المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إن المقسطين عند الله على منابر من نور



امـ حمد
11-09-2013, 10:57 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عن عبد الله بن عمرو بن العاص،رضي الله تعالى عنهما،قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(إن المقسطين عند الله على منابر
من نور عن يمين الرحمن،عز وجل،وكلتا يديه يمين، الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا) أخرجه مسلم،إن المقسطين كلمتان مترادفتان قريبتان في الرسم واللفظ، المقسطون والقاسطون،
المقسطون العادلون محمودون،إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ،
والقاسطون غير محمودين،الجائرون الظالمون(وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ،فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا،وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا)
وقوله على منابر فيه،أن العدل رفعة في الدنيا بمرضاة الله تعالى، ورفعة في الآخرة بإكرام الله لأولئك المقسطين، برقيهم ورفعتهم
على تلك المنابر،
وقوله من نور فيه،أن العدل نور في الدنيا وقرة عين لمن عدل، وجزاء ذلك نور في الآخرة، كما أن الظلم ظلم في الدنيا أو ظلام في الدنيا وظلام في الآخرة، الظلم ظلمات يوم القيامة،
وفي قوله على يمين الرحمن،زيادة في إكرامهم،فجهة اليمين جهة تشريف وتكريم،
والقاعدة عند أهل السنة والجماعة أن صفات الله تعالى لها أمور ثلاثة،
أولها،إثباتها من الكتاب والسنة،
والثاني،تنزيهها عن صفات النقص والعيب،
والثالث،الإيمان بأنها حقيقة،وعدم تأويلها أو تكييفها أو تشبيهها،
أن القول في صفة من صفات الله،أي،الإيمان بكتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام،وقد نص على ذلك أهل العلم، كشيخ الإسلام،
الذين يعدلون في حكمهم، فيه شمولية العدل في كل شيء،في القول،في الفعل،والنفع المتعدي لغيره(وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا) إذا كنت
مأموراً بالعدل مع أهلك ومع نفسك،فمع الناس من باب أولى،ولذا من كمال الإسلام في مسألة العدل ،ان العدل في كل شيء حتى في
الجوارح، وما ذكره بعض شراح الحديث عند قول النبي صلى الله عليه وسلم(نهى أن يمشي الرجل في نعل واحدة ذكروا عللًا أنها
مشية الشيطان، وذكروا من ذلك أن هذا فيه جور مع القدم الأخرى،وهذا القول لطيف في مسألة العدل،

