المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الهجر في الإسلام وأنواعه



امـ حمد
25-09-2013, 03:25 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الهجر في الإسلام وأنواعه
معنى الهجر
الهجر عبارة عن مفارقة الإنسان غيره،وقد يكون ذلك بالبدن كما فى قوله تعالى(واهجروهن في المضاجع )سورة النساء،وقد يكون
باللسان أو بالقلب،كما في قوله تعالى(إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً)سورة الفرقان،
أنواع الهجر،
أولاً،هجر المرأة
فإن تعلق الهجر بالمرأة فإنه مشروع في بعض الأحيان،وذلك عند النشوز مصداقاً لقوله تعالى(واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن
واهجروهن في المضاجع)سورة النساء،والمرأة لا تهجر إلا في البيت لحديث معاوية القشيرى،رضي الله عنه،قال،قلت،يا رسول الله
،ما حق زوجة أحدنا عليه،قال(أن تطعمها إذا طعمت وتكسوها إذا اكتسيت،ولا تضرب الوجه ولا تقبح ولا تهجر إلا فى البيت)رواه
أبو داود وقال الألباني،حسن صحيح،ومعنى قوله تعالى(واهجروهن فى المضاجع)ألا يضاجعها ويوليها ظهره ولا يجامعها أو يغلظ
عليها فى القول،وهذا الهجر غايته عند العلماء شهر،كما ذكره القرطبي،وينبغى على الرجل قبل الهجر أن يقوم على وعظ أهله
وتذكيرهم وإزالة شبهاتهم برفق ولين وأن يجتهد فى الدعاء لهم(ربنا هب لنا من أزواجنا و ذرياتنا قرة أعين و اجعلنا للمتقين
إماماً،
هجر المسلم،
وإن تعلق الهجر بالمسلم،فإنه يعد كبيرة شريطة أن يكون فوق ثلاث وألا يكون لغرض شرعي،لما في ذلك من التقاطع و الإيذاء و
الفساد،وقد وردت أحاديث كثيرة في هذا المعنى ومنها ما رواه أبو أيوب الأنصاري،رضي الله عنه،أن رسول الله صلى الله عليه و سلم
قال(لا يحل لرجل أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال يلتقيان فيعرض هذا و يعرض هذا و خيرهما الذي يبدأ بالسلام)رواه البخاري
ومسلم،وعن أبي هريرة،رضي الله عنه،قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث فمن هجر
فوق ثلاث فمات دخل النار)رواه أبو داود و صححه الألباني،وقال عليه الصلاة والسلام(من هجر أخاه سنة فهو كسفك دمه) رواه
أبو داود أبو داود،وصححه الألباني،فإذا زاد الهجر بين الإخوان فوق ثلاث كان حراماً لما يترتب عليه من تفكك اجتماعي،
هجر ذوي الأرحام،
وأما هجر ذوى الأرحام فيعتبر من جملة الكبائر حتى وإن لم تبلغ المدة ثلاثة أيام، لأن الهجر هنا أضيف إليه قطيعة الرحم،والرحم
معلقة بالعرش تقول،من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله،وقد أمر سبحانه بوصلها فقال(واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام)وليس الواصل بالمكافئ،والرحم توصل بالهدية والزيارة والسلام والمراسلة،وقد أمر سبحانه بصلة الوالدين و صاحبتهما
بالمعروف حتى وإن ظلما وكانا مشركين،قال تعالى(وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في
الدنيا معروفاً )وقد عد الإمام الذهبي رحمه الله،هجر الأقارب مطلقاً من الكبائر،
هجر أهل البدع والمعاصي
أما هجر أهل البدع والأهواء فإنه مطلوب على مر الأوقات ما لم تظهر منهم التوبة والرجوع إلى الحق،فمن وقَّر صاحب بدعة،فقد
