المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : $$رحلة النرويج...سبعين يوماُ$$



طائر النورس
30-09-2013, 01:36 PM
مضت شهورٌ طواها الزمن وكأنها أوراقٌ تساقطت من شجرةٍ وارفة الظلال...

لتطوي ذكرى رحلة غير اعتياديّة بكل ما تعنيه هذه الكلمة...

غريبة في أحداثها...

جميلة في مشاهداتها...

ثريّة بمضامينها...

وأصدق القول إذا علمتم أنني حاولت مراراً وتكراراً أن أسطّر تلك التجربة وأسرد أحداثها خلال عامي المنصرم...

إلا أن معوّقات كثيرة كانت تأخذ بحجزيّ وتصرفني عن الكتابة...

يأتي على رأسها (رسالة الماجستير) التي استنفذت مني القوى....واستنزفت الأوقات...
على أني عزمت بإذن الله في قابل الأيام أن أسطّر على قدر الجهد ما تقوى به النفس...وقد يتأخّر ذلك شيئاً من الزمن...

وأنوّه هنا أن طريقتي في التقرير مزجيّة بين المشاهدات وتحليل المواقف وذكر الانطباعات...أي أن شخصيّة الكاتب سيكون لها حضور...مما قد يسبب الملل عند القاريء الذي يحب التهام الصور بعينيه ويتجرّع ما بها من جمال أخّاذ...فالمعذرة على (الشخصنة) في الكتابة...

كما أنني سأعرض الحقائق كما هي وبكل أمانة...فلن يكون التقرير معرضاً عن النقد وعن ذكر السلبيات...أي أنه ليس عرضاً ترويجياً لبلد ما...

ليراعي ذلك كل قاريء مشكوراً...

وإلى ذلك الحين...أترككم مع فواتح الشهيّة التالية::nice:

http://www.travelzad.com/photo/files/76453.jpg


http://www.travelzad.com/photo/files/76454.jpg

http://www.travelzad.com/photo/files/76456.jpg

http://www.travelzad.com/photo/files/76455.jpg

تخيّل أن هذه طاولة طعام...فانظر ما حولها:

http://www.travelzad.com/photo/files/76457.jpg

http://www.travelzad.com/photo/files/76458.jpg


وعينُ الله ترعاكم:)

غايه الطواش
30-09-2013, 01:54 PM
امنيتي ازور هالبلادين النوريج السويد فنلندا

شموخ دائم
30-09-2013, 02:33 PM
,

,


مرحبا


الله يعطيك العافيه

ما شاء الله صور جميله ومناظر رائعه

لكن ما اعطيتنا نبذه عن البلاد

اهم المدن والسياحه فيها !!

هل تصلح للسياحه العائليه !!

الشعب في النرويج ! هل شعب ودود ويرحب بالسياح

هل يوجد اختلاف بينهم وبين باقي الدول الاوربيه

مثل المانيا والنمسا !! من كل النواحي

من سكن واكل وتسوق وتنقل وسياحه !!

,

,

اخوك

شموخ دائم

بوعلاوي
30-09-2013, 02:35 PM
روووووعه يعطيك العافيه

OM_OMAR_QATAR
30-09-2013, 02:35 PM
صور جميله ومناظر رائعه

ننتظررررررك

طائر النورس
30-09-2013, 03:31 PM
ايها الافاضل... انا لم ابدأ بالتقرير بعد... كانت تلك المقدّمة فقط

قطريه ماركه
30-09-2013, 07:39 PM
واااااو روووعه المناظر تجنن

و الأسلوب مشووق

ذكرتني بطبيعة زيلامسي

ننتظر المزيد

طائر النورس
01-10-2013, 01:22 PM
بارك الله فيكم

سأكمل غداً بإذن الله

كازانوفا
01-10-2013, 02:07 PM
جميله ..
بانتظار البقيه

مـراحـب
02-10-2013, 07:38 AM
هل تحتاج فيزااا

طائر النورس
02-10-2013, 10:10 AM
ملاحظة قبل البداية: تحذيرٌ مهم للملولين من القراءة...صحيحٌ أنني أعد الجميع بالمزاوجة بين التحليل والكتابة وبين الصور...إلا أن من يقصدون الصور فحسب يكونوا قد حجّروا واسعاً...وضيّقوا فسيحاً!!

القصاصة الأولى: وكانت البداية!!

المكان: عاصمة خليجية
الزمان: 2/1/2011م
الحدث: سوف تعرفون طبيعته من خلال الأسطر القليلة القادمة!!

جلستُ مع زوجتي ورفيقة دربي نحتسي كوباً من الشاي الفاخر في أحد أروقة فندقٍ من الفنادق ذات النجوم الخمسة (five stars )، بعد أن قمنا باستئجار جناحٍ كامل (sweet) لقضاء ثلاث ليالٍ تعيد لنا ذكرى عشر سنين طواها الزمن كأسرع ما يكون، وها نحن نحتفل بهذا اليوم والذي في مثله كنّا عروسين خجولين :shy:لا يكاد أحدنا يجد القدرة على رفع طرفه إلى توأم روحه خجلاً وحياءً. أما اليوم فالبنين والبنات يحتفّون من حولنا كفراشاتٍ تتنقّل من زهرةٍ إلى أختها،:p:p:p:p والحمد لله على إنعامه، والشكر له على توفيق وامتنانه.

في مثل هذه اللحظة التاريخيّة...هرمنــــــــ...أ..أعني بدأ التخطيط للسفر إلى بلاد النرويج، أما السفر...فلإعطاء هذه السنة (العاشرة من زواجنا) نقلةً نوعيّةً ونكهةً خاصّةً يبقى عبقها فترة طويلة.

وأما لماذا النرويج؟

سؤال غريب! لو اخترنا السويد لهبّ إلينا من يقول: ولماذا السويد؟:anger1:

ولو اخترنا أسبانيا لوجدنا من يقول: ماذا عن النمسا؟:anger1::anger1:

وإن اخترنا (غيظاً وحنقاً من قبيل التنزّل الجدليّ!) بوركينافاسوا...لوجدنا من يتساءل ببراءة: ولماذا بوركينافاسوا؟:rolleyes2:

بالطبع فإن الكلام السابق إنما هو محض مداعبة..أما الأسباب الحقيقيّة التي دعتني إلى تحديد بوصلة السفر فهي كالتالي:

السبب الأوّل: نصيحة صديق:
جمعتني الأقدار في يومٍ من الأيّام بأحد الأفاضل الذين امتازوا بالحكمة والرزانة، وسبحان الله! ...إن اسمه هو "عبدالحكيم"...وكان أن نصحني بتجربة زيارة بلاد "الفرنجة" . ولا تزال كلماته ترنّ في أذنيّ إذ قال:.. عندما تعايش تلك المجتمعات ولو لفترة قصيرة ستفهم ما معنى كلمة "المجتمع الأوروبي"، كيف يفكّر؟ ما هي مشكلاته؟ وأين المنفذ للوصول إلى قلوب مواطنيه وكيفيّة دعوته؟ ما هي همومهم؟ وإلى أي حدٍ وصلوا في الانحطاط الفكريّ والعقدي.

كلامه كان جديراً بالاهتمام وفيه قدرٌ كبير من الصحّة؛ فإن مخالطة هؤلاء (المخالطة المدروسة بالطبع) ستتيح لي فهم طبائع القوم، وبالتالي إيجاد المفاتيح المناسبة لدعوتهم.

السبب الثاني: رغبتي الشخصيّة في لقاء المسلمين هناك:
من المعلوم أن في تلك البلاد أقليّاتٌ مسلمة تحتاج إلى من يلمس همومها، ثم إن لديها من الاحتياجات الدعويّة والشرعيّة والاجتماعيّة، وليس حديثي عن مسلمي أوروبا فحسب، بل هو كذلك يشمل بطبيعة الحال المهاجرون واللاجئون، وهل هم حقّاً (كما يظن البعض) يعيشون في أمنٍ وسلام، وراحةٍ واطمئنان، وطيب خاطرٍ وسعة رزق؟ وهل حصلوا على مبتغاهم الذي لأجله هجروا الأوطان وفارقوا الأحباب؟ فكان النظر لهذه الأطياف عن كثبٍ هدفاً رئيساً من أهداف الرحلة.

السبب الثالث: للزوجة أقارب في النرويج، ولي كذلك، فكان في قصد تلك الدولة فرصةً عظيمة يُتاح لي فيها أن أصل الرحم، ولربما غاب مثل هذا الهدف عن أذهان بعض (رحّالتنا) غفلةً عن الأحاديث التي توصي بالجار، كقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :(من أحب أن يبسط له في رزقه ، وينسأ له في أثره ، فليصل رحمه ) رواه البخاري.

وحديثه صلى الله عليه وسلم أنه قال :(الرحم متعلقة بالعرش تقول : من وصلني وصله الله ، ومن قطعني قطعه الله) رواه مسلم.

http://www.travelzad.com/photo/files/84000.jpg

السبب الرابع: زوجتي حامل!! وكانت النيّة مبيّتةً في أن تلد في النرويج بجانب أهلها بدلاً من الولادة بعيداً عنهم.

السبب الخامس: التقرير الشهير الذي خلب لُبّي واستحوذ على تفكيري :(النرويج...الفاتنة المنسيّة)، ومن خلاله رأيتُ طرفاً من ثوب "النرويج" المطرّز بالجمال الأخّاذ، وما كنتُ أظنّ أن الله تعالى خلق بلاداً كهذه جمالاً وجلالاً...ونحن الذين لم نعلم أو نُدرك من الطبيعة وألوانها إلا ما نراه من أشجار شبه جزيرتا الصحراوية، بخضرتها البلحاء باهتة اللون.

http://www.travelzad.com/photo/files/84001.jpg

http://www.travelzad.com/photo/files/84002.jpg

السبب السادس: كانت العرب تقول: المستحيلات ثلاثة: وهي: الغول، والعنقاء، والخِلّ الوفيّ.

وبالنسبة إليّ فقد كنت أقول: أساطيرُ سمعت عنها: غاباتٌ غنّاء...وأنهارٌ تجري..وبحيراتٌ واسعة..وثلجٌ متراكم...كلّهنّ أمورٌ كنت أراها محض خيالٍ أو أحلامٌ بعيدة عن متناول اليد.

وما كان لي من سبيل إلى التحقّق من هذه المستحيلات إلا بالذهاب إلى تلك الدولة الاسكندنافيّة التي تُدعى بالنرويج...

http://www.travelzad.com/photo/files/84003.jpg

http://www.travelzad.com/photo/files/84004.jpg

http://www.travelzad.com/photo/files/84005.jpg

http://www.travelzad.com/photo/files/83999.jpg

ولكن ماذا عن التخطيط؟
تلك هي القصاصة القادمة.:nice:

(قمتُ عمداً بإضافة بعض الصور رغم أنه استباقٌ للأحداث حتى لا تملّ عين القاريء...مع وعدٍ بالمزيد والمزيد منها...والله الموفق)

قطريه ماركه
03-10-2013, 09:20 AM
^
^

ما شااااء الله روووعه المناظر تجنن

ننتظر المزيد

طائر النورس
03-10-2013, 01:18 PM
مع إشراقة هذا الصباح وتغريد طيوره وتزيّن أشجاره، يطيب لي أن أزلدف إلى القصاصة الثانية من سلسلة (رحلة النرويج: سبعين يوماً)..وكان الوعد أن تكون هذه القصاصة فيها من المغايرة ما يُحقّق عنصر الجِدَة والتجديد....

أما عنصر التجديد فهو (كسر الجمود) الحاصل في التقراير...فإن الناظر إلى خارطة التقارير يجد أن التزام التسلسل التاريخي في البيان هو نوع من "البروتوكول" المتبّع والذي يكاد يصل عند البعض إلى مرحلة (التابو) المقدّس...فلماذا لا (نستبق الأحداث) عن سابق إصرار وترصّد (كأننا في محكمة! :tease:)...وهذا بالمناسبة أسلوبٌ متّبع في بعض الأساليب الروائيّة والقصصيّة الحديثة، ولا أظن أن الأفلام تخلو منه (أقول ذلك ولا علم لي بواقع السينما إذ لستُ من أهلها:))...وفائدتها أنها تُقدّم نوعاً من التشويق الإضافي للقاريء والمشاهد.

لن أطيل الحديث أكثر...ولنقل: بسم الله:


قصاصة متقدّمة:
ها هي القصاصات متناثرة بين يدي تحتاج إلى إعادة جدولة وترتيب...ومثل هذه الأزمة يقع فيها من لا يحرص على ترتيب أوراقه...أو يعمد على كتابة تجاربه من خلال قصاصات يجمعها من هنا وهناك.


أهي هذه؟ لا...تلك قصاصة حدثت بعد رمضان في عودتي الثانية.

لعلها هذه: المكان: عاصمة خليجي... كلا كلا....لقد تحدثنا عن هذه القصاصة.

آه: ها هي ذي...دعوني أمعن في التاريخ: رقم واحد وبجانبه رقم مطموس بفعل قطرات أصابتها..(ذكّروني ألا أشرب الشاي أثناء الكتابة!)...هي بالتأكيد في الشهر السابع...وهي كذلك في أواسط الشهر وإن كنت لا أعلم أيّ أيّامه...والمفترض أن أتكلّم عن الشهر السادس قبيل السفر...إذن ليست هي مقصودنا.


لكن لحظة: اممم...لا تبدو لي هذه القصاصة سيئةً على الإطلاق..صحيحٌ أنني لم أكن أحد أبطالها (إلا لو كنتم تُعدّون الراوي بطلاً!)...لكنها تجربةٌ فريدة ورحلةٌ رائعة.

فلنقرأها سويّاً:


" ها هو يومٌ مشرق من أيّام (فلكّفيور) flekkfjiord...تلك القرية الهادئة التي تسكن بطون الجبال وترتمي على أحضان البحيرات...لن أعود في ذكر سبب قدومي أو أسهب في وصفها حتى لا أسبب الملل في التكرار...ثم إن الكلمات تقصر عن الوصف بل هي تكسر روعته في النفس...أليس كذلك؟

أين ذهبت في ذلك اليوم؟ لا أذكر تحديداً...كانت الكثير من الأعباء تنتظرني والتي أخذت من الوقت وسلبته حتى وقت الظهيرة.

رجعتُ إلى البيت...فإذا بابنتي (حنان) لا تكاد تمسّ الأرض الأرض من السعادة:eek2:...وما أن رأتني حتى ارتمت في حضني قائلة: فاتكم القطـــــ...كلا...هذه عبارة رئيسٍ مخلوع...لقد قالت أنها كانت في رحلةٍ عظيمة قاموا بها بالسياكل إلى قريةٍ أخرى مجاورة تبعد حوالي 16 كيلومتر عنّا...

بصراحه: لم أعبأ كثيرة بقولها...لكن وبمجرّد أن بدأت الصور تتكشّف...والحقائق تظهر...اتضح لدي أن الرحلة فريدةٌ بكل المقاييس.

فلا الدراجات كدراجاتنا...ولا مسار الدرّاجاتِ مألوف...ولا الملابس المتخذة لها كملابسنا...ولا الأدوات كالأدوات...إلخ

والسرّ في المسألة أن هناك محلّ يقوم بتأجير درّاجاتٍ خاصّة...هذه هي صورتها:
http://www.travelzad.com/photo/files/85851.jpg

وهذه الدرّاجات تسير على سكّة قطار! استغلالاً لمسار قطارٍ عفا عليه الزمن ولم يعد يُستخدم في هذه الأيّام...ليُصبح بوصلةً لعشّاق الرياضة...ولكم أن تتخيّلو رحلة في مثل هذا الجوّ المنعش...تمرّ فيه بالبيوت...وترى الطبيعة عن كثب...وتخترق الكهوف الموحشة...وأنت محمّل بأدواتٍ خاصّة لها علاقةٌ وطيدة بالرحلة...

ولأن الصور أبلغ من الكلمات...سأنقل لكم الصور وسوف أعلّق حين الحاجة:

http://www.travelzad.com/photo/files/85851.jpg

http://www.travelzad.com/photo/files/85852.jpg

تصلح لركوب ثلاثةٍ عليها

http://www.travelzad.com/photo/files/85854.jpg


http://www.travelzad.com/photo/files/85853.jpg

http://www.travelzad.com/photo/files/85854.jpg

مسار السكّة الحديدية التي تمشي عليها الدرّاجة

http://www.travelzad.com/photo/files/85855.jpg

عند دخولهم للكهف كانوا يسيرون بسرعة كبيرة لوجود نوع من الانحدار...وبعض الكهوف مظلمةٌ تماماً...وهذا يُفسّر تزويد مكاتب التأجير للرحّالة بالكشافات ويلبسون ملابس تضيء في الظلام

http://www.travelzad.com/photo/files/85856.jpg


المنظر المطلّ...قل سبحان الله

http://www.travelzad.com/photo/files/85857.jpg

http://www.travelzad.com/photo/files/85858.jpg


http://www.travelzad.com/photo/files/85859.jpg

http://www.travelzad.com/photo/files/85860.jpg

http://www.travelzad.com/photo/files/85861.jpg

http://www.travelzad.com/photo/files/85862.jpg

نسيت أن أقول أن هؤلاء من أقاربي

http://www.travelzad.com/photo/files/85863.jpg


http://www.travelzad.com/photo/files/85864.jpg


http://www.travelzad.com/photo/files/85865.jpg

بررررررررردomen


http://www.travelzad.com/photo/files/85866.jpg

http://www.travelzad.com/photo/files/85867.jpg

ابنتي حنان:nice:

http://www.travelzad.com/photo/files/85868.jpg

http://www.travelzad.com/photo/files/85869.jpg

http://www.travelzad.com/photo/files/85870.jpg

http://www.travelzad.com/photo/files/85871.jpg

http://www.travelzad.com/photo/files/85872.jpg

http://www.travelzad.com/photo/files/85873.jpg

وين الطريق يا جماعه؟؟؟:anger2:

http://www.travelzad.com/photo/files/85874.jpg

http://www.travelzad.com/photo/files/85875.jpg


من هنا كانوا يتزوّدون بالماء العذب
http://www.travelzad.com/photo/files/85876.jpg


بنتي عايشه الجوّ:fight:

http://www.travelzad.com/photo/files/85877.jpg


http://www.travelzad.com/photo/files/85878.jpg

http://www.travelzad.com/photo/files/85879.jpg

http://www.travelzad.com/photo/files/85880.jpg


حررررررررركااااااااااااااااات:ok:




أكتفي بهذا القدر...والذي يظهر لنا جانباً من جوانب النشاطات التي يمكن ممارستها هناك....وإلى لقاء قريب.

بوخالد911
04-10-2013, 01:27 AM
تقريرٌ رائعٌ

واصل أخي وسأكون من المتابعين بإذنه تعالى..........

طائر النورس
06-10-2013, 12:51 PM
جزاكم الله خيراً....ولستُ بغنىً عنكم....بعد قليل أضع القصاصة التالية

طائر النورس
06-10-2013, 12:54 PM
بسم الله الرحمن الرحيم



القصاصة الثانية: التخطيط للسفر

بدأ التخطيط للسفر على قدمٍ وساق..وقمتُ بمراجعة ما توفّر لديّ من تقارير سابقة حول النرويج –على قلّتها وعوزها- لأفهم طبيعة البلد الذي أنوي زيارته ولأجل رسم صورةٍ ذهنيّةٍ مناسبةٍ عنه.



