امـ حمد
16-09-2013, 05:32 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى(وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ)لما نهاه عن الخلق الذميم،الذي ينبغي أن يستعمله فقال(وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ)أي،توسط فيه،والقصد،ما بين
الإسراع والبطئ،أي لا تدب دبيب المتماوتين ولا تثب وثب الشطار ،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم،سرعة المشي تذهب بهاء
المؤمن،وهو التوسط في المشي بين البطء والإسراع في شيء من السكينة والوقار الذي لايشوبه التبختر والاختيال والعجب بالذات،
قال ابن كثير رحمه الله،أي،امش مشياً مقتصداً ليس بالبطيء المتثبط،ولا بالسريع المفرط، بل عدلاً وسطاً بين بين،أي،امش
بالوقار والسَّكينة،وقال ابن جبير،لا تختل في مشيتك،
وقوله تعالى(يَمْشُونَ عَلَى الأرْضِ هَوْنًا)إنّ صفة المشي لها عند الله قيمة لأنها تعبر عما في الإنسان من مشاعر وأخلاق،
فالمتكبرون،والمتجبرون،لهم مشية،والمتواضعون لهم مشية،كل
يمشي معبراً عما في ذاته،عباد الرحمن يمشون على الأرض هوناً متواضعين هيّنين ليّنين يمشون بسكينةٍ ووقار،بلا تجبر واستكبار
ولا يستعلون على أحد من عباد الله،عباد الرحمن يمشون مشية من يعلم أنه من الأرض خرج،وإلى الأرض يعود(مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ
وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى)طه،أنه ليس معنى يمشون على الأرض هوناً،أنهم يمشون متماوتين منكسي الرؤوس كما
يفهم بعض الناس،فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم،كان أسرع الناس مشيةً وأحسنها وأسكنها،قال أبو هريرة رضي الله عنه (ما
رأيت شيئاً أحسن من رسول الله كأن الشمس تجري في وجهه،وما رأيت أحداً أسرع في مشيته من رسول الله كأنما الأرض تطوى له)
ورأى عمر بن الخطاب رجلاً يمشي رويداً مطاطأ الرأس فقال ،مالك أأنت مريضاً،قال،لا،فأمره أن يمشي مشية الأقوياء،
والقرآن نهى عن مشي المرح والبطر والفخر والاختيال قال تعالى (وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ
طُولاً)الإسراء،وهذا لقمان يوصي ابنه(وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ )لقمان،
لا تمل وجهك عن الناس إذا كلمتهم أو كلموك،احتقاراً منك لهم واستكباراً عليهم,ولا تمش في الأرض بين الناس مختالاً متبختراً,
إن الله لا يحب كل متكبر متباه في نفسه وهيئته وقوله،ولا تكلم الناس وأنت معرض عنهم بل أقبل عليهم بوجهك وتواضع وابتسم
فالابتسامة صدقة والله لا يحب كل مختالٍ فخور،المختال الذي يُظهر أثر الكبر في أفعاله،والفخور الذي يظهر أثر الكبر في أقواله،والله
يحب المتواضع الذي يعرف قدر نفسه ولا يحتقر أحداً من الناس،كان النبي صلى الله عليه وسلم،يدعو(اللهم أحييني مسكيناً
ومتني مسكيناً وأحشرني في زمة المساكين)روى الامام أحمد،قوله صلى الله عليه وسلم(من تعظم في نفسه أو اختال في مشيته لقي
الله تبارك وتعالى وهو غضبان)وروى مسلم،عن أبي هريرة،أن النبي صلى الله عليه وسلم قال( بينما رجل ممن قبلكم يتبختر
يمشي في بردته قد أعجبته نفسه فخسف الله به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة )إذاً علام يتكبر الناس،علام
يتميزون،علام يستعلون على عباد الله بأموالهم ومناصبهم،ولو نظروا إلى أنفسهم لوجدوا أن أباهم الماء المهين،وجدّهم التراب كما قال تعالى(وبدأ خلق الإنسان من طين ،ثم جعل نسله من سلالةٍ من ماءٍ مهين )
قال الإمام ابن القيم في زاد المعاد المشيات أنواع،
الأول،أحسنها وأسكنها وهي مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم،قال علي بن أبي طالب رضي اللَه عنه(كان رسول اللَه صلى
اللَه عليه وسلم إذا مشى تكفأ تكفؤاً كأنما ينحط من صبب)قال الألباني،صحيح،وقال مرة(إذا مشى تقلع)والتقلع،يعني يرفع رجليه
