المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المؤمنون يرون ربهم يوم القيامة رؤية حقيقية



امـ حمد
02-10-2013, 10:20 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المؤمنون يرون ربهم يوم القيامة رؤية حقيقية،يكلمهم سبحانه ويريهم وجهه الكريم،أجمع أهل السنة والجماعة على أن الله سبحانه

يراه المؤمنون يوم القيامة، يريهم وجهه الكريم جل وعلا، ويحجب عنه الكفار،كما قال سبحانه وتعالى(كَلا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ

لَمَحْجُوبُونَ)فالمؤمنون يرونه سبحانه،والكفار محجوبون عنه،هذه الرؤية العظيمة آمن بها أهل السنة والجماعة وأجمعوا عليها،وهكذا

في الجنة يراه المؤمنون، وذلك أعلى نعيمهم،كما قال عز وجل(لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ)فالحسنى الجنة،والزيادة النظر إلى

وجه الله عز وجل،مع ما يزيدهم الله به من الخير والنعيم الجزاء المقيم الذي فوق ما يخطر ببالهم،وقال عز وجل(إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي

نَعِيمٍ،عَلَى الأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ،تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ)وقال سبحانه وتعالى(وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ)فالمؤمنون

يرون الله سبحانه في يوم القيامة وفي الجنة رؤية عظيمة حقيقية، لكن من دون إحاطة،لأنه سبحانه أجل وأعظم من أن تحيط به

الأبصار من خلقه كما قال تعالى(لاَ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ)والمعنى،أنها لا تحيط به،لأن الإدراك

أخص والرؤية أعم، كما قال تعالى في قصة موسى وفرعون(فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ،فأوضح سبحانه

أن الترائي غير الإدراك،جمع من السلف في تفسير الآية المذكورة منهم عائشة رضي الله عنها،إن المراد أنهم لا يرونه في الدنيا،وعلى

كلا القولين فليس فيها حجة لمن أنكر الرؤية من أهل البدع،لأن الآيات القرآنية الأخرى التي سبق بيانها مع الأحاديث الصحيحة

المتواترة كلها قد دلت على إثبات رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة، وفي الجنة،وأجمع على ذلك الصحابة رضي الله عنهم، وأتباعهم من

أهل السنة،كما فى حديث مسلم عن صهيب رضى الله عنه ان النبى صلى الله عليه وسلم قال(إذا دخل أهل الجنة الجنة،قال،يقول الله

تبارك وتعالى،تريدون شيئًا أزيدكم،فيقولون،ألم تبيض وجوهنا،ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار،قال،فيكشف الحجاب، فما أُعطوا شيئًا

أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل )صحيح مسلم،فيرونه سبحانه وتعالى رؤية حقيقية، وذلك أعلى نعيمهم، وأحب شيء إليهم،

جعلني الله وإياكم منهم،وقد أجمع أهل الحق من أهل السنة والجماعة على هذه الرؤية،كما تقدم،وقد حكى ذلك عنهم أبو الحسن الأشعري

في كتابه(مقالات الإسلاميين )وحكى ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله،فجمهور أهل السنة والجماعة، يرون أن من أنكر هذه

الرؤية فهو كافر،أما في الدنيا فإنه سبحانه لا يرى فيها،فالرؤية نعيم عظيم، والدنيا ليست دار نعيم، ولكنها دار ابتلاء وامتحان،ودار

عمل،فلهذا ادخر الله سبحانه رؤيته لعباده في الدار الآخرة، حتى النبي صلى الله عليه وسلم،لم ير ربه في الدنيا عند جمهور العلماء،

كما سئل عن ذلك فقال(رأيت نورًا) فلم ير عليه الصلاة والسلام ربه يقظة،وقال عليه الصلاة والسلام(اعلموا أنه لن يرى أحد منكم ربه

حتى يموت)أخرجه مسلم في صحيحه ، فليس أحد يرى ربه في الدنيا أبدًا،لا الأنبياء ولا غيرهم، وإنما يُرى في الآخرة سبحانه

وتعالى،فعلى المسلم أن يؤمن بهذا، وبكل ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، وأن الجنة حق والنار حق، وأن أهل الإيمان يدخلون