أما أوّل الخطوات التي قمتُ بها: حجز تذاكر السفر...وكان الناس قد اعتادوا (فيما أعلم) قطع تذاكر السفر عن طريق مكاتب الطيران أو الشركات السياحيّة..إلا أنني وجدتُ أن قطعها عبر الشبكة العنكبوتيّة وفي وقتٍ مبكّرٍ يوفّر قدراً كبيراً من المال (كان فرق التذاكر الحاصل لأفراد عائلتي الخمسة يُعادل 10 آلاف ريـال!)...وبالمناسبة: كان حجز التذاكر قبل السفر بحوالي خمسة أو ستة أشهر عن طريق الطيران التركي.



س: ولماذا الطيران التركي؟

ج:سؤالٌ جيّد..لأنه رحلاته إلى النرويج من الخليج يوميّة أو شبه يوميّة.



على أنه ينبغي لي أن ألفت انتباهكم أيها السادة إلى أن في الجعبةِ الكثير من الملاحظات التي ينبغي معرفتها حول الحجز الالكتروني والدفع بالفيزا والشراء عن طريق الانترنت..وسوف يأتي المزيد من الكلام حول هذه الأمور في قصاصةٍ قادمة بإذن الله تعالى.



لننتقل إلى المرحلة الثانية: العقبة الكؤود التي تواجه قاصدي دول الاتحاد الأوروبي في مرّتهم الأولى..وتتمثّل العقبة في مسألة استخراج الفيزا شنجن..فما هو المقصود بها يا تُرى؟؟



إن كلمة visa schengen جاءت بالأصل من اسم قريةٍ صغيرة اشتُهرت بصنع النبيذ.. تقع في أقصى الجنوب الشرقي من لوكسمبورج بالقرب من النقطة التي تتلاقى فيها حدود لوكسمبورج و ألمانيا وفرنسا.. يبلغ عدد سكانها 425 نسمة.



وقد اكتسبت هذه القرية شهرتها في 14 حزيران / يونيه عام 1985 ، عندما تم التوقيع على اتفاقية “شنغن” بخصوص إلغاء منهجية المراقبة على الحدود.



ومصطلح visa schengen دالٌ على تلك الاتفاقيّة التي أُبرمت في تلك القريّة...والتي تبلورت من خلال مرحلتين اثنتين..الأولى عام 1985.. والثانية عام 1990



أما الاتفاقية الأولى فكانت بين دول البنلوكس(Benelux)-وهي كلمة مكونة من حروف دول (بلجيكا وهولندا ولوكسمبورج) وألمانيا وفرنسا على الإلغاء التدريجي للضوابط على الحدود المشتركة ، وعرفت باسم اتفاقية “شنغن الأولى” ، والتي تنص على مراقبة بصرية بسيطة للسيارات الخاصة من عبور الحدود المشتركة في تخفيض السرعة ، دون أن يتطلب ذلك وقف هذه المركبات. أما الأشخاص الذين غير مطلوب منهم تلبية متطلبات محددة في الحدود الداخلية ، كما ، على سبيل المثال ، متطلبات التأشيرة ، فيمكنهم استخدام اجراءات الممر السريع عن طريق الصاق ملصق اخضر قطره ثمانية سنتيمترات على الزجاج الأمامي .



والمرحلة الثانية كانت تقضي بتنفيذ اتفاقية شنغن الأولى بين حكومات دول البنلوكس و ألمانيا و فرنسا على الإلغاء التدريجي للضوابط على الحدود المشتركة وعرفت أيضا باسم اتفاقية “ شنغن الثانية ” .أزيلت مراكز الحدود والضوابط بين الدول في منطقة شنغن. وأصبحت تأشيرة شنغن تسمح للسياح أو غيرهم من الوصول إلى أي دولة في الاتحاد الأوربي.



ولا تزال دائرة دول الشنغن تتسع يوماً بعد يوم...وبين حينٍ وآخر نسمع أن دولةً أوروبيّة دخلت نظام الشنجن...والفائدة هنا تنعكس على السائح في حال قدرته على استخراج تأشيرة ذات إجراءات قانونيّة أسهل ثم يُسافر إلى دولةٍ أخرى غير التي استخرج منها التأشيرة بشرط أن تكون من دول الشنجن.



(مصدر المعلومات السابقة: صفحة الإجابات من جوجل)



وبالمناسبة: فإن النرويج من دول الشنجن وإن كانت غير منضمّة إلى دول الاتحاد الأوروبي..إذ أنها ترى نفسها ستتضرّر في سياستها الاقتصاديّة حال انضمامها إليها...ونحن نعلم أنها تعتبر المصدّر الأوّل للنفط في أوروربا.

http://www.travelzad.com/photo/files/86345.jpg

سأعود للحديث حول هذه النقطة لاحقاً بإذن الله...وما يُهمّ قوله أن مشكلة استخراج تأشيرة الشنجن للمرّة الأولى مشكلةٌ حقيقيّة...لأن أيّ سفارةٍ تتطلّب كمّاً لا بأس به من العهود والمواثيق والمستندات التي تؤكّد (أهليّة!) المسافر للسفر وقدرته المالية الحقيقيّة كسائح في أورورباً..فهي أشبه بعمليّة تمييز الجواهر الأصليّة من المقلّدة...ناهيك عن بحث الحالة الأمنيّة للمسافر (اللهم حوالينا ولا علينا:rolleyes2:)..فإذا حصل المسافر على تأشيرته الأولى سَهُل عليه استخراج مثل هذا النوع من التأشيرات للمرّة الثانية بسهولةٍ أكبر.



كانت متطلّبات الشنجن كالآتي:

1- تذاكر السفر

2- صورة شخصيّة للمسافر ( ما بين صورٍ ذات خلفيّة بيضاء أو خلفيّة رماديّة على اختلاف سياسة كلّ سفارة..فينبغي للمرء التأكّد من طبيعة الصورة من السفارة مسبقاً)

3- كشف حساب من البنك لآخر ستة أشهر

4- صورة من حجوزات الفنادق

5- ورقة من البنك تشهد باممتلاك وصيدٍ كافٍ من البنك.

6- جوازاتٍ بإقامات ساريّة المفعول (هذا بالطبع للمقيمين في دول الخليج) وأن تكون الجوازات غير منتهيّةٍ أو توشك على الانتهاء.

7- ورقة من جهة العمل موجهّة إلى السفارة لا تمانع بفسرك (بالطبع تكون بالانجليزية).



بالنسبة للنقاط (1-2-3-6-7) لم تكن لديّ أي مشاكل في ترتيبها، بالنسبة للنقطة (5) كانت هي العقبة...فبعد السؤال والاستفسار قيل لي أن الرصيد المناسب الذي تُستخرج التأشيرة على أساسه يُعادل (90) ألف ريال سعودي –لا تنسوا أننا خمسة أفراد-...كان عندي نصف هذا المبلغ في حينه..فاضطررت إلى الاستدانة من بعض الأفاضل –الصديق وقت الضيق- باقي المبلغ...ثم استخراج الشهادة...وبعدها أعدتُ له المال...مع التنبيه إلى ضرورة أن تصدر الورقة بالصيغة الانجليزيّة وأن تبيّن الرصيد المتاح بالدولار أو باليورو.

http://www.travelzad.com/photo/files/86344.jpg

بقيت النقطة (4)...وحلّ هذه عن طريق موقع agoda.com وكان الحجز في البداية حجزاً وهميّاً لأجل إجراءات استخراج التأشيرة...ثم يكون الحجز الحقيقي بعد ذلك.



وأصدقكم القول أن الذي سهّل لي الكثير من الإجارءات هو موظّف شركة (حية ريجنسي) للسفر والسياحة..فجزاهم الله خيراً.



وهنا يقفز السؤال التالي: إلى أيّ سفارةٍ أقصد أوراقي؟ وأيّها أسهل في استخراج التأشيرة؟ لا أخفيكم أن الأقوال هنا تتباين تبياناً كليّاً تبعاً لتجارب (رحّالتنا) فلن أخوض في تقييمها أو إبداء الرأي فيها.



نصحني أحدهم بالذهاب إلى السفارة البولدنيّة باعتبار أن إجراءاتهم سهلةٌ مقارنةً مع غيرها..وكذلك فعلتُ..وبعد مرور يومين اتصل بي موظّف السفارة معتذراً عن قبول الطلب إذ ظنّ أنني مسافرٌ إلى بولندا بينما كانت وجهتي (حسب أوراق تقديم الطلب) إلىالنرويج...فذهبت إلى السفارة وفوجئت بوجود ختم على جواز السفر برفض الطلب..وهذه العلامة لم تكن في صالحي أبداً كما ذكر لي موظف شركة السفر والسياحة..فإنها مدعاةٌ للريبة عند السفارات الأخرى...وقد تكون سبباً قويّاً في رفضها كذلك.



من هنا كانت الحكمة تقتضي أن أعود إلى السفارة البولنديّة والاحتجاج عند الموظّف بأن صنيعه قد أضرّني..وأني لستُ مسؤولاً عن خطئه في استقبال الأوراق...وطالبتُه بإعطائي مذكّرةً من السفارة تشرح أسباب رفض المعاملة.



من اللطيف أن الموظّف تفهّم بشكلٍ كاملٍ طبيعة الموقف...وطلب منّي انتظار القنصل كي يُوجدوا حلاًّ لهذه المشكلة...وبعد ربع ساعةٍ خرج إليّ وذكر أن القنصل قد لا يأتي اليوم..واقترح عليّ حلاًّ (توافقيّاً!!): سوف يضع ختماً خاصّاً بالسفارة على مكان الطلب مكتوبٌ عليه canceld وقال أن السفارة التي سأقدّم عليها تفهم طبيعة هذا الختم وأن المعاملة ملغيّةٌ وليست مرفوضة...كذلك أعطاني رقمه الخاص وأبدى استعداده للحديث معهم حال استفسارهم.



كانت تلك صفقةٌ رابجة...فأخذت الأوراق وقصدتُ بها السفارة الألمانيّة رغم أن سمعتها كانت سيّئة (من ناحية التشديد)...وقد قصدتُها –حسب ما رأيتُ من نفسي- بعد أن استكملتُ أسباب القبول وليس ثمّة مانعٌ يمنع أو علّةوٍ تُبرِّر...ثم إن السفارة الألمانيّة هي وكيلة السفارة النرويجيّة إذ ليس لها سفارةٌ عندنا...فأدخلتُ الأوراق...واشتركتُ في خدمة sms والتي يُرسلون لك رسالةً تتعلّق بنتيجة التقديم...وبعد مرور خمسة عشر يوماً استلمتُ رسالةً تُفيد بضرورة مراجعة السفارة (ولم يُذكر فيها قبلو الطلب من رفضه)...وذهبتُ إلى السفارة وثعابين القلق تنهش صدري...واستلمتُ أظرفاً مغلقةً بها الجوازات...فتحتها: فإذا بالتأشيرات تزيّن صفحاتها: تأشيرةٌ لمدة ستة أشهر تتيح لي البقاء تسعين يوماً في أوروبا وعلى نظام الدخول والخروج المتعدّد multy وحسب ما فهمت من المسافرين أن هذه التأشيرة وبهذه الكيفيّة لا تُعطى بسهولةٍ لأي أحد ومن المرّة الأولى...وبهذا تنتهي هذه القصاصة المعلوماتيّة الحاوية على تجربة تقديم تأشيرة الشنجن...ولا أظنها تخلو من فائدة...وسيبقى معي الجزء الأخير لمرحلة ما قبل السفر وسأختصرها قدر الإمكان حتى أشرع في الحديث عن الأجواء الأوروبيّة...فإلى لقاء قريب بإذن الله

http://www.travelzad.com/photo/files/86346.jpg

بقلم: طائر النورس.

كازانوفا
06-10-2013, 01:16 PM
راائع وممتع ما سطرته اناملك
متااابعه لك

اكمل :)

شموخ دائم
07-10-2013, 09:22 AM
,


,


مرحبا


متابع سلسله الاحداث

ما بين الكلمه والصوره

ما شاء الله طريقه المدرس في الفصل

وصلت المعلومات

:)

,

,


اخوك


شموخ دائم

طائر النورس
07-10-2013, 10:51 AM
أشكر الدعم (اللوجستي):nice: من المشرفين....

وأسأل الله أن أكون عند حسن الظن

طائر النورس
07-10-2013, 10:55 AM
القصاصة الثالثة: دقّت ساعة الزحــ...أ..السفر!!
وتمّ استخراج التأشيرة بحمد الله تعالى، وبدا للناظر أن البيت يعيش في حالة طواريء رغبةً في التجهّز للرحلة، وتمّ استقبال طلباتٍ كثيرةٍ من الجالية العربيّة في النرويج: "أرجوك...تمر سعودي من الحسا أو القصيم!...تكفى: أبي زعفران!!...لا تنسى تجيب هيل!!!...بل وكان هناك طلباتٌ غريبة: يرضى عليك: جبن أبو مثلّثات!!!!:tease:

طلباتٌ غريبة...كأنهم يعيشون في جزر الوواق...لكن العجب سينقضي والغرابة ستزوال عندما سنعايش المجتمع بأنفسنا ونتلمّس حاجاتهم.:)

وكان لنا زياراتٌ شبه دوريّة إلى الأسواق لشراء لوازم السفر وملابسه واحتياجاته..هذا من ناحية...

ومن ناحية أخرى: زياراتٌ إلى "ريجنسي للسفر والسياحة" لتحديد الفندق الذي سننزل فيه أيامنا الأولى في أوسلو..وقد لاحظتُ أمراً جللاً: في الفترة ما بين الحجز الوهمي السابق للفنادق (قبل استخراج التأشيرة) وما بعدها: تقافزت الأسعار بشكلٍ جنونيّ...حتى خشيتُ إن تأخّر بين المقام وطال لُبثي أن أقابل موجةً جديدةً من الغلاء..الأمر الذي جعلني أقبل بـــ(الرخيص) على حساب (المضمون)...ولم أُكلّف نفسي التدقيق في حال الفندق جماليته...لأني وبكل صراحة: كان مقصدي الأوّل من الحجز الفندقي: إثبات كوني سائحاً حقيقيّاً عند قدومي إلى مطار أوسلو وأني لستُ من زُمرة المهاجرين (وما أكثرهم)..بحيث يمكنهم الاتصال على الفندق للتأكّد من مصداقيّة الحجز الفندقيّ.

وأزيدكم من الشعر بيتاً: دار بيني وبين أقربائي حوارات مطوّلة كي نتوصّل إلى اتفاقيّة هجليــــج..أ...أعني اتفاقيّة السفر!!:shy:(المعذرة: يبدو أنني متأثّر بالسياسة على نحوٍ كبير) ...الحاصل أن الحماسة أخذت منهم كلّ مأخذ...وقد خرجنا من الاجتماعات الاسكايبيّة( نسبةً إلى البرنامج الشهير SKYBE واسمه اسكايب وليس كما تعارف الناس عليه بأنه الاسكايبي) أن كلّ ما هو عليّ أن أحضر بشحمي ولحمي...وقَضّي وقضيضي...ونفسي وعيالي...وما سوى ذلك فهو عليهم...

في الحقيقة كان هذا الاتفاق مُرْضياً بحدٍّ كبير..لأن النيّة مُبيَّتةٌ في المكوث الطويل في النرويج بما لا يُمكن تكفّل كامل نفاقته فَندقةً واستئجاراً وغير ذلك.

وأما جهاز الإشراف والمراقبة فكان متمثّلاً في أختي الكبيرة –جزاها الله خيراً- إذ لم تبخل عليّ في لحظةٍ من اللحظات بالمعلومات...والإجابة عن الاستفسارات..وتقديم النصائح..وفي إحدى حواراتها خرج منها السؤال العَفَوي التالي: هل قمتَ باستخراج تصريح سفرٍ لزوجتك الحامل؟ بدا لي عدم الفهم...فأضافت قائلةً –وهي الطبيبة الاختصاصيّة- أن العادة جرت بمنع المرأة الحامل من السفر عند مرور 33 أسبوعاً على الحمل، لذا يلزمني الذهاب إلى عيادةٍ حكوميّة واستخراج تصريحٍ يسمح لها –لزوجتي وليست لأختي بالطبع!- بصعود الطائرة ويُثبت أهليّتها للسفر.


وبالفعل: ذهبنا إلى العيادة الحكوميّة، فطلبتْ الدكتورةُ من زوجتي الحضور قبل السفر بأسبوع واحدلمراجعة حالتها الصحيّة، ويوم حضورها وتمام المقابلة: أخبرتني زوجتي كيف امتنعت الدكتورة من استخراج التصريح لأجل الحمل المتقدّم..وأمام إلحاح زوجتي وبيان أنها تريد أن تَلِد عند أهلها وافق الدكتورة بشرط
الراحة التامّة
الراحة التامّة
الراحة التامّة
(صدى الصوت!!);)

إلى حين يوم السفر.

بالطبع لم تلتزم الزوجة بهذه المواثيق لعلمها بأطنان الأعمال التي تنتظرها...ومن جهتيقدّمتُ لها كلّ ما يُمكنني القيام به بل قمتُ باستئجار خادمةٍ تُعينها في بعض الأحيان...وقد شعرتُ بخطورة الموقف حينما تزايدت آلام بطنها...وعبثاً حاولتُ إقناعها بضرورة تخفيف الأعمال والتقليل منها دون جدوى على الرغم من التوبيخ المستمرّ...لكنّي كنت متمسّكاً بالتوكّل على الله عز وجل مفوّضاً أموري إليه...هو حسبي ونعم الوكيل.

ثمّة أمورٌ يجب ذكرها حتى لا تُنسى في خضّم الأحداث: لقد قمتُ باستخراج شهادةٍ دوليّةٍ للسواقة (رخصة دوليّة) وهي لا تُكلّف أكثر من مائة وخمسين ريالاً...وتًستخرج من مكاتب السفر والسياحة...وكانت بحق: عظيمة النفع...بل أستطيع القول: لقد كان لها دورٌ محوريّ في رحلتي الطويلة...والأحداث المستقبليّة ستكشف عن صحّة ذلك.

أمرٌ ثانٍ: ومع صحبة تلفون IPHONE 4 G قمتُ بتنزيل عدد كبير من ملفات PDF والتي تحوي قصصاً وكتباً يُمكن قراءتها أوقات الفراغ هناك...وهي عادةٌ حميدة رأيت أهل الغرب يتمسّكون بها ولا تكاد تخلو أمتعتهم منها...ولأننا أمة (اقرأ) كان الأولى بنا أن نتمسّك بالقراءة أكثر منهم.

وفوق هذه الملفات...لم أنسَ أبداً تحميل برنامج لترجمة الكلمات...وقد أثبتت الأيام كيف أخرجني هذا البرنامج من مآزق كثيرة.

أنا المسلم...أنا المسلم..آه...لقد تذكّرت: برنامج مواقيت الصلاة وبرنامج تحديد القبلة...ولا يمكن أن أصف لكم شعوري وسعادتي بهذه البرامج التي كان لها عظيم النفع لي ولمن حولي ولله الحمد.

