المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف نكتسب الحياء وننميه



امـ حمد
05-10-2013, 05:11 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف نكتسب الحياء وننميه
حياة الوجه بحيائه،كما أنّ حياة الغرس بمائه
فالحياء لوجه الإنسان كالماء بالنسبة للنبات، فلا يزال وجهك حيّاً
مادمت حييّاً،أمّا إذا ذهب الحياء عن الوجه فقد مات هذا الوجه،والحياء خلق يميِّز الإسلام من غيره،إذ يقول النبي صلى الله
عليه وسلم(إنّ لكل دين خلقاً،وخلق الإسلام الحياء)صحيح أبن ماجه، وصححه الألباني، فالحياء يقي الإنسان شرّ الوقوع في الفاحشة والمحرمات،
يقول الشاعر
ما إن دعاني الهوى لفاحشة،،،إلا نهاني الحياءُ والكرمُ ولا إلى مُحرَّم مددت يدي،،،ولا مشتْ بي لريبة قدم
فالحياء يردع المؤمن من الانزلاق في المعاصي والشهوات،ومن ثمّ يعطي الحياة نكهة الطهر والنقاء،فهو سبب العفة،وأصل المروءة ويحصن المجتمع من الاستهتار والهلاك، وهو خلق ينهى النفس عن القول
القبيح والفعل المذموم،لقد كان الحياء من الأخلاق العربية الأصيلة التي يتفاجر بها العرب قبل الإسلام، فهاهو ذا عنترة العبسي الشاعر الجاهلي المعروف يفتخر بهذا الخلق قائلاً،
وأغضّ طرفي إنْ بدت لي جارتي،،،حتى يواري جارتي مخباها
ثمّ جاء الإسلام ليغرس فينا هذه القيمة العظيمة ويؤكّدها،
الحياء،فطريّ أم مكتسب
يرى علماء التربية أنّ الحياء خُلق تشكله الفطرة والبيئة، وأنّ للبيئة الأثر الأكبر في اكتساب خلق الحياء، لذا فقد حثّ الشرع الحنيف عليه،لأنّه يمكن اكتسابه عن طريق تزكية النفس وتربيتها،
أنواع الحياء،
يقول أبو الحسن الماوردي في كتابه أدب الدنيا والدِّين،الحياء في الإنسان قد يكون من ثلاثة أوجه،
أحدها،حياؤه من الله، والثاني،حياؤه من الناس،والثالث،حياؤه من نفسه،
أولاً،الحياء من الله،ويكون بإمتثال أوامر الله تعالى،والكف عن زواجره، روى ابن مسعود أنّ النبي،صلى الله عليه وسلم،قال
(استحيوا من الله عزّ وجلّ حقّ الحياء، قلنا،إنا نستحيي من الله يا رسول الله والحمد لله، قال،ليس ذلك، الاستحياء
من الله حقّ الحياء أن تحفظ الراس وما وعى،والبطن وما حوى، وتذكر الموت والبلى، ومَنْ أراد الآخرة ترك زينة
الدنيا، وآثر الآخرة على الأولى، فمن فعل استحيا من الله حق الحياء
ثانياً،الحياء من الناس،ويكون بكف الأذى واجتناب المجاهرة بالقبيح،فقد روي عنه عليه الصلاة و السلام،أنّه قال(من تقوى الله اتقاء الناس)
ثالثاً،الحياء من النفس،الحياء من النفس يكون بالعفة وصيانة الخلوات، يقول أحد الحكماء،ليكن استحياؤك من نفسك أكثر من استحيائك من
غيرك، وقال بعض الأدباء،من عمل في السر عملاً يستحيي منه في العلانية فليس لنفسه عنده قدر،
ومن آثار الحياء،
تقوية الإيمان،ودليل ذلك قول النبي عليه الصلاة و السلام(الحياء والإيمان قرناء جميعاً، فإذا رفع أحدهما رفع
الآخر،واكتساب الصفات الكريمة،ومن هذه الصفات الوقار والسكينة،محو الذنوب وعفو الله،ودليل ذلك قوله
تعالى في الحديث القدسي(يابن آدم، إنّك ما استحييت مني أنسيت الناس عيوبك، وأنسيت بقاع الأرض ذنوبك،
ومحوت من أم الكتاب زلاتك، وإلا ناقشتك الحساب يوم القيامة)والوصول إلى درجة الإحسان،فالحياء يتحقّق في
الإنسان ويتأكّد إذا استشعر أنّ الله مطلع عليه ويراقبه،قال تعالى(وَهُوَ مَعَكُم أيْنَ ما كُنْتُم)الحديد،وقال أيضاً(يَعْلَمُ
خَائِنَةَ الأعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ)غافر، وخاصة إذا علم العبد أنّ الملائكة تكتب عليه كلُّ ما يتلفظ به (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)ق، وكذلك فإنّ الملائكة تكتب كلُّ ما يفعله(وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ،كِرَامًا كَاتِبِينَ،يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ)الانفطار،ووقاية النفس من الهبوط،فالحياء حصن
للمسلم، يقيه شرّ الوقوع في الهلاك، ويشكل وازعاً ذاتياً
وضميراً حيّاً داخل الإنسان، فيأخذ بيده إلى طريق الخير، ويبعده عن طريق الغواية والمعاصي، والأثر النفسي
للحياء،الحياء يؤدِّي إلى طمأنينة النفس، وتتوافق النفس والحياء من داخلها، لأنّه لا يترتب عليه حرج أو خوف
من الآخرين، ومن ثمّ فإنّ الحياء يقي النفس الاضطرابات النفسية، ويمتعها بصحة نفسية سليمة،كيف نكتسب الحياء وننميه،
أوّلاً،تقوية الإيمان،فالإيمان للجوارح،كما يقول ابن القيم،يرحمه الله،كالملك للجنود، إن أمر بخير صنعت خيراً، وإن أمر بسوء وقع السوء،
ثانياً،الاستعانة بالله تعالى،فالتقرب إلى الله والتضرع بأنّ يرزقنا التقوى والحياء من الوسائل الفعّالة في إكساب الفرد الحياء،
ثالثاً،تجنب الألفاظ والأعمال البذيئة،واجتناب تبديل الملابس على مرأى من الآخرين، قال تعالى(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ
وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ
الْعِشَاءِ)النور،رابعاً،الإكثار من الاطلاع على آيات الحياء والأحديث والآيات التي تناولته الحياء ومدارسة ذلك
كلّه،والتدرّب على التحلي بالحياء على طريقة،إنّما العلم بالتعلّم، وإنّما الحلم بالتحلم،خامساً،المحافظة على العبادات
المفروضة، فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر مثلاً، وكذلك بقية العبادات،والتأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم،في هذا الخلق وكذلك لك أصحابه والصالحين،سادساً،اعتزال البيئة الموبوءة بضعف الحياء،
واختيار الصحبة الطيِّبة،ومدارسة أسماء الله تعالى التي
تشعرنا بمراقبته سبحانه، وذلك مثل،الشهيد، والسميع،والرقيب،والبصير،
قال حاتم الأصم،تعهد نفسك في ثلاث،إذا عملت فاذكر نظر الله إليك،وإذا تكلمت فاذكر سمع الله منك،وإذا سكت فاذكر علم الله فيك،
نفعنا الله وإياكم وهدانا جميعا لما يحبه ويرضاه.

