المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الانسان من الممكن ان يولد مرتين



امـ حمد
27-09-2013, 02:53 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الانسان من الممكن ان يولد مرتين
الحياة والموت،كلمتان متضادتان لكل كلمه معناها الواسع
فالحياة تعني،البدايه لكل شيء
والموت،يعني،النهايه
والله سبحانه هو خالق الموت والحياة
الولاده الاولى،فهو يوم يخرج من ظلمات رحم أمه الى نور الدنيا،وذلك ميلاد يشترك فيه كل البشر،بل وتشترك فيه الحيوانات ايضاً،
والولاده الثانيه،يوم ان يكون من الغافلين العاصين،ثم ينعم الله عليه بالهدايه ويرزقه الايمان ونور البصيره،فما أجملها من ولادة،انتبه
ان تكون ممن مات قلبه وانطفأ نور بصيرته،لقد انعم الله عليك بالحياة عندما أخرجك من ظلمات المعصيه والكفر الى نور الايمان
والطاعات،وعندما أمهلك واكرمك بستره وحلمه واذن لك في التوبه والرجوع اليه،ورزقك نوراً يضيء لك الطريق اليه فالحمد لله
والشكرلله يعفو عنا ويمهلنا ويفرح برجوعنا وهو الغني عنا،عجل الى الله بتوبه نصوح وقف بين يدي مولاك اسأله الغفران وارفع
يديك في الاسحار،الانسان والحيوان والنبات كلها مخلوقات حيه تشترك في صفات عديده مثل النمو والتنفس والحركة،وعندما
تتوقف هذه المظاهر كلها عن العمل يكون الموت،هذا مفهوم الموت،ولكن هناك مفهوم اخر اوسع لكلمتي الحياة والموت،ذكره
الله سبحانه وتعالى(أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاس كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَات لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا)تدبروا هذه
الايات التي تهز الوجدان،وبفضل الله ورحمته ونعمه علينا الذي اخرجنا من ظلمات المعصيه الى نور الطاعات،صفة الموت هنا لا
تعني مفارقة الجسد للروح،انه موت من نوع اخر موت القلب موت البصيرة،انه الضلال والخسران انه الكفر بالله وباياته انه الاجتراء
على مبارزة الله بالذنوب،انه الانغماس في الشهوات والملذات والسير وراء حظوظ النفس ونسيان الغايه التي من اجلها خلقنا الله
(وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ)اترانا عبدنا الله حق عبادته ام ان اكثر من في الارض من العاصين والكفرة،وبمعنى اوضح من
الموتى،نعم موتى حتى لو كانوا يمشون ويتحركون وياكلون انهم كلأنعام، لاهّم لهم سوى قضاء شهواتهم،قلوبهم ميته،ختم الله علي
قلوبهم وعلى سمعهم وعلى ابصارهم،فأصبحوا لا يميزون بين الحق والباطل شرهم الى الله طالع،وخيره اليهم نازل،تنقلوا من
معصيه لمعصيه،وقابلوا نعم الله بالجحود والكفر،بارزوا الله بالمعاصي والذنوب غافلين ساهين عن علام الغيوب فلا اله الا الله
ما أتعسهم وما أشد خسارتهم،هل عرفتهم هؤلاء هم الموتى حقاً،
فهو يوم يخرج من ظلمات المعصية الى نور الطاعة,وهذا الميلاد
خاص بمن وفقه الله من البشر لطريق الهداية ومسلك الاستقامة(أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ
مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا)انه ميلاد لا يتقيد بعمر فقد تولد في أي عمر،وهنيئا لك ان لم يسبق الموت ميلادك هذا،انه ميلاد
ليس له سبب معين،ولكنه شيئاً يهز نفسك هزا،شيء يشعرك بأنك ما خلقت عبثاً ولن تترك سدى ولا هملاً،قد يكون كافراً ويسلم،قد
يكون مسلماً مبتعداً عن الله فيعود الى الله ويجدد الميلاد،فلا إله إلا الله ما ألذه من ميلاد،ذلك اليوم ماأسعده من مولود،ما أفضلها من
أيام يوم يتمرد الانسان عن الانقياد للشيطان،ويرتبط الانسان بالله الواحد الديان،يوم يذوق الانسان حلاوة الايمان،وتذرف بالدموع
العينان،يوم يلهج بذكر الله اللسان،يوم تتنزه الأذنان عن سماع المعازف والألحان،ومزمار الشيطان،وتستبدلها بكلام الواحد
