امـ حمد
27-09-2013, 06:47 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من هو السامري،ومن هم المنظرين
السامري هو الدجال
السامري الذي أضل بني إسرائيل في زمن موسى عليه السلام هو المسيح الدجال، هذا الرجل صِنّوُ إبليس، وشريكه في إغواء الناس والفساد في الأرض، وهو رجل منظر من المنظرين الذين قال الله عز وجل عنهم(قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ،قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ،إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ)ص،
فإبليس ليس هو المنظر الوحيد فهناك منظرون آخرون غيره سيعمَّرون أعماراً طويلة جداً،
وعلى ذلك فإن جميع الأنبياء عليهم السلام أنذروا أممهم المسيح الدجال، وحتى نوح عليه
السلام أنذر أمته الدجال،نلاحظ أن الدجال(أي السامري) عنده قدرات ليست عادية، فهو يرى جبريل عليه السلام(قال بصرت بما لم يبصروا به)فهو يرى ما لا يراه الناس،يرى
الملائكة،وهذا هو حال المسيح الدجال (لأن المسيح الدجال عند خروجه يأتي المدينة المنورة فيرى الملائكة على أنقابها تحرسها بالسيوف)
وهو يُحوّل العجل الذهبي إلى عجل حيّ (لا يستطيع أي واحد من أولاد آدم أن يحول المادة إلى
كائن حي،وهذه القدرات غير موجودة إلا عند المسيح الدجال، وعند من شاء الله عز وجل من الأنبياء عليهم السلام، فقد كان عيسى عليه السلام يخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه
فيكون طيراً بإذن الله، وكان عليه السلام يحي الموتى بإذن الله،والسامريُّ(الدجال) يعلم أن موسى عليه السلام رجل قوي وله هيبة، ولكنه لا يخشاه، بل يجادل ويصر على الجريمة، لأنه
يعلم أن موسى عليه السلام ،لا يستطيع أن يؤذيه، وهذا ما حدث، لم يستطع موسى عليه السلام أن يعاقبه،بل قال له(قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَن تَقُولَ لا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَّنْ تُخْلَفَهُ وَانظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا)طه،
(اذهب) هذه هي الكلمة نفسها التي قالها الله عز وجل لإبليس(قَالَ اذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَآؤُكُمْ جَزَاء مَّوْفُورًا)الإسراء،هذا إبليس يُقال له (اذهب)ويُنظر إلى يوم الوقت المعلوم، والسامريُّ،أي المسيح الدجال، يقول له موسى عليه السلام (اذهب)
عجباً،اذهب بدون عقاب، بدون جزاء،هارون البريء يُجَرُّ من شعر لحيته ورأسه، والسامريُّ المجرم يقال له (اذهب)نعم،لأن الله عز وجل أخبر موسى عليه السلام،أن هذا الرجل لن تسلط
عليه، وأن هذا الرجل له موعد،موعده مع عيسى ابن مريم عليه السلام هو الذي سيقتله،
وإلى أن يأتي ذلك الميعاد المحتوم قال له موسى عليه السلام،اذهب(قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي
الْحَيَاةِ أَن تَقُولَ لاَ مِسَاسَ)أي،أنها ميزة ومنحة لك، لا يستطيع أحد أن يمسك بسوء أو بأذى، وقياساً على هذا قول الله عز وجل لآدم(إِنَّ لَكَ ألاَّ تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى)طه،ثم نجد موسى عليه السلام يقول(وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَّنْ تُخْلَفَهُ)
أ
ما السامريُّ الذي (هو المسيح الدجال) فإن له موعداً سيلاقيه في الدنيا قبل يوم القيامة،الذي أُعطي قدرات عظيمة، فسخرها للشر والفساد في الأرض، حتى إذا آن أوان خروجه ليزعم أنه الله أظهر الله عز وجل في صورته علامات تدل على أنه الأعور الكذاب ليعرفه بها الذين
