المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المُؤمن يُعطى مهابةً وحلاوةً بحسب إيمانه



امـ حمد
01-10-2013, 02:55 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المُؤمن يُعطى مهابةً وحلاوةً بحسب إيمانه
قال ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه روضة المحبين،فإنَّ المؤمن يُعطَى مهابةً وحلاوةً بحسَب إيمانه، فمن رآه هابه، ومن خالطه أحبَّه،وهذا أمر مشهود بالعيان،فإنَّك ترى الرجل الصالح المحسن ذا الأخلاق الجميلة من أحلى الناس صورةً،
وإن كان أسود أو غير جميل،ولا سيَّما إذا رزق حظاً من صلاة الليل فإنها تنور الوجه وتحسنه،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(إن القلوب بين إصبعين من أصابع الله يقلبها كيف يشاء) صحيح الترمذي،
يقول الإمام ابن القيم رحمه الله،إعلم أن الجمال ينقسم قسمين ظاهر وباطن
أما الجمال الباطن،هو المحبوب لذاته،وهو جمال العلم والعقل والجود والعفة والشجاعة،وهو محل نظر الله من عبده وموضع محبته كما
في الحديث الصحيح(إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم)وهذا الجمال الباطن يزين الصورة
الظاهرة وإن لم تكن ذات جمال فتكسوا صاحبها من الجمال والمهابة والحلاوة بحسب ما اكتست روحه من تلك الصفات فإن المؤمن
يعطى مهابة وحلاوة بحسب إيمانه فمن رآه هابه ومن خالطه أحبه،
وهذا أمر مشهود بالعيان فإنك ترى الرجل الصالح المحسن ذا
الأخلاق الجميلة من أحلى الناس صورة وإن كان أسود أو غير جميل،ولا سيما إذا رزق حظا من صلاة الليل فإنها تنور الوجه وتحسنه،
وأما الجمال الظاهر،خص الله بها بعض الصور عن بعض وهي من زيادة الخلق التي قال الله تعالى، فيها يزيد في الخلق ما يشاء قالوا
هو الصوت الحسن والصورة الحسنة والقلوب كالمطبوعة على محبته كما هي مفطورة على استحسانه، ويقول ابن القيم،وكما أن
الجمال الباطن من أعظم نعم الله تعالى على عبده ،فالجمال الظاهر نعمة منه أيضاً على عبده يوجب شكرا فإن شكره بتقواه وصيانته
ازداد جمالاً على جماله،وإن استعمل جماله في معاصيه سبحانه قلبه له شيئاً ظاهراً في الدنيا قبل الآخرة فتعود تلك المحاسن وحشة وقبحاً
وشينا وينفر عنه من رآه،فكل من لم يتق الله عز وجل،في حسنه وجماله انقلب قبحاً وشيناً يشينه به بين الناس،
وقال بعض الحكماء،ينبغي للعبد أن ينظر كل يوم في المرآة فإن رأى صورته حسنة لم يشنها بقبيح فعله،وإن رآها قبيحة لم يجمع بين قبح الصورة
وقبح الفعل،ولما كان الجمال من حيث هو محبوباً للنفوس معظماَ في القلوب لم يبعث الله نبياً إلا جميل الصورة حسن الوجه كريم الحسب
حسن الصوت،كذا قال علي بن أبي طالب،وكان النبي أجمل خلق الله وأحسنهم وجهاً، كما قال البراء بن عازب رضي الله عنه،وقد سئل
أكان وجه رسول الله مثل السيف قال،لا بل مثل القمر،أن أعمال العباد وقلوبهم هي محل نظر الرب سبحانه وتعالى،قال ابن
تيمية،فعلم أن مجرَّد الجمال الظاهرِ في الصور والثياب لا ينظر الله إليه،وإنما ينظر إلى القلوب والأعمال،فإن كان الظاهر مزيناً مجملاً
بحال الباطن أحبه الله،وإن كان مقبحاً مدنسا بقبح الباطن أبغضه الله،
إن تزكية النفوس وتهذيب الأخلاق من مهام الرسل عليهم السلام،قال تعالى(كَمَا
أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مّنْكُمْ يَتْلُواْ عَلَيْكُمْ آيَـٰتِنَا وَيُزَكِيكُمْ وَيُعَلّمُكُمُ ٱلْكِتَـٰبَ وَٱلْحِكْمَةَ وَيُعَلّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ)البقرة،قال ابن كثير،يذكِّر الله تعالى عبادَه المؤمنين ما
أنعم عليهم من بعثة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم،إليهم،يتلو عليهم آيات الله المبينات،ويزكيهم أي،يطهرهم من رذائل الأخلاق ودنس النفوس وأفعال
الجاهلية،وقال ابن سعدي(وَيُزَكِيكُمْ)أي،يطهر أخلاقكم ونفوسكم،بتربيتها على الأخلاق الجميلة، وتنزيهما عن الأخلاق الرذيلة، وذلك كتزكيتهم من الشرك إلى
التوحيد،ومن الرياء إلى الإخلاص،ومن الكذب إلى الصدق،ومن الخيانة إلى الأمانة،ومن الكبر إلى التواضع،ومن سوء الخلق إلى حسن الخلق،ومن التباغض
والتهاجر والتقاطع إلى التحابِّ والتواصل والتوادد،وغير ذلك من أنواع التزكية،وقال الله تعالى ممتدحا نبيه صلى الله عليه وسلم(وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ)ن،
قال ابن عباس رضي الله عنهما(أي،إنك على دين عظيم،وهو الإسلام)وعن سعد بن هشام قال،سألت عائشة فقلت،أخبريني عن
خلق رسول اللَه صلي اللَه عليه وسلم،فقالت،كان خلقه القرآن،
قال ابن رجب،يعني،أنه يتأدب بآدابه،فيفعل أوامره ويتجنب نواهيه،
وهذا من أحسن الأخلاق وأشرفها وأجملها،عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال(ما شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من
خلق حسن،وإن الله ليبغض الفاحش البذيء)عن أبي ثعلبة الخشنِي رضي الله عنه قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(إن أحبكم إلي وأقربكم مني في الآخرة
محاسنكم أخلاقاً،وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني في الآخرة مساويكم أخلاقًا، الثرثارون المتفيهقون المتشدقون)قال ابن القيم،والثرثار هو الكثير الكلام
بتكلف، والمتشدِّق المتطاول على الناس بكلامه الذي يتكلم بملء فيه تفاخماً وتعظيماً لكلامه، والمتفيهق أصله من الفهق وهو الامتلاء،
وهو الذي يملأ فمه بالكلام ويتوسَّع فيه تكثُّراً وارتفاعاً وإظهاراً لفضله على غيره،وقال المناوي(إن من أحبكم إلي أحسنكم أخلاقا)
أي،أكثركم حسنَ خلق، وهو اختيار الفضائل وترك الرذائل،وذلك لأن حسن الخلق يحمل على التنزه عن الذنوب والعيوب،والتحلي بمكارم الأخلاق من الصدق في
المقال والتلطف في الأحوال والأفعال وحسن المعاملة مع الرحمن والعشرة مع الإخوان وطلاقة الوجه وصلة الرحم والسخاء والشجاعة وغير ذلك.
نسأل الله لنا ولكم أن يزيد من إيماننا ويجملنا بالأخلاق الحسنة.

الحسيمqtr
18-10-2013, 06:30 AM
جزاك الله خير
عساك على القوه

الصغيره
19-10-2013, 04:01 AM
جزيت الجنه يا الغاليه ام حمد ...


وبارك الله فيك

وثقل الله بهذا العطاء موازين اعمالك الصالحه



اللهم امين

امـ حمد
19-10-2013, 04:16 AM
جزيت الجنه يا الغاليه ام حمد ...


وبارك الله فيك

وثقل الله بهذا العطاء موازين اعمالك الصالحه



اللهم امين




تسلمين حبيبتي الصغيره
بارك الله في حسناتج ياعمري

امـ حمد
19-10-2013, 04:17 AM
جزاك الله خير
عساك على القوه

بارك الله في حسناتك الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس