أن اللعب في كأس العالم في حرارة الصيف في قطر ليس أمراً مسؤولاً، على الرغم من أنني أعرف جيدا أن قطر لديها الرغبة والطموح لتطوير أفضل تكنولوجيا تبريد. وهذا هو السبب الذي جعلني أظهر على العلن واقترح أنه على المكتب التنفيذي أن يناقش موعد إقامة البطولة في اجتماعه القادم، وأن يدرس التأثيرات التي ستنتج عن تغير الموعد للشتاء
> لكن هناك معارضة لاقتراحك، ليس فقط من الدوريات الأوروبية التي سجلت اعتراضات، ولكن ربما أيضًا من جهات أخري؟.
- طبعا. بعض الناس قفزت إلى استنتاجات مباشرة، وطالبت بإعادة النظر في آلية اختيار الدول المضيفة إن لم تُطالب أصلا بإعادة التصويت، والبعض الآخر لم يتوان في توجيه انتقادات شديدة، وأنا أتساءل لماذا استغرقت أنا مدة عامين ونصف لأقول الآن أن البطولة غير ممكنة في الصيف، وبعضهم نسي بعض الحقائق.
> وما هي تلك الحقائق ؟
- في البداية، أقول لهؤلاء المنتقدين إنكم وقعتم على وثائق الملف نفسها كما فعلت قطر (وهو ما يعرف باتفاقية تسجيل الملف) وأحد بنودها 1.2.1 تنص على النسخة رقم 22 من كأس العالم "مدرجة لتكون" في أشهر يونيو /أو يوليو من العام 2022 من حيث المبدأ. ولا يقول هذا البند أنها "يجب" أن تقام في تلك الأشهر، كما أن تنظيم البطولة في يونيو ويوليو ليس "شرطا جوهرياً". ماكشفته الوثيقة، هو التعبير عن تمني الفيفا لتنظيم نهائيات كأس العالم في يونيو أو يوليو.
> لكن ألا تكفي دلالة أن تُقام البطولة دائما في الصيف، أن تكون هذه البطولة أيضا في الصيف ؟
- أرأيت !! هذه نقطة مهمة، كانت تقام في الصيف (الأوروبي) وكانت تجد من الجمهور الأوروبي كل المتعة والتشويق، لكن العالم أصبح مكانا أصغر بكثير. فالمسافات أصبحت أقصر بكثير أيضا. وعلاوة على ذلك، فقد أصبح العالم أكثر شمولية وبطرق عديدة أكثر عدلا بالرغم من الصراعات التي تدور رحاها في كثير من الأحيان. دعونا ننسى ذلك وأقول من وجهة نظري إن كرة القدم تبقى قوة عالمية موحدة من أجل الخير، وهي القوة التي تقدم يجب أن تكون شاملة في كل اتجاه وهي القوة التي جعلت من مكافحة العنصرية شعارا ومنهجا لمسيرة الفيفا تحت رئاستي، إذا كان كل ذلك سليما، فعلينا أن نتعلم ونمضي ونتقدم، ولا ننشغل بالكلام والكلام فقط.
العنصرية والتعسفية
> ماذا تقصد بذلك؟
- إذا استمررنا بالجمود الذي نحن عليه، فهذا يعني أن كأس العالم لكرة القدم لن يتم تنظيمه أبداً في البلدان الجنوبية أو بجانب خط الاستواء، وبذلك نصبح عنصريين ضد الدول التي لها مناخ غير الذي لدينا في أوروبا، ونجعل الاستضافة شيئاً مستحيلاً لهؤلاء الذين يودون استضافة أكبر لعبة في العالم، وأعتقد أن كأس العالم يجب أن تمنح للبلد الذي يريد حقا .. حقا استضافته، البلد الذي يمتلك الوسائل المالية التي تمكنه للقيام بذلك دون إهمال الواجبات الاجتماعية الأخرى، والبلد الذي يعرف اتحاده الوطني لكرة القدم كيف يحدد أفضل وقت لممارسة كرة القدم. بصراحة، إذا تغاضينا عن القدرات التنظيمية بسبب ملاحظات تتعلق بالطقس، فعلينا أن نتوقع في الخطوة التالية المطالبة باستبعاد وإقصاء دول لأسباب تعسفية وعنصرية أخرى. وبصراحة، لن أكون طرفا في أي شيء من هذا القبيل.
> المكتب التنفيذي كان يعلم في العاشر من ديسمبر 2010 أن إقامة كأس العالم في الصيف في قطر أمراً مستحيلاً ؟
- من الممكن أن يكون هذا صحيحاً، ومن الممكن أن نكون قد وقعنا في خطأ في هذا الوقت، ولكن بالجانب الآخر عليك أن تراعي أيضًا الاعتبارات السياسية والجغرافية. أن كأس العالم هو أكبر حدث عالمي إن لم يكن الحدث العالمي الأبرز. من نحن -الأوروبيون- حتى نطالب بأن يلبي هذا الحدث احتياجات 800 مليون أوروبي، بينما ننسى أن أكثر من سبعة مليار نسمة من باقي سكان هذا الكوكب ليسوا أوروبيين.
أعتقد أنه آن الأوان لأوروبا أن تفهم أننا لا نحكم العالم بعد الآن، وأن بعض القوى الأوروبية الإمبريالية السابقة لم يعد بمقدورها أن تفرض إرادتها على الآخرين في أماكن بعيدة، ويجب علينا أن نقبل حقيقة أن كرة القدم لم تعد حكرا على أوروبا وأمريكا الجنوبية. لقد أصبحت رياضة عالمية يتابعها الملايين من المشجعين بحماس كل أسبوع، وفي كل مكان في العالم.