(يعبدون الله الواحد الأحد الذي في السماء)عن سليمان بن شهاد قال،نزلت على عبد الله بن معتم وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم،فحدثني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه
قال(الدجال ليس به خفاء إنه يجيء من قبل المشرق فيدعو لي فيتبع وينصب للناس فيقاتلهم ويظهر عليهم فلا يزال على ذلك حتى يقدم الكوفة فيظهر دين الله ويعمل به فيتبع ويُجب على
ذلك،ثم يقول بعد ذلك إني نبي فيفزع من ذلك كل ذي لب ويفارقه فيمكث بعد حتى يقول أنا الله فتغشى عينه وتقطع أذنه ويكتب بين عينيه كافر فلا يخفى على كل مسلم فيفارقه كل أحد من الخلق في قلبه حبة من خردل من إيمان )الحديث رواه الطبراني،من هم المنظرين
إبليس من المنظرين، إن الله أخبر أن إبليس من المنظرين كما في قوله،قال (فإنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم)الحجر
وإبليس من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم وهو في الدنيا قبل يوم الدين يوم القيامة الذي طلب الإنظار أي تأخير موته إليه ،قال فإنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم ،ولم يقل بعده إلى يوم الوقت المعلوم إذ قال الله قبله قوله( فاخرج إنك من الصاغرين )الأعراف ، ولقد تضمن القرآن أن الصاغرين هم المجرمون الذين لن يؤمنوا بالآيات الخارقة للتخويف والقضاء الموعودة ،فالذين سيتكبرون عنها هم الموصوفون بقوله(سيصيب الذين أجرموا صغار عند الله وعذاب شديد بما يمكرون )الأنعام ،
السامري من المنظرين ،وهو الدجال المنتظروإن السامري الدجال كذلك من المنظرين لقوله( قال فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس وإن لك موعدا لن تخلفه )سورة طـه ،من قول موسى ومن أعلم من موسى الذي كلمه ربه وآتاه التوراة ، بخبر السامري ،ويعني قول موسى أن السامري منظر لن يموت في عهده وإلا لقتله موسى بيده ولا يخفى أن موسى أمر بقتل عبدة العجل كما في قوله (وإذ قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم )البقرة ،وقوله( قال فاذهب فإن لك ) في خطاب السامري من المثاني مع قوله (قال اذهب فمن تبعك منهم) في خطاب إبليس لدلالة كل منهما على الإنظار أي أن العقاب أخر عن كل منهما ،إن فتنة السامري الدجال في قوم موسى بعده قبل رجوعه بالتوراة ستتكرر ولم تنقض برجوع موسى وذلك قول موسى (إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء)الأعراف ،وقوله وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا )وهو مما قاله ربنا لموسى بعد أن كلمه وآتاه التوراة،
وإن السامري وهو الدجال،من بني إسرائيل الذي فتن قوم موسى بالعجل هو الدجال الأعور كما هو دلالة قوله (بصرت بما لم يبصروا به )طـه ،وهو الطعن في الذين يتمتعون بعينين سالمتين،
وإن عيسى وأمه من المنظرين، كما في قوله( قل فمن يملك من الله شيئا إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن في الأرض جميعا ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما يخلق ما يشاء والله على كل شيء قدير) المائدة، ويعني أن المسيح ابن مريم وأمه لم يكونا قد أهلكا يوم نزل القرآن لأربع قرائن
أولاها ،أن ذلك من القول كما هي دلالة قوله قل،
وثانيها، قوله(فمن يملك من الله شيئا إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن في الأرض جميعا )أي أن الله لم يرد ذلك بعد وأنه إذا أراده مستقبلا فلن يستطيع منعه أحد،
يعني،أن موت المسيح عيسى وأمه لا يزال منتظرا وهو مقدمة إهلاك من في الأرض جميعا ومنه ما على ظهرها يومئذ من الناس والدواب،
وثالثها ،قوله يخلق ما يشاء بصيغة المستقبل أي، أن الله قبل أن يريد إهلاك المسيح ابن مريم وأمه سيخلق ما يشاء من الخلق ومنه الجيل الذي سيعاصر نزولهما،
