المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فقدان البركة ،بسبب عدم شكر النعم



امـ حمد
23-09-2013, 05:36 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فقدان البركة، بسبب عدم شكر النعم
إن عدم شكر النعم،هو الذي يسبب فقدان البركة وحصول المشاكل أكثر من أعين الناس،فاشكر النعمة حين تذكرها,قال تعالى(وَلَوْلَا
إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِن تَرَ‌نِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالًا وَوَلَدًا )الكهف،وقارون لم يشكر النعمة ونسبها إلى علمه،
وكلاهما قارون وصاحب الجنة،محقت البركة من ممتلكاتهما،وإلا فما أكثر حساد قارون،عندما نرى شيئاً يعجبنا أن نقول،ما شاء الله
تبارك الله،لأنه أمر بذكر الله,وكلمة،ما شاء الله،الأولى أن يقولها صاحب النعمة أو من يهمه أمرها،لأن شكر الله هو الذي يديم
النعم،لاحظ قوله تعالى(وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ)ومن هنا نفهم أن الإنسان مسؤول عما يصيبه من
نقص البركة وليس الآخرون،إن عدم شكرنا للنعمة فيه جفاء مع الله وغرور بالنفس قد يجعل الله يغضب منا وينزع البركة
عنا،موسى،عليه السلام،عندما سـُئـِل،هل يوجد من هو أعلم منك على الأرض،قال،لا,وهنا امتحنه الله بالخضر الذي أوتي علماً لم
يؤته موسى،ولقد لاحظت بقاء النعم التي أستمرُّ في شكر الله عليها,قال تعالى (وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً،إِلَّا أَنْ يَشَاءَ
اللَّهُ)حتى لا ننسى الله ونذكر أنفسنا ومجهودنا فقط،وكل شيء عندنا هو من الله وليس من أنفسنا,إنما نحن وغيرنا أسباب،وهكذا
نكون عبيداً لله فالعبد لا ينسى مولاه،إذا تذكرت أنك تبصر فاحمد الله في نفس اللحظة,إذا رأيت أطفالك بصحة جيدة فاحمد الله,إذا
قمت معافى من نومك فاحمد الله الذي أحياك بعد موتك,قال صلى الله عليه وسلم(يَا غُلَامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ)ولم
يقل،انتبه من أعين الناس، لأنه ما من خير إلا برعاية الله وهو القادر على إزالته،وتذكر صاحب الجنة وقارون و(وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً
قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ)
وتذكر قول اليهود( رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا )فالآية الكريمة تحكي نعمة عظمى على أهل سبأ،وهي نعمة تيسير سبل السفر لهم إلى القرى المباركة،وتهيئة الأمان والاطمئنان لهم خلال سفرهم،ولكنهم لم يقدّروا هذه النعمة،بل بلغ بهم الجهل والحمق
والبطر،أنَّهم دعَوا الله تعالى بقولهم(فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا)أي،مع أنَّنا،بفضلنا وإحساننا،قد أعطيناهم تلك النعمة،ومكنَّاهم منها،وهي نعمة تيسير وسائل السفر،ومنحهم الأمان والاطمئنان
خلاله،إلاَّ أنَّهم،لشؤمهم وضيق تفكيرهم وشقائهم،تضرَّعوا إلينا وقالوا،يا ربنا اجعل بيننا وبين القرى المباركة مفاوز وصحاري
متباعدة الأقطار،بدل تلك القرى العامرة المتقاربة،فهم بطروا النعمة،وسئِموا،من طيب العيش،وملّوا العافية، فطلبوا النكد
والتعب،كما طلب بنو إسرائيل البصل والثوم، مكان المن والسلوى،أن المن والسلوى كان غذاء ودواء يكفيهم عن كل شيء
يحتاجوه.ولكنهم لم ينجحوا في إختبار الله لهم فقالوا أنهم يريدون بصل وثوم وعدس وغيرة من الغذاء(وظلموا أَنفُسَهُمْ)أي،قالوا
ذلك القول السيئ، وظلموا أنفسهم بسببه، حيث أجيب دعاؤهم فكان نقمة عليهم، لأنهم بعد أن كانوا يسافرون بيسر وأمان،
صاروا يسافرون بمشقة وخوف،كل هذه المصائب أتتهم بسبب أنفسهم,لا بسبب حسد غيرهم،وعد الله(وأن الله لا يغير ما بقوم
حتى يغيروا ما بأنفسهم)فنحن الذين نزيل نعمنا عنا وليس الآخرون,نحن من نضر أنفسنا أكثر مما يضرنا الآخرون،ولو أن
قارون سمع النصيحة ونسب النعمة إلى صاحبها وأحسن كما أحسن الله إليه لما زالت نعمته,أيّة عين ستصيب قارون مثل لعنة
كفر النعمة التي جعلته يُخسف به وبداره وكنوزه،تخيل أنك تصنع معروفاً لأحد تلاميذك في صدر مجلسك ثم ينسبه لنفسه ولا يذكر
دورك,ألا يسخطك هذا،وقد تقطع عنه معروفك،يجب علينا أن نشكر الله،وهو أهل الذكر والشكر,والفضل،إن هذه هي العين الحقيقية
التي يجب اتقاؤها,كل له نصيب من سخط المنعم بسبب كفره,ومعناه،المتحدي،كل نظرة مبنية على الغرور يلاحقها سخط
الله وتمحق البركة بسببها عاجلاً أو آجلاً,لأن الكون لله يديره كما يشاء,ولا يستطيع أحد أن يثبته كما يشاء،هذه ما يمكن تسميتها
بإصابة الجحود،أو كفر النعمة،بدلاً من ،إصابة العين،والخوف من إصابة الجحود يزيد الإيمان ويقوي العلاقة بالله ويثبت النعمة
ويبارك فيها ولا يضر المجتمع في شيء،ولا ينشئ العداوات،ويسبب القناعة وحسن الأخلاق،أما الخوف من إصابة
العين فيقلل الثقة بالله،وهكذا يعلمنا القرآن العظيم،ورسوله الكريم الذي يأمرنا في أحاديث كثيرة بالتوكل على الله وحده(الا بِذِكْرِ اللَّهِ
تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)وقال تعالى(وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا )أي،أن خوفهم من غير الله واستعاذتهم بهم زادت قلقهم وخوفهم ولا تطمئنهم،لأن القلوب تطمئن بذكر الله وحده،
اللهم ثبت قلوبنا على دينك، واختم أعمارنا بطاعتك، يا رحمن يا رحيم.

كتكوت الوحش
27-09-2013, 11:32 AM
الحمد لله على كل شئ وكل حال

امـ حمد
27-09-2013, 03:57 PM
الحمد لله على كل شئ وكل حال

بارك الله في حسناتك