وبعيداً عن الآيفون...وقدرته على التصوير...هل اكتفيت بكاميرته؟ الجواب: كلاّ ..كيف يمكن تفويت فرصةٍ كهذه دون الحصول على كاميرا خاصة للتصوير؟

لكن سوق الكاميرات كبيرٌ للغاية...وعهدي بالكاميرات أيّام الأفلام والتحميض (الله يرحم أيام زمان!!)..فسألت أهل الذكر من المختصّين...فدلّوني على أجمل وأروع وأرخص كاميرا يمكن الحصول عليها.

إنها من شركة سوني SONY واسمها: DSC-TX9/R من عائلة: ™ ساكنة رقمية - السلسلة T
http://www.travelzad.com/photo/files/86944.jpg

ماذا يمكنني القول عنها؟ خفيفة ظريفة...صور 12 ميجا بكسل..ذات قدراتٍ فائقة متنوّعة... تلقائي فائق، تصوير سهل، تلقائي مبرمج، ثلاثي الأبعاد بانورامي متواصل، تصوير ذكي بانورامي متواصل، تصوير متعدد الزوايا متواصل، تصوير ليلاً، تصحيح تلقائي فائق لإضاءة الخلفية، تمويه الخلفية...إلخ

والأهم من هذا وذاك (وهو ما لم أجده في مثيلاتها): القدرة على التصوير تحت الماء...صوراً وفيديو...أما السعر: 1450 ريال سعودي تقريباً.

وهذه معلوماتٌ دقيقةٌ عنها:

http://www.sony-mea.com/product/dsc-...ite=hp_ar_ME_i

ولكما تناقصت الأيّام...كلما زادت دقّات قلبي شوقاً وفرحاً بالسفر...خصوصاً وأنها المرّة الأولى التي أقدم فيها زائراً لأوروبا...ويعلم الله كم كنت أدفع نفسي دفعاً للقيام بالمهام الوظيفيّة في أيام الانتظار الأخيرة.

http://www.travelzad.com/photo/files/86945.jpg

حتى جاء يوم الأربعاء...يوم السفر: 27/6/2011م..تخيّلت نفسي القبطان سموليت وهو يركب السفينة متوجّهاً إلى جزيرة الكنز:

http://www.travelzad.com/photo/files/86943.jpg

رفعوا المرساااااااة...افتحوا الأشرعة...الكل على ظهر السفينة...إلى الأماااااااااااااااااااااااااام...إلى جزيرة الكنز

نياهاهاها

http://www.travelzad.com/photo/files/86946.jpg

"انتهت القصاصة...تلبيها قصاصة اليوم الأول من السفر"
بقلم: طائر النورس

كازانوفا
07-10-2013, 11:14 AM
احلى مافي الموضوع انك قربت ليوم ميلادي ههههه
موضوع شيق وطريقه جدا جميله واندمجت كتيرر بسردك لقصة سفركم

ضوى
07-10-2013, 11:17 AM
ممتع جدا استمر فقد تكون النرويج محطتنا الصيفية التالية

Qtr-17
07-10-2013, 06:53 PM
ما شاءالله

طائر النورس
08-10-2013, 10:24 AM
شاكرين لكم متابعتكم.....وإلى القصاصة التالية:

طائر النورس
08-10-2013, 10:33 AM
القصاصة الرابعة: بين السحاب
"آي.. بطني تؤلمني"..."تصبّري يا زوجتي العزيزة...تصبّري...12 ساعة فحسب...دعي أقدامنا تطأ الأراضي النرويجيّة وبعدها تستقبلك مستشفياتها....أو...اممم...ما رأيك أن تلدي في الطائرة!؟..سمعتُ أن هناك امتيازات عديدة تُعطى للمولود في الطائرة له ولعائلته...أهئ أهئ...:tease:"

كلامٌ لا يُتوقّع من الزوجة أن تستسيغه أو تتقبّله...المرأة في مثل هذه الحالات تتوقّع مواساةً مناسبة وتقاسماً في اللآلام والهموم...لا النظر إلى الأمور بمنظار شخصيّ أو براجماتيّ...

سرعان ما طارت تلك الخواطر وتعابث الشيطان بي لحواراتٍ غير واقعيّة –أي أن ما سبق لم يكن حواراً حقيقيّاً-...وعدتُ إلى عالم الواقع.

أمامنا ساعات فحسب...تم التأكد فيها من تفريغ الثلاجة من محتوياتها حتى لا تتلف وتتعفّن...قفل الغاز ...فحص النوافذ والتأكد من إحكام غلقها حتى لا نفاجأ بكثبان الرمل داخل بيتنا...والأهم: نسخةٌ احتياطيّة من مفاتيح البيت توضع عند جارٍ أمين تحسّباً لأي طاريء من أي نوع.

كان السفر في الحقيقة الساعة الواحدة تقريباً...وكان من المفترض أن نكون في المطار قبلها بساعتين...وفي الساعة العاشرة تماماً حضر جارنا العزيز ليخذنا إلى المطار...وركبنا مسرعين والكلّ في ترقّب وتوجّس...ومشاعر أخرى مختلطة تتناوب على النفس بشكلٍ فوضويّ.

جرت العادة منّي أن أنسى شيئاً مهمّاً في كلّ سفرة بالرغم من كلّ الاحتياطات...وبعد فجأة من الزمن!...أعني: وفجأة صرختُ قائلاً:

الجوازات!!
طلبتُ من جاري أن يوقف سيّارته مباشرةً...وبشكلٍ جنوني شرعتُ بالبحث عن الجوازات بين أوراقي وأغراضي حتى وجدتها بحمد الله..وتنفّستُ الصعداء...إذن هي حالةٌ من رُهاب المواقف جعلتني أظنّ أني نسيتها.

وتعود بي الذاكرة إلى الوراء...إلى عشر سنين مضت (لن أقول كأوراق الخريف التي تساقطت...لأنني ذكرتُ هذا التشبيه في القصاصة الأولى!!).

كان ذلك قبل الزواج بثلاثة أيّام فحسب!..وقد جرت العادة عندنا أن بروتوكولات الزواج تقتضي ثلاث حفلاتٍ آخرها الزفّة...وزوجتي كانت في بلدها...وأنا في الغربة...وبالطبع وقبيل السفر قمت بمراجعة كل شيء: ملابس الزواج...أغراض شخصيّة...متطلّبات ضروريّة...كلّه تمام يا أفندم!...

وجاء أحد الأفاضل ليزورني مودّعاً عصر يوم السفر (إلى الزوجة بالطبع...هل نسيتم؟)..والمقرّر أن يكون السفر فجراً أي بعد ساعاتٍ فقط...وأثناء الوداع قال لي الفاضل وبالحرف الواحد: "بس عسى ما تكون نسيت جوازك"!

جوازك!!!

وهنا كما يحدث مع كونان "تبقّقت عيوني عالآخر!!":eek5:

http://www.travelzad.com/photo/files/87186.jpg

وكأني بالبروق والصواعق من حولي...والمشهد كلّه استحال إلى السواد الحالك...والكاميرا تقوم بواجبها من "الزووم"!!...لقد تذكّرت أن جوازي موجود في مبنى إحدى الدوائر الحكوميّة لأجل معاملة ما...وقد أنساني الشيطان أن أذكره...والمصيبة الكبرى أن اليوم التالي وما يليه من الأيام إجازةٌ رسميّة...بمعنى أن تقول: "وداعاً أيها الزواج!!!":rolleyes2:.

أجريتُ اتصالات موسّعة جداً جداً للوصول إلى طريقةٍ تتيح لي استخراج الجواز قبل السفر...وعقارب الساعة تلاحقني...وتبيّن أن الموضوع بيد أحد المسؤولين القادرين على استخراج الجواز من المبنى...لكنّه مدعوٌّ لحضور إحدى حفلات الزواج في مدينة أخرى...والعد أن نتقابل أمام مبنى الوزارة الساعة الواحدة ليلاً...طبعاً الرّجل "مستانس" بينما العبدُ الفقير كشريحة بطاطا على مقالاة...كان أحد الأصدقاء يُعابثني قائلاً: لا يمكن أن نترك المدام من غير عريس...ما رأيك لو بعثنا لها بآخر!!...وأنا أخرسه ثم أدور حول نفسي كأسدٍ حبيس الجدران...ويوم أن صار الجواز بيدي عزمتُ ألا أنام أبداً إلا وأنا داخل الطائرة..والمؤمن لا يُلدغ من جُحرٍ مرّتين كما قال الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام.

"بييييب....وصلنا مبنى المطار"...أين العربة؟؟ هيّا نركض...دخلنا مبنى المطار وقمنا بإدخال أمتعتنا الشخصيّة...كان بيدي ماء زمزم والذي طلبه أحد أفراد الجالية العربيّة هناك...فرفضت السلطات إدخاله...قلت لهم: ألا يمكن تغليفه حراريّاً وإدخاله مع الأمتعة...كان الجواب: كلا...

ماذا أفعل بالماء؟؟؟

ماذا أفعل؟؟

هنا وجدتُ رجلاً باكستانيّاً فأعطيته ماء زمزم...ودعواتك يا شيخ:nice:.

خبّروني عن شخصٍ ذهب يودّع صديقاً له في المطار..أكان يتوقّع العودة إلى بيته محمّلاً بهذه المياه المباركة؟؟؟ من المطار؟؟ إنها الأقدار الخفيّة التي لا تتحرّك خيوطها إلا بمشيئة الله سبحانه وتعالى النافذة المبنيّة على الحكمة البالغة.

صور في المطار: حنان الكبرى...وئام الصغرى...وفارس

http://www.travelzad.com/photo/files/87187.jpg

http://www.travelzad.com/photo/files/87188.jpg

http://www.travelzad.com/photo/files/87189.jpg


http://www.travelzad.com/photo/files/87190.jpg

http://www.travelzad.com/photo/files/87191.jpg

لم يبقَ إلا البوّابة الأخيرة ونكون في الداخل...لكن ها هي إحدى الموظّفات توقف زوجتي: هل أنتِ حامل؟؟ ماذا؟؟ تريدين أن تورّطينا؟؟

-نعم: وهذا تصريح طبّي بصعود الطائرة..وما هي إلا دقائق إلا ونحن بين جوانح ذلك الصندوق التركي الطائر...ينطلق مخترقاً أجواز الفضاء.

ما أجمل الليل بهدوئه...صمتٌ مطبق وثوب سهرةٍ أسود مرصّع بنجومٍ كثيرة تنبئك بضآلة الإنسان وحقارته..من أنت أيها الإنسان حتى تغترّ بمالك وسطوتك وقوّتك؟؟ ..{ ما غرّك بربّك الكريم؟ الذي خلقك فسوّاك فعدلك* في أي صورة ما شاء ركّبك}.

هذه صورةٌ للوجبة الليليّة:

http://www.travelzad.com/photo/files/87192.jpg

وصورٌ من الطائرة:

http://www.travelzad.com/photo/files/87193.jpg

http://www.travelzad.com/photo/files/87194.jpg

http://www.travelzad.com/photo/files/87197.jpg

http://www.travelzad.com/photo/files/87198.jpg

الأولاد فرحون للغاية بهذه الرحلة الطويلة التي لم يعتادوها...لا أذكر إن كانت ثلاث ساعاتٍ أو أربع...لكنّي انتبهت إلى علامات الحنق الواضحة من زوجتي...اقتربت منها فانهالت منها عبارات العتاب والتوبيخ:anger1:...ولوهلةٍ لم أفهم سرّ هذا العتاب ثم تذكّرتُ فضحكت.

في خلال الأشهر الماضية كنت مدمناً لمشاهدة الأفلام الوثائقيّة..وكان من محض القدر أن أكثر مشاهداتي لحوادث الطيران في نيشيونال جيوجرافيك وغيرها...حتى ترسّخت تلك المخاوف لديها...ومع كلّ ارتفاعة وانخفاضة تبلغ القلب لدى الحناجر...ويخرب بيت شيطانك يا طائر النورس...صبراً عليّ سأنتّف ريشك :mad::anger3::anger2:لكن دعنا نصل بسلامة الله!.

كان الوصول فجراً إلى مطار أسطنبول...ذلك المطار الطويل العريض الذي يدلّك حجمه وكثرة بوّاباته على أنه نقطةُ وصلٍ حقيقيّة بين الشرق والغرب.

http://www.travelzad.com/photo/files/87196.jpg

http://www.travelzad.com/photo/files/87195.jpg

مما لاحظته في المطار اعتزاز الأتراك بلغتهم القوميّة..فمثلاً: كنت أسألهم عن البوّابة رقم: ##$&*...بالانجليزي...فيجيبوني بالتركيّة!! على الرغم من إتقانهم للإنجليزيّة بكل تأكيد...ليت لنا معاشر العرب شيئاً من هذه العزّة بمقوّماتنا الحضاريّة.

لن أتحدّث عن الانسلاخ القِيَمي المشاهد من بنات الخليج فضلاً عن غيرها من الدول...أعتقد أنّه تمّ طرح هذه القضيّة كثيراً وكتبتُ فيها شيئاً في تقرير السابق بعنوان: "ليس مجرد تقرير" عن رحلتي إلى ماليزيا...ولن أتحدّث عن عبارات نحو: "ياي...تبغى الناس يقولوا عنّا متخلّفين؟؟" طيب يا سيّدتي المحترمة الربّ داخل وخارج البلاد واحد...وأحكامه سواء...والقيم ثابتة..وسوف يكون لي عودة تتعلّق بهذه النقطة في قصاصة متأخّرة تتعلّق بمشاهداتي في النرويج.

التقيت في المطار بعددٍ من المسافرين الخليجيّين وقد هيّأني الله لمساعدتهم على طريقة: "الأعور بين العميان...ملك"...فقد ساعدتني بقايا اللغة الانجليزيّة التي احتفظت بها منذ أيام الثانويّة في دلالتهم ومساعدتهم.



أهم نقطةٍ نخرج بها هنا: ضرورة الوصول إلى البوّابة في الوقت المناسب..لأن أحداً لن يبحث عنك أو يسألك..وكان هناك رجلٌ سعودي كبير السنّ نسبيّاً كادت طائرته أن تُغادر لولا إرشاده في الوقت المناسب.

وصلنا أخيراً إلى البوّابة..التفتيش...وكالعادة: السؤال عن حمل زوجتي وإبراز التصريح...ثم ركوب الطائرة المتوجّهة إلى النرويج.

بالطبع: أغلب ركّاب الطائرة كانوا من الاسكندنافيين...ونسبةٌ لا بأس بها من الجالية الصوماليّة...في الحقيقة أن الجالية الصوماليّة في شمال أوروبا لهم القدح المعلّا والنصيب الأكبر من نسبة العرب والمسلمين...والأجمل من هذا: محافظتهم على الحجاب واللباس المحتشم..والحمد لله .

وصلنا أخيراً إلى مطار أوسلو...وبدأ العدّ التنازلي لأهم وأخطر اللحظات...فالزيارة الأولى لأي دولةٍ أوروبيّة هي قنطرةٌ لما بعدها من الرحلات: إما أن تدخلها بيسرٍ وسهولة...فتفتح لك آفاق الزيارات التالية...وإما أن تتعرقل ويُعاد بك إلى بلدك إن لم يقتنعوا بكونك سائحاً.

وصل الدور إليّ...وكانت موظّفة وليس موظّفاً...فنظرت إلينا (الخبيثة) :vampire:وإلى ملامحنا الشرقيّة...فقادتنا إلى غرفة التحقيق...

وبدأ التحقيق بأسئلة كثيرة عن أسباب الزيارة وعن معرفتنا بأحد من الناس في النرويج...ثم الاتصال بالفندق...والاتصال بمن أخبرتهم عن القريب ثم محادثته ما يزيد عن الساعة الكاملة.

كان القلق قد أخذ منا كل مأخذ...خصوصاً وأن التحقيق زاد عن الأربع ساعات..وبدأنا نتناقل الأحاديث القلقة والمتذمّرة والضابط يستمع إلينا من طرفٍ خفيّ..ثم اكتشفنا بعد ذلك أنه من المغاربة...فانطلقنا نسأله عن سرّ هذه المعاملة الجافة والتحقيق السخيف...فأجابنا بكل أدبٍ واحترام: لو قلتم لنا أنكم قادمون للهجرة لانتهى التحقيق على الفور...لأننا سننقلكم إلى معسكرٍ بحيث نُخلي مسؤوليتنا كأمنٍ للمطار...لينتقل الموضوع إلى شئون الهجرة.

قلت له بصرحاة: ما بالنا قد تم إيقافنا دون العالمين؟

فأجابني والابتسامة تعلو محيّاه: (العالمين) تمّ التأكد من ملفّهم الأمني..والعربي كما تعلم هو رديفٌ للإرهابي عند الغرب...والمعذرة: الموضوع ليس بيدي وإلا كنت ساعدتكم.

وبعد تلك الساعات الطوال جاءتنا (الخبيثة)..لتقول: تم التوصّل إلى اتفاق...ويمكنكم دخول الأراضي النرويجيّة بسلام...

ساعاتٌ مرهقةٌ وسفرٌ طويل...واحتجازٌ لا مبرّر له..ومعاملةٌ رديئةٌ...لكننا لم نتشاءم من هذا كلّه..لأن الشؤم شرّ...ولكنها بالتأكيد قد تركت في النفس جروحاً غائرة.

أين هذا من الابتسامة المشرقة التي أخبرنا بها صاحب تقرير "النرويج الفاتنة المنسيّة"؟...وأين ما تحدّث عنه من السؤال المؤدّب: إن كنت تريد الهجرة فبإمكانك الذهاب إلى ذلك المكتب في طرف المطار؟؟

أخذنا الأمتعة ولم يتبقّ أمامنا سوى اجتياز بوّابة المطار الخارجيّة..وفي الذهن أسئلةٌ ظلّت تطرق العقول بإلحاح: لماذا كلّ هذا العنت في المقابلة؟ وهل هي قاعدةٌ تنطبق على كلّ قادمٍ إلى أوروبا؟ وما هو الاتفاق (اتفاق أوسلو!!) الذي تمّ بين المطار وبين قريبي؟؟؟

سنتناول هذه الأسئلة ونعلم إجاباتها...وأنا مصرّلإ على معرفتها قبل رؤية المنظر الخارجيّ للمطار...ولكن: تلك قصاصة أخرى.

بقلم: طائر النورس

ملاحظة هامشيّة: منذ هذه اللحظة سترون (ماسورة) الصور تنفجر بالعديد من الصور والمشاهدات...انتهى عصر الجفاف وبدأ عصر التوثيق والمشاهدات...فلا تبتعدوا عنّا كثيراً

كازانوفا
08-10-2013, 10:52 AM
راااائع
اكمل ............

طائر النورس
08-10-2013, 12:50 PM
بارك الله فيك....وأشكر لك المتابعة

غداً بحول الله وقوته الحلقة التالية

كازانوفا
08-10-2013, 01:11 PM
الله يحيناااا ان شالله واياكم

tofa7a44
08-10-2013, 05:49 PM
تقرير رائع جدا..

طائر النورس
09-10-2013, 01:41 PM
القصاصة السادسة: في قلب أوسلو

"أرجوك...تكفى!!...تجاوز بوّابة المطار"

"أبداً...لن أتجاوزها حتى أعرف سرّ هذا الهراء وذاك (العَبَط) في الاستقبال:anger1::anger2:".

"أنت تعلم أن كثيرين يقدمون على أوروبا بهدف الهجرة إليها، ولئن كان بعضهم يأتي مهاجراً أو لاجئاً بطريقةٍ شرعيّة لاعتباراتٍ سياسيّةٍ أو إنسانيّة...فإن غيرهم أ..."