ورابعها،قوله إن الله على كل شيء قدير لدلالتها على أن ما قبلها هو من الغيب المنتظر وقوعه بعد نزول القرآن كما هي دلالة اسمه القدير الذي تضمن وعدا حسنا لم يقع بعد يوم نزل القرآن كما بينت في الأسماء الحسنى،
وإن قوله( ويكلم الناس في المهد وكهلا)آل عمران،ومع قوله(تكلم الناس في المهد وكهلا)المائدة ،وقد مضت الأولى وهي كلامه في المهد ونحن في انتظار الثانية وهي أن يكلم المسيح وهو كهل الناس أي بعد أكثر من ألفي عام على ولادته،
وإن قوله( وما قتلوه يقينا بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزا حكيما)النساء،
وقوله(إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة)عمران، ويعني،أن رفع عيسى وعد من الله،وقد تحقق الجزء الأول من الوعد في الدنيا، وهو أن الله قد توفاه ورفعه إليه وطهره من الذين كفروا أما الجزء الثاني من الوعد في الدنيا فمنتظر وهو قوله(وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة)وقوله (فأما الذين كفروا فأعذبهم عذابا شديدا في الدنيا)عمران،وسيتم بعزة الله وحكمته أن يكون الذين يتبعون عيسى بعد نزوله فوق الذين كفروا وكما في الحديث أنه سيقتل الدجال ويقاتل اليهود حتى يختبئوا وراء الحجر والشجر من الذلة،وهم يختبئون لأن أيديهم ستكون يومئذ مغلولة ليقع فيهم وعد الله الذي نبّأ به في القرآن(غلّت أيديهم)المائدة ،ولم يقع بعد وهو منتظر ، إذ هو من الوعد في الدنيا ،والغيب في القرآن ، ويعني تطهيره من الذين كفروا،إن قوله( إني متوفيك)يعني، أن الله قد ألقى النوم على عيسى قبل رفعه كما في قوله(وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ثم يبعثكم فيه)الأنعام ،
ولقد قتل وصلب الذي كان حريصا على قتل عيسى ،إذ ألقي عليه شبهه كما في قوله (ولكن شبه لهم )النساء،وقوله( ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين)آل عمران، إذ كان من مكر الله أن شبّه لهم، فقتل وصلب ظنا منهم أنه عيسى الذي رفعه الله إليه ،
يحيى من المنظرين ،وإن يحيى لمن المنظرين لقوله (وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا )مريم، وهو من قول الله وإخباره في القرآن ويعني، أنه يوم نزل القرآن فإن يحيى قد ولد بصيغة الماضي وأنه يوم نزل القرآن لم يمت بعد وإن يومي موته وبعثه لا يزالان منتظران كما هي صيغة المستقبل ولو كان قد مات قبل نزول القرآن لكان السياق وسلام عليه يوم ولد ويوم مات ويوم يبعث ،
إن إخبار الله عن يحيى ليس مثل إخبار عيسى عن نفسه وهو في المهد إذ لا يزال يوما موته وبعثه منتظران وإنما عرف إنظار عيسى وتأخيره من غير حرف مريم والسلام عليّ يوم ولدتّ ويوم أموت ويوم أبعث حيا )مريم ،إن السلام على كل من يحيى وعيسى يوم يموتان ليعني أن يحيى لم يقتل كما زعم التراث وأن رأسه صار مهرا لبغيّ طلب خالها الملك أن يتزوجها إذ لا سلام على مقتول إذ السلام هو انتفاء الخوف والحزن كما بينت في كلية النصر في ليلة القدر ،إن الله عالم الغيب والشهادة قد سمّى يحيى في القرآن بيحيى خمس مرات أفيموت أو يقتل قبل أن تطول به الحياة آلاف السنين سبحان الله أن يخفى عليه يوم سمّى يحيى ولم يجعل له من قبل سميا أن يكون ممن يقتل وهو شاب فيقع فيه خلاف ما أخبر الله عنه يوم قال عنه يحيى بل يبقى يحيى حيا مصدقا بكلمة الله عيسى بعد نزوله إلى الأرض وليقع نفاذ وعد الله الذي نبّأ الله به نبيّه زكريا كما في قوله( فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله بيشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله )آل عمران.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من هو السامري،ومن هم المنظرين
