المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : غارت أمكم غارت أمكم



امـ حمد
28-10-2013, 05:10 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أم المؤمنين عائشة الصديقة بنت الصديق رضي الله عنهما،
ذات يوم كان الرسول صلى الله عليه وسلم يجلس مع عائشة رضي
الله عنها وجاء ذكر المخلصة خديجة رضي الله عنها،فاشتعل قلب عائشة بالغيرة وسألت زوجها الحبيب صلى الله عليه وسلم،يا رسول
الله،ارايت لو نزلت واديا و فيه شجرة قد أكل منها ووجدت شجرة لم يؤكل منها في أيها كنت ترتع بعيرك(تعني عائشة بالشجرة التي أكل منها،هي السيدة خديجة لأنها كانت ثيباً وكانت قد تزوجت قبل النبي صلى الله عليه وسلم مرتين)
(وتعني بالشجرة التي لم يؤكل منها نفسها،وذلك لأنها العذراء الوحيدة التي تزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم)فابتسم رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وفي احد الأيام كان الرسول صلى الله عليه وسلم،يجلس مع عائشة رضي الله عنها،وجاءت السيدة هالة بنت خويلد أخت السيدة خديجة
رضي الله عنهما،تزور النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت نبرة صوتها تشبه نبرة صوت أختها الراحلة خديجه،فلما سمعها الحبيب
صلى الله عليه وسلم، قال في صوت متهدج يفوح بعبق الذكريات الجميلة مع زوجة وفية كخديجة،اللهم هالة،فاشتعل قلب عائشة بنار
الغيرة مما سمعته وقالت(ماذا تذكر من عجوز من عجائز قريش حمراء الشدقين هلكت في الدهر،كأن لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة،لقد أبدلك الله خيراً منها،
فبان على النبي صلى الله عليه وسلم،الغضب وقال لعائشة،والله ما أبدلني الله خيراً منها،آمنت بي حين كفر الناس،وصدقتني إذ كذبني الناس،وواستني بمالها إذ حرمني الناس،ورزقني منها الله تعالى الولد دون غيرها من الناس)
وكما نعلم أن أمنا عائشة رغم شبابها لا تنجب الأولاد،
وورد في تاريخ الطبري،أن السيدة عائشة قالت لنفسها بعد هذه الحادثة،والله لا اذكرها بعدها أبداً،
تخيل أنك قمت بدعوة أصدقائك علي مأدبة طعام في بيتك،وجلس أصحابك ينتظرون الطعام وبينما هم كذلك،دخلت زوجتك ممسكة
بالطعام،وقد أحمر وجهها ثم رمت الأطباق بالطعام علي الأرض،
كل ذلك في حضور أصحابك،ماذا ستفعل،الجميع في صمت أنت
وأصحابك ،هذا الفعل حدث مع خير البشر صلي الله عليه وسلم،وكان النبي صلي الله عليه وسلم جالس مع أصحابة حدث
هذا،فماذا فعل النبي صلي الله عليه وسلم،حقاً أنه لمعلم البشرية، جاء ليخرجنا من ظلمات الجهل،وبراثن الهوي،وأوحال التخلف،إلي
أدب التصرف،وحسن الخلق،ورقي النفس،وصد طرق الشيطان علينا من كل الجنبات،صمت الصحابة ،فسارع النبي بقول(غارت أمكم ،غارت أمكم )
أنهي الموقف بكلمة،حتي لا يتسلل الشيطان إلي قلوبهم ويدخل في صدورهم شك أتجاه الطاهرة العفيفة رضي الله عنها غارت أمكم،غارت أمكم ،
لأنها مكانتها عند النبي صلي الله عليه وسلم،غالية عالية فهي أحب نسائه ، فلم ينتقص فعلها أمام الأخرين حفاظاً علي مكانتها لديه
صلي الله عليه وسلم،فهل هذه الأخلاق متواجدة في هذا الزمن،صدقاً لو حدث هذا مع أحدنا أول شئ ليفعله أن يسول إليه الشيطان أن
يزج عليه ظنون تلو الظنون،ما هي شاكلتك الأن أمام أصحابك
كيف تجرؤ زوجتك علي فعل هذا،ماذا سيقول عنك أصحابك،كيف