لكن الشأن أن العدل في كل شيء(وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ)ويزداد الأجر عظماً في العدل،مع من خالفك
وظلمك،قد يخالفك مخالف فلا تكون المخالفة سبيلًا إلى ظلمه،ولهذا قال عليه الصلاة والسلام(أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من
خانك)رواه الترمذي،وصححه الألباني،العدل ثقيل على النفوس، وبخاصة مع المخالفين، لكن الإنصاف أن يجعل المسلم نصب عينيه(وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا)أو كما
قال ابن مسعود،رضي الله عنه،قل الحق ولو قال به عدو بعيد، وقل بأن هذا باطل ولو قال به صديق قريب، أيضاً في قوله صلى الله
عليه وسلم(وما وَلُو،أي،ما تولوا من ولايات، وما قاموا عليه من مسئوليات، نص أو خص هذا،لأن عدم العدل هنا يكون فيه الضرر
متعدياً،وأنت تعلم أن ظلم الاثنين أشد من ظلم الواحد،وأن ظلم العشرة أشد من ظلم الخمسة)ولهذا كان الوعيد للقاضي شديداً إن
ظلم،لعظم الضرر المترتب على ظلمهما،كما جاء المدح لمن قضى ولمن حكم بالعدل وبخاصة في حق من يلي أمور الناس من القضاة
والسلاطين،وفيه أيضاً أن العدل متلازم مع الأمانة،فيما قضى، ولهذا قال بعض العلماء عند قوله تعالى(إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ)
هذه الآية جعلت العمال على أربعة أقسام،قسمة عقلية لا بد منها،
إما أن يكون أمينًا بلا قوة،
أو أن يكون قوياً بلا أمانة،
أو أن يكون لا أمانة ولا قوة،
أو أن يكون أمينًا قوياً،
والعدل أو العادل لا بد فيه من الأمانة والقوة، بل لا يتصور أن يكون عدلاً منفذاً إلا بالقوة والأمانة، وفي ذلك أن على دعاة الخير
وطلبة العلم أن يحكموا العدل على أنفسهم،قد تحمل على أحد العصاة من المسلمين أمرًا في نفسك لخبر شاع عنه أو لمعصية
تلبس بها وجهر بها،لكن هذا لا يمنع من العدل معه، وأن يقال أصاب في إصابته وأخطأ إذا أخطأ، أما أن يُستصحب الحال في
بغضه،فيُظلَم،ويجعل الأصل في كلامه الظلم، ويُنحَى عنه العدل فهذا
من الجور،
وعن عوف بن مالك رضي الله عنه،أن النبي صلى الله عليه وسلم،قال(خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، وتصلون عليهم
ويصلون عليكم، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم،وتلعنونهم ويلعنونكم)رواه مسلم،الأئمة،يعني ولاة
الأمور،سواء كان الإمام الكبير في البلد وهو السلطان الأعلى أو كان من دونه
هؤلاء الأئمة الذين هم ولاة أمورنا،ينقسمون إلى قسمين،
الأول،قسم نحبهم ويحبوننا،فتجدنا ناصحين لهم وهم ناصحون لنا،ولذلك نحبهم،لأنهم يقومون بما أوجب الله عليهم من النصيحة لمن ولاهم الله عليه،ومعلوم أن من قام بواجب النصيحة فإن الله تعالى يحبه، ثم يحبه
أهل الأرض،فهؤلاء الأئمة الذين قاموا بما يجب عليهم محبوبون لدى رعيتهم،وقوله(ويصلون عليكم،وتصلون عليهم)الصلاة هنا
بمعنى الدعاء،يعني تدعون لهم ويدعون لكم، تدعون لهم بأن الله يهديهم ويصلح بطانتهم،ويوفقهم للعدل إلى غير ذلك من الدعاء
الذي يدعى به للسطان،وهم يدعون لكم،
الثاني،أما شرار الأئمة،فهم(الذين تبغضونهم ويبغضونكم)تكرهونهم ،لأنهم لم يقوموا بما يجب عليهم من النصيحة
للرعية،وإعطاء الحقوق إلى أهلها،وإذا فعلو ذلك فإن الناس يبغضونهم، فتحصل البغضاء من الرعية للرعاة،لأنهم لم
يقوموا بواجبهم،ثم تحصل البغضاء من الرعاة للرعية،لأن الرعية إذا أبغضت الوالي،تمردت عليه وكرهته،ولم تطع أوامره ولم
تتجنب ما نهى عنه،وحينئذ( تلعنونهم ويلعنونكم )والعياذ بالله،يعني يسبونكم وتسبونهم،أو يدعون عليكم باللعنة وتدعون عليهم
باللعنة،إذاً الأئمة ينقسمون إلى قسمين،قسم وفقوا وقاموا بما يجب عليهم فأحبهم الناس وأحبوا الناس،وصار كل واحد منهم يدعو
للآخر،وقسم آخر بالعكس شرار الأئمة،يبغضون الناس والناس يبغضونهم،ويسبون الناس والناس يسبونهم،أما حديث عياض
رضي الله عنه فهو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال( أهل الجنة ثلاثة،ذو سلطان مقسط موفق)يعني صاحب سلطان،والسلطان يعم
السلطة العليا وما دونها(مقسط)أي،عادل بين من ولاه الله عليه،
(موفق)أي مهتدٍ لما فيه التوفيق والصلاح،وقد هُدي إلى ما فيه
الخير،فهذا من أصحاب الجنة،وحديث(ذو سلطان مقسط موفق، ورجلٌ رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم)رجل رحيم يرحم
عباد الله،يرحم الفقراء،يرحم العجزة،يرحم الصغار،يرحم كل من يستحق الرحمة(رقيق القلب)ليس قلبه قاسياً (لكل ذي قربى
ومسلم)وأما للكفار فإنه غليظ عليهم،هذا أيضاً من أهل الجنة،أن يكون هذا الإنسان رقيق القلب يعني فيه لين،وفيه شفقة على كل
ذي قربى ومسلم(رجل عفيف متعفف ذو عيال)يعني،أنه فقير ولكنه متعفف،لا يسأل الناس شيئاً، يحسبه الجاهل غنياً من
التعفف(ذو عيال)يعني أنه مع فقره عنده عائلة،فتجده صابراً محتسباً يكد على نفسه،ربما يأخذ الحبل يحتطب ويأكل منه،أو يأخذ
المخلب يحتش فيأكل منه،المهم أنه عفيف متعفف ذو عيال،ولكنه صابر على البلاء،صابر على عياله، فهذا من أهل الجنة.
جعلنا الله جميعاً من المتقين،المتوكلين،الصابرين،المقسطين والمتطهرين،لننعم بحب رب العالمين
آللهم آمين.

كازانوفا
12-09-2013, 08:25 AM
اللهم امين يارب العالمين جزيتي خيرا

امـ حمد
13-09-2013, 12:15 AM
اللهم امين يارب العالمين جزيتي خيرا

بارك الله في حسناتج حبيبتي كازانوفا
ويزاااج ربي جنة الفردوس يالغلا

الصغيره
14-09-2013, 05:15 AM
بارك الله فيك ام حمد

وجزيتي كل خير وجعله الله في ميزان اعمالك الصالحه

اللهم امين

00soma00
14-09-2013, 05:18 AM
جزيتي خيرا

امـ حمد
14-09-2013, 04:36 PM
بارك الله فيك ام حمد

وجزيتي كل خير وجعله الله في ميزان اعمالك الصالحه

اللهم امين


اللهم امين
تسلمين حبيبتي الصغيره
بارك الله في حسناتج يالغلا

امـ حمد
14-09-2013, 04:37 PM
جزيتي خيرا


اللهم امين
تسلمين حبيبتي
بارك الله في حسناتج يالغلا