السامري هو الدجال
السامري الذي أضل بني إسرائيل في زمن موسى عليه السلام هو المسيح الدجال، هذا الرجل صِنّوُ إبليس، وشريكه في إغواء الناس والفساد في الأرض، وهو رجل منظر من المنظرين الذين قال الله عز وجل عنهم(قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ،قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ،إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ)ص،
فإبليس ليس هو المنظر الوحيد فهناك منظرون آخرون غيره سيعمَّرون أعماراً طويلة جداً،
وعلى ذلك فإن جميع الأنبياء عليهم السلام أنذروا أممهم المسيح الدجال، وحتى نوح عليه
السلام أنذر أمته الدجال،نلاحظ أن الدجال(أي السامري) عنده قدرات ليست عادية، فهو يرى جبريل عليه السلام(قال بصرت بما لم يبصروا به)فهو يرى ما لا يراه الناس،يرى
الملائكة،وهذا هو حال المسيح الدجال (لأن المسيح الدجال عند خروجه يأتي المدينة المنورة فيرى الملائكة على أنقابها تحرسها بالسيوف)
وهو يُحوّل العجل الذهبي إلى عجل حيّ (لا يستطيع أي واحد من أولاد آدم أن يحول المادة إلى
كائن حي،وهذه القدرات غير موجودة إلا عند المسيح الدجال، وعند من شاء الله عز وجل من الأنبياء عليهم السلام، فقد كان عيسى عليه السلام يخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه
فيكون طيراً بإذن الله، وكان عليه السلام يحي الموتى بإذن الله،والسامريُّ(الدجال) يعلم أن موسى عليه السلام رجل قوي وله هيبة، ولكنه لا يخشاه، بل يجادل ويصر على الجريمة، لأنه
يعلم أن موسى عليه السلام ،لا يستطيع أن يؤذيه، وهذا ما حدث، لم يستطع موسى عليه السلام أن يعاقبه،بل قال له(قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَن تَقُولَ لا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَّنْ تُخْلَفَهُ وَانظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا)طه،
(اذهب) هذه هي الكلمة نفسها التي قالها الله عز وجل لإبليس(قَالَ اذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَآؤُكُمْ جَزَاء مَّوْفُورًا)الإسراء،هذا إبليس يُقال له (اذهب)ويُنظر إلى يوم الوقت المعلوم، والسامريُّ،أي المسيح الدجال، يقول له موسى عليه السلام (اذهب)
عجباً،اذهب بدون عقاب، بدون جزاء،هارون البريء يُجَرُّ من شعر لحيته ورأسه، والسامريُّ المجرم يقال له (اذهب)نعم،لأن الله عز وجل أخبر موسى عليه السلام،أن هذا الرجل لن تسلط
عليه، وأن هذا الرجل له موعد،موعده مع عيسى ابن مريم عليه السلام هو الذي سيقتله،
وإلى أن يأتي ذلك الميعاد المحتوم قال له موسى عليه السلام،اذهب(قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي
الْحَيَاةِ أَن تَقُولَ لاَ مِسَاسَ)أي،أنها ميزة ومنحة لك، لا يستطيع أحد أن يمسك بسوء أو بأذى، وقياساً على هذا قول الله عز وجل لآدم(إِنَّ لَكَ ألاَّ تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى)طه،ثم نجد موسى عليه السلام يقول(وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَّنْ تُخْلَفَهُ)
أ
ما السامريُّ الذي (هو المسيح الدجال) فإن له موعداً سيلاقيه في الدنيا قبل يوم القيامة،الذي أُعطي قدرات عظيمة، فسخرها للشر والفساد في الأرض، حتى إذا آن أوان خروجه ليزعم أنه الله أظهر الله عز وجل في صورته علامات تدل على أنه الأعور الكذاب ليعرفه بها الذين
