تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : خبرة الحياة والإحتكاك بين الناس



امـ حمد
17-09-2013, 03:23 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لما كان الإنسان مدنياً بطبعه،اجتماعياً بفطرته، يألف ويؤلف، يعيش في ثوب الجماعة،ويحيا في نسيج البيئة التي تحيط به،
يخالط الناس،يأخذ ويعطي،كان لابد في معاملاته تلك من أن يتعرض لمواقف اجتماعية ربما لا يرضى عنها ولا يستسيغها،كان من الضروري أن يتوافق مع السلوكيات العامة للمجتمع،
فهذه بعض نقاط من خبرة الحياة،وتجربة المعاشرة والاحتكاك
لا تنظر إلى أحد على أنه كامل،حتى لا ترى منه زلة في عينك
ينظر المرء في بعض الأحيان إلى من يحب على أنه كامل الأخلاق، جامع الفضيلة،جمُّ الأدب،ومن ثَمّ ينظر إلى جميع تصرفاته بعين
الرضا والكمال،ومن المؤكد أنَّ هذا لا يستقيم بحال، لأنّ الله تبارك وتعالى تفرد بالكمال المطلق،
حاول أن تغض الطرف عن مساوئ أخيك ما استطعت
لما كان الخطأ سمةً من سمات بني آدم،وفي حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال(كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون)رواه الترمذي،صحيح الجامع،كان لزاماً
علينا،حتى نحافظ على علاقاتنا الاجتماعية،أن نغض الطرف عما يصدر من إخواننا أحياناً من تصرفات غير مَرضية اجتماعياً،
لا تتصيد عيوب أخيك،فيتصيد الآخرون عيوبك،ولا تنتظر من أخيك خطأً
لما كان الجزاء من جنس العمل، فإن من تتبع عورة أخيه وتصيَّد أخطاءه وزلاته سلَّط الله تبارك وتعالى عليه من يفعل ذلك معه،
ويقول النبيُّ صلى الله عليه وسلم(يا معشر مَنْ آمن بلسانه،ولم يدخل الإيمان قلبه،لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم، فإن
من اتبع عوراتهم، يتبع الله عورته،ومن تتبع الله عورته يفضحه في بيته)أخرجه أبوداود في السُّنن،حديث حسن صحيح،فعلى
المسلم أن لا يعامل إخوانه على حرف،بل ينبغي للمسلم أن يعاشر الناس بالحسنى،
لا تكثر العتاب في كل صادرة وواردة فيملَّك من حولك
العتاب صابون القلوب ولا يعاتبك غير محب،كما يقولون،فهو يغسل
دنس القلوب،ويمحو رانها،ويصقلها حتى تعود صافية،ولكن الإكثار
من معاتبة الإخوان لا يرضيك قد يكون سبباً في أن يبتعدوا عنك، فالإنسان بطبيعته يرفض كثرة النقد وتوجيه الملاحظات باستمرار،
كثيراً ما ينسى الإنسانُ كلَّ صنائع الخير التي أسداها إليه صاحبُه لمجرد أن تقع بينهما خصومةٌ أو خلاف،فيستر حسنات صاحبه
بسيئاته،وكأنه ما رأى منه خيراً قط، فيطلق لسانه فيه والله سبحانه وتعالى يقول(وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ)البقرة،
حاول أن تلتمس الأعذار لإخوانك ما استطعت

