المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جبار يجبر القلوب المنكسرة



امـ حمد
23-10-2013, 03:45 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة وبركاته
جبار يجبر القلوب المنكسرة
معنى الجبار في اللغة،الشيء العالي الذي لا يُنال، نقول،نخلة جبارة، أي لا يستطاع أن نصل إليها فنقطف ثمارها، العالي الذي
لا ينال،قالوا﴿ إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ﴾سورة المائدة،والإنسان الجبار قوي،وعنيد،وممتنع،والجبار هو المتعاظم،لا نقول،العظيم،متعاظم
يتصنع العظمة،ومتكبر،وفي الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ،قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم،قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَل(الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي،
وَالْعَظَمَةُ إِزَارِي،فَمَنْ نَازَعَنِي وَاحِدًا مِنْهُمَا قَذَفْتُهُ فِي النَّارِ)رواه أبو داود، وابن ماجه، وأحمد،
صفة الجبار في الإنسان صفة ذم له
لأنه يعلو على العبودية، ويستنكف أن يكون خاضعاً لله، أو خاضعاً لحكم الله،
المعنى الأول،الجبار القوي الحقيقي الذي لا يُنال،
والذي يفعل ما يريد، والذي لا يعجزه شيء في السماوات ولا في الأرض، ولا يستطيع الكافر أن يسبق إنه في قبضة الله،وإن فِعله
كله بإرادة الله عز وجل له،الجبار الحقيقي هو الله،هو الذي لا تناله الأفكار،ولا تحيط به الأبصار،الجبار الحقيقي هو الله،ولا يعرف الله إلا الله، فالجبار الله الذي لا تناله الأفكار،ولا تحيط به الأبصار،
المعنى الثاني،الجبار هو المصلح للأمور
الجبار كأن تقول،فلان وقع، واللهُ جبر كسره،جبر ضعفه فقواه، وجبر فقره فأغناه، الجبار هو المصلح،ومنها المقولة الشهيرة،ما
عُبد الله في الأرض بأفضل من جبر الخواطر، كعظم مكسور جبره ترميمه،والجبار هو المصلح للأمور،لو أن الله عز وجل أصلح
حال واحد لكان جابراً،إنه جبار،الجبار يصلح،يجبر الفقير فيغنيه، معظم أغنياء العالم كانوا فقراء،ويجبر الضعيف فيقويه،ويجبر
الجاهل فيعلمه، ويجبر المظلوم فينصره، وأن تقول،يا جبار،يا جبار،أصلح لي أمري،كلمة جبار من عبد فقير لخالق السماوات
والأرض كلمة لها معنى خاص، الخائف إذا قال،يا جبار يؤمّنه، المظلوم إذا قال،يا جبار ينصفه، الفقير إذا قال،يا جبار يغنيه، الضعيف إذا قال،يا جبار يقويه،
المعنى الثالث،الجبار يقصم الظالم
الجبار يقصم الظالم، وينجي المظلوم، يوقف الطاغية عند حده، وينجي من معه من ظلمه أيضاً،
المعنى الرابع،الجبار الذي يفعل ما يشاء
والجبارهو الذي يفعل ما يشاء،ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن،قصة إمرأة بعيدة عن الله بُعد الأرض عن السماء ، جبارة،
تريد أن تكره كل من حولها من الفتيات على نزع الحجاب،وبالغت في إيذاء المحجبات، وبعد حين رئيت محجبة،والذين رأوها طربوا
أشد الطرب لتوبتها،وعودتها إلى الله، ولكن الحقيقة ليست كذلك، فقد أصيب شعرها بمرض عضال،فاضطرت أن تضع قماشاً على
رأسها كي تستر المرض الذي أصاب شعرها، فلما طلبت من الطبيب أن تضع شعراً مستعاراً قال،لا، هذا يحدث لك حساسية،
ضعي الخمار، الله عز وجل أجبرها على أن تتحجب مكرهة، أنت تريد، وأنا أريد، فإذا سلمت لي فيما أريد كفيتك ما تريد، وإن لم
تسلم لي فيما أريد أتعبتك فيما تريد، ثم لا يكون إلا ما أريد،فإذا كان الإنسان جباراً يقصمه الله عز وجل،وينجي الناس من ظلمه،
إذا كنت ضعيفاً فقل يا جبار،وإذا كنت فقيراً فقل يا جبار،وإذا كنت مريضاً فقل،يا جبار اشفني،وإذا كنت مظلوماً فقل،يا جبار انصفني، وإذا كنت مشرداً فقل،يا جبار آوني،
المعنى الخامس،الجبار يجبر القلوب المنكسرة ويقصم جبروت الجبابرة
يجبر القلوب المنكسرة، يجبر الخواطر، يجبر ضعف الإنسان، ويقصم جبروت الجبابرة،والله عز وجل أسماؤه الحسنى كلها
محققة في الدنيا،إلا اسم العدل فهو محقق جزئياً، بمعنى أن الله يعاقب بعض المسيئين ردعاً للباقين،ويكافئ بعض المحسنين
تشجيعاً للباقين،ولكن رصيد الحساب يوم القيامة، قال تعالى﴿وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَة ِ﴾سورة آل عمران،لذلك ما من