الحسيمqtr
18-10-2013, 06:26 AM
جزاك الله خير

امـ حمد
18-10-2013, 07:07 AM
جزاك الله خير


اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة duhail535

لا يقول بالمساواة بين الرجل والمرأة أو يدعو إليها إلا جاهل متعالم لم يشم رائحة الإسلام أو بوق أجوف لعقيدة غير عقيدة التوحيد التي نزلت على النبي الأمي صلى الله عليه وسلم .

جزاك الله خير .


بارك الله في حسناتك
وجزاك ربي جنة الفردوس

الصغيره
19-10-2013, 03:55 AM
ام حمد

جزيت الجنه


وبارك الله فيك

وثقل الله بهذا العطاء موازين اعمالك الصالحه



اللهم امين

امـ حمد
19-10-2013, 05:23 AM
ام حمد

جزيت الجنه


وبارك الله فيك

وثقل الله بهذا العطاء موازين اعمالك الصالحه


اللهم امين




بارك الله في حسناتك الصغيره
وجزاك ربي جنة الفردوس

ظلال الورد
21-10-2013, 11:20 PM
*
*
*

أمـ حمد



بارك الله فيك





ظـــلال الـــورد
*
*
*

امـ حمد
22-10-2013, 12:26 AM
*
*
*

أمـ حمد



بارك الله فيك





ظـــلال الـــورد
*
*
*




بارك الله في حسناتك
وجزاك ربي جنة الفردوس