"مفهوم مفهوم...يريدون أن يميّزوا الصادق من الكاذب...والذهب الجيّد من الذهب الرديء...دعنا من هذا..ماذا عن العهود والمواثيق..و الثرثرة (جرجر واجد...كلام بالزاف...كلام ساكت...إلخ إلخ) الذي أخذوه منك؟"

"سألوني عن كل شيء: اسمي واسمك...عملي وعملك...وضعي ووضعك...وبيتي وحجمه..ومالي وحدّه..ثم تكفّلت بشكلٍ رسمي وتعهّدتُ ألا تكون لاجئاً...وطلبوا مني أن أبلغ الشرطة رسميّاً حين مغادرتكم...وإلا فإن كلاب الانتربول ستلاحقكم...وكاميرات المراقبة ستبحث عنكم...وستخصّص جائزة ماليةً كبيرةً لمن سيبلّغ غنكم...و..."

"كفى كفى...ولا داعي لمبالغات الانتربول هذه...يكفي أن أعلم ضرورة إبلاغك المطار أو الشرطة قبيل سفري...والآن...أنا مخنوق مخنوق...منكود...لا أريد البقاء في أرض المطار الظالم أهلُهُ..هيا بالله عليك قبل أن أنفجر".

...بمجرّد الخروج من أرض المطار تم استقبال الأقارب والسلام المختلط بمشاعر الفرحة والغلّ معاً...حتى الصور التي بدأت بالتقاطها عند بوابة المطار أبتْ إلا أن تكون سوداء المنظر تضامناً مع صاحبها!!...

http://www.travelzad.com/photo/files/87607.jpg

ولما أكثرتُ في التصوير نهرني الأفاضل وذكروا لي ما معناه أنك لم تر من الفيل إلا ذنبه...ومن الديك إلا رأسه..لم تر البلد حقيقةً...فما الهراء الذي تقوم بتصويره؟؟

قلت لهم متصنّعاً الحكمة: إن السائح الحقيقي يقوم بتصوير كل شيء...الرديء والجيّد معاً..لأن عمليّة الفرز تكون في مرحلةٍ لاحقة...ولرُبّ صورةٍ ندمت يوماً على عدم تصويرها...ومشهدٍ لم أقم بتوثيقه.

*بكل تأكيد فإن كل قاريء للموضوع ينتظر منّي أن أقول: "ركبنا السيارة متوجّهين إلى الفندق.."

أقول: كلا...سوف أحوّل الكلمات الخمس السابقة إلى أسطرٍ عديدة...فإن هناك الكثير من الأمور المهمة التي يجب أن تُقال:

أولاً: مسألة إيجار الوقوف في المطار...اكتشفتُ أن مبلغ الوقوف كان كبيراً جداً جداً جداً...ربما حوالي 200 ريال سعودي...حقّاً: أول الغيث قطرة!.

ثانياً: كنّا سبعة...وكانت مقاعد السيّارة سبعة...قلت: ممتاز...إذن الأماكن تكفينا بالتمام...قالوا: كلاّ:
لأنكم أحضرتم حوالي أربع شنط (أو شنطات: يجوز عند الكوفيّين!!)..وحقيبة السيارة لا تكفي إلا لاثنتين...

ويمنع منعاً باتّاً وضع حقائب بجانب (جنابكم!).

ويمنع منعاً باتّاً وضع حقائب فوق السيّارة إلا بوجود الصندوق العلويّ المخصّص (ركّز على كلمة الصندوق)...

ويمنع منعاً باتّاً ركوب أربعة أشخاص في مكانٍ مخصّص لثلاثة...حتى ولو كان الرابع طفلاً صغيراً...بل: حتى ولو كان رضيعاً!!...فالرضيع والطفل لهما مقعدٌ خاصٌّ يتم شراؤه وتركيبه في السيارة...وطبعاً: هناك تشديد كبيرٌ جداً جداً جداً على ربط أحزمة الأمان.

الله أكبر...هذه الثانية إذن!!

إذن ما العمل يا رفاق؟؟

بعد مداولات ومشاورات وجدل بيزنظي..انتهى الأمرُ بوضع شنطتين في صندوق الأمانات في المطار مدّة يوم...وبمبلغ 300 كرونة نرويجيّة.

الثلاث كرونات تعادل حوالي ريالين سعوديين...الرقم هنا تقريبي فلا تأخذوه بحرفيّته.

حسناً أيها الرفاق...ما باليد حيلة...فلان: هيّا نركب السيّارة.

-إلى أين يا طائر النورس؟

*......!!

-أنت من سيقوم بقيادة السيارة!.

وبصوت يُغالب البكاء: *ولماذا أنا؟:eek3:

-لأنك الوحيد من بيننا من يحمل رخصة قيادةٍ للسيارة...أليست الرخصة الدوليّة التي استخرجتها بحوزتك؟؟

*بلى..ولكن...لماذا لم تفكّروا في لحظةٍ كهذه فتبادروا إلى استخراج رخصة؟؟

-اركب السيارة...وسوف تعرف السبب في ثنايا الطريق.

إنا لله وإنا إليه راجعون...بعد كلّ هذه الساعات من الانتظار...أسوق جبراً لا اختياراً وأنا مرهق؟؟ :rolleyes2:بسم الله...سبحان الذي سخّر لنا هذا وما كنّا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون.

بدأنا بالسير...وتبرّع قريبي بالشرح: إن الحصول على رخصةٍ في النرويج يعادل في صعوبته شهادة ماجستير في دولٍ عربيّة!!...أولاً: دراسة نظريّة تستمرّ عدّة أشهر...ثم اختبارٌ كاختبارات التوفل TOFEL(ذلك الاختبار في اللغة الانجليزيّة) من صعوبته...وكثيراً ما يتساقط الممتحنون صرعى الرسوب والإعادة..ثم تطبيقٌ عملي واختبارٌ في الشارع في الشتاء وفي الصيف (لقياس القدرة الحقيقيّة للسواقة في مختلف الظروف المناخيّة لا سيّما في الشتاء)..والأدهى من ذلك كلّه: تكلفة الحصول على هذه الرخصة تعادل 17 ألف ريـال سعودي.

لا أقول إلا: الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاكم به.

وبدأت المساحات الخضراء تتبدّى للناظرين مزيلةً من القلوب أدرانها...ومن الروح ما علق بها من الغيظ والحنق...الجوّ رائع...ودرجة الحرارة منخفضة...لم أر في حياتي مثل هذا الاخضرار.

http://www.travelzad.com/photo/files/87606.jpg

http://www.travelzad.com/photo/files/87620.jpg

http://www.travelzad.com/photo/files/87624.jpg

http://www.travelzad.com/photo/files/87625.jpg


http://www.travelzad.com/photo/files/87626.jpg

أظن أن الوقت أخذ منّا نصف ساعة للوصول إلى الفندق الذي تمّ حجزه...

الفندق بالمناسبة قديم جداً جداً جداً ولا يستأهل ال400 ريال المدفوعة في حقّه كفندق من فئة النجوم الأربعة..ويبدو أنها سمةٌ عامة في فنادق النرويج أنها لا تُضاهي مثيلاتها في أوروربا ولا في آسيا كماليزيا ونحوها...ولم يشفع للفندق سوى المناظر المبهجة من حوله...والبحر من خلفه.

http://www.travelzad.com/photo/files/87608.jpg


http://www.travelzad.com/photo/files/87609.jpg


http://www.travelzad.com/photo/files/87610.jpg


http://www.travelzad.com/photo/files/87611.jpg

http://www.travelzad.com/photo/files/87612.jpg

http://www.travelzad.com/photo/files/87613.jpg

http://www.travelzad.com/photo/files/87614.jpg


http://www.travelzad.com/photo/files/87615.jpg


http://www.travelzad.com/photo/files/87616.jpg


http://www.travelzad.com/photo/files/87617.jpg


http://www.travelzad.com/photo/files/87618.jpg


http://www.travelzad.com/photo/files/87619.jpg


http://www.travelzad.com/photo/files/87623.jpg


ومن سخافاتهم أنه ليست ثمّة مواقف مخصّصة لنزلاء الفندق إلا أن تدفععععععععععععععع...وسوف نعرف لاحقاً كم دفعت.





دخلنا الغرفة...وفوجئنا بأربعة أسرّة ضيّقةٍ ارتمينا عليها كيفما اتفق...لتنطلق صفارات الإنذار!!

أعني إنذار الجوع...لا تنسوا أننا لم نأكل الغداء...فتركت العائلة في الفندق وذهبتُ أنا وأحد أقربائي إلى مركز المدينة لشراء الغداء...وذلك لأن منطقة الفندق تعتبر نائيةً نوعاً ما.

يسمّونه بالسنتروم SENTRUM ويعنون به مركز المدينة...والتقينا بعددٍ من الأفاضل الذين نعرف بعضهم...والذين أصرّوا مشكورين أن نأكل في مطعم كردي (أقرب المأكولات التي تناسبنا)...

وماذا كانت الوجبة؟؟

أربعة صحون أرز أقل ما يُقال عنها أنها عاديّة جداً...وربع دجاجة في صحن كلِّ واحد منا...وصحن إدامٍ واحد...

والفاتورة: 500 كرونه أي حوالي300 ريال سعودي فقط لا غير!!

هنا أصبتُ بصدمةٍ حضاريّةٍ بدأت تتكشّف أوراقها...البلد أسعاره غالية بل ناريّة...يرحم الله أيام البوفيه في ماليزيا ب25 رنجت .

أخذتُ الوجبات لعائلتي التي تنتظرني في الفندق...وعدتُ مسرعاً إليهم...ومنّيتُ نفسي ب SHOWER مغتسلٌ باردٌ وشراب...لأغسل به تعبي ونصبي...ماذا؟؟ أين مفتاح الحمام؟؟

أين مفتاح الحماااااااااااااااااام؟؟

هل أخذته يا فارس؟؟؟

جاء الجواب من الغالية زوجتي: كلا..

يبدو أن أولاد الفايكنج لا يبالون بمشاهدة بعضهم لبعض...ليس ثمّة مفاتيح تغلق بها أبواب الحمامات ولا أي مغلاق:anger1::waiting:...إنا لله وإنا إليه راجعون.

اغتسلتُ مع دخول الليل...والتعب قد أخذ منّا كلّ مأخذ.

كنت أريد أن أحدثكم عن أمرين يتعلّقان بالحمامات: أرضيّته...و...أنتم بكرامه!!...وكنت أريد الحديث...أ....عن....هاااااااااوم....عن الماء...ما بال الماء؟؟؟.....لقد نسيت...يبدو أنني مرهقٌ جدداً...حتى أنني لا أستطيع الحديث عن نهاية هذا اليووووووووووووو.....خ خ خ خ.

بقلم طائر النورس.

كازانوفا
10-10-2013, 08:59 AM
شكلها الرحله جدا متعبه :(

طائر النورس
10-10-2013, 07:46 PM
اي والله


نكمل باذن الله بعد العيد

طائر النورس
21-10-2013, 01:02 PM
القصاصة التالية: في اليوم الأول


ما هذا؟ أين أنا؟

أرى فوق رأسي شمساً حارقةً شديدة التوهّج...ترسل أشعةً...لا ...بل سهاماً ناريّة تشوي الأجساد وتحرقها...


ثم ما هذه الصحراء الممتدة على مرمى البصر؟؟ رمالٌ في رمالٍ في رمال..ما كان ينقصنا إلى وجود القبطان عمر ليرفع عقيرته حادياً: "كثبان الرمل تحيط بنا... هذي هي الصحراء!!"

http://www.travelzad.com/photo/files/87967.jpg

ريحٌ سموم...وجفافٌ في الحلق...أريد ماء....أريد ماااااااااااااء


ما الذي أتى بي إلى هنا؟؟ هل هي عمليّة خطفٍ كبيرةٍ صاحبها فقدان وعي؟؟

أم هي من أفاعيل أفعى الكوبرا؟ -أعني خبيثة المطار بالطبع...:anger1:

ثم أستيقظ فجأة والعرق يغمرني

سقف الغرفة مظلمٌ ولكنّه ظلام غير دامس....

ما هذه الحرارة القاتلة؟

لو كنتُ في أدغال أفريقيا لأرجعتُ الأمر إلى الملاريا...لكننا في عمق المناخ الاسكندنافي...

قمتُ أتلمّس باب الحجرة باحثاً عن مفتاح المكيّف....لأتذكّر أنه لا يمكنك أن تجد مكيّفاً في دولٍ لا تصل درجة حرارتها إلى ٢٠ درجةٍ مئويّة...

وبعد عودة الدماء إلي الدماغ وجريان منسوبها بشكلٍ طبيعي تبيّن لي أن نظام العزل في غرف الفندق ذو كفاءة عالية...وهذا ينطبق على جميع المساكن والنُزُل والشقق في هذه الأصقاع...والسبب في ذلك واضح:


تخيّل أيّاماً تصل درجة الحرارة فيها إلى ٣٠ تحت الصفر وليس فيها مثل هذا النظام العازل داخل البيوت؟ وبعبارة أبسط: تخيّل نفسك داخل ثلاجةٍ كبيرة لحفظ اللحوم....هل كنت تحتمل هذه البرودة الشديدة؟:victory:

حسناً...فالأفتح النوافذ...أووووه كلا....ما هذه النوافذ السخيفة؟ أنها تفتح بشكل كاملٍ وليس بشكل جزئي...مزلاجها سهل الفتح...مددت عنقي أتأمل المنظر...أوووه ليس هناك أية حواجز على الإطلاق....


بمعنى: أن الخطر كبيرٌ على ولدي فارس....بإمكانه أن يفتح النافذه...وعندها يمكن -والعياذ بالله- أن يحصل له ما حدث لhumty dumty في الأغنية الهزليّة الشهيرة...أعوذ بالله...ما هذه الوساوس البغيضة؟:(

إذن: هذا الفندق اللعين لا يصلح لمن كان لديه أطفال ويخشى عليهم...خصوصاً وأننا نسكن في الطابق الخامس...واضطررت إلى أن أفتح النوافذ عدة دقائق فحسب...ثم أغلقتها بعد أن خفّت وطأة الحرارة...


الكل نائم....ويبدو أن الفجر يطرق الأبواب....لن أستعجل هنا فأصف الأجواء ولا مواقيت الصلاة...لأنني سأرجئ الكلام عنهما إلى قصاصةٍ لاحقة -بإذن الله تعالى-...

الملابس...المنشفة...دخول الحمام بأقدام عارية...بالطبع: فالأرضيّة نظيفةٌ للغاية...

شرعتُ في تعليق المنشفة...ورويداً رويداً بدأت أشعر بتدفّق الحرارة من تحت قدميّ...هل أنا واهم أم أن الأرض حارةٌ بالفعل؟؟....لحظات اختبار وترقّب...كلا: إنها حارّةٌ بالفعل...بل تستطيع أن تقول: حارّة جداً...هل نحن تحت بركان؟؟...قفزت كالملسوع إلى المغطس...وخبّأت هذا التساؤل في ذاكرتي...علّي أجد له جواباً في الصباح الباكر...

...
..
.

مرحباً بكم من جديد...ها هي إشراقةُ صباح جديد:

http://www.travelzad.com/photo/files/87977.jpg

إذا طلعت شمس النهار فإنها... أمارة تسليمي عليكم فسلّموا
سلامٌ من الرحمن يجمع بيننا...وروح وريحان وفضلٌ وأنعم

ها هي شمس أوسلو تُشرق عليّ للمرّة الأولى...والمنظر من هذا العلو رائع بحق...وأصوات العصافير تُضفي على المشهد تأثيراً ساحراً...فاللهم لك الحمد على آلائك وإنعامك...سبّحت لك السماوات في علاها...والأشجار والنبات...والطيور وكلّ شيء...{وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم}.

http://www.travelzad.com/photo/files/87976.jpg

استيقظوا استيقظوا...القبطان سموليت يناديكم للحضور إلى ظهر السفينة...إلى الطعاااااام...:nice:

تجهّز الجميع للنزول إلى بهو الفندق...وتسابقنا في النزول إذ لم يبقَ على (البوفيه المفتوح) سوى نصف ساعة...دخلنا...فإذا بالهدوء يلفّ المكان...ولا تكاد تسمعُ سوى مداعبات الأشواك والسكاكين للأطعمة...تأمّلتُ أمامي في أصناف الأطعمة...فإذا هي تشكيلةٌ متنوّعة منها 65% مما لم تعْتَدْهُ أعيننا...بالتأكيد هناك الكثير من اللحوم...لكننا بطبيعة الحال تجنّبناها كلّها...لا نريد أن نأكل (رجساً) دون أن ندري...وهذه التشكيلة غنيّة جداً بالأجبان والألبان والحليب والزبادي والمنتجات البقريّة بشكلٍ عام...خصوصاً الحليب والألبان: أنواعٌ وأنواعٌ لا تكاد تُحصى...بالفعل: فالدول الاسكندنافيّة غنيّة بالمواد الطبيعيّة...

أما المربّى...فلم أذق في حياتي كلّها: طولها وعرضها..ألذّ من هذه المربّى...قليلٌ من المربّى بالزبدة تحسّ بأنك في عوالم أخرى...

هناك الفاصوليا الحمراء...الكورنفليكس بشتّى ألوانه وأنواعه...

أما الخبز...وما أدراك ما الخبز؟؟: عندما تصل إلى النواحي الاسكندنافيّة انسَ تماماً الخبز والسامون والروتي العربي والأفغاني والتميس واللبناني...سامونهم عبارة عن: قطعة قرميد أو طابوقٍ كبيرة...يتمّ قطعها بسكّين منشاري...فتقوم بقطع شرائح تضعها في صحنك.

إن لم تخنّي الذاكرة فهناك ما يُشبه خبز (البارجر) صغير الحجم جداً...

أخذنا من (كل بستانٍ زهرة) كما يُقال...ثم اخترنا مقاعد بالقرب من زجاجاٍ مطلّ على الحديقة التي أرفقنا لكم شيئاً من صورها...وما أن استقرّينا على الكراسي حتى جاءنا (الشيف) وهو آسيوي الجنسيّة...والآسيويّون بشكلٍ عام يفهمون احتياجات من كانوا من بني قارّتهم..(احنا ولاد حتّه واحده!!) سواءٌ كانوا شرق أوسطيين...أم هنود...أم ماليزيين...أم غير ذلك.بالطبع قد أدرك أننا من العرب العاربة!! وعرض علينا أن نقدّم صحناً من البيض المخفوق والذي يُسمّى الأومليت...أكّدنا عليه عدم إضافة أية نكهات من الـــ(wine) الخمور...فَرَاغَ إلى المطبخ –الرقيب اللغوي:أسلوب قرآني مذكور في آية {فراغ إلى أهله فجاء بعجلٍ سمين}-دقائق عدّة وعاد بذلك الصحن الشهيّ...

وعندما وضع الصحن أمامنا مال إلى الأمام وقال بلهجته الاستقراطيّة: حيث أنكم ضيوفٌ على هذا البلد فإنه يسرّنا أن نقدّم لكم مشروباً خاصّاً سوف يعجبكم كثيراً...تبادلنا نظرات الريبة وعدم الفهم...فإذا به يضع أمامنا زجاجات بها سائلٌ رقراق وشفاف...والزجاجات مغطّاةٌ بقماشٍ وسدّادةٍ للقنّينية كتلك التي نراها في أفلام القراصنة...والتي تُرمى في عرض البحر وبها رسالة استغاثة!!...