من الأرض رفعاً بائناً بقوة،والتكفؤُ التمايل إلى قدام،كما تتكفأُ السفينة في جريها،وهو أعدل المشيات،عن أبي هريرة رضي اللَه
عنه قال(ما رأيت أحداً أسرع مشية من رسول اللَه صلى اللَه عليه وسلم،لكأنما الأرض تطوى له،كنا إذا مشينا معه نجهد أنفسنا،وإنه لغير مكترث)رواه الإمام أحمد والترمذي،
عن ابن عباس رضي اللَه عنهما(أن رسول اللَه صلى اللَه عليه
وسلم كان إذا مشى مشى مجتمعاً ليس فيه كسل)رواه الإمام أحمد
قال الالباني،سنده صحيح،ورواه البخاري(وإذا مشى لكأنما يمشي في صعد)فدلت هذه الأحاديث وأمثالها مما لم نذكر أن مشيته صلى اللَه عليه وسلم،لم تكن بمماتة ولا بمهانة،
والصبب،الموضع المنحدر من الأرض،وذلك دليل على سرعة مشيه،لأن المنحدر لا يكاد يثبت في مشيه،والتقطع الاحدار من
الصبب،والتقطع من الأرض قريب بعضه من بعض،يعني أنه كان
يستعمل التثبت ولا يبين منه في هذه الحالة استعجال ومبادرة
شديدة،وأراد به قوة المشي،وأنه يرفع رجليه من الأرض رفعاً قوياً لا كمن يمشي اختيالاً ويقارب خطوه،فإن ذلك من مشي
النساء،فأعدل المشيات مشيته صلى اللَه عليه وسلم،فإن الماشي إن كان يتماوت في مشيته ويمشي قطعة واحدة كأنه خشبة محمولة فمشية قبيحة مذمومة،
والثانية،أن يمشي بانزعاج واضطراب،مشي الجمل الأهوج،وهي مذمومة أيضاً،وهي علاة على خفة عقل صاحبها،ولا سيما إن كان يكثر الالتفات يميناً وشمالاً،
الثالثة،أن يمشي هوناً وهي مشية عباد الرحمن،قال واحد من السلف،بسكينة ووقار من غير كبر ولا تماوت،وهي مشيةُ رسول اللَّه صلى الَله عليه وسلم،
الرابعه،الرمل وتسمى الخبب،وهي إسراع المشى مع تقارب الخطا وهي مشية فيها تكبر،
الخامسه،التمايل كمشية النسوان،وإذا مشى بها الرجل كان متبختراً وأعلاها مشية الهون والتكفؤ.
ومعنى الهون،أن يمشي هوناً،
ومعنى،والتكفؤ،التمايل إلى قُدام.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى(وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ)لما نهاه عن الخلق الذميم،الذي ينبغي أن يستعمله فقال(وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ)أي،توسط فيه،والقصد،ما بين
الإسراع والبطئ،أي لا تدب دبيب المتماوتين ولا تثب وثب الشطار ،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم،سرعة المشي تذهب بهاء
المؤمن،وهو التوسط في المشي بين البطء والإسراع في شيء من السكينة والوقار الذي لايشوبه التبختر والاختيال والعجب بالذات،
قال ابن كثير رحمه الله،أي،امش مشياً مقتصداً ليس بالبطيء المتثبط،ولا بالسريع المفرط، بل عدلاً وسطاً بين بين،أي،امش
بالوقار والسَّكينة،وقال ابن جبير،لا تختل في مشيتك،
وقوله تعالى(يَمْشُونَ عَلَى الأرْضِ هَوْنًا)إنّ صفة المشي لها عند الله قيمة لأنها تعبر عما في الإنسان من مشاعر وأخلاق،
فالمتكبرون،والمتجبرون،لهم مشية،والمتواضعون لهم مشية،كل
يمشي معبراً عما في ذاته،عباد الرحمن يمشون على الأرض هوناً متواضعين هيّنين ليّنين يمشون بسكينةٍ ووقار،بلا تجبر واستكبار
ولا يستعلون على أحد من عباد الله،عباد الرحمن يمشون مشية من يعلم أنه من الأرض خرج،وإلى الأرض يعود(مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ
وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى)طه،أنه ليس معنى يمشون على الأرض هوناً،أنهم يمشون متماوتين منكسي الرؤوس كما
يفهم بعض الناس،فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم،كان أسرع الناس مشيةً وأحسنها وأسكنها،قال أبو هريرة رضي الله عنه (ما
رأيت شيئاً أحسن من رسول الله كأن الشمس تجري في وجهه،وما رأيت أحداً أسرع في مشيته من رسول الله كأنما الأرض تطوى له)