الديان،يا من خلقك ربك فسواك ورزقك وكساك،وأطعمك وسقاك،ومن كل خير سألته أعطاك،ومع ذلك عصيت وما
شكرت،وأذنبت وما استغفرت،تنتقل من معصية الى معصية،ومن ذنب الى ذنب،كأنك ستخلد في هذه الدنيا ولن تموت ابداً،تبارز الله
بالمعاصي والذنوب،غافلاً ساهياً عن علام الغيوب،أتتوب عند هجوم هادم اللذات،وعند الممات،وهل تظن يقبل منك ذلك في تلك
اللحظات،استمع الى من أنعم عليك وهو يتحدث عن الذين بارزوه بالذنوب والمعاصي،انظر ماذا يقول(حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ
رَبِّ ارْجِعُونِ)لماذا تتمنى الرجعة(لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ)
فيقال له توبيخاً(كلا)نعم لقد أمهلناك،وتركناك فتماديت،وما رجعت
(كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَآئِلُهَا وَمِن وَرَآئِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ)عجل ما دام باب التوبة مفتوحا لك،يقول صلى الله عليه وسلم(إن الله
يقبل توبة العبد ما لم يغرغر)رَوَاهُ الْتِّرْمِذِيُّ،وحسنه الألباني،
والتائب من الذنب كمن لا ذنب له،وقال تعالى(إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا)وأعلم أن الله يفرح بتوبتك،ويحبك اذا رجعت اليه وأنبت،
لا تجعل ذنوبك خندقاً يحاصرك ويمنعك من التوبة،أين أنت عن بلال رضي الله عنه،الذي لما أعلن إسلامه سحبه سيده أمية بن
خلف،على وجهه في لهيب الشمس التي تحرق الأجساد حرقاً
ووضع على صدره رضي الله عنه،صخرة عظيمة،كان أمية بن
خلف يقول لهذا المؤمن تموت على هذا الحال أو تكفر بمحمد وتعبد اللات والعزى،قال رضي الله عنه وارضاه،
أحدٌ أحد،أحدٌ أحد،
صفعه أبو جهل،فرد عليه رد الواثق بنصر الله،
أحدٌ أحد،أحدٌ أحد،
عُذِّب بلال رضي الله عنه عذاباً شديداً حتى أعتقه أبو بكر رضي الله عنه وأرضاه،ثم سئل بلال بعد ذلك،كيف صبرت على هذا
العذاب،قال بلال(مزجت مرارة العذاب بحلاوة الإيمان فطغت حلاوة الإيمان على مرارة العذاب ولم أعد أشعر بالعذاب)الله اكـبر
مات بلال،ومات أمية بن خلف،ومات أبو جهل،ولكن،أمية بن خلف في النار،وأبو جهل في النار،أما المؤمن الصادق الصابر بلال
فمصيره مختلف،قال صلى الله عليه وسلم،مخاطباً بلال،حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام فاني سمعت دف نعليك بين يدي في
الجنة،الله اكـبر،أي جائزة أعظم من أن يعرف المرء أنه من أهل الجنة،وهو لا زال يعيش في هذه الحياة الدنيا،قال بلال،
ما عملت عملاً أرجى عندي،من أن لم أتطهر طهوراً من ساعة أو نهار إلا صليت بذلك الطهور ما شاء الله أن أصلي،صبر الصابرون
،وفاز المتقون،هل تهتم باستهزاء بعض الناس منك إذا اهتديت ولا يعيقك هذا فإنهم إن لم يتوبوا فموعدهم الاخرة(إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا
كَانُواْ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ،وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ،
وَإِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمُ انقَلَبُواْ فَكِهِينَ،وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاء
لَضَالُّونَ)سورة المطففين)ولا تظن أيها التائب أن طريق الجنة مفروش بالورود والرياحين فقد حفت الجنة بالمكاره ،وحفت النار
بالشهوات،هل أنت تسير في طريق مستقيم،أم أنت كلما سلك طريقاً صده هواه وقرين السوء(كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي
الأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا،قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَىَ وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ)الأنعام،

اللهم أصلح فساد قلوبنا واستر في الدنيا والآخرة عيوبنا،واغفر بعفوك ورحمتك ذنوبنا.