المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ



امـ حمد
30-09-2013, 03:26 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
لقد خلق الله الإنسان وكرمه وفضله على جميع المخلوقات,وسخر له جميع مافي الوجود لخدمته،قال الله تعالى في سورة الإسراء(وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ
وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا)والإنسان خليفة الله في ارضه،قال الله تعالى في سورة البقرة(وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلمَلائِكَةِ إِنِّي
جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً)ومن اجل امتداد مهمة الإنسان في الخلافة إلى ان يرث الله الأرض ومن عليها,رزقه الله الطيبات من الرزق
ليكفل له الحياة وامتداد المعيشة,فقال الله تعالى في سورة عبس(فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ،أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاء صَبًّا،ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ
شَقًّا،فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبًّا،وَعِنَبًا وَقَضْبًا،وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا،وَحَدَائِقَ غُلْبًا، وَفَاكِهَةً وَأَبًّا،مَّتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ)والله سبحانه وتعالى خالق
الإنسان,وأعلم بما هو صالح له وما هو ضار,وجعل له الطيبات من الرزق,وأمره ان يأكل من هذه الطيبات ولا يتعداها حتى لا
يصيبه الضرر والهلاك,فقال الله تعالى في سورة المؤمنون(كُلُوا مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا)وطيبات الله كثيرة لا تعد ولا تحصى،إن
الله سبحانه وتعالى حذر عباده من الإسراف في تناول الأكل و الشرب وامرهم بالإعتدال،فقال الله تعالى في سورة الإعراف،يَا بَنِي
آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)
فقد حرم الإسلام،
الميتة،والدم,ولحم،الخنزير,والمنخقة,والموقوذة,والمت ردية,والنطيحة,وما أكل السبع،وحرم الخمر وكل ما أسكر،ان الله عندما يحرم على المسلم طعاماً فذلك ليجنبه الامراض والضرر،ان تلك الحيوانات قد خلقها الله سبحانه وتعالى وسخرها للإنسان للانتفاع بها من ركوب,واكل لحومها,ومنتجاتها
ومن الاطعمة القرآنية غذاء ودواء،التين
قال تعالى(وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ،وَطُورِ سِينِينَ)سورة التين،يُذكر عن ابي الدرداء،اُهدى الى النبي صلى الله عليه وسلم،طبق من تين,فقال
(كلوا،واكل منه وقال،لو قلت،ان فاكهة نزلت من الجنة,قلت هذه، لأن فاكهة الجنة بلا عجم،فكلوا منها،فإنها تقطع البواسير,وتنفع من النقرس)الراوي،أبو الدرداء المحدث،ابن القيم،المصدر زاد المعاد،
القيمة الغذائية،
قيمته في مواده السكرية وعنصري الكالسيوم والحديد,ويقال ان التين المجفف يحتوي على الكثير من الحديد،
الفوائد الطبية لثمرة التين
لعلاج الامساك ،لعلاج كسل الامعاء، لعلاج الجروح والقروح، لعلاج اضطراب الحيض،وفي الحديث النبوي لعلاج البواسير و النقرس،
ومن الاطعمة القرآنية غذاء ودواء الرطب
قال تعالى﴿وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا﴾مريم
ما هو الرطب،هو ثمرة أشجار الـنخيل وهو أحد الثمار الشهيرة
بقيمتها الغذائية،وقد اعتمد العرب عليها في حياتهم اليومية وأوصى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم،بأكل التمر لما فيه من فوائد وقد
غدا التمر ولا يزال الطعام المفضل للإفطار عليه في شهر رمضان، وكما يتناولونه العمال أثناء عملهم من أجل تخفيف التعب وإعطائهم
السعرات الحراريات الكافية,وتتناوله النساء خلال فترة حملهم من أجل تغذية نفسها وتغذية الطفل في أحشائها،والمساعدة على تحمل آلام الطلق،ورد ذكر التمر في القرآن في سورة مريم حيث أن السيدة
مريم العذراء تناولت الرطب لتخفيف حدة ألم ولادة المسيح حيث أوحى لها الله بأن،تهز جذع النخلة ليتساقط عليها الرطب الجني
فتأكل منه وتشرب وتقر عيناً(وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً،فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً)وأنها تحوي مادة مقبضة
للرحم,تقوى عمل عضلات الرحم في الأشهر الأخيرة للحمل,فتساعد على الولادة،كما تقلل كمية النزف الحاصل بعد
الولادة،والرطب يحوي نسبة عالية من السكاكر البسيطة السهلة الهضم،والتمر غذاء مناسب جدا للمصابين بارتفاع ضغط الدم،فهو
فقير بالصوديوم وغني بالبوتاسيوم،والتمر غني بالحديد،
فتناول مئة جرام منه يعطي سدس حاجة الجسم اليومية
من الحديد،وأكثر الناس حاجة للحديد هم النساء في سن الطمث، والحوامل،و في الرطب مادةً تعين على انقباض الرحم ،وتمنع النزيف ، وتنظِّف الأمعاء وتعقمها،وتطهِّرها،وتليِّنها،وتغذي المرأة التى على وشك الوضع،بغذاءٍ سكريٍ،
(فَكُلِي وَاشْرَبِي)لماذا يحتاج الإنسان بعد أن يأكل الحلو إلى الماء،هكذا فطرته لأن الحلو يحتاج إلى تمديد،وإلى أن ينحل في سائل كي يسهل هضمه،
لذلك شرب الماء ضروري للمرأة التي على وشك الوضع،وحالتها النفسية المطمئنة عنصرٌ أساسيٌ في الولادة.