المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الغرفة العربية الألمانية تشيد بخطط قطر لتنويع مصادر الطاقة



رمــــــاح
23-10-2013, 10:36 PM
الغرفة العربية الألمانية تشيد بخطط قطر لتنويع مصادر الطاقة











تمحورت النقاشات في اليوم الختامي للملتقى العربي الألماني الرابع للطاقة المنعقد في برلين حول موضوع الطاقة المتجددة وضرورة تحقيق قفزة نوعية في هذا المجال حرصا على سلامة البيئة وصحة الإنسان.

وكان للحضور القطري ومشاركته في النقاشات أهميته في هذا المجال خاصة أن قطر التي تتمتع بثروة هائلة في مجال الطاقة النفطية والغاز تعمل على تحديث وتطوير معاملها لإنتاج المادة الأولى لصناعة ألواح الطاقة الشمسية ذات الجودة العالية.

وكان الدكتور خالد الهاجري - الرئيس التنفيذي لشركة الطاقة الشمسية في قطر - كشف في حديثه لـ "الشرق" أن برامج العمل القطرية تسعى إلى إنتاج %20 من طاقة قطر بإعتمادها على الطاقة المتجددة في العام 2020 وذلك حرصاً منها على سلامة البيئة وصحة الإنسان بعيداً عن التلوّث.

ومن جانبه أكد الأمين العام لغرفة التجارة والصناعة العربية الألمانية الدكتور عبد العزيز المخلافي على أهمية أعمال ملتقى الطاقة الرابع فقال لـ "الشرق" إن "جانبا رئيسياً لأعمال هذا الملتقى تجلّى في الإهتمام الذي بذلته ألمانيا لمساعدة الدول العربية، خاصة في مجال تنويع مصادر الطاقة".

ورغم تأكيده على أهمية الثروات الطبيعية المتوافرة في عدد من الدول العربية لإنتاج الطاقة مثل الغاز والبترول، شدّد المخلافي في حديثه لـ "الشرق" على أهمية العمل بهدف تنويع مصادر الطاقة في تلك البلدان والإنفتاح على مصادر الطاقة المتجددة كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح وهذه الخطوات وضعتها قطر والمملكة العربية السعودية وسواها من الدول الخليجية في طليعة برامجها المستقبلية للطاقة".

وقال المخلافي إن قطر تسعى إلى تنويع مصادر طاقتها وتريد في المستقبل القريب تغطية حوالي الأربعين بالمائة من حاجياتها من خلال الطاقة الشمسية".

وحول نتائج أعمال الملتقى العربي الألماني الرابع للطاقة قال المخلافي لـ "الشرق":"إن هذا الملتقى المنعقد في برلين شكّل فرصة للجانبين الألماني والعربي لتبادل المعرفة ودراسة سبل التعاون المشترك كما هو الحال بالنسبة لاتفاقيات التعاون القائمة والموقعة بين ألمانيا ودول مثل المغرب وتونس وليبيا ومصر وقطر".

وحول التحديات التي تعترض التعاون الألماني العربي في مجال الطاقة قال المخلافي لـ "الشرق": "إن الأوضاع السياسية بشكل عام هي التي تشكل التحدي الأكبر خصوصاً في الدول غير المستقرة سياسيا بعد الربيع العربي، لكن ذلك لا يعني أن المستثمرين الألمان غير مهتمين بتلك الدول والدليل على ذلك هو أن تونس وصل فيها عدد الشركات الألمانية المستثمرة إلى 170 شركة نشطة في مختلف المجالات بما في ذلك مجال الطاقة".

أشكال الطاقة المتجددة

وكان اليوم الختامي للملتقى العربي الألماني الرابع للطاقة في برلين قد شهد سلسلة عروض لأشكال الطاقة المتجددة، ومنها الاعتماد على الطاقة الشمسية التي تعتبر أكثر مصادر الطاقة أهمية خلال القرن الحالي، وستفوق أهميتها الفحم والنفط والغاز. والجدير ذكره، أن أنظمة الطاقة الشمسية المركبة في أنحاء العالم تعمل بقدرة تصل إلى حوالي 100 جيجاوات، ويعادل إنتاجها من الكهرباء تقريبا، إنتاج 20 محطة للطاقة النووية، وهذه قصة نجاح عظيمة.

الشمس ثروة

وجاء في بعض الدراسات أن بعض البلدان الأوروبية التي تشرق فيها الشمس لفترة أطول من دول أوروبية أخرى، مثل دول جنوب أوروبا مثلا، فإن الطاقة الشمسية باتت حاليا أرخص بكثير من شبكة الكهرباء، ويبلغ السعر الآن في حدود 10 إلى 15 سنت لكل كيلووات/ ساعة. وسوف تصبح الطاقة الشمسية رخيصة جدا في السنوات القادمة، وذلك في البلدان التي ترتبط فيها الطاقة بتكاليف عالية، حيث سيزود كل منزل مناسب تقريبا بنظام الطاقة الشمسية، وذلك لأسباب اقتصادية بحتة. كما أن الطاقة الشمسية ستساعد الناس على توفير المال، وهذا يعود في الوقت نفسه، بمزايا إيجابية على صحة الإنسان وسلامة البيئة... فماذا عن الدول العربية ودول الخليج تحديدا، التي لا تفارقها الشمس؟.

وإلى ذلك، تأتي في سياق الطاقة المتجددة طريقة استخدام خلايا شمسية تسمح بفصل الماء إلى هيدروجين وأكسجين، وهذه الطريقة تعتبر أرقى مجالات الحفاظ على سلامة البيئة وصحة الإنسان... ويمكن استخدام هذه الطاقة أثناء الليل أو في الأيام الغائمة. وقد تكون كافية لإمداد جهاز الكمبيوتر أو التلفزيون بالطاقة لمدة سبع ساعات، أو لإضاءة غرفة بمصباح قدرته عشرة وات لمدة 300 ساعة. ويذكر هنا أن وقود الهيدروجين لا تنبعث منه غازات ضارة مسببة للاحتباس الحراري.

نهاية مبشرة

يبقى القول إن الملتقى العربي الألماني الرابع للطاقة الذي ختم أعماله في برلين شكّل محطة رئيسية للتعارف والتعاون بين الشركات العربية والألمانية الكبرى، ويشار في هذا السياق إلى أهمية اللقاءات الجانبية بين ممثلي هذه الشركات والتي سوف تثمر حتما في المشاريع المشتركة بين ألمانيا والدول العربية التي تضع في أولويات عملها سلامة البيئة وصحة الإنسان.

... وإلى ذلك، كان حفل العشاء الفاخر في فندق "أدلون كمبنسكي" خاتمة فخمة للمشاركين في أعمال الملتقى الرابع للطاقة في برلين.