صرخنا قائلين: أهذا خمر؟؟؟

فأجاب: No no sir!
أنا أفهم أنكم لا تشربون الخمور وتتجنّبوها...هذا مشروب مياهٍ غازيّة...فخر الصناعة النرويجيّة...سوف تعجبكم جدّاً...

قلنا: الله يستر...فتحناها...وبدأنا الشرب...أووه...ما هذه المياه؟؟ وما هذا الطعم؟؟ أقرب ما يمكن قوله أنه مياهٌ بالصودا؟؟ كانت تلك المرّة الأولى والأخيرة مع المياه الغازيّة.

اسألوا أي عربي إذا انتهى من أكله...ماذا ينتظر بعدها؟؟

الجواب بكلّ تأكيد: شرب الشاي.:nice::nice:

وهكذا ترونا قد عدنا إلى البوفيه للبحث عن الشاي...كما هو متوقّع: ثمة ماءٌ ساخن...وأكياس (ليبتون)...وقد قلت (ليبتون) من باب التقريب وإلا فإن شركة الشاي هنا ليست ليبتون ولا الربيع ولا أيّاً مما نعرف...هناك السكّر بأنواعه.

لنقف هنا وقفة: أما الماء فهو ماء....وأماالسكّر فهو بأنواعٍ مختلفة تتناسب مع الرغبات...وأما الشاي –وهنا وجه الغرابة- فبنكهاتٍ مختلفة وغريبةٍ حقاً...شاي بنكهة الفراولة...شاي بنكهة الفواكه...بنكهة المانجو...وهلمّ جرّاً

وأما الشاي الذي أعرفه وتعرفونه فيسمّونه breack fast...ترى لماذا تعلّق هذا النوع من الشاي بهذه الكلمة التي تعني أصالةً وجبة الإطار؟؟ سأحاول البحث عن جواب هذا السؤال يوماً ما.

هنا نأتي إلى النقلة النوعيّة في البرستيج والإتيكيت:
أولاً: كل أغلفة الشاي (أكياس الشاي) مربوطةٌ بخيط في نهايته قصاصةٌ مربّعةعليها اسم الماركة...أليس كذلك؟؟ الجديد هنا أن نقطة اتصال الخيط بالمغلّف الذي يحوي على بودرة الشاي مبروطةٌ ربطاً وليست مدبّسةٍ بدبّوسٍ كما هو الشاي عندنا..والسرّ في ذلك أيها السادة أن هذه القطعة الحديدية تتأكسد وتتفاعل كيماوياً مع الماء الحار...ومع تكرار هذه العمليّة عشرات المرّات تكون سبباً في أمراضٍ مزمنةٍ وسرطانات –عفانا الله وإياكم منها-...فلعل هذا يكشف جانباً من انتشار الأمراض المزمنة في دولنا العربيّة حيث لا رقيب ولا حسيب على المنتجات من الناحية الصحيّة.

ثانياً: هناك أداةٌ تشبه الملعقة...لكنّها مخرّمة (أو مخرّقة كما هو في العربي الفصيح)...يمكنكم تخيّل الأداة التي يمسكون بها قطع السكّر...بدلاً من الحديديتين المسطّحتين في آخره هناك ملعقتان متواجهتان بحيث إذا انطبقتا تشكّلان دائرةً كاملة.

الفائدة منها أنك تضع كيس الشاي بينهما ثم تغمسه في الماء الحار بدلاً من الغمس اليدوي الذي تقوم به لأكياس الشاي...وتذكّروا أن تلك الملاعق مخرّقة بحيث تسمح بدخول الماء إليها...لا أدري إن كنتُ قد وُفّقت في الشرح أم لا.

لن أتحدّث عن نزلاء الفندق...يكفي أن نقول أنهم نراوجة.

لنقلب صفحة المطعم جانباً...ثم لننتقل إلى وصف بقيّة أركان الفندق...لا أذكر أنني رأيتُ مسبحاً فيه...هناك صالة ألعابٍ رياضيّة gim ...ولم يكن لديّ الترف لأضيّع وقتي فيها...كان هناك صالة ألعابٍ للأطفال...ومثل هذه الصالة وجدتها في عددٍ من فنادق النرويج...جميلٌ أن تضع أطفالك في حجرةٍ ليسرحوا ويمرحوا...ويلعبوا و(يتنطّطوا) دون أن تخشى عليهم.

ابنتي حنان...ما شاء الله عليها...من النوع الاجتماعي جداً...وهي قادرةٌ على تكوين الصداقات بسرعةٍ كبيرة...ضعها في حديقةٍ وانتظر ثلث ساعةٍ ستفاجأ بعدها بجيشٍ وراءها وهي تقول: بابا...انظر إلى أصدقائي الذين تعرّفتُ عليهم.

كذلك ما حدث لها في غرفة الأطفال...قد تعرّفت على نراوجةٍ ولعبت معهم...وعجبي:كيف استطاعت التأقلم والتفاهم على الرغم من التباين اللغوي الكامل؟ ولكنها لغة البراءة...لغة الفطرة...لغة الطفولة...والتي تتجاوز كل الحدود وتخترق كل الحواجز المصطنعة...تلك اللغة العالميّة.

لنخرج إذن لنتعرّف على محيط الفندق.

http://www.travelzad.com/photo/files/87968.jpg


http://www.travelzad.com/photo/files/87969.jpg


http://www.travelzad.com/photo/files/87970.jpg


جلسةٌ ما أروعها:


http://www.travelzad.com/photo/files/87971.jpg


محاولات تقريب وتصوير:


http://www.travelzad.com/photo/files/87972.jpg


والبحر من خلفنا:


http://www.travelzad.com/photo/files/87973.jpg


فأين المفرّ؟؟


http://www.travelzad.com/photo/files/87974.jpg


http://www.travelzad.com/photo/files/87975.jpg

ظنّ أنه قد حان الوقت للذهاب إلى مركز المدينة...والتعرّف عليها عن كثب....ولكن: تلك قصاصةٌ أخرى...

بقلم: طائر النور...

Stop!!!

-ماذا أيها المخرج؟؟

*أشعر بأن هناك خللٌ في السيناريو....هناك فراغ دستوري..أ...أعني أن هناك ثغرةٌ في الكلام...دعني أقلب صفحات السيناريو...

عن ماذا يتكلّم سعادة المخرج؟؟

*أها...هناك خللٌ قاتل...بل اثنين: الأوّل أنك لم تسأل قريبك عن البراكين الأرضيّة في الحمام...والثاني: أين قصّتك مع الماء في الفندق؟؟ ألم تكن عطشاناً وأيقظك العطش من النوم؟

أوه بالفعل...لقد نسيتهما...وسأذكرهما على عجالة:

أما البراكين: فقد ذكر قريبي أنها أساليب حديثة لتسخين الأرضيّات وهي مفيدةٌ جداً خصوصاً في الشتاء القارس...وهذا الأسلوب يساعد مرضى الروماتيزم ويجنّبهم هذا المرض مبكّراً.

وأما الماء فكان لي معه قصّة: من المشاهد المألوفة في أيّ فندق أن تجد عدداً من قوارير الماء وشيئاً من السكر ومستلزمات القهوة والشاي...وغلاّية...

لكني لا أرى ماءً هنا؟؟ ليس سوى كوبين فارغين...

هممتُ بالنزول من الغرفة لشراء الماء...وعندما علم قريبي ذلك ضحك كثيراً ثم قال لي: اشرب من الحمّام!!

من الحمّام؟؟ أتمزح؟؟؟ أريد أن أشرب ماءً نقيّاً

فقال لي: حتى رئيس الوزراء هنا يشرب من ماء الحمّام...اذهب وتناول كوباً وقل لي رأيك...

استقبحت الفكرة...وفتحت الصنبور..فإذا بماءٍ مثلّج ينساب من الفتحة....ملأت الكوب وشربته في الغرفة...

أقولها وأحلف بالله غير حانث....ما طعمت ولا ذقتُ أبداً أبداً أبداً...ألذّ ولا أروع ولا أشهى ولا ولا ولا (استحضر كل أفعال التفضيل هنا)...من هذا الماء...ووالله قد شربتُ من الجداول والينابيع وغيرها...فما وجدتُ ماءً يعدل هذا الماء إلا ماء زمزم لفضيلته وقداسته.

وأكمل قريبي قائلاً: النرويج تعدّ أغنى دولةٍ في المياه العذبة في العالم...لذلك فإنهم لا يستعملون إلا الماء القادم من الشلالات والأنهار....ولن تجد ماءً معدنياً أو مكرّراً أبداً.

هل قد أكملتُ النقص...هل أختم إيها المخرج؟

*على بركة الله.

بقلم: طائر النورس.

رابح 2013
21-10-2013, 05:27 PM
تقرير رائع

رابح 2013
21-10-2013, 05:27 PM
وممتع

غرِيبهـ
22-10-2013, 02:36 AM
تقرير ممتع و سرد وافي

استمر متابعين

بو علاوي
22-10-2013, 02:57 AM
انا صارلي فترة طويلة جدا ما دخلت المنتدى ... لكن هالمرة دخلت حتى أقول لك يعطيك العافية على هالصور الحلوة والسرد الرائع للأحداث .. وكأني اقرأ رواية لجبران خليل جبران ..

طائر النورس
22-10-2013, 12:58 PM
شكر الله لكم....وأسأل ربي أن أكون عند حسن ظنّكم

طائر النورس
22-10-2013, 01:10 PM
القصاصة الخامسة: وداعاً أوسلو
إذن فقد عزمنا على زيارة مركز المدينة...ومركز المدينة هو القلب النابض والمنطلق إلى الكثير من الأماكن السياحيّة...ومن لم يزر مركز مدينة أوسلو...فلن يكون قد زار oslo بالأصل.

-أيا طائر النورس
*سم طال عمرك...وش تبي أيها القريب العزيز؟

-أعلم مدى شوقك للذهاب فوراً إلى مركز المدينة...حتى إني بدأت أراك (ترفرف جناحيك) استعداداً للطيران...يؤسفني أنك مضطرٌ إلى تأجيل ذلك إلى وقت لاحق.

*لماذا؟؟ لماذا؟؟ لماذا الحزن يا سعد؟ (نشيدة بصوت أسامة الصافي!!).

-ذكرتني بقولهم:

Why
Because the sky is hy***

باختصار: يبدو أنك نسيت عدّاداً يحسب عليك الدقائق والثواني...أنسيت الشنط في المطار؟

لا مفرّ إذن من الذهاب إلى المطار مرّة أخرى.

لن أصف الطريق بدقّة ولن أتحدّث عن جماليّته...فهذا المشهد سيتكرّر علينا كثيراً في القصاصات القادمة.

دخلنا المطار..استلمنا الشنط...هل تدرون ماهيّة هاتين الشنطتين؟؟...هل تذكرون في قصاصةٍ سابقة ما ذكرناه من طلبات إخواننا العرب هناك؟ تلك كانت المحتويات وبالتالي فلن نحتاجها طيلة الرحلة...:)

وكان أمامنا خيارين: الأول: شحن الشنطتين إلى مدينة fleckkfjiord فلكّفيور وهي محطّتنا النهائية...والخيار الثاني: البحث عن بعض المسافرين إلى مدينة stevenger استفنجر...وهي مدينة قريبةٌ جدّاً من فلكّفيور...وبالتأكيد: وقع اختيارنا على الثاني.

قفلنا عائدين إلى أوسلو...وهذه الصور من مشاهداتنا.

http://www.travelzad.com/photo/files/88263.jpg

http://www.travelzad.com/photo/files/88264.jpg

وضعنا الشنطتين عند بعض الأفاضل كما ذكرنا سابقاً.

وفيما بعد علمنا أن معاناتهم كانت كبيرة جداً...لأن الشنطتين كانتا ذات أوزانٍ عالية...وقد اضطروا عند الوصول إلى سحبهما مسافة 2 كيلومتر...ستقولون: ألم يكن من الأولى أن يستأجروا سيارة أجرة؟

وجوابي (كما علمنا لاحقاً): أجرة السيارة لتلك المسافة القصيرة جدا جداً تعادل 200 ريـال سعودي!!...فبارك الله في الشباب المتفاني مع إخوانه...وإن المرء ليستحي من كرمهم وخدمتهم.:shy:

ثمّة درسٌ هنا نسجْتُهُ من عدّة تجارب منّي ومن غيري: اشترِ الشنطة ذات الجودة العالية ولو كانت غالية...حلو السجع بين عاليه وغاليه!!...لأنه وللأسفار البعيدة والتنقلات الكثيرة لا تصمد إلا الماركات الممتازة...بينما الشنط الصينية والتقليدية فتتمزّق بسرعة كتمزّق شراع السفينة في يومٍ عاصف.

أُتيحت لي في تلك الفرصة رؤية بيوت العزّاب..وفي الحقيقة فإن السِمَةَ العامة لبيوت النرويج أنها ضيقةٌ جداّ...وينطبق ذلك على بيوت (أولاد الفايكنج):tease:..وعلى غيرهم...حتى الفلل...لا أذكر أنني رأيت فيلا (تملأ العين) كما يُقال.

ومن بيوت الشباب إلى السنتروم...وهذه صورٌ التقطناها.


http://www.travelzad.com/photo/files/88265.jpg

http://www.travelzad.com/photo/files/88269.jpg


http://www.travelzad.com/photo/files/88272.jpg


هذا التمثال العبيط:tease: والشخصيّة الشهيرة عند النراوجه...يسمونه ترلّي

http://www.travelzad.com/photo/files/88267.jpg


http://www.travelzad.com/photo/files/88266.jpg


http://www.travelzad.com/photo/files/88268.jpg


لنا عودةٌ لشرح معلوماتٍ مهمّة تتعلّق بهذا المكان...ولكن :بعد قليل


http://www.travelzad.com/photo/files/88270.jpg


http://www.travelzad.com/photo/files/88271.jpg



http://www.travelzad.com/photo/files/88273.jpg



ولنا كذلك تعليقٌ على أصحاب هذه المهن...ولكن: بعد كثير!! (ربما بعد عدّة قصاصات).

كان جدولنا في هذا اليوم يشمل أمرين:
زيارة أحد الأفاضل...ثم جولة عائليّة في السنتروم.

أما الزيارة فكانت لأحد المقيمين (سهّل الله أمره) وقد أغرقنا جزاه الله خيراً بكرمه..وأعاد لنا ذكريات المذاق العربي الأصيل في الضيافة وفي المأكل.

وهذه صور من شرفة بيته:

http://www.travelzad.com/photo/files/88279.jpg


http://www.travelzad.com/photo/files/88281.jpg


وبعد أخذ العائلة الكريمة...كانت العودة الثانية بالنسبة إليّ إلى السنتروم (مركز المدينة).

بدأنا من التمثال الشهير.



http://www.travelzad.com/photo/files/88285.jpg



http://www.travelzad.com/photo/files/88286.jpg



ثم تجوّلنا في أروقة الشوارع ومررنا بهذه المناظر.


http://www.travelzad.com/photo/files/88287.jpg



http://www.travelzad.com/photo/files/88288.jpg



http://www.travelzad.com/photo/files/88289.jpg



يا حبّهم للتماثيل:


http://www.travelzad.com/photo/files/88290.jpg


http://www.travelzad.com/photo/files/88291.jpg


ذهبنا إلى الشارع الملكي لدخول فناء بيت الملك...إي نعم...أخاف يزعل لو علم أننا جينا وما مررنا عليه!!

تتوقّعون كم حاجزاً مررنا عليه وكم دوريّة تجاوزناها وكم آلة تفتيش دخلناها للوصول إلى فناء بيت الملك؟

الجواب: لا شيء!!

حقاً: هكذا يفعل العدل مع صاحبه...

في الحقيقة فإن دولة النرويج من أكثر دول العالم استقراراً...لا أكاد في السبعين يوماً التي قضيتها أن رأيتُ قلقاً أمنياً أو حادث سيارة واحد...ولا حتّى سماع صوت المنبّه إلا مرّة واحدة فقط (كنت أنا سببها!!)...ولن تسمع هنا سرينة إسعاف أو شرطة...إن العدل يا سادة لا يجامل أحداً...دولةٌ عادلة هي دلوةٌ دائمة ولو كانت كافرة.


http://www.travelzad.com/photo/files/88274.jpg



http://www.travelzad.com/photo/files/88276.jpg


وهذا تمثال الملك كارل يوهان:


http://www.travelzad.com/photo/files/88277.jpg



يظنّ نفسه في قصر فرساي!!:fight:

http://www.travelzad.com/photo/files/88278.jpg


أخذتنا المناظر الساحرة حتى بدأت الشمس بالغروب...بل لقد غربت فعلاً....


http://www.travelzad.com/photo/files/88293.jpg


أتذكرون هذه الصورة؟؟


http://www.travelzad.com/photo/files/88265.jpg


اتضح لي أن هذا المكان مشهورٌ جداً بتوزيع المخدّرات وبصورةٍ شبه علنيّة بل هي علنيّة تماماً...يكاد الناس يتبادلونها كما يتبادلون الخضروات...ولقد مرّ أمامي ومن خلفي وعن يماني وعن شمالي تجّار المخدّرات بأشكالهم التي تُنبئ عن دواخلهم...

كلّ ما في الأمر أنهم انتظروا وبفارغ الصبر انتهاء دوام سيارة الشرطة politi...تذهب من هنا...ليخرج المروّجون والمتعاطون من العدم....ما هذا التناقض الصارخ؟؟ أين الشرطة السريّة لملاحقة هؤلاء؟؟

لا أعرف...ولا حتى المقيمون يعرفون...ذكّروني أن أقترح هذا الموضوع لبرنامج (سرّي للغاية) لعل يسري فودة أن ينجح في كشف هذا الغموض.

ومن الطريف جداً أننا عندما وصلنا إلى مواقف السيارات ودخلناها...دقّ زجاج السيارة أحد المارّة من الشباب...قائلاً (بالانجليزيّة): هل تبيع المخدّرات؟

قلنا: كلاّ بالطبع.:eek5:

فقال متوسّلاً: تكفى..(لا تسألوني كيف قالها بالانجليزيّة):nice:...مستعد أدفع لكم أي مبلغ تريدونه...بس شويّة حشيش...لله يا محسنين!!

أصدقكم القول: لم تكن النظرة نظرة إشفاقٍ بقدر ما تكون نظرة دهشة...ولي مشاهدتان غير هذا المشهد في مدينة بيرجن سوف أذكرهما بإذن الله يوماً ما...

ورأينا في الطريق المواقف المخصّصة للداجات الهوائية:


http://www.travelzad.com/photo/files/88292.jpg



وانطلقنا مسرعين نحو الفندق لقضاء الليلة الأخيرة ومن ثمّ: السفر إلى محطّتنا الثانية: بيرجن.

تسألوني: لماذا لم تزر المتاحف ولا الحدائق الشهيرة ؟ وأقول: أمام هذه الأسعار المجنونة فلن أدفع تذاكر دخولٍ 70 كرونه لكل شخصٍ لرؤية عدد من الأواني الفخارية البلهاء أو أداوت القتال السخيفه...الحمد لله: ما عندنا من الآثار في شبه الجزيرة العربيّة يعدل تراثهم ويفوقه عشرات المرّات...وببلاش أيضاً!!

