المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَٰنِ)



امـ حمد
22-10-2013, 05:18 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَٰنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا )طه
(لَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً)أي،إلا وطء الأقدام، أو المخافتة سراً بتحريك الشفتين فقط، يملكهم الخشوع والسكون والإنصات، انتظاراً لحكم الرحمن فيهم، وتعنو وجوههم،أي،تذل وتخضع، فترى في ذلك الموقف العظيم، الأغنياء والفقراء،والرجال والنساء، والأحرار والأرقاء، والملوك والسوقة، ساكتين منصتين،
خاشعة أبصارهم، خاضعة رقابهم، جاثين على ركبهم، عانية وجوههم،لا يدرون ماذا ينفصل كل منهم به،ولا ماذا يفعل به،قد اشتغل كل بنفسه وشأنه،عن أبيه وأخيه، وصديقه وحبيبه(لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ)فحينئذ يحكم فيهم الحاكم العدل الديان، ويجازي المحسن بإحسانه، والمسيء بالحرمان،
والأمل بالرب الكريم، الرحمن الرحيم، أن يرى الخلائق منه، من الفضل والإحسان، والعفو والصفح والغفران، ما لا تعبر عنه الألسنة،يتطلع لرحمته إذ ذاك جميع الخلق لما يشاهدونه(فيختص المؤمنون به وبرسله بالرحمة)فإن قيل،من أين لكم هذا الأمل،قلنا،لما نعلمه من غلبة رحمته لغضبه، ومن سعة
جوده، الذي عم جميع البرايا،وخصوصاً في فصل القيامة، فإن قوله(وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ)(إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ )مع قوله صلى الله عليه وسلم(إن لله مائة رحمة أنزل لعباده رحمة، بها يتراحمون ويتعاطفون، حتى إن البهيمة ترفع حافرها عن ولدها خشية أن تطأه،أي،من الرحمة المودعة في قلبها،
فإذا كان يوم القيامة، ضم هذه الرحمة إلى تسع وتسعين رحمة، فرحم بها العباد)مع قوله صلى الله عليه وسلم(لله أرحم بعباده من الوالدة بولدها)أخرجه البخاري، ومسلم، فسبحان من رحم في عدله وعقوبته، كما رحم في فضله وإحسانه ومثوبته، وتعالى من وسعت رحمته كل شيء، وعم كرمه كل حي، وجل من غني عن عباده،
رحيم بهم، وهم مفتقرون إليه على الدوام، في جميع أحوالهم، فلا غنى لهم عنه طرفة عين،وقوله(يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا) أي،لا يشفع أحد عنده من الخلق، إلا إذا أذن في الشفاعة ولا يأذن إلا لمن رضي قوله، أي،شفاعته، من الأنبياء والمرسلين، وعباده المقربين، فيمن ارتضى قوله وعمله، وهو المؤمن المخلص،
وينقسم الناس في ذلك الموقف قسمين،
القسم الأول،ظالمين بكفرهم وشرهم، فهؤلاء لا ينالهم إلا الخيبة والحرمان، والعذاب الأليم في جهنم، وسخط الديان،
والقسم الثاني،من آمن الإيمان المأمور به، وعمل صالحاً(فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا)أي،زيادة في سيئاته(وَلَا هَضْمًا)أي،نقصاً من حسناته، بل تغفر ذنوبه، وتطهر عيوبه،وتضاعف حسناته(وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا)(وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ
لَهُمْ ذِكْرًا)أي،وكذلك أنزلنا هذا الكتاب، باللسان الفاضل العربي، الذي تفهمونه وتفقهونه، ولا يخفى عليكم لفظه، ولا معناه(وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى،فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى)أي،لما أكمل خلق آدم بيده، وعلمه الأسماء، وفضله، وكرمه،
أمر الملائكة بالسجود له، إكراماً وتعظيماً وإجلالاً، فبادروا بالسجود ممتثلين، وكان بينهم إبليس، فاستكبر عن أمر ربه، وامتنع من السجود لآدم وقال(أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ)فتبينت حينئذ، عداوته البليغة لآدم وزوجه، لما كان عدواً لله، وظهر من حسده، ما كان سبب العداوة، فحذر الله آدم وزوجه منه، وقال(لَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى)فإن لك فيها الرزق الهني، والراحة التامة،
(إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى)فضمن له استمرار الطعام والشراب،والكسوة، والماء، وعدم التعب والنصب، ولكنه نهاه عن أكل شجرة معينة فقال(وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ)فلم يزل الشيطان يسول لهما، ويزين أكل الشجرة، ويقول(هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ)أي،