لابدَّ للإنسان من أن يلتمس الأعذار لإخوانه إذا حصل ما يستوجب عتباً كتأخر عن موعد مثلاً،أو رؤية ما لا مسوغ له عندك،لذلك قيل،التمس لأخيك سبعين عذراً،
وصدق الشاعر إذ قال
إذا ما بدت من صاحب لك زلةٌ،،،فكن أنت ملتمساً لزلته عذرا
لا تترك للشيطان سبيلاً إلى قلبك، فيريك الحق باطلاً
إذا أطلق الإنسانُ لنفسه العَنان واتبع الهوى ضلَّ عن سبيل الحق، والشيطانُ إذا وجد المنفذ إلى القلب ولج حتى يتربع على عرشه ما
أتيحت له الفرصة، وقد حذرنا الله تعالى من ذلك فقال(وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ)البقرة،والنبي صلى الله عليه
وسلم يقول(إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم،لذا ينبغي لنا أن لا نترك سبيلاً للشيطان إلا قطعناه،ولا منفذاً إلا سددناه،
لا تعامل الناس على أساس الماضي،وكن ابن يومك ووليد لحظتك
كثيراً ما يتعامل المرء مع الناس على أساس ماضيهم، فيحكم على
تصرفاتهم من خلاله، وهذا بكل تأكيد تصرف خاطئ،لأن الإنسان دائم التغير،والله سبحانه وتعالى يقول(عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ)المائدة،
لا تعن الشيطانَ على أخيك،بل كن عوناً له على الشيطان
هذا معنى كلام الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم،حين قال للصحابة عندما شتم أحدُهم شاربَ الخمر(لا تعينوا الشيطان على
أخيكم)صحيح البخاري،ولعمرُ الله لو أن الأمة طبقت هذا المعنى اليوم لما رأيت أحداً يبغي على أحد،بل وجدت كل واحد منا ينصر أخاه على نفسه وعلى شيطانه،ولتحققنا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم(انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً)أخرجه البخاري في صحيحه،والإمام أحمد في مسنده،والترمذي في سننه،
أخرج ضغينة نفسك،واغسل قلبك بماء المودة والحب
المؤمن إنسان طيب القلب،طاهر النفس، لا يحمل حقداً، ولا يُكِنُّ عداوةً،ولا يضمر سوءاً، بل على العكس من ذلك، وهذا حال الكرام
من أمة المصطفى صلى الله عليه وسلم،كما وصفهم ربهم سبحانه وتعالى،بقوله(وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا) الحشر،
لا تظهر الشماتة بأخيك فيعافيَه الله تعالى ويبتليك
المجتمع المسلم مجتمع متكامل متآزر تسوده الألفةُ،وتحوطه المحبةُ،فلا يجوز لفرد من أفراده إذا حصل ما يستوجب شماتةً منه
بأخيه أن يفعل ذلك،لأن فعله هذا سينعكس عليه سلباً،
اطلب الخير لغيرك تجده في نفسك
من أراد تحصيل شيء يحبه فليطلبه لأخيه المسلم في غيبته، فإن ذلك أقصر السبل إلى تحقيقه،إذ يُؤمِّن الملائكة الكرام على دعائه،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(إذا دعا المؤمن لأخيه بظهر الغيب وكل الله به ملكاً يقول،ولك مثل ذلك)اخرجه مسلم،قال الشيخ الألباني،صحيح
تبيَّن قبل أن تُصيب قوماً بجهالة فتصبح على ما فعلت من النادمين
فالمرء إذا تعجل فلم يتثبت وقع في المحظور،وندم على صنيعه هذا،وتجرَّعه غصصاً وآلاماً،
كن مرآةً صادقةً صافية

فقد ثبت في الحديث الصحيح عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال،قال رسول الله(المؤمن مرآة المؤمن)حسنه الشيخ الألباني،في صحيح الأدب المفرد،
ومن المعلوم أن للمرايا أنواعاً، فمنها التي تقرب البعيد،
ومنها التي تباعد القريب،ومنها التي تخدع الناظر فيها،ومنها الصادقة الصافية المصقولة بعناية،التي تريك الأشياء على حقيقتها،فكن لإخوانك تلك المرآة الأخيرة تفلح ويسعد بك من حولك،
لا تنتقد أخاك في غيبته،فذاك غيبة تضرك ولا تنفعه
ينتشر في مجتمعاتنا،ما يسمى النفاق الاجتماعي،إذ يلتقي المرءُ الآخرين فيجامل ويداهن ويتقرب ما دام ذاك الإنسانُ حاضراً،حتى
إذا استدبر ذلك المجلس الذي كان فيه،رأيت سهام الغيبة تنهمر عليه كأنها المطر،وينسى ذلك المسكين أنه حين يغتاب أخاه يرتكب
كبيرة عظمى وجريمة كبرى،فتجده يجر غضب الله إليه جراً،ولا يستفيد أخوه من ذلك النقد شيئاً،اللهم إلا ما يهدي إليه من الحسنات،وفي التنزيل(وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ)الحجرات.

ظل الياسمين*
17-09-2013, 07:12 AM
يزاج الله الفردوس الاعلى

امـ حمد
17-09-2013, 03:18 PM
يزاج الله الفردوس الاعلى

بارك الله في حسناتج حبيبتي
ويزاااج ربي جنة الفردوس يالغلا

qatar vision
17-09-2013, 06:58 PM
من يغتاب الناس أمامك .. يغتابك أمام الناس

جزاج الله خير

امـ حمد
18-09-2013, 03:18 AM
من يغتاب الناس أمامك .. يغتابك أمام الناس

جزاج الله خير

بارك الله في حسناتك
وجزاك ربي جنة الفردوس