المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تنبيه الدعاة المعاصرين إلى الأسس والمبادئ التي تعين على وحدة المسلمين



Abdulla Ahmed
02-08-2006, 01:50 AM
تنبيه الدعاة المعاصرين إلى الأسس والمبادئ التي تعين على وحدة المسلمين
ـ تنبيهات ضرورية:
حتى لا يُفهم كلامنا خطأ ويُحمل على غير الوجه الذي نُريد نُسجل التنبيهات التالية:ـ
التنبيه الأول: مما يدخل في مسمى الجهاد في سبيل الله الجهاد بالمال والبيان، فربَّ كلمة حق ينطق بها المؤمن ـ في أجواء الجور والنفاق ـ عند سلطان جائر كافر تعدل ضرب السيوف وتزيد، كما في الحديث: (سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب، ورجلٌ قام إلى إمامٍ جائرٍ فأمره ونهاه فقتله)(1). وقال -صلى الله عليه وسلم- : (إنَّ المؤمن يُجاهد بسيفه ولسانه)(2) .
ولكن أفضل الجهاد والمجاهدين كما قال سيد المجاهدين -صلى الله عليه وسلم- : (أفضل الجهاد مَن عُقِرَ جواده وأُهريق دمه)(3) .
وقيل يا رسول الله أي النّاس أفضل، فقال: (مؤمنٌ يُجاهد في سبيل الله بنفسه وماله)(4) .

التنبيه الثاني: قولنا بأن الجهاد في سبيل الله هو السبيل للنصر والتمكين والاستخلاف، لا يستلزم منه ولا يُفهم إهمال بقية الوسائل الشرعية الأخرى كالدعوة والتبليغ، والتربية والتزكية، وطلب العلم تعلماً وتعليماً، وبناء شريحة عريضة من النّاس تُطالب بوعي وعلم بالإسلام.. فهذه من الأمور الضرورية التي تدخل في مسمى الإعداد بمفهومه العام الذي يعتبر من المقدمات الضرورية للجهاد في سبيل الله.
لكن أخص ما يدخل في مسمى الإعداد الإعداد المادي الذي يرهب العدو الكافر، كما قال تعالى: {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل تُرهبون به عدو الله وعدوكم} [الأنفال : 60].
وفي صحيح مسلم، عن عقبة بن عامر قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو على المنبر يقول: {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة} ألا إن القوة الرمي، ألا أنَّ القوة الرمي، ألا أنَّ القوة الرمي).
وقال -صلى الله عليه وسلم- : (من علم الرمي ثم تركه فليس منا أو قد عصى)(5) .

التنبيه الثالث: قولنا بالجهاد في سبيل الله.. لا ينبغي أن يُفهم منه الفوضى والتصرف الفردي غير المسؤول، أو استعجال القتال قبل مقدماته الضرورية، فمن تعجل شيئاً قبل أوانه عُوقب بحرمانه.

التنبيه الرابع: الجهاد في سبيل الله كبقية العبادات يشترط له الاستطاعة، فإذا انتفت الاستطاعة وتحقق العجز رُفع التكليف؛ لأن الله تعالى لا يُكلف نفساً إلا وسعها.
لكن هذا العجز لا ينبغي أن يُقعد المؤمن عن الإعداد للجهاد قدر استطاعته، فالمؤمن إما أنه يُجاهد في سبيل الله، أو يعد عدته، فالميسور لا يسقط بالمعسور.
قال ابن تيمية: يجب الاستعداد للجهاد بإعداد القوة ورباط الخيل في وقت سقوطه للعجز، فإن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب(6) .

التنبيه الخامس: شُرع الجهاد في سبيل الله لدفع المفاسد وجلب المصالح ـ وأعظم المفاسد الشرك، وأنفع المصالح وأفضلها التوحيد ـ ومتى يكون الأمر على خلاف ذلك لا يشرع الجهاد، وهو كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حيث يجب تقدير المصالح والمفاسد ـ وِفق ميزان الشرع ـ عند الإقدام أوالإحجام.

التنبيه السادس: فشل المجاهدين في موقعة من المواقع أو مرحلة من المراحل لأسباب قد تكون من عند أنفسهم، لا يستلزم اعتبار طريق الجهاد في سبيل الله فاشلاً كما لا يستلزم استعداء الجهاد والمجاهدين كما وقع في ذلك بعض الدعاة المعاصرين، وتذرعوا بواقع بعض الحركات الجهادية في زماننا المعاصر!!.
أقول: هذا تجنٍّ وظلم ومُجاوزة للحق والإنصاف، فخطأ خالد بن الوليد رضي الله عنه عندما قتل أولئك الذين قالوا له صبأنا، وكانوا يُريدون أن يقولوا أسلمنا فأخطأوا التعبير، لم يستدعِ النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى أن يتبرأ من الجهاد في سبيل الله، ومن خالد ومَن معه، وإنما تبرأ من صنيع خالد الذي أخطأ فيه تحديداً ولم يتجاوزه، وقال: اللهم إني أبرؤ إليك مما صنع خالد ثلاثاً. والشواهد من السيرة النبوية كثيرة التي تُدلل على مثل هذا الفقه والإنصاف، ونحن لنا في رسول الله أسوة حسنة.

وفي الختام: أعود وأُذكِّر أن هذه النقاط الست الآنفة الذكر لابد من مُراعاتها والأخذ بها عند القيام بأي عمل جادٍ يستهدف جمع الطاقات وتوحيد كلمة المسلمين، وإلا فإنَّ دعوة توحيد الكلمة والجهود ستبقى زعماً تلوكها الألسن لا واقع ولا أثر لها في حياة الأمة والمسلمين.

أسأل الله تعالى أن يُلهمنا رشدنا، والإخلاص في القول والعمل، وأن يُوحِّد كلمة المسلمين على ما يُحبه ويرضاه، فالأمر له من قبل ومن بعد، إنه تعالى سميع قريب مجيب. وصلى الله على محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم.

عاشق الريم
02-08-2006, 07:05 AM
جزاك الله خير اخوي على الموضوع القيم والله يعطيك العافية

M O 7 A M M E D
03-08-2006, 11:59 AM
جزاك الله كل خير اخوي