تصبحون على خير.

بقلم: طائر النورس:victory:

كازانوفا
03-11-2013, 12:51 PM
ما شالله
روعه التقرير والتصوير

هل اكملت ما في جعبتك ؟؟؟؟

طائر النورس
03-11-2013, 01:36 PM
أنظرني إلى يوم يبعثو....أ....قصدي أمهلني إلى غدٍ بإذن الله:)

كازانوفا
04-11-2013, 08:57 AM
أنظرني إلى يوم يبعثو....أ....قصدي أمهلني إلى غدٍ بإذن الله:)

الغد اتى واصبح اليوم :nice:

طائر النورس
05-11-2013, 12:33 PM
المعذرة أستاذي...كان تغيّباً لأأسباب صحيّة....بعد قليل أنزل القصاصة التالية باذن الله

طائر النورس
05-11-2013, 12:50 PM
القصاصة الثامنة: عندما تتكلّم الطبيعة

اليوم روعة الخالق ستكون سيّدة الكلمة...وصاحبة المنصّة...

ستبهرنا بكلماتٍ لا كالكلمات...

فلا أحرف من لغتنا...ولا مداد من أقلامنا...سيكون قادراً على تجسيد ذلك الإتقان الإلهي...

وإذا تكلّمت الطبيعة فلا مجال لنا نحن المقصّرون الضعفاء أن نسعى لوصفها...فهي الكفيلة بفعل ذلك...

بمداد من نور...وأحرفٍ من ضياء...وبكلمات اصطبغت بألوان الطيف...وبمشهدٍ كلّله صوت عذبٌ ما كان لأعظم استوديوهات هوليود أن تحاكي مثله...أو تمزج شبيهاً له...

لذلك فاسمحوا لي أيها الأكارم أن أقول لقلمي: اخسأ...فلن تعدو قدرك...لن يكون لك هذا اليوم سوى الكلمات المختصرة قدر الإمكان:

مسافة الطريق: 500 كيلو
بداية الرحلة: أوسلو...ومنتهاها على الطرف الآخر: بيرجن.

أولاً: ستلاحظون أن أنوار السيارات في النرويج تضاء حتى قبل حلول الظلام...إن في ذلك تنبيهٌ لكل وسنان ومن تغالبه نومه في السِنَة وتثافل الأجفان..

ثانياً: ستلاحظون كذلك أن السرعة القصوى في ذلك الطريق السريع لا تتجاوز 60 كيلومتراً في الساعة...والويل لمن يتجاوزها...

ثالثا: ستلاحظون (نسبياً) رداءة التصوير في هذه المرلحة وما قبلها...وانتقاله إلى مستوى أعلى بكثير بدءاً من الوصول إلى بيرجن...السرّ أنني لم أهتمّ (أو لنقل: أخذتني الرهبة!!) من الكاميرا الجديدة التي اشتريتها...وكان ضريبة ذلك: فوات فرصة توثيقٍ عالي الدقّة لأعظم مناطق النرويج...فالحمد لله على كل حال

رابعاً: ستلاحظون وجود ثلاث سلالٍ للمهملات وبألوان مختلفة...واحدةٌ للأوراق...والثانية للعبوات البلاستيكية...والثالثة لبقية المواد العضويّة...ولكم أن تتصوّروا الجدوى الاقتصاديّة من هذه التقسيمة...والتي لا تحتاج أكثر من روحٍ وطنيّة وضمير إيجابي للشعب...والسعي في خدمة الصالح العام...

خامساً: ستلاحظون أن الأنهار والبحيرات سترافقنا طيلة الرحلة...وستكحلون أعينكم برؤية البيوت النرويجية الأصيلة...

سادساً: مررنا أثناء الطريق بأطول نفقٍ في العالم...طوله 25 كيلومتراً...

كان ذلك الإيجاز...وبقيت تعليقاتٌ ستجدونها منثورةً بين جنبات الصور المرفقة.

http://www.travelzad.com/photo/files/88724.jpg


http://www.travelzad.com/photo/files/88725.jpg


http://www.travelzad.com/photo/files/88726.jpg


http://www.travelzad.com/photo/files/88727.jpg


http://www.travelzad.com/photo/files/88728.jpg

http://www.travelzad.com/photo/files/88729.jpg


http://www.travelzad.com/photo/files/88730.jpg


http://www.travelzad.com/photo/files/88731.jpg


http://www.travelzad.com/photo/files/88732.jpg


ليس حباً في الظهور....لكن كان المنظر من خلفي يستحق المشاهدة:

http://www.travelzad.com/photo/files/88734.jpg


http://www.travelzad.com/photo/files/88735.jpg


حتى لا تكون مشاهداتكم مجرّد تسلية...اجعلوها نظرةً تأمليّة في الكون...والهجوا بالتسبيح وقولوا: ((ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار))


http://www.travelzad.com/photo/files/88736.jpg


http://www.travelzad.com/photo/files/88737.jpg


http://www.travelzad.com/photo/files/88738.jpg


http://www.travelzad.com/photo/files/88739.jpg


البيوت على قارعة الطريق:


http://www.travelzad.com/photo/files/88740.jpg


وما أدراك ما البحيرات:


http://www.travelzad.com/photo/files/88741.jpg


http://www.travelzad.com/photo/files/88742.jpg


http://www.travelzad.com/photo/files/88743.jpg


مررنا في الطريق على فندق أظنه من ذوي النجوم الأربعة....لم تتح لنا فرصة دخوله أو معرفة اسمه...أما مكانه: فخيال وروعة لا نظير لها:


http://www.travelzad.com/photo/files/88744.jpg


حاولت توثيقه:


http://www.travelzad.com/photo/files/88745.jpg


http://www.travelzad.com/photo/files/88746.jpg


http://www.travelzad.com/photo/files/88747.jpg


http://www.travelzad.com/photo/files/88748.jpg


http://www.travelzad.com/photo/files/88750.jpg


عند إحدى المحطات:


http://www.travelzad.com/photo/files/88751.jpg


http://www.travelzad.com/photo/files/88752.jpg


http://www.travelzad.com/photo/files/88753.jpg


لاحظوا الأسعار واحمدوا الله على العافية:


http://www.travelzad.com/photo/files/88791.jpg


http://www.travelzad.com/photo/files/88792.jpg


كيف تكون العبقريّة:


http://www.travelzad.com/photo/files/88793.jpg


بهذا يُعاد تصنيع كلّ شيء والحفاظ عليه:


http://www.travelzad.com/photo/files/88794.jpg


http://www.travelzad.com/photo/files/88795.jpg


نعود إلى أحضان الطبيعة:


http://www.travelzad.com/photo/files/88784.jpg


بناتي سلب لبّهن رؤية الثلوج على سفوح الجبال...وكدن يرمين بأنفسهنّ نحوها...لكن ماذا نفعل...بيننا وبينها طريق طويل


http://www.travelzad.com/photo/files/88785.jpg


http://www.travelzad.com/photo/files/88786.jpg


http://www.travelzad.com/photo/files/88787.jpg


فقنا عذاب النار


http://www.travelzad.com/photo/files/88788.jpg


هنا كان الغداء وكان علباً محفوظة من التونة والمربّي والزبدة...على هذه الإطلالة:

http://www.travelzad.com/photo/files/88789.jpg


http://www.travelzad.com/photo/files/88790.jpg


http://www.travelzad.com/photo/files/88769.jpg


http://www.travelzad.com/photo/files/88770.jpg


http://www.travelzad.com/photo/files/88771.jpg


http://www.travelzad.com/photo/files/88772.jpg


هنا مكان للتخييم مطلّ على بحيرة رائعة:


http://www.travelzad.com/photo/files/88773.jpg


http://www.travelzad.com/photo/files/88774.jpg


http://www.travelzad.com/photo/files/88775.jpg


شلال مررنا عليه أثناء الطريق:


http://www.travelzad.com/photo/files/88776.jpg


http://www.travelzad.com/photo/files/88777.jpg


http://www.travelzad.com/photo/files/88778.jpg


يالله...لا تحرمنا الجنة

http://www.travelzad.com/photo/files/88779.jpg


http://www.travelzad.com/photo/files/88780.jpg


http://www.travelzad.com/photo/files/88781.jpg


http://www.travelzad.com/photo/files/88782.jpg


http://www.travelzad.com/photo/files/88783.jpg


http://www.travelzad.com/photo/files/88754.jpg


عمامة بيضاء تكسو رؤوس الجبال:

http://www.travelzad.com/photo/files/88755.jpg


أكمل غداً بإذن الله...بقي القليل

طائر النورس
05-11-2013, 01:12 PM
عمامة بيضاء تكسو رؤوس الجبال:

http://www.travelzad.com/photo/files/88755.jpg


http://www.travelzad.com/photo/files/88756.jpg

http://www.travelzad.com/photo/files/88757.jpg

http://www.travelzad.com/photo/files/88758.jpg


http://www.travelzad.com/photo/files/88759.jpg


http://www.travelzad.com/photo/files/88760.jpg


http://www.travelzad.com/photo/files/88761.jpg

http://www.travelzad.com/photo/files/88762.jpg


http://www.travelzad.com/photo/files/88763.jpg


http://www.travelzad.com/photo/files/88764.jpg


http://www.travelzad.com/photo/files/88765.jpg


http://www.travelzad.com/photo/files/88766.jpg


http://www.travelzad.com/photo/files/88767.jpg


http://www.travelzad.com/photo/files/88768.jpg


هذه البيّنيّة فاصلة لمرحلتين مختلفتين...ولن أتكلّم عن بيرجن فتلك قصاصة قادمة بإذن الله تعالى



لن أقول بقلم...ولكن تصوير: طائر النروس.

بو علاوي
07-11-2013, 12:19 AM
بانتظارك

طائر النورس
10-11-2013, 10:25 AM
أيها الفاضل....عندما أطالع الردود، وأقارن بين من يتفاعل مع الموضوع مثل شخصكم الكريم ومثل الفاضل كازانوفا....وبين الجهد الهائل التي قضيته في إعداد القصاصات...يجد المقارنة ظالمة....إذ لا أكاد أسمع في جنبات هذا الموضوع إلا صدى صوتي....

فلذلك تتقاعس النفس عن الاستمرار....لأن المرء يسأل: ما جدوى أن يكتب المرء إذا لم يجد لكلامه آذاناً تصغي؟؟؟

الـقـاسـي
10-11-2013, 10:34 AM
انا ثلاث مرات خططت اروح النيرويج هالسنه ولاكن للاسف ماصارت فرصه لكن راح ازورها قريب ان شاء الله واصل في تقريرك متابعينك

كازانوفا
10-11-2013, 11:11 AM
اخي الكريم حتى وان كان من يتابع موضوع هم اقليه فاحمدلله انشغالات الناس اصبحت كثيره ومتعدده بشكل لا يقاوم
بانتظار المزيد بارك الله فيك
اختك كازا وليس اخوك :)

طائر النورس
11-11-2013, 12:51 PM
القصاصة التاسعة....وربما العاشرة: رحلة البحث عن الصقيع
الثلج...كلمةٌ مكوّنة من ثلاثة حروف (إذا استثنينا أل التعريف بالطبع) تتداعى معها العديد من المشاعر والأحاسيس والذكريات والمعاني...نرى في بياض مساحاته النقاء والطهر وسلامة الفطرة...وهذا سرّ من أسرار قول رسولنا الكريم –صلى الله عليه وسلم-:((اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد))..

عندما نراه...نستعيد شريطاً طويلاً من المشاهدات المحفورة في الذاكرة: بدءاً بأفلام الأنمي عند الصغر (ريمي الفتى الشريد-جوزيت بطلة قصة البؤساء-صراع الجبابرة وموت أبطالها تحت وطأة الثلوج-بيضاء الثلج- وهلمّ جرّاً)...وانتهاءً بالأفلام التسجيلية الوثائقيّة عن القطبين وملامح الحياة فيهما...والسباق المحموم بين الدول في بدايات القرن الماضي حول الوصول إلى نقطتي الارتكاز في طرفيّ الكرة الأرضيّة...والتي –بالمناسبة- فاز في أحدهما: الفريق النرويجي.

الثلج...يا قاهر الجيوش...منعتَ بمظهرك الهاديء جيوش هتلر أن تغزو سيبيريا...وكنتَ المسمار الأهم في نعش (الرايخ الثالث) والسبب الرئيس في انتهاء الحرب العالمية الثانية.

الثلج...يا من وطئتْ أقدامُ الصحابة عليك في فتوحاتهم...واحتجزتهم ستة أشهرٍ بين جنباتك...فظلّوا يقصرون الصلاة خلالها..

الثلج...يا من يطفيء حيويّة المدن والقرى حين تهبط بعباءتك البيضاء وتخيّم على الحياة فتكسوها بياضك...وتحجب عن الناس دفء الشمس وتلجئهم إلى لزوم بيوتهم أغلب الأوقات والجلوس بجانب المدفأة..

الثلج...يا من أصابتك الأَنَفة والاعتداد عن زيارة بلاد العرب...إلا من لمحاتٍ خاطفة تظهر فيها من خلال بقعٍ محدّدة....جرياً على قاعدة: زر غبّاً...تزددْ حبّاً.

الثلج...يا آخذاً عقول (رحّالتنا) حتى دفعوا الغالي والنفيس وشدّوا الرحال للمسك...لوطأ ثراك...للابتهاج بك...

فلا عجب بعد هذا كلّه أن تجدوني قد عقدتُ العزم على البحث عنه...ولو كلّفني ذلك أيّ شيء..

وبين يدينا عقبةٌ كبرى...وهي أن الشمس قد تكفّلت بإذابة كتلِهِ وجلاميده (البيضاء) حتى لم يبقَ منه سوى عماماتٍ بيضاء تكسو رؤوس الجبال (المعذرة على استخدام هذا التشبيه للمرّة الثانية في التقرير)..

أنا الآن في بيرجن...وأنا مصرّ على رؤية الثلج...

يقول لي الرفاق هناك: لكن الثلج أصبح نادراً...فأجيبهم: وإن...!!

فيقولون: سنضطرّ إلى التنقّل كثيراً...فأقول: ولو....!!!

ويسخرُ آخرون عند السؤال: تريد ثلجاً؟؟ افتح باب الثلاّجة العلوي وستجد الكثير منه...هع هع هع:tease:

ولا عليّ من سخرية الساخرين...فهم لم يجرّبوا الشعور بالحرمان..

كنّا ثلاثة...وبدافع (تلبية طلبات الضيوف) أبدوا الاستعداد مشكورين في تحقيق هدفي المنشود...وكان التخطيط قائماً على استجلاب خيمةٍ تكفي أربعة أشخاص للنوم في قارعة الطريق (من المهين للنرويج استخدام كلمة قارعة...إذ توحي هذه الكلمة بالقلة والندرة كحال الصحراء...وأنتم تعلمون أن الحقيقة غير ذلك)..

خرجنا بعد الغداء مباشرةً...واتجهنا إلى نقطةٍ محدّدة تم وصفها لنا على طريقة: (امضوا في هذا الطريق خمسين كيلومتر وستجدون نواحي مرتفعة يُحتمل فيها وجود الثلج!!) أي أنه وصفٌ هلاميّ ضبابي قد لا يقود بالضرورة إلى شيء.

حسناً ها نحن ذا نضرب أكباد السيارة!! قاطعين الطريق بالكثير من الأهازيج والأناشيد...لا ينقصنا سوى الصراخ قائلين: خمسة عشر رجلاً ماتوا من أجل صندوق!!


http://www.travelzad.com/photo/files/89767.jpg


توقفنا في الطريق عند إحدى المحطات...ملأنا الخزانات ب400 ريال سعودي فقط...ماذا؟؟ ألا تعلمون؟؟؟ تقولون أنها أسعارٌ خياليّة؟؟؟ فكيف إذا علمتم أن لتر البنزين يُعادل 14 كرونه...أي حوالي: 9 ريال سعودي؟؟...وهذا السرّ في إدمان أولاد الفايكنج على استخدام الباصات والقطارات..


http://www.travelzad.com/photo/files/89738.jpg

هل تلاحظون السعر؟؟



http://www.travelzad.com/photo/files/89739.jpg




http://www.travelzad.com/photo/files/89740.jpg




http://www.travelzad.com/photo/files/89741.jpg

http://www.travelzad.com/photo/files/89742.jpg


شيءٌ آخر ظريفٌ جداً...وجدتهُ في أسواقهم...وهي أداة شواء المرّة الواحدة...وتفصيلها كالآتي: علبة قصدير عميقة بعض الشيء مملوءة بالفحم...وفوقه منديل مشبّع بمادة سريعة الاشتعال...وعلى أطراف علبة القصدير تم تثبيت شبك معدني لتوضع فوقها شرائح اللحم أو السمك...وثمة أطراف معدنية أسفل العلبة تقوم على رفعها عن مستوى الأرض...فكرةٌ عبقريّة تساعد في الحفاظ على البيئة...عدّة متكاملة في علبةٍ واحدة...وعند الانتهاء من الشوي وإطفاء نار العلبة نقوم برميها في سلة المهملات...وهكذا نحافظ على البيئة..

غابت الشمس ونحن ننتقل من طريق إلى آخر...ونسأل كلّ من مررنا عليه...ولم نرَ شيئاً يُذكر...حتى بلغت الساعة الثانية ليلاً...عندها قرّرنا أن نحطّ رحالنا ونبيت ليلتنا في العراء.


الصورة التالية بعد منتصف الليل...سؤال: ما الغريب فيها؟؟


http://www.travelzad.com/photo/files/89743.jpg


أتذكرون كلامي عن قارعة الطريق؟؟ دعونا نتعرّف على هذه "القارعة" وإن كانت بالفعل "قرعه" أم "ذات شعر طويل"!!

هنا:


http://www.travelzad.com/photo/files/89744.jpg




تجدون المكان المهيء للتخييم...وقد تناثرت من حولنا السيارات الvan ..السيارة البيت كما هو معلوم...وثمة حمام كامل النظافة...كامل التجهيزات...حتى إنك لتجد فيه مجفف اليد (الهواء الحار) والمناديل....أين هذا من حمامات الطرق السريعة في دول الخليج فضلاً عن غيرها...وحالتها التي تمنع المرء من استخدامها؟؟

ثمة نهرٌ كبير رائع المنظر يميل لوونه للاخضرار يمرّ بجانبنا...وجبال شواهق تحيط بنا...صلينا على عجالة...طبخنا الأكل...وما أن انتهينا حتى فُتحت أبواب السماء بماء منهمر...فدخلنا الخيام...ومن شدّة الإرهاق سكتنا عن الكلام المباح...حتى الصباح...



http://www.travelzad.com/photo/files/89745.jpg




http://www.travelzad.com/photo/files/89746.jpg


http://www.travelzad.com/photo/files/89747.jpg


http://www.travelzad.com/photo/files/89748.jpg




*ماذا نفعل يا رفاق؟؟ (يتساءل أحدهم)...لم نترك بقعةً إلا وسكلناها ولم نجد الثلج...هلاّ عدلت عن رأيك يا طائر النورس؟؟

قلت لهم: وما أريد أن أشقّ عليكم...اجعلوها محاولةً أخيرةً لنا...