(يعبدون الله الواحد الأحد الذي في السماء)عن سليمان بن شهاد قال،نزلت على عبد الله بن معتم وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم،فحدثني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه
قال(الدجال ليس به خفاء إنه يجيء من قبل المشرق فيدعو لي فيتبع وينصب للناس فيقاتلهم ويظهر عليهم فلا يزال على ذلك حتى يقدم الكوفة فيظهر دين الله ويعمل به فيتبع ويُجب على
ذلك،ثم يقول بعد ذلك إني نبي فيفزع من ذلك كل ذي لب ويفارقه فيمكث بعد حتى يقول أنا الله فتغشى عينه وتقطع أذنه ويكتب بين عينيه كافر فلا يخفى على كل مسلم فيفارقه كل أحد من الخلق في قلبه حبة من خردل من إيمان )الحديث رواه الطبراني،من هم المنظرين
إبليس من المنظرين، إن الله أخبر أن إبليس من المنظرين كما في قوله،قال (فإنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم)الحجر
وإبليس من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم وهو في الدنيا قبل يوم الدين يوم القيامة الذي طلب الإنظار أي تأخير موته إليه ،قال فإنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم ،ولم يقل بعده إلى يوم الوقت المعلوم إذ قال الله قبله قوله( فاخرج إنك من الصاغرين )الأعراف ، ولقد تضمن القرآن أن الصاغرين هم المجرمون الذين لن يؤمنوا بالآيات الخارقة للتخويف والقضاء الموعودة ،فالذين سيتكبرون عنها هم الموصوفون بقوله(سيصيب الذين أجرموا صغار عند الله وعذاب شديد بما يمكرون )الأنعام ،
السامري من المنظرين ،وهو الدجال المنتظروإن السامري الدجال كذلك من المنظرين لقوله( قال فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس وإن لك موعدا لن تخلفه )سورة طـه ،من قول موسى ومن أعلم من موسى الذي كلمه ربه وآتاه التوراة ، بخبر السامري ،ويعني قول موسى أن السامري منظر لن يموت في عهده وإلا لقتله موسى بيده ولا يخفى أن موسى أمر بقتل عبدة العجل كما في قوله (وإذ قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم )البقرة ،وقوله( قال فاذهب فإن لك ) في خطاب السامري من المثاني مع قوله (قال اذهب فمن تبعك منهم) في خطاب إبليس لدلالة كل منهما على الإنظار أي أن العقاب أخر عن كل منهما ،إن فتنة السامري الدجال في قوم موسى بعده قبل رجوعه بالتوراة ستتكرر ولم تنقض برجوع موسى وذلك قول موسى (إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء)الأعراف ،وقوله وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا )وهو مما قاله ربنا لموسى بعد أن كلمه وآتاه التوراة،
وإن السامري وهو الدجال،من بني إسرائيل الذي فتن قوم موسى بالعجل هو الدجال الأعور كما هو دلالة قوله (بصرت بما لم يبصروا به )طـه ،وهو الطعن في الذين يتمتعون بعينين سالمتين،
وإن عيسى وأمه من المنظرين، كما في قوله( قل فمن يملك من الله شيئا إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن في الأرض جميعا ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما يخلق ما يشاء والله على كل شيء قدير) المائدة، ويعني أن المسيح ابن مريم وأمه لم يكونا قد أهلكا يوم نزل القرآن لأربع قرائن
أولاها ،أن ذلك من القول كما هي دلالة قوله قل،
وثانيها، قوله(فمن يملك من الله شيئا إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن في الأرض جميعا )أي أن الله لم يرد ذلك بعد وأنه إذا أراده مستقبلا فلن يستطيع منعه أحد،
يعني،أن موت المسيح عيسى وأمه لا يزال منتظرا وهو مقدمة إهلاك من في الأرض جميعا ومنه ما على ظهرها يومئذ من الناس والدواب،
وثالثها ،قوله يخلق ما يشاء بصيغة المستقبل أي، أن الله قبل أن يريد إهلاك المسيح ابن مريم وأمه سيخلق ما يشاء من الخلق ومنه الجيل الذي سيعاصر نزولهما،
