ولد الزبارة
30-09-2013, 01:19 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ،وعلى آله الطيبين الطاهرين ، وعلى آمهات المؤمنين ، وعلى الصحابة آجمعين .
قال الله عز وجل : ( ذَٰلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ) الحج: ٣٢
لا يخفى عليكم أحبتي أننا مقبلون على أيام مباركة ، هي أيام العشر من ذي الحجة التي أقسم الله بها لبيان فضلها فقال سبحانه : ( وَالْفَجْرِ . وَلَيَالٍ عَشْرٍ ) ، وحث المصطفى عليه الصلاة والسلام باغتنامها بقوله : «ما العمل في أيّام أفضل في هذه العشرة، قالوا: ولا الجهاد، قال: ولا الجهاد إلاّ رجل خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشئ» رواه البخاري.
وقد امتازت هذه الأيام عن غيرها باجتماع أمهات العبادة فيها، كما أشار إلى هذا المعنى اللطيف ابن حجر رحمه الله في فتح الباري بقوله : «والذي يظهر أنّ السبب في امتياز عشر ذي الحجة، لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يأتي ذلك في غيره».
ومن تلك العبادات التي خُصت بها هذه الأيام شعيرة الأضاحي والتي هي إراقة الدم تقرباً لله عزو جل وامتثالًا لأمره وأتباعا لهدي نبيه عليه الصلاة والسلام.
فقد أخرجا الشيخان عن البراء بن عازب رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( ومن ذبح بعد الصلاة فقد تم نسكه وأصاب سنة المسلمين )) .
وأخرجا أيضاً عن انس بن مالك رضي الله عنه قال : (( ضحى النبي صلى الله عليه وسلم بكبشين املحين ، فرأيته واضعًا قدمه على صِفاحهما يُسمِّي ويكبر فذبحها بيده )).
وذبح الأضحية أفضل من الصدقة بثمنها ، كما رجح ذلك أغلب العلماء ومنهم العلامة الفقيه الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله ، وذلك بقوله : ( وذبح الأضحية أفضل من الصدقة بثمنها ،لأن ذلك عمل النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين معه ؛ ولأن الذبح من شعائر الله تعالى ، فلو عدل الناس عنه إلى الصدقة لتعطلت تلك الشعيرة ، ولو كانت الصدقة بثمن الأضحية أفضل من ذبح الأضحية لبينه النبي صلى الله عليه وسلم لأمته بقوله أو فعله ) [ رسالة في أحكام الأضحية والذكاة ]
وخلال السنوات الأخيرة قامت الجمعيات الخيرية ـ جزاها الله خيرا ـ بتوفير خدمة استقبال الأموال لمن أراد أن يضحي ، وتقوم الجمعيات الخيرية بذبح الأضاحي خارج البلاد ، خاصة للدول الإسلامية التي تعاني الجوع والفقر ، وهذا العمل فيه تعطيل لهذه الشعيرة وسننها من ذبح الأضحية باليد ، وتجميع الأولاد لحضور ومشاهدة ذبحها ، والأكل منها وإهداء جزء منها للجيران والتصدق بجزء منها.
وتأكيدا لهذا الأمر فقد اخبرني أحد الأخوة الأعزاء أنه لم يذبح منذ خمس سنوات ، بل يخرجها مالًا للجمعيات الخيرية ، أليس في هذا هجراً لسنة المصطفى عليه الصلاة والسلام ومنهج السلف الصالح في ذبح الأضحية .
لذلك أدعو نفسي أولًا وأحبتي في الله ، بالتقرب إلى الله بذبح الأضحية ، أما أن تخرج مالًا في كل عام، فأخشى ما اخشاه أن تكون هجرا لسنة الذبح.
فأسأل الله العلي القدير أن يتقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال ، وأن يجعلنا وإياكم ممن يعظمون شعائر الله .
هذا ما أردت أن ادلو به فإن أحسنت فمن الله ، وإن أسأت فمن نفسي والشيطان.