> ماذا عن الاعتبارات القانونية من الدول الأخرى إذا تم تغيير موعد الاستضافة؟
- أنتظر أيّ اعتبارات قانونية ؟ لقد قلنا في اتفاقية الاستضافة التي أبرمناها في العشرين من ديسمبر عام 2010، إن كأس العالم لكرة القدم، من المنتظر أن تقام، من حيث المبدأ، في شهري يونيو ويوليو من عام إقامة الحدث.
والى جانب ذلك، فإن البند 7.2.3 و 7.3.3 في نفس اتفاقية الاستضافة يقول صراحة إن القرار النهائي بشأن تحديد مواعيد المسابقة وبرنامج مبارياتها يجب أن يناط إلى اللجنة المنظمة للبطولة التي سيكون من حقها الاستماع إلى التوصيات".
أخيرًا وليس آخرًا، جاء فيها أيضا أن السلطة النهائية في أية مسألة تتعلق باستضافة كأس العالم يجب أن يستوفي شروط ومعايير الفيفا. وأرى لزاما أن أشير إلى أن على اللجنة المنظمة المحلية لمونديال 2022 "الالتزام بأية تعليمات معينة، أو قرارات يتم اتخاذها من قبل الفيفا" ؟ ألا تتفق معي أن هذا واضح جدا ؟
> نعم، هذا صحيح لكن على الفيفا أن يبحث عن آلية ديمقراطية مقبولة لدى الجميع للإقدام على هذا التغيير الجذري؟
- نحن بحاجة أولاً لمعرفة ما إذا كان صاحب كأس العالم لكرة القدم - الفيفا - يوافق على اقتراحاتي، ولهذا طالبت بانعقاد الاجتماع المرتقب في الثالث من أكتوبر لمعرفة ماذا كان المجتمعون سيأخذون بتوصيتي لتغيير موعد البطولة من الصيف إلى الشتاء وعندما يصادق المكتب التنفيذي على هذه التوصية فحينها سنقرر شكل الخطوة التالية.
> ماهي تلك الخطوة ؟
الخطوات المقبلة تشمل مراجعة وتقييم الرزنامة الدولية بما لا يتعارض مع هذا القرار ودراسة النتائج المترتبة عليه. ونحن في الواقع سنكون بحاجة للتشاور مع جميع الأطراف والجهات المعنية به.
> ولكن هل تعتقد حقا أن الفيفا يمكنه أن يقوم بمثل هذا التغيير الجوهري دون أن يثير كبيرة بين هذا الطرف أو ذاك ؟
- بالتأكيد يمكنني ذلك وأستطيع القول إن كل شيء سيكون متناغما ومدروسا. عندما تحضر الإرادة يكون كل شيء ممكنا وأعرف بقدرة الفيفا على القيام بما يجب القيام به. لقد عقدنا اجتماعات أولية لرسم خارطة طريق مع مسؤولي بعض الدوريات الأكثر تأثراً. أن كأس العالم في قطر ستسهم في توحيد منطقة غير مستقرة من العالم من خلال جلب الأمل والفرح إلى الملايين الذين عانوا لعقود من الزمان. كما أنها ستظهر، مرة أخرى، أن كرة القدم هي قوة للخير - كما أثبتنا في الآونة الأخيرة من خلال تشجيع الفلسطينيين والإسرائيليين للالتقاء في زيوريخ والبدء في حوار هادف للتوصل إلى اتفاق تاريخي.
ليس لدينا طموح سياسي، وليس في الأمر ما يجعل الآخرين يشكون بوجود أجندة سياسية. أن كل ما نريده هو جلب كأس العالم إلى مناطق حيث لم يسبق أن وصلتها من قبل، انطلاقا من حقيقة أن كرة القدم يمكنها أن تصنع الفارق - حتى لبضع أسابيع. أنا من أشد الحريصين على مصلحة اللعبة وماذا يمكن أن يولده ذلك للجميع.
> أنا لا أريد أن أفجر بالونات الدهشة والاستغراب، ولكن ألا تخشى من اتهام الآخرين الذين خسروا فرصتهم في الاستضافة من أن تطالك تساؤلات التشكيك بنتيجة التصويت على مونديال 2022، والمطالبة بإعادة الانتخابات ؟
- الفيفا وحده من يمتلك الحق القانوني في تحديد أين يريد أن تقام كأس العالم. إنه حقنا ونحن نمارس هذا الحق بحذر ليكون مستوفيا لجميع جوانبه. أن الفيفا مؤسسة دولية كبيرة، وهو من يتكفل بإشاعة قواعد اللعب النظيف والاحترام، ليس في الملاعب فحسب وإنما خارجها أيضا. ليس لدي ما يزعجني تجاه بطولتي 2022 و2018، أنا مرتاح جدا لأننا نقلنا أيضا كأس العالم 2018 إلى بلد رائع وهو روسيا، الذي استحق الاستضافة، وفي عام 2022، قررنا نقله إلى منطقة الشرق الأوسط للمساهمة في صناعة الفرح والسعادة لشعوب المنطقة. واعتقد جازما أن قطر ليس فقط سيكون بإمكانها تنظيم نسخة لا تنسى من كأس العالم، بل إن المنطقة بأسرها ستكون سعيدة ومتفاعلة مع هذا الاحتفال الفريد.
http://raya.com/news/pages/1414fe35-d8e7-4b10-98c1-9ff18ce692d9