ورابعها،قوله إن الله على كل شيء قدير لدلالتها على أن ما قبلها هو من الغيب المنتظر وقوعه بعد نزول القرآن كما هي دلالة اسمه القدير الذي تضمن وعدا حسنا لم يقع بعد يوم نزل القرآن كما بينت في الأسماء الحسنى،
وإن قوله( ويكلم الناس في المهد وكهلا)آل عمران،ومع قوله(تكلم الناس في المهد وكهلا)المائدة ،وقد مضت الأولى وهي كلامه في المهد ونحن في انتظار الثانية وهي أن يكلم المسيح وهو كهل الناس أي بعد أكثر من ألفي عام على ولادته،
وإن قوله( وما قتلوه يقينا بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزا حكيما)النساء،
وقوله(إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة)عمران، ويعني،أن رفع عيسى وعد من الله،وقد تحقق الجزء الأول من الوعد في الدنيا، وهو أن الله قد توفاه ورفعه إليه وطهره من الذين كفروا أما الجزء الثاني من الوعد في الدنيا فمنتظر وهو قوله(وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة)وقوله (فأما الذين كفروا فأعذبهم عذابا شديدا في الدنيا)عمران،وسيتم بعزة الله وحكمته أن يكون الذين يتبعون عيسى بعد نزوله فوق الذين كفروا وكما في الحديث أنه سيقتل الدجال ويقاتل اليهود حتى يختبئوا وراء الحجر والشجر من الذلة،وهم يختبئون لأن أيديهم ستكون يومئذ مغلولة ليقع فيهم وعد الله الذي نبّأ به في القرآن(غلّت أيديهم)المائدة ،ولم يقع بعد وهو منتظر ، إذ هو من الوعد في الدنيا ،والغيب في القرآن ، ويعني تطهيره من الذين كفروا،إن قوله( إني متوفيك)يعني، أن الله قد ألقى النوم على عيسى قبل رفعه كما في قوله(وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ثم يبعثكم فيه)الأنعام ،
ولقد قتل وصلب الذي كان حريصا على قتل عيسى ،إذ ألقي عليه شبهه كما في قوله (ولكن شبه لهم )النساء،وقوله( ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين)آل عمران، إذ كان من مكر الله أن شبّه لهم، فقتل وصلب ظنا منهم أنه عيسى الذي رفعه الله إليه ،
يحيى من المنظرين ،وإن يحيى لمن المنظرين لقوله (وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا )مريم، وهو من قول الله وإخباره في القرآن ويعني، أنه يوم نزل القرآن فإن يحيى قد ولد بصيغة الماضي وأنه يوم نزل القرآن لم يمت بعد وإن يومي موته وبعثه لا يزالان منتظران كما هي صيغة المستقبل ولو كان قد مات قبل نزول القرآن لكان السياق وسلام عليه يوم ولد ويوم مات ويوم يبعث ،
إن إخبار الله عن يحيى ليس مثل إخبار عيسى عن نفسه وهو في المهد إذ لا يزال يوما موته وبعثه منتظران وإنما عرف إنظار عيسى وتأخيره من غير حرف مريم والسلام عليّ يوم ولدتّ ويوم أموت ويوم أبعث حيا )مريم ،إن السلام على كل من يحيى وعيسى يوم يموتان ليعني أن يحيى لم يقتل كما زعم التراث وأن رأسه صار مهرا لبغيّ طلب خالها الملك أن يتزوجها إذ لا سلام على مقتول إذ السلام هو انتفاء الخوف والحزن كما بينت في كلية النصر في ليلة القدر ،إن الله عالم الغيب والشهادة قد سمّى يحيى في القرآن بيحيى خمس مرات أفيموت أو يقتل قبل أن تطول به الحياة آلاف السنين سبحان الله أن يخفى عليه يوم سمّى يحيى ولم يجعل له من قبل سميا أن يكون ممن يقتل وهو شاب فيقع فيه خلاف ما أخبر الله عنه يوم قال عنه يحيى بل يبقى يحيى حيا مصدقا بكلمة الله عيسى بعد نزوله إلى الأرض وليقع نفاذ وعد الله الذي نبّأ الله به نبيّه زكريا كما في قوله( فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله بيشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله )آل عمران.