هذا والله أعلى وأعلم،،،
سعيد الشاوي المري
❍ عضو المجلس البلدي
صفحة الكاتب على تويتر / https://twitter.com/saeed_alshawi
http://www.alarab.qa/details.php?issueId=2121&artid=262590
قال الله عز وجل : ( ذَٰلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ) الحج: ٣٢
لا يخفى عليكم أحبتي أننا مقبلون على أيام مباركة ، هي أيام العشر من ذي الحجة التي أقسم الله بها لبيان فضلها فقال سبحانه : ( وَالْفَجْرِ . وَلَيَالٍ عَشْرٍ ) ، وحث المصطفى عليه الصلاة والسلام باغتنامها بقوله : «ما العمل في أيّام أفضل في هذه العشرة، قالوا: ولا الجهاد، قال: ولا الجهاد إلاّ رجل خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشئ» رواه البخاري.
وقد امتازت هذه الأيام عن غيرها باجتماع أمهات العبادة فيها، كما أشار إلى هذا المعنى اللطيف ابن حجر رحمه الله في فتح الباري بقوله : «والذي يظهر أنّ السبب في امتياز عشر ذي الحجة، لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يأتي ذلك في غيره».
ومن تلك العبادات التي خُصت بها هذه الأيام شعيرة الأضاحي والتي هي إراقة الدم تقرباً لله عزو جل وامتثالًا لأمره وأتباعا لهدي نبيه عليه الصلاة والسلام.
فقد أخرجا الشيخان عن البراء بن عازب رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( ومن ذبح بعد الصلاة فقد تم نسكه وأصاب سنة المسلمين )) .
وأخرجا أيضاً عن انس بن مالك رضي الله عنه قال : (( ضحى النبي صلى الله عليه وسلم بكبشين املحين ، فرأيته واضعًا قدمه على صِفاحهما يُسمِّي ويكبر فذبحها بيده )).
وذبح الأضحية أفضل من الصدقة بثمنها ، كما رجح ذلك أغلب العلماء ومنهم العلامة الفقيه الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله ، وذلك بقوله : ( وذبح الأضحية أفضل من الصدقة بثمنها ،لأن ذلك عمل النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين معه ؛ ولأن الذبح من شعائر الله تعالى ، فلو عدل الناس عنه إلى الصدقة لتعطلت تلك الشعيرة ، ولو كانت الصدقة بثمن الأضحية أفضل من ذبح الأضحية لبينه النبي صلى الله عليه وسلم لأمته بقوله أو فعله ) [ رسالة في أحكام الأضحية والذكاة ]
وخلال السنوات الأخيرة قامت الجمعيات الخيرية ـ جزاها الله خيرا ـ بتوفير خدمة استقبال الأموال لمن أراد أن يضحي ، وتقوم الجمعيات الخيرية بذبح الأضاحي خارج البلاد ، خاصة للدول الإسلامية التي تعاني الجوع والفقر ، وهذا العمل فيه تعطيل لهذه الشعيرة وسننها من ذبح الأضحية باليد ، وتجميع الأولاد لحضور ومشاهدة ذبحها ، والأكل منها وإهداء جزء منها للجيران والتصدق بجزء منها.
وتأكيدا لهذا الأمر فقد اخبرني أحد الأخوة الأعزاء أنه لم يذبح منذ خمس سنوات ، بل يخرجها مالًا للجمعيات الخيرية ، أليس في هذا هجراً لسنة المصطفى عليه الصلاة والسلام ومنهج السلف الصالح في ذبح الأضحية .
لذلك أدعو نفسي أولًا وأحبتي في الله ، بالتقرب إلى الله بذبح الأضحية ، أما أن تخرج مالًا في كل عام، فأخشى ما اخشاه أن تكون هجرا لسنة الذبح.
فأسأل الله العلي القدير أن يتقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال ، وأن يجعلنا وإياكم ممن يعظمون شعائر الله .
هذا ما أردت أن ادلو به فإن أحسنت فمن الله ، وإن أسأت فمن نفسي والشيطان.
هذا والله أعلى وأعلم،،،
سعيد الشاوي المري
❍ عضو المجلس البلدي
صفحة الكاتب على تويتر / https://twitter.com/saeed_alshawi
http://www.alarab.qa/details.php?issueId=2121&artid=262590