وهكذا عدنا إلى البحث والتنقيب عن (الذهب الأبيض) لو جاز لنا أن نقول ذلك...حتى وصلنا إلى قريةٍ جميلة كان من الواضح أنها قريةٌ سياحيّة...ووجدنا (تلفريك) من بطن الوادي إلى قمم الجبال وأدركنا أن في الأمر سرٌّ...دخلنا بهو الاستقبال فاتضح لنا أن هذه القرية هي مقصد الراغبين في ممارسة التزلّج أيام الشتاء...وأن المتزلجين يستخدمون التلفريك للوصول إلى القمّة....حسناً: لكنّا في الصيف...فهل بقي ثلج؟؟

يقول الخبير النرويجي: هناك (كنتونات) ثلجيّة على قمّة الجبل الذي نحن فيه...والمسافة تستغرق صعوداً نحو 4 ساعات...

*4 ساعات؟؟ ما رأيك يا طائر النورس لو اكتفيت بمشاهدة برنامج وثائقي عن الثلج...ونحن سنتكفّل لك بثمنه...وأ..

قاطعتهم قائلاً: ومن يتهيّب صعود الجبال...يعشْ أبد الدهر بين الحفر

حسناً حسناً...

وحيث أن الطريق المرصوف يصل إلى منتصف الجبل...فمن الحكمة قطع هذه المسافة بالسيارة وإكمال الباقي صعوداً على الأقدام..



http://www.travelzad.com/photo/files/89749.jpg


http://www.travelzad.com/photo/files/89750.jpg



http://www.travelzad.com/photo/files/89751.jpg







انظروا ما أروع هذه البيوت...الإيجار: 900 كرونه




http://www.travelzad.com/photo/files/89753.jpg


http://www.travelzad.com/photo/files/89756.jpg



http://www.travelzad.com/photo/files/89761.jpg



بالطبع أخذنا أغراض الغداء...وحزمنا الأمتعة ووزّعناها...ثم شرعنا مستعينين بالله تعالى.


خطوةٌ وراء أخرى...والجبل يزداد انحداراً حتى صار الصعود أشبه بالتسلق (مع شيء من المبالغة)...لكن والشهادة لله...أخذ هذا الصعود منا الكثير من الجهد...وسبب الكثير من اللآلام خصوصاً الفخذين...أما الرفقةُ فكانت أكثر احتمالاً مني...وزادت المسافة الفاصلة بيني وبينهم...وتوالت استراحاتي على الأرض الطينية...وهل يستوي من يمارس الرياضة دوماً بأصحاب الأعمال المكتبية من أمثالي؟؟ تلك هي الضريبة..

وفي الطريق رأينا مجموعةً ظريفة من الخرفان تكاد تذكّرك بمجموعة ((شاون ذا شيب))...ومكمن طرافتها أنها حلفت يميناً أن ترافقنا إلى مبتغانا وهن يقلن: هذه من واجبات الضيافة...وش بيقولوا عنا الضيوف من جزيرة العرب؟؟

لاحظت وجود رقمٍ في أذن كل خروف...ما شاء الله!! حتى الخرفان لها أرقام وطنيّة!!

ازدادت برودة الجوّ...حتى أظنه هبط عن مستوى الدرات العشر...ثم بدت لنا تلك الكتل الثلجيّة...ولأجل هذه اللحظة التاريخيّة هرمنـــــ...أعني طلبت من المرافقين توثيق هذه اللحظات بالصوت والصوره...والشباب من (تنسيمهم) انطلقوا يعلّقون بشكل ساخر جداً (والحوار المنقول بنصّه اللهم تغيير الكلمات العامية إلى فصيحة): ها هو طائر النورس يتقدم...ويتقدم ...يا سلالالالالالالالالام...وأخيراً تحقق الحلم التاريخي...وها هي الخرفان يباركن لطائر النورس ويقلن له: مبروك على هذا الإنجاز التاريخي.



http://www.travelzad.com/photo/files/89752.jpg



ملاحظة هامشيّة: لم يكن ما رأيته ثلجاً...بل كتلاً جليديّة قاسية ومخلوطة بالطين...لذا لم يكن له ذلك الصفاء...ولكن: لا يهم...الثلج ثلجٌ وإن اختلفت معالمه..

ثم جاء وقت الغداء...الشوي على قمة الجبل وفي هذه الأجواء الرائعة...ولم أنس هناك منتدى زاد المسافر..
(ستجدون توثيق ذلك لاحقا...مجرد عقبات تقنية)



http://www.travelzad.com/photo/files/89758.jpg


http://www.travelzad.com/photo/files/89759.jpg



http://www.travelzad.com/photo/files/89760.jpg



http://www.travelzad.com/photo/files/89762.jpg




بعد الهبوط (المضني) مررنا في طريق العودة بشلال ضخم للغاية...لن أبلغ لو قلت أن ارتفاعه يعادل عشرة طوابق...قضينا فيه وقتاً ممتعاً...




http://www.travelzad.com/photo/files/89766.jpg



http://www.travelzad.com/photo/files/89765.jpg


http://www.travelzad.com/photo/files/89764.jpg


http://www.travelzad.com/photo/files/89763.jpg


http://www.travelzad.com/photo/files/89757.jpg


http://www.travelzad.com/photo/files/89755.jpg










وهكذا أرى أنني تأكدتُ من وجود الثلج في عوالم الطبيعة...ورأيت آثاره ولمسته بيدي...فتحقق لي جزء من أحلامي...وإلى اللقاء في قصاصة قادمة إن شاء المولى



http://www.travelzad.com/photo/files/89767.jpg



بقلم: طائر النورس

كازانوفا
17-11-2013, 09:42 AM
كم هي جميله الطبيعة الخلابه
راحة نفس وهدوء
اسال الله ان يكتب لي سعاده وراحة بال في الدارين يارب العالمين
بوركت على نقلك الجميل
بانتظار البقيه

Abo al3ez
19-11-2013, 09:08 AM
تقرير رائع وفعلا النرويج من أجمل واروع البلدان

كازانوفا
24-11-2013, 01:33 PM
خلص التقرير؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

qatari2012
25-11-2013, 12:10 AM
ما شاء الله المناظر روووعه

طائر النورس
27-11-2013, 12:46 PM
لا....لم ينتهِ بالطبع......

لكن أصدقكم القول: أشاور نفسي منذ ذلك الحين لاتخاذ قرار الاستمرار في كتابته أم التوقف....


وأسأل الله التوفيق

Charisma
03-12-2013, 11:00 PM
http://www.travelzad.com/photo/files/88266.jpg

http://www.travelzad.com/photo/files/88277.jpg

http://www.travelzad.com/photo/files/88278.jpg

يعطيك العافيه عالتقرير الجميل

النرويج طبيعتها ساحره وعموم البلدان الاسكندنافيه جوها غير عن باقي البلدان

الشي الوحيد اللي ماعجبني في اوسلو اهي حديقة فيجلاند والتماثيل

تقريرك ذكرني برحلاتي لاوسلو وثلاث صور اتوقع

انها التقطت بنفس المكان طلعتهم لك من ارشيفي ( 2012 )


http://www4.0zz0.com/2013/12/03/20/568737219.jpg

http://www4.0zz0.com/2013/12/03/20/796629336.jpg

http://www4.0zz0.com/2013/12/03/20/193512662.jpg

حسن الاحمد
03-12-2013, 11:19 PM
كمل احنا بانتظارك

abu ali1
07-12-2013, 12:03 AM
تقرير اجمل من رائع …. وبانتظار التكملة ….

طائر النورس
08-12-2013, 11:53 AM
لي عودة باذن الله الاسبوع القادم

كازانوفا
11-12-2013, 11:51 AM
على خيررررر
بانتظارك

طائر النورس
15-12-2013, 01:06 PM
المحطة الجديد: إلى الماضي البعيد

الزمان:القرن الثالث عشر

المكان: مدينة بيرغن

الحدث: وأي حدث...من الظلم حصره في كلمتين أو ثلاث!

نحن الآن يا سادة نخترق حاجز الزمن ونعود إلى الوراء مئات السنين، حيث كانت القبائل الجرمانية تبسط أجنحتها عبر أوروبا...واللغة الإنجليزية لم تبلغ "الفطام" بعد!....لذلك كانت ألفاظها عصيّةً على الفهم...والسرّ أنها كانت في طور التحوّل والتحوّر من الجرمانية إلى الإنجلوساكسونيّة...لكننا بطبيعة الحال سنحاول أن نفهمها.

إنها بيرجن...ولم يكن اسمها يومئذٍ Bergen ...ولكن كان اسمها: bjorgvin ...يوم كانت –ولا تزال- محطةً تجاريّةً مهمة...ونقطة عبور للحبوب والملابس والتوابل...وإمداد سلالة الفايكنج بما يحتاجونه مقابل القدّ المجفف الذي يدفعونه من باب المقايضة.

إنه الشتاء القاسي...سنة 1349...عالم نسي كلمات الدفء والشمس والخضرة والربيع...كانت مجرّد كلماتٍ يحاول أن يستدفيء بها الفقراء...أو ذكريات يحلم بها العشّاق...ويمنّون أنفسهم بقرب موعدها...

ها نحن نقف أمام بيت خشبي متهالك قد أعمل الزمن فيه معاوله...واستوطنته "الأَرَضَة" لتنخر أصوله وتأكل باطنه...وبينما الزمهرير يعصف بالخارج ويعزف مقطوعته المرعبة...إذا بالداخل صورة تناقض ذلك...سنجد رجلاً يقف بالقرب من المدفأة التي استقرّ عليها طعامه.

نارٌ دافئة وحساءُ ساخن وملابس ثقيلة...هذه كانت أقصى أمانيّ الرجل في ذلك الصقيع الرهيب...لا...لم تصل الأمور إلى درجة التجمد الكامل للبحر الهائج الذي يحتضنه ميناء بيرجن..فقد كانت بعض السفن قادرةً على أن تشقّ طريقها بصعوبة...ومنها تلك السفينة القادمة من انجلترا..

تكوّم (جاك) –وهذا هو أقرب اسم يمكننا أن نطلقه على الرجل- بالقرب من النار...وبدا منظره مضحكاً بسالفيه الطويلين وشاربيه الكثّين وشعره المنسدل بين كتفيه...وحجمه الأسطوري...ذلك الحجم الذي يليق بسلالة الفايكنج..ويود الرجل لو يلتهم النار التهاماً لتدفء روحه وجسده..وطاف بخاطره الحديث عن قدوم تلك السفينة الانجليزية...حاملةً معها أعزّ أصدقائه وأقرب أحبابه: (ماجنوس)...توأم الروح ورفيق الصبا..لابد أن (ماجنوس) قد أُعجب كثيراً بإنجلترا...وإلا فلماذا تقاعس عن العودة إلى بلاده طيلة هذه المدة؟...بالتأكيد سيجد أعذاراً جاهزةً عن صعوبة العيش وضرورة الانتقال بين المدن والبحث عن الطرق التجارية...إلى آخر هذا الهراء الذي سينطق به..

بالتأكيد فإن ماجنوس في هذه اللحظات قد استقرّ في بيته...وفور أن تنتهي هذه العاصفة سيذهب (جاك) إلى زيارته...وسوف يشربون كثيراً...هكذا حدّث (جاك) نفسه وضحك في سرّه.

لقد وصلت السفينة حاملةً (ماجنوس)..ليس هذا فحسب...ولكنها حملت كذلك العديد من الجرذان الانجليزية التي تضاهي القطط في أحجامها...ولا ينقصها سوى سرجٌ ولجام لتظن أنها صالحة للركوب!

سفينة بالركاب...ماجنوس...وعدد كبير من الجرذان التي اعتلتها البراغيث الحمقاء إذ تحسب أنها فرسان الميدان!...وشيء آخر لم يتخيّله أحد...فقد كانت السفينة تحمل في طيّاتها قنبلةً موقوتة فجّرت تاريخ العصور الوسطى.

لنعد إلى (جاك) الذي يغالب النوم أمام المدفأة...إذ طرق طارق الباب.. وكاد من شدّة الطرق أن يكسر الباب.

-افتح الباب يا (جاك)...افتحه بسرعه.

قفز (جاك) إلى الباب وهو يتساءل عن الأحمق الذي قطع عليه خلوته...وفتح الباب ليجد رجلاً قد تدثّر بأسمالٍ بالية –الأسمال هي الثياب القديمة-...وقد راح ينفث البخار من منخريه وهو يلهث بعنف.

-من أنت أيها الغريب؟ (قالها جاك)

-أنا صديق (ماجنوس) ورفيقه في رحلته إلى انجلترا...ولقد حدث له شيء غريب... وهو الذي طلب مني أن أستدعيك لتراه...ولعلك لا تراه بعد هذه الليلة.

اندفع (جاك) إلى صديقه وهو يتساءل عن الذي حدث له..دخل غرفة (ماجنوس) فوجد رجلاً قد فتح صدره والعرق يتصبّب منه بغزارة...وقد احمرّت وجنتاه من شدّة الحمّى ( لا تنسوا أننا نتحدث عن الشعوب الاسكندنافية)....يا صديقي...ما الذي أصابك؟

-انظر إلى هذا الشيء في جسده.

نظر (جاك) فوجد خرّاجاً في خنّ الفخذ (أعلى الفخذ).
وهنا اتسعت عيون (جاك) هلعاً وقال: يا للشيطان...ثم تراجع خطوات إلى الوراء محاولاً غلق أنفه...وصارخاً بصديق (ماجنوس): ابتعد أيها الأحمق...إنه مصاب بالطاعون!

بالتأكيد إنه الطاعون...لقد قدّمتُ من التلميحات الكافية لتكتشفوا الحدث بأنفسكم...سفينة قديمة...فئران وجرذان...براغيث...الخلطة السريّة لصناعة أي طاعون محترم!

بالطبع لم يُمهل الموت (ماجنوس) كثيراً...ولم يملك (جاك)ترف البكاء على صديقه...ولم يَحْكِ لنا ما دار في الأيام القادمة في جوانب بيرجن وما حولها...لم يحك لنا (جاك) ذلك...لأنه –وببساطة- لحق بصديق عمره.

وبدأ الموت يُعمل منجله حاصداً الأرواح يمنةً ويسرة...وسرى الموت في الناس كالنار في الهشيم...هكذا كانوا يقولون في ذلك الوقت..مساكين إذ لم يُدركوا عصر (الكيروسين) ليروا سرعته الجنونية في التهام الأشياء.

http://www.travelzad.com/photo/files/105847.jpg

وسرى النار في الهشيم...لا أعني المجاز هنا بل أعني الحقيقة...فقد سرت الحرائق في البيوت الخشبية بسهولةٍ تامة.

وأصبح لدينا ثلاثية الرعب في المدينة: دخان أسود...وطاعون قاتل...ونيران حمراء...أليست هذه عناصر الرعب الأبديّة التي لا يخلو منها مشهدُ مخيف..

واستمرّت المتتالية الحسابية لتعمل قاعدتها لتحصي تساقط الناس ومصارعهم...حتى قضت تلك المأساة على ثلثي الشعب النرويجي...فيما عُرف بالموت الأسود.

ذلك ما كان في السابق...فماذا عن اليوم؟؟؟ لندع الصور الحديث تتكلم عن نفسها وتبرز مفاتنها...

http://www.travelzad.com/photo/files/105848.jpg

http://www.travelzad.com/photo/files/105849.jpg

http://www.travelzad.com/photo/files/105850.jpg

http://www.travelzad.com/photo/files/105851.jpg

http://www.travelzad.com/photo/files/105852.jpg

http://www.travelzad.com/photo/files/105853.jpg

http://www.travelzad.com/photo/files/105854.jpg

http://www.travelzad.com/photo/files/105855.jpg

والوعد بإذن الله بالتفصيل في الأيام المقبلة وصورٍ أكثر...فإلى لقاء قادم.
بقلم: طائر النورس

كازانوفا
17-12-2013, 12:24 PM
ما شالله ما اجملها
ربي يحفظ ديار المسلمين من كل شر

كازانوفا
17-03-2014, 01:58 PM
هل الايام القادمه اتت ام بعدها ؟؟؟

abiny
17-03-2014, 09:45 PM
ماشاءالله :))))))))))))))))

طائر النورس
20-03-2014, 11:40 AM
بعد انقطاعٍ طويل...وبعد تبعثر الصور والفيديوهات هنا وهناك....وتجميع شتاتها قدر المستطاع..استطعت تجميع بضعة قصاصات تصلح أن تطرح في المنتدى....وقد اخترت من بينها هذه القصاصة التي بين أيديكم.

لننعش الذاكرة قليلاً.. رحلتي كانت كالآتي: أوسلو...بيرجن...فلكفيور...ثم العودة للخليج...ثم بيرجن مرّة أخرى...ثم فلكفيورد...ثم إلى المطار في أوسلو ومنها العودة...:)

إن القصاصة التالية كانت في فلكفيور في مرّتها الأولى...أي أنها كانت في نهايات شهر ستّة...وقبل موسم الصيام بأيّام عديدة...وبعد فهم خلفيّة المشهد...لننطلق معاً على بركة الله:

المحطّة التالية: إلى أعماق الغابة!!
لنعد قليلاً في الذاكرة إلى الوراء، ولتعد عقارب الساعة عشرين عاماً (ستضطرّ تلك العقارب المسكينة أن تدور 175200 مرةً على الأقل عكس اتجهاها!!):eek5:، لا زلتُ أتذكّر الدعوة الرائعة التي وُجّهت إليّ أيام المدرسة لقضاء عدّة أيام في معسكرٍ كشفي...

يومها أتذكّر كيف بلغت بنا الحماسة ذروتها، ناهيك عن المتعة التي تحصّلناها من هذا المجتمع الطلابي...بل لا أنسى كيف خطط لنا المشرفون رحلةً استكشافية على هيئة: "خريطة الكنز": اذهب في هذا الاتجاه مسافة 5000 خطوة وستصل إلى نقطة اللقاء، وعلامته صَخَبٌ شديد للطيور....هناك شجرة ستجد عندها الخريطة التالية، وهكذا بدأت رحلتنا ونحن محمّلين بمؤونة البيات خارج المعسكر...ثم انتقلنا إلى الخطوة التالية...ومن خريطة إلى أخرى كنا نسير والهتافات تملأ الحناجر...ثم لا ننسى مسألة "المخاطر" التي كانوا يضعونها لنا في طريق مغامرتنا: (حبلٌ ممدود في ظلمة الليل ينتظر من يتعثّر به ويسقط.. هجوم بالسيارات...إلخ)...ثم تأتي الخطوة الأهم: الوصول إلى الكنز...والذي كان رايةً أُمرنا بالاحتفاظ بها...وصندوق من التفاح التهمناه بشراسه!!...ولم ننم إلا قرب الفجر مع حراساتٍ ودوريات لحماية العلم من المحاولات الهجومية للاستيلاء عليه...وصلاة الفجر في زمهرير الليل...والوضوء بالماء شبه المجمّد..

حقاً...إن الذكريات هي النار التي نستدفيء بها حينما تعصف رياح الحياة الباردة...وهي الشهد اللذيذ الذي يملأ الأفواه ليُنسيك مرارة الابتلاء في دار الممرّ....والبُلْغة التي يتبلّغ بها المسافر في رحلته الحتمية....وكل هذه المتعة التي تحدثتُ عنها والأثر الذي لم يمْحُهُ الزمن...والرحلة كانت في الصحراء...حيث لا ماء ولا وديان...ولا مسطحات خضراء...ولا جداول ولا شلالات...وإعداد بدائي وعدّة متواضعه...فكيف إذا كانت الرحلة مطوّرة في بيئةٍ تستحق هذه المغامرة؟؟

نقلتُ خواطري إلى قريبي...فتحمّس للفكرة...والحماسة معدية كما تعلمون...وهكذا تجمّع سبعة شباب بعدّتهم وعتادهم يترقّبون رحلتهم الرهيبة...في قلب الغابة.