إنسان إلا ويرِد النار﴿ وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا ﴾سورة مريم،
الفرق بين ورود النار ودخولها
ورود النار شيء، ودخولها شيء آخر، الذي يَرِد النار لا يتأثر بوهجها، ولكن ليرى مكانه فيها لو لم يكن مؤمناً كي تتضاعف
سعادته في الجنة، والذي يرد النار يرى الظُلام فيها والجبابرة والمستكبرين ليتحقق عنده اسم العدل،أصل الإيمان باليوم الآخر
عقلي،والسبب أن في الدنيا غنياً وفقيراً،وهل من المعقول لإنسان أن يستمتع بألوان الطعام وبألوان الشراب، ويسكن أجمل قصر،
وأجمل بيت،ويركب أجمل مركبة،وإنسان يكاد يموت من الجوع، لا يجد مأوى،وتنتهي الحياة هكذا،هناك غني وفقير،وقوي
وضعيف،وصحيح ومريض،ووسيم وذميم،وهكذا تنتهي الحياة،لا بد من تسوية الحسابات، فلذلك يئس العبد عبد طغى وبغى،ونسي المبتدأ والمنتهى، ونسي الجبار الأعلى،
التجبر ذنب عظيم،
أحدهم كان يطوف حول الكعبة،ويقول،رب اغفر لي ذنبي، ولا أظنك تفعل،فقال له مَن وراءه في الطواف،يا هذا،ما أشد يأسك من
رحمة الله،قال،ذنبي كبير،قيل،ما ذنبك،قال،كنت جندياً في قمع فتنة، فلما قمعت أبيحت لنا المدينة، فدخلتُ أحد بيوتها،فرأيت فيها
رجلاً وامرأة،فقتلت الرجل،ومع المرأة ولدان صغيران،وقلت لأمرأته،أعطني كل ما عندك،فأعطتني كل ما عندها فقتلت ولدها
الأول،فلما رأتني جاداً في قتل الثاني،أعطتني درعاً مذهبة أعجبتني، فإذا عليها بيتان من الشعر،ما إن قرأتهما حتى وقعت مغشياً علّي،
إذا جار الأمير وحاجباه،،،وقاضي الأرض أسرف في القضاء
فويل ثم ويل ثم ويل،،،لقاضي الأرض من قاضي السماء
قال تعالى﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ
حاجتنا إلى اسم الله الجبار
اسم ( الجبار ) نحتاجه جميعاً،قل،يا الله، يا جبار، يا جبار أنصفني، أكرمني، أغنني، علمني، هذا معنى يا جبار، فالجبار هو العالي الذي
لا ينال،والجبار هو الذي يصلح الأمور، والجبار هو الذي يفعل ما يريد، والجبار الحقيقي هو الله،والجبار،اسم من أسماء الله الحسنى،
الجبار ،والمنتقم،والقهار،هي أسماء لقصم الظالمين والانتقام من الجبابرة،فقط ،
الجبار هو الذي يجبر المنكسرين،هذا الاسم يراد به لمن ظُلِم،اليتامى،لكل من أُهين أو كُسر وهو مظلوم،يا من ظُلِمتم، يا فتاة يا من تقول عليك البعض،بكلامٍ وأنت مظلومة وبريئة منه، من لك سوى الجبار،
يا يتيم يا من أنهكتك الدنيا،يا من تنكر لك الكل حتى جيرانك،من لك سوى الجبار،
يا شريك يا من شاركت شخصاً ما في شركة ثم خدعك ،واستولى على مالك، من لك سوى الجبار،لن تلجأ إليه بكسرِك،إلا وينصرك
لأنه سمى نفسه بالجبار،إذا انكسرت،الجأ إليه وتذلل بين يديه،وابكي له وقل ياجبار،اجبر بخاطري،يجب أن تعتقد إذا انكسرت ولجأت
لله،فلن يرجعك،قد يؤخر الله الجبر لحكمة يعلمها، لكنه لن يرجعك،لن
تلجأ إلى الجبار منكسراً طالباً منه أن يَجبر بخاطرك، فيُضيعك،لابد أن يجبُرك،ويقصم الله من ظلمك،ليُجبرك،فهو جبار للمظلومين،جبار
على الظالمين،إذا كنت منكسراً،ومن كسرك لم يتب ومُصِراً على ما فعله بك،فسيجبرك الله ويأخذ لك الحق ممن كسرك لاحظ أن كلمة
جبار،في حياة الناس هي كلمة مذمومة،لكن الجبار سبحانه وتعالى هي كلمة كلها خير ومصلحة لأنه يرد للظالمين حقوقهم،واسم الله جبار،له شقان،شق إذا كان ظالم ،وشق إذا كان مظلوم،
إياك أن تنام ليلتك وأنت ظالم،يا من ظلمتم الناس، احذروا،يا من ظلمت وتحترق شوقاً لتنتقم ممن ظلمك،أنت في كنف الجبار،لو
كسرت،اسجد بين يديه وقل له(يا جبار،أجبر بخاطري)وإذا كنت ظالماً، أذهب لمن ظلمته حتى يرضى عنك ،قبل أن يقصمك الله
سبحانه وتعالى،وأكثر من تجبرهم،هم الوالدين،فإياك أنتكسِر بخاطر أبيك أو أمك أو تدمع أعينهم،أو تحمر وجوههم،أو تنكسِر
قلوبهم،ولذلك وردت كلمة،جبار،مرتين في القرآن،على الوالدين على الحذر من أن تكون جباراً عليهم،مرة على لسان سيدنا يحيى في قوله(وَبَرّاً بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّاراً عَصِيّاً)سورة مريم،ومرة على لسان عيسى بن مريم،في قوله(وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً)سورة مريم،

اللهم إنا نسألك بإسمك الأعظم أن تكفينا شرَّ شياطين الإنسِ والجن،وأن تحفظنا من شر العيون الحاسدة والقلوب الحاقدة،وأهلك من اعتدى علينا،وأقصم بها من ظالمنا من جميع خلقك،

اللهم آمـين.

كازانوفا
23-10-2013, 08:51 AM
يارب تجبر حال المسلمين
ويا جبار ارنا عجائب قدرتك في الظالمين

امـ حمد
23-10-2013, 03:20 PM
يارب تجبر حال المسلمين
ويا جبار ارنا عجائب قدرتك في الظالمين

اللهم آمين
بارك الله في حسناتج حبيبتي
ويزاااج ربي جنة الفردوس

الصغيره
24-10-2013, 05:27 AM
ام حمد

جزااااك الله كل خير وجعله بميزان اعمالك الصالحه ورزقك الله الفردوس الاعلى مقاما....

اللهم امين

امـ حمد
24-10-2013, 03:03 PM
ام حمد

جزااااك الله كل خير وجعله بميزان اعمالك الصالحه ورزقك الله الفردوس الاعلى مقاما....

اللهم امين

بارك الله في حسناتج حبيبتي
ويزاااج ربي جنة الفردوس ياعمري

رهج السنابك
26-12-2013, 10:53 PM
جزاك الله خير

امـ حمد
26-12-2013, 11:21 PM
جزاك الله خير



بارك الله في حسناتج حبيبتي
ويزاااج ربي جنة الفردوس يالغلا

خـالد
14-01-2014, 07:00 PM
جزاهم الله خير وجزاك