المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا



امـ حمد
21-09-2013, 03:26 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فالواجب على المؤمنين والمؤمنات جميعاً أن يتأدبوا بآداب الله، وأن يحذروا مما نهى الله عنه،فلا إسراف ولا تبذير لا في المآكل
ولا في المشارب ولا في الملابس،ولا في غير ذلك،ولا في الولائم العامة،ولا في الولائم الخاصة،بل بالمقدار المناسب،فإذا صنع
طعاما لجماعة ولكن تخلفوا أو تخلف بعضهم فليس بإسراف لكن يجتهد في صرف الطعام لمن يحتاجه،وفي نقله إلى من يحتاجه،أو
في حفظه حتى يؤكل بعد ذلك،ولا يلقى في القمائم والمواطن القذرة،وإن كان ولا بد فليحمل إلى جهة بعيدة سليمة حتى تأكله
الدواب،وإذا تيسر نقله إلى من يستفيد منه من العمال والفقراء وجب ذلك حتى لا تضيع هذه الأموال ، وحتى لا يقع الإسراف
والتبذير،وقد مدح الله سبحانه عباده المقتصدين،وهم عباد الرحمن،فقال في أوصافهم عزوجل(وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا
وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا)وهذا هو الحد الفاصل،لا إسراف ولا تقتير،وما بين ذلك هو القوام والعدل ، يمدحهم سبحانه فيقول
(وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا)الإسراف،الزيادة،والتقتير البخل،والبخيل والبخل مذمومان ، وهكذا الإسراف والتبذير
مذمومان أيضاً،فلا هذا،ولا هذان،ولهذا مدح الله عباد الرحمن بقوله(وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ
قَوَامًا)كان عدلاً وسطاً،فالوصية لكل مسلم التخلق بهذا الخلق الكريم،عند الولائم على التحري في هذه الأمور،والتوسط
فيها،والحذر من إضاعة الأموال بغير حق،وكثرة الطعام بلا حاجة إليه،
وهناك في أشد الحاجة إلى المال،فكيف نضيعه،ونسرفه ونبذره، وفي بلاد المسلمين من هو محتاج،هذا لا يجوز،بل يجب التثبت في
الأمور والحرص على التوسط فيها،في جميع الأمور من أكل وشرب ولباس،فينبغي للمؤمن والمؤمنة أن يلاحظ هذا
الأمر،فالمرأة تلاحظ زوجها ،وتلاحظ أباها وأخاها،ولا تكلف زوجها ولا غيره ما لا يطيق،بل تعينهم على الخير والاقتصاد،وتنصح إذا
رأت ميلاً إلى الزيادة والإسراف والتبذير،تنصح وتقول،اتق الله،لا حاجة إلى هذا،إذا كنا موسرين فلنتصدق ولنحسن إلى عباد
الله،روي عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما،عن النبي صلى الله عليه وسلم ،أنه قال(كل واشرب والبس وتصدق في
غير سرف ولا مخيلة)أخرجه أبو داود وأحمد،أي،من غير إسراف ولا تكبر،فبعض الناس يلبس ويصنع ولائم زائدة،تكبراً وتعاظماً
وفخراً وخيلاء،وذلك لا يجوز بل يشرع له أن يصنع الطعام بقدر الحاجة،ويلبس الإنسان ما يناسبه لا فخراً ولا تكبراً،ولكن للجمال
(إن الله جميل يحب الجمال)والله يقول(خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ)فلا بأس بالزينة المعتادة،ولا بأس بالطعام المعتاد
والمناسب،ولا بأس بأكل الطيبات،فالله سبحانه وتعالى قد أحل الطيبات،لكن بقدر الحاجة،لا تلقى في الأسواق والقمائم،ولا تضيع
الأموال بغير حق،ولا يلبس الإنسان ما يضره،ولا حاجة له به، وللمرأة أن ترخي من ثيابها ما يناسب حتى تستر قدمها ، والرجل
يرفع ثيابه فوق الكعب،ولا يجوز للرجل أن يرخي تحت الكعب، والمرأة عليها أن ترخي،لأنها عورة فتستر قدميها بإرخاء ثيابها،
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم(ما أسفل من الكعبين من الإزار فهو في النار)رواه البخاري في الصحيح،وهذا في حق الرجال،
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم(ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم المسبل إزاره
والمنان فيما أعطى والمنفق سلعته بالحلف الكاذب)أخرجه مسلم في الصحيح،نسأل الله السلامة من كل ما يغضبه،وقال عليه الصلاة
والسلام(من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة)متفق عليه،أما المرأة فإنها عورة،ويجب أن ترخي ثيابها حتى تستر
أقدامها في مشيها،أو تلبس الجوارب من أجل الستر،والواجب علينا جميعاً رجالاً ونساءً،التوسط في الأمور،في النفقات
وفي الملابس والولائم،وفي كل شيء فلا غلو في العبادات ولا في غيرها،ولا إسراف ولا تبذير لا في المآكل ولا في المشارب،ولا في
الولائم ولا في غير ذلك،وعلينا أن نتحرى التوسط في الأمور كلها ،قال تعالى(وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ
فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا)وهذا هو التوسط المأمور به،لا بخل ولا إمساك،ولا إسراف ولا تبذير،ولكن بين ذلك،
أسأل الله عز وجل أن يوفقنا جميعاً لما فيه رضاه،ولما فيه صلاح قلوبنا،وصلاح أعمالنا،وأن يمنحنا جميعا الفقه في الدين،والثبات عليه.

الحسيمqtr
18-10-2013, 06:32 AM
جزاك الله خير

امـ حمد
18-10-2013, 07:03 AM
جزاك الله خير


اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة duhail535

لا يقول بالمساواة بين الرجل والمرأة أو يدعو إليها إلا جاهل متعالم لم يشم رائحة الإسلام أو بوق أجوف لعقيدة غير عقيدة التوحيد التي نزلت على النبي الأمي صلى الله عليه وسلم .

جزاك الله خير .


بارك الله في حسناتك
وجزاك ربي جنة الفردوس