هي قوامتك الأن هل أنتقصت أمامهم وأمامها ولكن النبي صلي الله عليه وسلم، ضرب لنا مثلاً رائعاً في حفظ كرامة أهله أمام
الأخرين،ضرب لنا مثلاً كي يخبر معاشر الرجال أن يتحملوا نسائهم،ويحفظوا ماء وجوههن أمام الأخرين،
(هذه القصة بسند من صحيح مسلم،روى انس بن مالك رضي الله عنه،كان الرسول صلى الله عليه وسلم،في بيت عائشة وكان لديه بعض الضيوف دعاهم إلى تناول الطعام،فسمعت زينب بنت جحش بذلك فأرسلت مع خادمتها
صحفة فيها ثريد عليه ضلع شاة،وهو الطعام الذي تعرف أن الرسول صلى الله عليه وسلم،كان يفضله على سائر الأطعمة
الأخرى،فضربت يد الرسول فسقطت القصعة فانكسرت فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم الكسرتين فضم إحداهما إلى الأخرى فجعل
يجمع فيها الطعام ويقول غارت أمكم كلوا فأكلوا،فأمر حتى جاءت بقصعتها التي في بيتها فدفع القصعة الصحيحة إلى الرسول وترك
المكسورة في بيت التي كسرتها)الراوي،أنس بن مالك,في صحيح مسلم، المحدث،البخاري،المصدر،صحيح البخاري،
فهذه رسالة إلي معاشر الأزواج في أن تحسنوا عشرة أزواجكم فهي وصية نبيكم يوم قال،إستوصوا بالنساء خيراً،وقوله،خيركم
خيركم لأزواجهم،ولكم الأسوة في نبيكم فلقد كان حقاً كما وصفه ربه(لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمومنين رؤوف رحيم،
ويقول البخاري،كانت حفصة وعائشة كل منهما تركب بعيرها داخل هودجها فلا يراها احد،ولا يراها الرسول صلى الله عليه وسلم، وإنما يسمع صوتها فقط،وقالت حفصة،ألا تركبين الليلة بعيري واركب أنا بعيرك تنظرين و انظر(أي تسمع كل منهما ما يقوله النبي صلى الله عليه وسلم للأخرى)ورضيت عائشة بذلك،وجاء النبي صلى الله عليه وسلم،إلى جمل عائشة وهو لا يعلم أن داخل هودجه حفصة،ولكنه حين سلم عليها وبادلها الحديث عرفها،
وبعد مرور الوقت التفتت عائشة إلى جملها الذي كانت تركبه حفصة،فلم تر الرسول صلى الله عليه وسلم،فجن جنونها وبدأت
تفكر بأنه صلى الله عليه وسلم،خلو بحفصة فاشتعلت نار الغيرة بقلبها الطاهر المحب،لأكمل بني البشر خلقاً صلى الله عليه
وسلم،ويقول البخاري،أن عائشة في هذه الحادثة وضعت رجليها بين الاذخر(وهو شجيرات شائكة تنبت في الصحراء وتوجد فيها الحيات
والعقارب)وأخذت تصيح(يا رب سلط علي عقرباً أو حية تلدغني فاني لا استطيع أن أقول لزوجي شيئاً)
إن من سمات حب الزوج،الغيرة عليه،ولكن يجب أن لا تكون مفرطة كما كانت عائشة رضي الله عنها، لان الأزواج مهما بلغوا من الرحمة والحلم لن يدركوا خلق محمد صلى الله عليه وسلم،

اللهم،احشرنا فى زمره نبينا،وتحت لواء حبيبنا،واحينا على سنته، وتوفنا على ملته،ولا تفتنا بعده،
اللهم،أوردنا حوض حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم،ولا تفرق بيننا وبينه يوم القيامه حتى تدخلنا مدخله،واشملنا بشفاعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
أللهم آمين.

حمد 2002
28-10-2013, 12:06 PM
شكرا اختي ام احمد على تلك المعلومات القيمه ،،

امـ حمد
28-10-2013, 02:32 PM
شكرا اختي ام احمد على تلك المعلومات القيمه ،،

الشكر لله سبحانه وتعالي
بارك في حسناتك اخوي حمد

MaRuKoO
07-11-2013, 09:26 PM
يعطيج العافيه يا ام حمد

امـ حمد
07-11-2013, 10:33 PM
يعطيج العافيه يا ام حمد

الله يعافيك
بارك الله في حسناتك
وجزاك ربي جنة الفردوس