الشجرة التي من أكل منها خلد في الجنة،وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى)أي،لا ينقطع إذا أكلت منها، فأتاه بصورة ناصح،وتلطف له في الكلام، فاغتر به آدم،وأكلا من الشجرة فسقط في أيديهما، وسقطت كسوتهما، واتضحت معصيتهما،وبدا لكل منهما سوأة الآخر،بعد أن كانا مستورين، وجعلا يخصفان على أنفسهما من
ورق أشجار الجنة ليستترا بذلك،وأصابهما من الخجل ما الله به عليم،(وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى)فبادرا إلى التوبة والإنابة،وقالا(رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ
لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)فاجتباه ربه، واختاره، ويسر له التوبة(فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى)فكان بعد التوبة أحسن منه قبلها، ورجع كيد العدو عليه، وبطل
مكره، فتمت النعمة عليه وعلى ذريته، ووجب عليهم القيام بها والاعتراف، وأن يكونوا على حذر من هذا العدو المرابط الملازم لهم، ليلاً ونهاراً(قَالَ اهْبِطَا
مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى،وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا)يخبر تعالى، أنه
أمر آدم وإبليس أن يهبطا إلى الأرض، وأن يتخذوا ،آدم وبنوه، الشيطان عدوا لهم، فيأخذوا الحذر منه، ويعدوا له عدته ويحاربوه، (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ
ذِكْرِي)أي،كتابي،بأن يكون على وجه الإنكار له، والكفر به(فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا)أي،فإن جزاءه، أن نجعل معيشته ضيقة مشقة، ولا يكون ذلك إلا
عذاباً،وفسرت المعيشة الضنك بعذاب القبر، وأنه يضيق عليه قبره، ويحصر فيه ويعذب، جزاء لإعراضه عن ذكر ربه،وهذه الآيه الدالة على عذاب
القبر،قوله تعالى(وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ)وبعض المفسرين، يرى أن المعيشة الضنك، عامة في دار الدنيا، بما يصيب المعرض عن ذكر ربه، من الهموم والغموم والآلام، التي هي عذاب معجل، وفي دار البرزخ، وفي الدار الآخرة، لإطلاق المعيشة الضنك، وعدم تقييدها(وَلَعَذَابُ
الْآخِرَةِ أَشَدُّ ) من عذاب الدنيا أضعافاً مضاعفة،وَأَبْقَى، لكونه لا ينقطع، بخلاف عذاب الدنيا فإنه منقطع، فالواجب الخوف والحذر من عذاب الآخرة،
(وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى)
أي،لا تمد عينيك معجباً،ولا تكرر النظر مستحسناً إلى أحوال الدنيا والممتعين بها، من المآكل والمشارب اللذيذة، والملابس الفاخرة، والبيوت المزخرفة،
والنساء المجملة، فإن ذلك كله زهرة الحياة الدنيا، تبتهج بها نفوس المغترين، وتأخذ إعجاباً بأبصار المعرضين، ويتمتع بها،بقطع النظر عن الآخرة،ثم تذهب سريعاً،وتقتل محبيها وعشاقها، فيندمون حيث لا تنفع الندامة، ويعلمون ما هم عليه إذا قدموا في يوم القيامة، وإنما جعلها الله فتنة واختبارا، ليعلم من
يقف عندها ويغتر بها، ومن هو أحسن عملاً، كما قال تعالى(إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ًوَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا)

الصغيره
24-10-2013, 05:34 AM
القديره ام حمد

مااجمل التصوير والخيال هنا

ما اجمل المشاهده والاستشعار بكل ما يحمله كل حرف بالموضوع الراااائع

اسال الله ان لا يحرمك الاجر وان يرحمنا برحمته ويعمنا بها

جزااااك الله كل خير وجعله بميزان اعمالك الصالحه ورزقك الله الفردوس الاعلى مقاما....

اللهم امين

امـ حمد
24-10-2013, 03:02 PM
القديره ام حمد

مااجمل التصوير والخيال هنا

ما اجمل المشاهده والاستشعار بكل ما يحمله كل حرف بالموضوع الراااائع

اسال الله ان لا يحرمك الاجر وان يرحمنا برحمته ويعمنا بها

جزااااك الله كل خير وجعله بميزان اعمالك الصالحه ورزقك الله الفردوس الاعلى مقاما....

اللهم امين



تسلمين حبيبتي الصغيره
يزاااج ربي جنة الفردوس ياعمري