ليتك نظرتَ إلينا ونحن في بداية الطريق...لرأيتَ منظراً سيذكّرك بقناة ناشيونال جيوجرافيك...سُتَرٌ خاصة بالمطر...كشّافات خاصة توضع على الرأس كالتي يستخدمها من يدخل الكهوف...مشاعل يدويّة توقد بالغاز وتذكّرك بسلسلة هاري بوتر (لم أشاهدها بالمناسبة.. ولكنّه التخمين)..خيمتان كاملتان...معلبات كثيرة ومتنوعة...أدوات الطبخ...وأشياء أخرى كثيرة...بل كثيرة جداً...جعلت نصيب الواحد منا ما بين 40-60 كيلوجراماً على ظهره.

http://www.travelzad.com/photo/files/143655.jpg

http://www.travelzad.com/photo/files/143656.jpg

http://www.travelzad.com/photo/files/143657.jpg


http://www.travelzad.com/photo/files/143659.jpg

أتذكرون حين قلت لكم: قواعد السلامة المرورية النرويجية تمنع من وجود أكثر من شخص لكل مقعد؟ ...وبسيارة يُفترض أن تكون حمولتها 5 أشخاص ركبنا نحن السبعه!! لا تسل عن كومة اللحم البشري التي تكدّست في تلك السيارة كيفما اتفق...ولا تسل عن المخالفة المرورية التي كنا ننتظرها فيما لو أوقفنا شرطي نرويجي بسوالفه الكثّة....لكان نصيبنا إذن: استضافةٌ مجانية في "التخشيبه!!" حتى نتعلم عدم الاستهتار بأرواح الناس.

لكنها روح المغامرة...سل عنها كل طالبٍ متّقدٍ بالحماس وهو يرة "نصره" في كسر القواعد وتسلّق أسوار المدرسة...على أن فعلتنا لم تكن تهوّراً محضاً...ولكن لعلمنا بخلوّ الشوارع...ولأجل الأسعار الفلكيّة للمواصلات.

وهكذا تجدنا على سفح الجبل أسفَلَه...وقد وضعنا سيارتنا مبتعدين عن قارعة الطريق بضعة أمتار...وبدأنا بالتقدّم نحو أعماق الغابة:

عملٌ ونشاط...تعاون ومحبّة...حياتنا ملؤها الآمال...
أبطال في كل مكان....مغامرة تداعب الخيال...
أتاحتها لنا بلا جدال...متعة الأسفار والتجوال..
أبطال


http://www.travelzad.com/photo/files/143660.jpg


كان الطريق في دبايته ممهداً مستقيماً....والجو ساحر...يقترب من 15 درجة مئوية...مررنا بشلالٍ هادر...ثم بجدول ماء اضطررنا إلى اختراقه رغم برودة مائه....واستوقفتنا العديد من المناظر التي تسرّ الناظرين.

http://www.travelzad.com/photo/files/143661.jpg

http://www.travelzad.com/photo/files/143662.jpg

http://www.travelzad.com/photo/files/143663.jpg

http://www.travelzad.com/photo/files/143664.jpg

http://www.travelzad.com/photo/files/143665.jpg

http://www.travelzad.com/photo/files/143666.jpg

http://www.travelzad.com/photo/files/143667.jpg

http://www.travelzad.com/photo/files/143668.jpg

http://www.travelzad.com/photo/files/143669.jpg

http://www.travelzad.com/photo/files/143670.jpg

ثم بدأ الطريق يصعد إلى الأعلى رويداً رويداً....واختفت الضحكات لتحلّ محلّها أصوات اللهاث وأنفاس البخار...وهنا تذكّرت أولئك المتسلّقين جبال الهملايا وكليمنجاروا...كيف كانوا يملكون من اللياقة ما يتمكنون به من السير أياماً وليالي؟

http://www.travelzad.com/photo/files/143671.jpg

كثُرت محطّات التوقّف...وصيحات: ((انتظروا قليلاً)) ((لا أستطيع الاستمرار)) ((اتركوني أموت هنا!!))...وظللنا على هذه الحال ساعتين كاملتين...وشمس الغروب بدأت في المغيب...حتى فاجأنا منظر في قلب الغابة.

وجدنا كوخاً ثقف وحيداً وسط الأشجار...وقريباً منه بناءٌ خشبي آخر صغير الحجم أشبهُ بالمخزن...كان باب الكوخ مغلقاً...أما باب المخزن فمفتوح...وجدنا داخل باب المخزن أكياساً كبيرةً مملوءة بالخشب المقطّع والجاهز للاستخدام...ولفت نظرنا وجود علبة خشبية عند باب البيت...فتحناها فإذا بداخلها دفترٌ وقلم....ما سرّ هذا الدفتر يا تُرى؟

من لونه تكتشف أنه قديم نسبياً...وآثار الزمن باديةٌ على غلافه وأوراقه...تملّكنا الفضول من وجود هذا الدفتر فدفعنا ذلك إلى تقليب صفحاته....فإذا به دفتر ذكريات قديم يملأ فيه كلّ زائر للمنطقة وورقةً منه بانطباعه عن المنطقة ثم يذيّلها بتوقيعه وتاريخ إمضائه...فتحنا أوّل صفحة فإذا بها تحمل تاريخاً قديماً...عام 2000 م.

ألسنا أحد زوّار هذا الكوخ؟ بلى...وهكذا كان لنا حضور بين ورقات دفتر الكريات...باعتبارنا أوّل عرب نزور هذه المنقطة...كتبنا فيها: نحن النمور ال....اقرأوا الباقي من الصورة...اقترح أحدنا أن نكتب كذلك بالانجليزية: islam is pease فاستحسنا فكرته...وكذلك فعلنا.

http://www.travelzad.com/photo/files/143674.jpg

لم يكن في الكوخ أحد...لكن اشتداد البرودة جعلتنا ننتبه إلى أمرٍ لم يكن في الحسبان...إن كمية الفحم التي بحوزتنا قد لا تكون كافية لحصولنا على الدفء المطلوب...والاحتياط واجب...فما العمل؟

واتجهت أنظارنا إلى المخزون وأكياس الخشب...وتبادلنا النظرات الصامتة....لم ننجح أن نستنطق جالواب من نظراتنا...فقلت لهم بهدوء: لا أظنكم تفكّرون في أخذ الخشب دون إذن صاحبه، فهذا مخالف لأمانة المسلم....فقال أحدهم: لكنها الضرورة...فأجاب الثالث: والضرورة تقدّر بدقرها...وتفجّرت النقاشات واحتدمت بيننا...إلا واحداً ظلّ صامتاً يُراقب ما يدور....وانتبه الجميع إلى عدم مشاركته في حلبة النقاش...وسرعان ما ترامت إليه أنظارنا متسائلة...فقال ونعم ما قال: أقترح أن نأخذ أحد تلك الأكياس....ثم نضيف في دفتر الذكريات رسالةً إلى صاحب الكوخ نذكر فيه اضطرارنا إلى أخذ كيسٍ منها بسبب موجة البرد التي اشتدت علينا...وأننا وضعنا مبلغ 50 كرونة في الصندوق مقابل الكيس.

وهكذا خرجنا من هذا الحوار بنتيجة معقولة...وانطلقت القافلة مرّة أخرى تستأنف المسير...تحيط بنا الأشجار من كل جانب...وبدأت أقدامنا تغوص في المياه الباردة...وانتقلنا إلى مسطّح أخضر ظهر لنا من تضاريسه أنه كان بحيرةً يوماً ما...والأعشاب من حولنا خضراء باهتة وكثيرٌ منها هشيمٌ أسود متفحّم...ولكن من شدّة البرد...

http://www.travelzad.com/photo/files/143673.jpg

وفجأة: غاصت قدم أحد أفراد القافلة في وسط تلك المنطقة العشبية حتى ركبته...فاستنجد بنا...فذهب إليه من يُنقذه...فسقط معه...وتتابع الأفراد الغائصين..وبقينا قلّةً نصوّر ونوثّق ونضحك....كان لابد من حلّ عملي...ذهبنا إلى مرتفع ووضعنا فيه أمتعتنا...وطلبنا من "الغائصين" أن يرموا لنا بأمتعتهم حتى تخف أوزانهم...وبدأنا نشدّهم وهم سلسلة بشريّة: هيلا هيلا...صلّي عالنبي.. هيلا هيلا...صلّي عالنبي..

وأخرجناهم بهد جهدٍ جهيد...فلا تسل عن الطين الذي علق بأرجلهم...ولا الإنهاك الذي حاق بهم.

وبدأ الظلام ينشر عباءته في الكون...وتفجّرت أبواب السماء بماء منهمر...ظلام وبرد...وكدّ وتعب...وأي لذّة للمغامرات إن لم يكن فيها نصبٌ ولا وصب؟؟

ساعتان ونحن نلهث تحت المطر حتى وصلنا إلى النقطة المنشودة...وهي قمّة الجبل.

بحثنا هنا وهناك عن مكان ننصب فيه خِيَمَنا...لكن الأرض كلّها مشبعة بالماء البارد...وهو الأمر الذي قد يتسبّب بالإصابة بالروماتيزم...استمرّ البحث حتى وجد بعضنا بقعةً فنشر فيها خيمته...واستمرّ تركيبه لها ساعة على الأقل...ووجد شطرُنا الآخر على أطراف حافة الجبل بقعةً أخرى شبه رمليّة فافترشنا خيمتنا...على أن نكون حذرين...وإلا كان مصير أحدنا السقوط من الهاوية.

نقطةٌ ضعوها في الذهن أيها السادة: كانت الخيمة ذات حبال طويلة...ستة أو ثمانية يتم تثبيتها بالأوتاد على طول محيط الخيمة...هذه المعلومة سنستفيد منها لاحقاً في التقرير.

أذّن المغرب فالعشاء...ولكن : كيف سنصلّي؟ بل كيف سنتوضّأ؟؟

كيف نتوضّأ وزخّات المطر قد تحوّلت من غزيرةٍ إلى رذاذ خفيف لا يمكنك تجميعه إلا بعد ساعات؟؟ وكيف نصلّي والرذاذ مستمرّ في الهطول؟؟؟ والأرض باردةُ جداً ومبتلّة؟؟ أفتيتهم حينها بالصلاة داخل الخيمة جلوساً لقصر طول الخيمة...والوضوء تيمّماً....قد تستغرب من ذلك...لكنّي كنتُ أعلم بالواقع حينئذٍ ولم يكن يمكننا إيجاد الماء للوضوء.

بالطبع بحثنا في محيط الخيمة عن تجمّع مائي محتمل...لكن لم نتكشف شيئاً من ذلك.

ومع توغّلنا في منتصف الليل...لم نجد صعوبةً في الاستمتاع بالنوم...لم نجد منغّصاً سوى هذه الأصوات المريبة من حولنا!!:eek5:

-فلان...هل تسمع ما أسمع؟
-نعم، وأنت يا علاّن...هل تسمع كذلك ما نسمع؟
-لو لم تنطقا لظنّنت أنها هلاوس التعب...وبالطبع لا يمكن أن تكون هلوستنا جماعيّة!!

كانت أصوات أنفاسٍ ولهاث قوي للغاية...لا يكاد يبتعد عن جدار الخيمة 6 سنتيمترات...وأين؟ في قلب غابة موحشة...ليس فيها من البشر أحدٌ غيرنا...

بدأتُ بتحليل المعلومات بشكلٍ موضوعي وفي غاية الهدوء:

أولاً: ليس مثل هذا اللهاث بصوتٍ بشري...لسنا حمقى حتى لا نميّز أصوات البشر من غيرهم.
ثانياً: ليست النرويج من الدول التي تحتضن غاباتها الضواري من الحيوانات
ثالثاً: لو سلّمنا جدلاً بأنه صوت حيوان...كان عليه أن يصطدم بالحبال الكثيرة التي تلف الخيمة من حولنا
رابعاً: كان الصوت يدور حول الخيمة كلّها...والتي كانت إحدى جهاتها –كما ذكرتُ سابقاً- هاوية سحيقة...فكيف أمكنه التواجد في منطقة الهاوية؟
خامساً: لم نجد أي ظلال على جدران الخيمة الرقيقة...لذلك المخلوق...وقد اقترب كثيراً إلى درجة سماع صوت أنفاسه!!!

فماذا يمكننا أن نستنتج من هذا كلّه؟ أترك لكم وظيفة الاستنتاج.

http://www.travelzad.com/photo/files/143675.jpg

على الرغم من شعر جسدي الذي انتصب...وعلى الرغم من مشاعر الرعب التي كدّرت الجو...إلا أن هناك ما هو أقوى بكثير منه...إنه الإرهاق والتعب...ليكن ألف ماردٍ من حولنا....إن النوم الآن أهم عندي من أي شيء.

وأشرقت الغابة بأنوار الشمس... خرجنا من الخيمة...تفحّصنا ما حولها علّنا نجد آثاراً مخلبية أو أظفاراً طويلة، فلم نجد من ذلك...وهو ما يعزّز النتيجة النتيجة التي توصّلنا إليها.

وذهبنا نسأل أصدقاءنا ونخبرهم بمغامرتنا الرهيبة...فنفوا استماعهم لأي صوت...وبدأنا نتفقّد المكان فإذا بنا نجد الماء على بعد 500 متر منّا وإن كان قليلاً...إلا أنه كان كافياً للوضوء...وهنا تبرز مشكلة جديدة...إن الأحذية التي كنا نلبسها أخذية خاصّة ذات حبال وبها 1000 عقدة تحتاج إلى فكّها لخلع الحذاء...ناهيك عن درجة حرارة الماء التي لا تزيد عن 7 درجات...فهل يجوز لنا أن نتيمم عن الأحذية؟

انطلق سؤالنا عبر تردّدات الجي اس ام...مخترقاً الغابة النرويجية...ولم يستغرق ثانية حتى وصل المملكة العربية السعودية يستفتي شيخاً...

قال لنا: هل الأذى الذي سيصيبكم موتٌ مثلاً أو مرضُ عضال؟
قلنا: لا
قال لنا: هل المشقّة تقتصر على صعوبة خلع الحذاء؟
قلنا: نعم:
فقال: إذن لا أجد لكم رخصة!!

وبعد الصلاة تكشّف لنا جمال المنظر من الأعلى....

http://www.travelzad.com/photo/files/143676.jpg

وقد نزل أحدنا "مفاخرة" إلى سفح الجبل حيث البحيرة ليشرب من الماء فقط...ويرجع....ما أعظم جنون الشباب!!

http://www.travelzad.com/photo/files/143678.jpg

http://www.travelzad.com/photo/files/143688.jpg


http://www.travelzad.com/photo/files/143689.jpg

http://www.travelzad.com/photo/files/143690.jpg

http://www.travelzad.com/photo/files/143691.jpg

http://www.travelzad.com/photo/files/143692.jpg


فاجأنا صراخ يصدر من الخيمة الثانية...توجّهنا إليها مسرعين...فإذا بأحدهم يخرج من الخيمة قائلاً:
-الله يهديك يا (فلان)...ما كل هذا الذي أحضرته في شنطتك؟ كريم للشعر! مرطب للجلد!! صندل !!! أعواد خشبية للأسنان!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

أين تحسب أنك ذاهب؟...هل أنت ذاهب للتخييم أم إلى فندق خمس نجوم؟؟

وتزداد الغرابة عندما رأيناه قد أحضر معه كتاب "الأذكياء!!" لابن الجوزي...ضحكنا كثيراً...وقلت مداعباً: أصلاً ما أتى بهذا الكتاب إلا لأنه قد رآكم على خلاف ذلك....فردّ أحدهم على البديهة: بل أتى به ليُجارينا (ليجاري ذكاءنا)....

http://www.travelzad.com/photo/files/143677.jpg

وحان وقت ال....(فطور...غداء...سمّه ما شئت)...وبدأت "شبّة النار" في أحضان الطبيعة للدجاج المشوي وشاي على كيف كيفك!!

http://www.travelzad.com/photo/files/143679.jpg

http://www.travelzad.com/photo/files/143680.jpg


http://www.travelzad.com/photo/files/143681.jpg


http://www.travelzad.com/photo/files/143682.jpg


http://www.travelzad.com/photo/files/143683.jpg


http://www.travelzad.com/photo/files/143684.jpg


http://www.travelzad.com/photo/files/143685.jpg


http://www.travelzad.com/photo/files/143686.jpg


وبعد أن امتلأت البطون...وعادت زخّات المطر من جديد...حضرنا اجتماعاً طارئاً في إحدى الخيمتين...تكوّمنا فيها كيفما اتفق...ثم بادرنا "زعيمنا" بحقيقة مروّعة...لقد نفذ رصيد الخشب عندنا...وانكفأت القدور...وزخّات المطر لا يبدو أنها ستتوقف...والماء قليل...والجسم عليل...والثوب بليل...وفقدنا الدليل....لا مقام لكم فارجعوا.

http://www.travelzad.com/photo/files/143687.jpg

حمدنا الله تعالى على هذه الرحلة القصيرة...واضطررنا أن نجمع شتاتنا ونحزم حقائبنا...ولا شك أننا أخف في العودة وأقل حملاً...وليس الهبوط كالصعود.

ويوم أن وصلنا إلى سفح الجبل حيث السيّارة...قابلنا رجلاً في طريقه للصعود...فإذا به يسلّم علينا بحرارة...وهذا أمر مستغربٌ جداً إذا علمت التحفظ الشديد الذي اشتهر به أولاد الفايكنج!!

وإذا عُرف السبب بطل العجب...تبين أنه صاحب ذلك الكوخ في أعماق الغابة...وأنه قد قرأ الرسالة التي أبلغناه فيها "باستيلائنا!!" على حطبه، وأن ذلك قد "أفزعه" فانطلق يبحث عنا في أرجاء الغابة طوال الليل دون جدوى.

ولماذا أفزعه؟ كانت إجابته: إن المنطقة التي خيمتم فيها عبارة عن محمية لصيد الغزلان، وموسم صيدها قد بدأ...يعني بالعربي: open season!!...فخفت أن تصيبكم رصاصاتٌ طائشة.

أجفلنا من هذه المعلومة...وأدركنا كيف كانت عناية الله يوم أن أنزل علينا قاصفاً من المطر لنضطرّ اضطراراً إلى مغادرة المكان...هل فهمتم الآن معنى قول ربنا: {ومن يدبر الأمر}؟؟

ولكن...هل يفسّر وجود الغزلان ما أفزعنا بالأمس؟ لا زلت مؤمناً بنظريّتي...لا أعرف...قد أكون مخطئاً.

وآخر ما سمعناه من الرجل وهو يودعنا من بعيد: انتبهوا في السيارة...فأنتم "صيد" سهل...للشرطة النرويجية!!

بكبيورد: طائر النورس

http://www.travelzad.com/photo/files/143694.jpg

زمن العجائب
24-04-2014, 07:08 PM
الله يعطيك العافيه

ما شاء الله صور جميله