ورأى عمر بن الخطاب رجلاً يمشي رويداً مطاطأ الرأس فقال ،مالك أأنت مريضاً،قال،لا،فأمره أن يمشي مشية الأقوياء،
والقرآن نهى عن مشي المرح والبطر والفخر والاختيال قال تعالى (وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ
طُولاً)الإسراء،وهذا لقمان يوصي ابنه(وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ )لقمان،
لا تمل وجهك عن الناس إذا كلمتهم أو كلموك،احتقاراً منك لهم واستكباراً عليهم,ولا تمش في الأرض بين الناس مختالاً متبختراً,
إن الله لا يحب كل متكبر متباه في نفسه وهيئته وقوله،ولا تكلم الناس وأنت معرض عنهم بل أقبل عليهم بوجهك وتواضع وابتسم
فالابتسامة صدقة والله لا يحب كل مختالٍ فخور،المختال الذي يُظهر أثر الكبر في أفعاله،والفخور الذي يظهر أثر الكبر في أقواله،والله
يحب المتواضع الذي يعرف قدر نفسه ولا يحتقر أحداً من الناس،كان النبي صلى الله عليه وسلم،يدعو(اللهم أحييني مسكيناً
ومتني مسكيناً وأحشرني في زمة المساكين)روى الامام أحمد،قوله صلى الله عليه وسلم(من تعظم في نفسه أو اختال في مشيته لقي
الله تبارك وتعالى وهو غضبان)وروى مسلم،عن أبي هريرة،أن النبي صلى الله عليه وسلم قال( بينما رجل ممن قبلكم يتبختر
يمشي في بردته قد أعجبته نفسه فخسف الله به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة )إذاً علام يتكبر الناس،علام
يتميزون،علام يستعلون على عباد الله بأموالهم ومناصبهم،ولو نظروا إلى أنفسهم لوجدوا أن أباهم الماء المهين،وجدّهم التراب كما قال تعالى(وبدأ خلق الإنسان من طين ،ثم جعل نسله من سلالةٍ من ماءٍ مهين )
قال الإمام ابن القيم في زاد المعاد المشيات أنواع،
الأول،أحسنها وأسكنها وهي مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم،قال علي بن أبي طالب رضي اللَه عنه(كان رسول اللَه صلى
اللَه عليه وسلم إذا مشى تكفأ تكفؤاً كأنما ينحط من صبب)قال الألباني،صحيح،وقال مرة(إذا مشى تقلع)والتقلع،يعني يرفع رجليه
من الأرض رفعاً بائناً بقوة،والتكفؤُ التمايل إلى قدام،كما تتكفأُ السفينة في جريها،وهو أعدل المشيات،عن أبي هريرة رضي اللَه
عنه قال(ما رأيت أحداً أسرع مشية من رسول اللَه صلى اللَه عليه وسلم،لكأنما الأرض تطوى له،كنا إذا مشينا معه نجهد أنفسنا،وإنه لغير مكترث)رواه الإمام أحمد والترمذي،
عن ابن عباس رضي اللَه عنهما(أن رسول اللَه صلى اللَه عليه
وسلم كان إذا مشى مشى مجتمعاً ليس فيه كسل)رواه الإمام أحمد
قال الالباني،سنده صحيح،ورواه البخاري(وإذا مشى لكأنما يمشي في صعد)فدلت هذه الأحاديث وأمثالها مما لم نذكر أن مشيته صلى اللَه عليه وسلم،لم تكن بمماتة ولا بمهانة،
والصبب،الموضع المنحدر من الأرض،وذلك دليل على سرعة مشيه،لأن المنحدر لا يكاد يثبت في مشيه،والتقطع الاحدار من
الصبب،والتقطع من الأرض قريب بعضه من بعض،يعني أنه كان
يستعمل التثبت ولا يبين منه في هذه الحالة استعجال ومبادرة
شديدة،وأراد به قوة المشي،وأنه يرفع رجليه من الأرض رفعاً قوياً لا كمن يمشي اختيالاً ويقارب خطوه،فإن ذلك من مشي
النساء،فأعدل المشيات مشيته صلى اللَه عليه وسلم،فإن الماشي إن كان يتماوت في مشيته ويمشي قطعة واحدة كأنه خشبة محمولة فمشية قبيحة مذمومة،
والثانية،أن يمشي بانزعاج واضطراب،مشي الجمل الأهوج،وهي مذمومة أيضاً،وهي علاة على خفة عقل صاحبها،ولا سيما إن كان يكثر الالتفات يميناً وشمالاً،
الثالثة،أن يمشي هوناً وهي مشية عباد الرحمن،قال واحد من السلف،بسكينة ووقار من غير كبر ولا تماوت،وهي مشيةُ رسول اللَّه صلى الَله عليه وسلم،
الرابعه،الرمل وتسمى الخبب،وهي إسراع المشى مع تقارب الخطا وهي مشية فيها تكبر،
الخامسه،التمايل كمشية النسوان،وإذا مشى بها الرجل كان متبختراً وأعلاها مشية الهون والتكفؤ.
ومعنى الهون،أن يمشي هوناً،
ومعنى،والتكفؤ،التمايل إلى قُدام.