المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف يعذبنا الله وهو الرحمن الرحيم؟



للحياة معنى
31-07-2006, 08:16 AM
كان صديقنا الدكتور واثقا من نفسه كل الثقة هذه المرة وهو يلوك بالكلمات ببطء ليلقي بالقنبلة – كيف يعذبنا الله وهو الرحمن الرحيم على ذنب محدود في الزمن بعذاب لا محدود في الابد (النار خالدين فيها أبدا)ومن نحن وماذا نساوي بالنسبة لعظمه الله حتى بنتقم منا هذا الإنتقام .. وما الانسان الا ذرة أو هبأة في الكون وهو بالنسبة لجلال الله أهون من ذالك بكثير ... بل هو لا شيء بعينه.

ونحن نصحح معلومات الدكتور وفنقول:

أولا – أننا لسنا ذرة ولا هبأة في الكون .. وان شأننا عند الله ليس هينا بل عظيما ..ألم ينفخ فينا من روحة .. ألم يسجد لنا الملائكة .. ألم يعدنا بميراث السموات والأرض ويقول عنا:

(ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا)
ان فينا إذا من روح الله.
ونحن بالنسبة للكون لسنا ذرة ولا هبأة .. اننا نبدو بالنظر الى أجسادنا كذرة أو هبأة للكون الفسيح الواسع.
ولكن الا نحتوي على هذا الكون ونستوعبه بعقلنا وندرك قوانينه وأفلاكه ونرسم لكل كوكب مداره .. ثم ينزل رائد الفضاء على القمر فيكتشف أن كل ما استوعبناه بعقلنا على الأرض كان صحيحا .. وكل ما رسمناه كان دقيقا.
ألا يدل هذا على أننا بالنظر الى روحنا أكبر من الكون واننا نحتوي عليه .. وان الشاعر كان على حق حينما خاطب الإنسان قائلا:
وتحسب انك جرم صغير ... وفيك انطوى العالم الاكبر.
وان الانسان كما يقول الصوفية هو الكتاب الجامع الكون صفحاته.
اذن فالانسان عظيم الشأن كبير الخطر.
وهو من روح الله.
وأعماله تستوجب المحاسبة.

أما عن الذنب المحدودفي الزمان الذي يحاسبنا الله عليه بعذاب لا محدود في الأبد .. فمغالطة أخرى وقع فيها الدكتور العزيز الواثق من نفسه.
فالله يقول عن هؤلاء المخلدين في النار حينما يطلبون العودة الى الدنيا ليعلموا غير ما عملوا .. يقول سبحانه:
(ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وانهم لكاذبون) 28- الأنعام
أي ان ذنبهم ليس ذنبا محدودا في الزمان .. بل هو خصله ثابته سوف تتكرر في كل زمان .. ولو ردوا لعادوا الى ذنبهم وانهم لكاذبون.
هي اذن صفه مؤبدة في النفس وليست سقطة عارضة في ظرف عارض في الدنيا.
ويقول عنهم في مكان آخر:
(يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم ويحسبون انهم على شي .... الا انهم هم الكاذبون) 18-المجادلة
هنا لون اخر من الإصرار والتحدي يصل إلى انهم يواجهون الله بالكذب والحلف الكذب وهم بين يديه يوم الموقف العظيم يوم يرفع الحجب وينكشف الغطاء.. وهذا غاية الجبروت والصلف.
ولسنا هنا أمام ذنب محدود في الزمان.

بل أمام ذنب مستمر في الزمان وبعد ان يطوى الزمان وكل زمان .. نحن هنا امام نفس تحمل معها الشر الأبدي.
ومن هنا كان تأبيد العذاب لهذه النفس عدلا.
ولهذا تقول عنهم الآية في صراحة:
(وما هم بخارجين من النار) 167-البقرة
ويقول ابن عربي:ان الرحمة بالنسبة لهؤلاء انهم سوف يتعودون على النار .. وتصبح تلك النار في الآباد المؤبدة بيئتهم الملائمة.
ولا شك ان هناك مجانسة بين بعض النفوس المجرمة وبي النار.. فبعض تلك النفوس هي في حقيقتها شعلة حسد وحقد وشهوة وغيرة وغل وضرام من الغضب والنقمة والثورة والمشاعر الاجرامية المحتدمة وكأنها نار بالفعل.
مثل تلك النفوس لا تستطيع ان تعيش في سلام .. ولا تستطيع ان تعيش ساعة دون ان تشعل حربا حولها.. ودون ان تضرم حولها النيران .. لان النيران هي بيئتها وطبيعتها.
ومثل تلك النفوس يكون قرارها في النار هو الحكم العدل ويكون هذا المصير من قبيل وضع الشيء في مكانه ..فلو أنها ادخلت الجنه لما تذوقتها.
ألم تكن ترفض السلام في الارض ؟
وينبغي ان نفهم النار والجنه في الآخرة فهما واسع الافق.. فالنار في الآخرة ليست شواية. وليس ما يجري فيها هو الحريق بالمعنى الدنيوي فالله يقول ان المذنبين في النار يتكلمون ويتلاعنون وان النار فيها شجرة لها ثمر .. هي شجرة الزقوم التي تخرج من أصل الجحيم .. كما ان فيها ماءاحميما يشرب منه المعذبون.
مثل تلك النار التي فيها شجرة وفيها ماء ... ويتكلم فيها الناس لابد انها نار غير النار:

(كلما دخلت أمة لعنت أختها حتى إذا أداركوا فيها جميعا قالت أخراهم لأولاهم ربنا هؤلاء اضلونا فآتهم عذابا ضعفا من النار قال لكل ضعف ولكن لا تعلمون) 37-38 الاعراف
انهم يتكلمون وهم في النار وهي نار:
(وقودها الناس والحجارة) 24-البقرة
هذه النار اذا من قبيل الغيب.. وما ورد منها إشارات
ولا يجب ان يفهم من هذا الكلام اننا نكر العذاب الحسي ونقول بالعذاب المعنوي .. فان العذاب الحسي صريح لا يجوز الشك فيه ونحن نؤمن بوجوده . وانما نقول ان تفاصيل هذا العذاب وكيفيته .. كما ان كيفية تلك النار وأوصافها التفصيلية .. هي غيب مجهول .. فهيعلى ما يبدو في الاشارات القرآنية .. نار غير النار .. كما ان اجسامنا في تحملها لتلك النار هي غير الاجسام الترابية الهشة التي لنا الآن...
وان التعذيب في الآخرة ليس تجبرا من الله على عباده وانما هو تطهير وتعريف وتقويم ورحمه .

(ما يفعل الله بعذابكم ان شكرتم و آمنتم) 157- النساء
فالأصل هو عدم العذاب .
والله لا يعذب العارف المؤمن وانما ينصب عذابه على الجاحد المنكر الذي فشلت معه كل وسائل الهداية والتعريف والتفهيم.
(ولنذيقهم من العذاب الادنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون) 12- السجدة.
سنة الله أن يذيق هؤلاء من العذاب الأصغر في الدنيا لايقاظهم من غفلتهم ولإزعاجهم من هذا الصمم والسبات..(لعلهم يرجعون).
فإذا لم تفلح كل هذه الوسائل .. وظل المنكر على إنكاره لم يبقى إلا مواجهته بالعذاب الحق لتعريفه .. والتعريف بالحق هو عين الرحمة .. ولو أن الله تركهم في عماهم وجهلهم وأهملهم لكان في حقه ظلما.. سبحانه وتعالى عن ذالك علوا كبيرا .. فالعرض على النار بالنسبة لهؤلاء الجهال .. عناية.
وكل أفعال الله رحمة ..
يرحم الجاهل بالجحيم تأديبا و تعليما.
ويرحم العارف بالجنه فضلا وكرامة.

(عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي وسعت كل شيء) 156- الأعراف
فجعل رحمته تسع كل شيء حتى العذاب.
ثم دعونا نسأل الدكتور .. أيكون الله أكثر عدلا في نظره لو أنه ساوى بين الظالمين والمظلومين وبين السفاحين وضحاياهم فقدم للكل حفلة شاي في الآخره.
وهل العدل في نظر الدكتور ان يستوي الأبيض والأسود.
وللذين يستبعدون على الله أن يعذب نقول : ألا يعذبنا الله بالفعل في دنيانا؟ .. وماذا تكون الشيخوخة والمرض والسرطان الا العذاب بعينه.
ومن خلق الميكروب..؟!!
اليست جميعها إنذارات بأننا أمام اله يمكن أن يعذب.




أقتبسته من كتاب في مكتبتي الإسلامية ... و أرجو أن ينال إعجابكم
... مع تحياتي:
أختكم "للحياة معنى"

عاشق الريم
31-07-2006, 10:14 AM
موضوع يستحق ان اقول الكثير عنه ولكن وبكل اختصار نقول للدكتور وامثاله قال الله عز وجل بسورة ال عمران (( الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِِ ))

لم يخلق عز وجل هذا الكون عبثا ولهوا، بل خلقه دليلا على حكمته وقدرته سبحانه، وليجعل الأرض ميدانا لاختبار عباده، ليظهر من يطيعه ممن يعصيه .

جزاك الله خير اختي للحياه معنى بالفعل موضوع قيم ورائع سلمت اناملك وننتظر جديدك وبارك الله فيك

للحياة معنى
31-07-2006, 11:55 AM
السلام عليكم،
عاشق الريم ، لك جزيل الشكر على مرورك الطيب.
وأتمنى ان نكون وإياكم عند حسن الظن ونقدم كل ما هو خير
أسأل الله العلي القدير ان يوفقنا لما يحبه ويرضاه

جوكر البورصة
31-07-2006, 11:56 AM
موضوع عجييييب و روووعة
تسلمى
ايش اسم الكتاب لو سمحتى

مخاوي بورصه قطر
31-07-2006, 12:49 PM
جزاج الله خير اختي

ليال
31-07-2006, 01:11 PM
بارك الله فيك يا اختي

جعله لله لك في ميزان حسناتك

شكرا لك

نــور الدنيا
31-07-2006, 02:20 PM
يعطيج العافيه وما قصرتي.....

بنـ الدحيل ـت
31-07-2006, 05:03 PM
جزاج الله خير

مغروور قطر
31-07-2006, 05:06 PM
جزاج الله خير اختي

ربحانة
01-08-2006, 12:07 AM
جزاج الله خير

للحياة معنى
01-08-2006, 10:20 AM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته،
أخواني وأخواتي: يسعدني كثيرا مروركم الطيب .
الأخ جوكر البورصة: بالنسبة لسؤالك عن اسم الكتاب :
فهو للدكتور :مصطفى محمود (حوار مع صديقي الملحد).سوف تجده انشاء الله في كثير من المكتبات التي تعتني ببيع الكتب الإسلاميه.
وجزاكم الله ألف خير

سراب الامل
01-08-2006, 10:38 AM
اختي العزيزة للحياة معنى اختيار موفق جزاك الله كل خير وبارك الله فيك

ولا حرمتينا من مشاركاتك عزيزتي

http://www.aljremh.net/up/uploads/b5147073d0.gif

M O 7 A M M E D
03-08-2006, 12:09 PM
جزاج الله كل خير اختي

خاربه خاربه
03-08-2006, 06:08 PM
جزاج الله خير يارب