أعان على هدم الدين،وقال ابن تميم،هجران أهل البدع،كافرهم وفاسقهم والمتظاهرين بالمعاصي،وترك السلام عليهم فرض
كفاية،ومكروه لسائر الناس، ولا يسلم أحد على فاسق،ولا مبتدع معلن،ولا يهجر مسلماً مستوراً فوق ثلاثة أيام،والهجر هنا قد شرع
كعلاج ولم يشرع للبتر ولا للإهلاك،وبالتالي فلا تزيد فى الكيفية أو فى الكمية فتهلك صاحبك،وكان من مذهب عمر وأبي
الدرداء،وإبراهيم النخعي،أنك لا تهجر أخاك عند المعصية،فإن الأخ يعوج مرة ويستقيم مرة أخرى،ولعل هذا يتناسب مع ظروفنا،إذ لا
سلطان لنا على النفوس،ولغلبة الجهل وقلة العلم بآثار الرسالة ،وإذا كان المهجور يزداد شراً وفساداً بالهجر،فصلته حينئذ مع دعوته أولى من هجره والتباعد عنه،
هجر المرأة زوجها
لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تهجر زوجها أو تمتنع عنه إذا طلبها لحاجته،فعن أبي هريرة،رضي الله عنه،عن النبي
صلى الله عليه و سلم قال(لا تهجر امرأة فراش زوجها إلا لعنتها ملائكة الله عز و جل) رواه أحمد،والبخاري، ومسلم،
خيرهما الذي يبدأ بالسلام
إذا كان الأصل في الهجر أنه من المنهيات فإن الثلاثة أيام تكفي لإذهاب شحناء النفوس والأهواء،وقد جعل الشرع خير الرجلين
الذي يبدأ صاحبه بالسلام،عن أبي الحسن المدائني،قال،جرى بين الحسن بن علي،وأخيه الحسين،كلام حتى تهاجرا،فلما أتى على
الحسن ثلاثة أيام من هجر أخيه،أقبل إلى الحسين وهو جالس فأكب على رأسه فقبله،فلما جلس الحسن قال له الحسين،إن الذي منعني
من ابتدائك والقيام إليك أنك أحق بالفضل مني فكرهت أن أنازعك ما أنت أحق به،
من أضرار الهجر
من المعلوم أن الهجر بغير سبب شرعي له أضرار شديدة على الفرد والمجتمع،فالهجر صفة قبيحة تسخط الله عز وجل،على
المتهاجرين،وهو سبب في تأخير المغفرة من الله عز وجل،ويعد من حبائل الشيطان التى يغوي بها أتباعه حتى يسوقهم إلى الجحيم
،وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال(تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس،فيغفر لكل
عبد لا يشرك بالله شيئاً إلا رجلاً كانت بينه وبين أخيه شحناء،فيقال،أنظروا هذين حتى يصطلحا)رواه مسلم،
فلابد من هجر الذنوب والمعاصي وكل ما يؤدي إليها،والحذر كل الحذر من هجر القرآن وغيره من الطاعات والقربات لقوله تعالى(وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً
ومن أسباب سلامة الصدر
كثرة الدعاء بسلامة القلب،ودوام ذكر الله على كل حال،والابتعاد
عن الوقوع في الذنوب والمعاصي،وكثرة الأعمال الصالحة،ودفع السيئة بالحسنة،إفشاء السلام،الهدية تجلب المحبة،والرغبة في الأجر والثواب،والعفو والتسامح وترك العتاب،
اللهم إنا نسألك صدوراً سليمة،وقلوباً طاهرة نقية، اللهم طهر قلوبنا من الرياء والسمعة، واجعلنا من أهل الفردوس الأعلى يا رب العالمين .

الصغيره
26-09-2013, 02:46 AM
ام حمد

موضوع يستحق الوقوف والمطالعه
جزاك الله كل خير وجعله الله بميزان اعمالك الصالحه

امـ حمد
26-09-2013, 06:47 AM
ام حمد

موضوع يستحق الوقوف والمطالعه
جزاك الله كل خير وجعله الله بميزان اعمالك الصالحه


بارك الله في حسناتج حبيبتي الصغيره
ويزاااج ربي جنة الفردوس يالغلا