الجنة، ويرون ربهم سبحانه في القيامة، وفي الجنة، كما يشاء سبحانه، وأن الكفار يصيرون إلى النار مخلدين فيها، نعوذ بالله من

ذلك،وأنهم عن ربهم محجوبون،لا يرونه سبحانه وتعالى،لا في القيامة ولا في غيرها،بل هم عن الله محجوبون لكفرهم

وضلالهم،وأما العاصي فهو على خطر،لكن مآله إلى الجنة، وإن دخل النار بسبب معصيته فإنه لا يخلد فيها، بل يخرج منها فيصير

إلى الجنة، كما تواترت بذلك الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأجمع عليه أهل السنة،خلافًا للخوارج ومن تابعهم،وأما

المسلم الموحد العاصي فهو على خطر من دخول النار بمعاصيه، ومن تعذيبه في القبر بمعاصيه كما تقدم، ولكن مصيره إلى الجنة بعد

ذلك وإن دخل النار،وإن جرى عليه بعض العذاب،فأهل السنة والجماعة مجمعون على أن العصاة لا يخلدون في النار،خلافًا

للخوارج والمعتزلة،ومن سار على نهجهم، فأهل السنة والجماعة مجمعون على أن العاصي الموحد، المؤمن لا يخلد في النار،بل هو

تحت مشيئة الله كما قال الله سبحانه(إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ)فإن شاء الله عفا عنه ودخل مع إخوانه

في الجنة،من أول وهلة،وإن لم يعف عنه صار إلى النار،وعذب فيها على قدر معاصيه،ثم بعد التعذيب والتطهير يصير إلى الجنة، كما

تواترت بذلك الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم،هكذا قال أهل السنة والجماعة، وقد يعذب العاصي في قبره،وقد يعذب في

النار، لأنه مات على الزنى،أو على شرب الخمر،أو على عقوق الوالدين،أو على الربا،أو على غير ذلك من الكبائر إن لم يعف الله

عنه،وقد أخبر الله سبحانه في الآية السابقة،أن الشرك لا يغفر لمن مات عليه،كما أخبر الله سبحانه في آية أخرى،أن من مات عليه فله

النار،والعياذ بالله،مخلدًا فيها لا يغفر له كما قال تعالى(وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ،وقال سبحانه(مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ

يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ)وأما العاصي،فهو تحت مشيئة الله،إن شاء

ربنا غفر له،وعفا عنه،فضلاً منه وجودًا وكرمًا، بسبب أعماله الصالحة،أو بشفاعة الشفعاء،أو بمجرد فضله وإحسانه بدون شفاعة

أحد،أو بأسباب أخرى من أعمال صالحة تكون سببًا لعفو الله،هذا إذا لم يتب،أما من تاب فإن الله جل وعلا يلحقه بإخوانه،في هذه الدار أن
تعتني بصلاتك، وتحافظ عليها في جماعة مع إخوانك المسلمين، وأن تبتعد عن مشابهة المنافقين المتكاسلين عنها،الذين ذمهم الله في

قوله تعالى(إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاَةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلا قَلِيلاً )

نسأل الله أن لا يحجبنا عن رؤيته،وأن يوفقنا وجميع إخواننا المؤمنين لرؤيته سبحانه وتعالى،والتنعم بذلك في القيامة وفي دار الكرامة،إنه جل وعلا جواد كريم.

سيف قطر
03-10-2013, 12:40 AM
جزاك الله خيرا

امـ حمد
03-10-2013, 03:10 AM
جزاك الله خيرا

بارك الله في حسناتك سيف قطر
وجزاك ربي جنة الفردوس

لاجل QT
03-10-2013, 03:16 AM
جزاك الله خيرا

بن غيث
03-10-2013, 03:18 AM
اللهم امين ..
جزاك الله خير

امـ حمد
03-10-2013, 04:09 AM
جزاك الله خيرا

بارك الله في حسناتك
وجزاك ربي جنة الفردوس

امـ حمد
03-10-2013, 04:09 AM
اللهم امين ..
جزاك الله خير

بارك الله في حسناتك
وجزاك ربي جنة الفردوس

امـ حمد
03-10-2013, 04:10 AM
جزاك الله خيرا

بارك الله في حسناتك
وجزاك ربي جنة الفردوس