المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحسني: نمو متصاعد للعلاقات الإقتصادية بين قطر وسلطنة عمان



رمــــــاح
29-10-2013, 11:51 PM
الحسني: نمو متصاعد للعلاقات الإقتصادية بين قطر وسلطنة عمان












تعكس زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى الى سلطنة عمان الشقيقة ضمن الجولة الخليجية التي يقوم بها سمو الأمير حالياً، متانة العلاقات الاخوية بين البلدين الشقيقين، وعمق العلاقات التاريخية بين الشعبين الشقيقين، كما انها تؤسس لمرحلة جديدة من التعاون بين البلدين في كافة المجالات.

وتشهد العلاقات الاقتصادية بين قطر وسلطنة عمان نمواً متصاعداً خصوصاً في السنوات الاخيرة مستفيدة من الجهد الكبير الذي تقوم به اللجنة القطرية العمانية المشتركة والتي تأسست في العام 1995 بهدف تفعيل العلاقات بين البلدين، حيث اثمرت جهود اللجنة المشتركة تعزيز التعاون ونمو التبادل التجاري والاستثمارات المشتركة، وزيادة نسب العمانيين العاملين بدولة قطر، التي قاربت الوصول إلى سقف الثلاثة آلاف عماني، يتقلدون وظائف إدارية وفنية مختلفة، وما زالت فرص العمل مفتوحة أمام هذه الايدي العاملة العمانية، وبأجور مجزية.

كما شهدت السنوات الاخيرة توقيع اتفاقية انشاء مجلس الأعمال القطري العماني، حتى يتوافق مع المستجدات الاقتصادية الأخيرة، إضافة إلى رفع موضوع اتفاق الجانبين إلى اجتماع اللجنة القطرية العمانية المشتركة، وهو الخاص بتطبيق مبدأ المعاملة بالمثل والمتعلق بإنشاء الشركات الوطنية في البلدين، إلى جانب الاتفاق على توحيد الجهود بشأن التعاون المستقبلي في قضايا الأمن الغذائي.

التبادل التجاري

وقال السيد أيمن بن عبد الله الحسني نائب رئيس غرفة تجارة وصناعة عمان إن العلاقات الاقتصادية بين دولة قطر وسلطنة عمان تشهد نموا كبيرا على مختلف الاوجه والاصعدة بدعم ورعاية من قبل قيادتي البلدين، لافتا الى ان عددا من الشركات العمانية استطاعت تسويق منتجاتها في دولة قطر، وهنالك تعاون كبير بين رجال الاعمال القطريين ونظرائهم العمانيين.

واشار الحسني في تصريحات صحفية لـ"الشرق" الى ان التبادل التجاري بين قطر وعمان في تحسن ونمو عاما بعد عام، لافتا الى أن حجم الصادرات العمانية غير النفطية إلى دولة قطر بلغ 610 ملايين ريال في 2012، ما يعكس ارتفاعا بحوالي 33.7 في المائة مقارنة بالعام 2011، مضيفا أن أهم الصادرات العمانية إلى دولة قطر تتمثل في المواد الغذائية والمعدات الكهربائية والالكترونية والحديد والصلب والرخام والسيراميك والبلاستيك والأسلاك النحاسية.

مجلس الأعمال

وأشار الى ان مجلس الاعمال القطري العماني يعمل على تفعيل التعاون بين الجانبين في مختلف المجالات الاقتصادية، مشيرا الى انه يتوقع ان تشهد السنوات المقبلة مزيدا من التعاون وفرص الاستثمار المشترك بين الجانبين، بما يواكب العلاقات الاخوية التاريخية بين البلدين الشقيقين، وقال ان مجلس الاعمال المشترك يرأسه كل من رئيس غرفة تجارة وصناعة عمان ورئيس غرفة تجارة وصناعة قطر مما يعكس الاهتمام الكبير بعمل هذا المجلس ودوره في تفعيل العلاقات التجارية بين الجانبين.

وأوضح الحسني انه في ظل هذه العلاقات المتينة بين البلدين، فان الدوحة سوف تستضيف خلال الفترة من 17 الى 20 نوفمبر المقبل معرض المنتجات العمانية الذي تنظمه غرفة تجارة وصناعة عمان بمشاركة نحو 80 شركة ومؤسسة صناعية عمانية، حيث ستقوم بعرض منتجاتها امام الزوار خلال فترة اقامة المعرض الذي يقام في مركز الدوحة للمعارض، وتشمل هذه المنتجات قطاعات المواد الغذائية والصناعات المرتبطة بمواد البناء والإنشاءات والمواد الكهربائية ومستلزمات الأثاث والصناعات البلاستيكية ومعدات الأمن والسلامة والطاقة وغيرها من القطاعات الصناعية العمانية.

معرض عماني

واضاف أن اللجنة تعمل حاليا على استكمال الإعداد والتحضير للمعرض الذي يعتبر الأول في قطر والثاني خليجيا بعد أن نظمت نسخته الأولى في المملكة العربية السعودية، مشيرا الى انه تم اختيار دولة قطر لتكون المحطة الثانية لإقامة المعرض لكون السلطنة تنظر إلى السوق القطري باعتباره سوقا واعدا وعلى أنه أحد اهم الأسواق الخليجية والعربية ومن ثم فقد اختارتها اللجنة المنظمة لتكون المحطة الثانية للمعرض الذي يهدف إلى التعريف بالسلطنة بشكل عام والصناعات القائمة فيها.

واشار الحسني الى ان المعرض فرصة مواتية لتعظيم التبادل التجاري بين البلدين الشقيقين، موضحا أن اللجنة المنظمة ستعمل خلال فترة المعرض على عقد لقاءات تجارية ثنائية بين الشركات والمصانع العمانية مع رجال الأعمال القطريين لتعريفهم بالصناعة العمانية بما يساهم في تفعيل التبادل التجاري المشترك، داعيا رجال الأعمال والصناعيين القطريين لزيارة المعرض والتعرف على أجنحته المختلفة، مؤكدا أن بعضا من تلك الأجنحة سيحتضن فعاليات مصاحبة من بينها تصنيع الحلوى العمانية أمام الجمهور، فضلا عن بعض الصناعات الحرفية الأخرى كالخناجر والخزف وغيرها.

وقال ان المعرض يأتي في اطار اهتمام السلطنة بتنشيط التبادل التجاري مع مختلف البلدان الشقيقة والصديقة، فقد تم تشكيل لجنة وطنية لترويج المنتج الوطني العماني، برئاسة غرفة تجارة وصناعة عمان، وعضوية عدد من الجهات الحكومية المعنية بترويج المنتج الوطني، كما ضمت اللجنة في عضويتها عددا من رجال الاعمال، تأكيدا لمبدأ الشراكة مع القطاع الخاص، حيث وضعت اللجنة تصورا لإقامة معارض المنتجات العمانية خلال الاعوام القادمة.

أوجه التعاون

وتتعدد اوجه التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين لتشمل مختلف المجالات، حيث توجد مذكرة تفاهم وقعت في السابق بين شركة نفط عمان وشركة قطر للبترول الدولية تؤطر التعاون فى مجال الطاقة، حيث تنظر لجان مشتركة فى امكانية التعاون بين الجانبين فى الجوانب المختلفة ومنها على سبيل المثال الاستثمارات المشتركة سواء فى البلدين او خارجهما في مجال الطاقة، بما يواكب قوة العلاقات بين البلدين الشقيقين والتي انعكست على حجم التجارة البينية للبلدين ونمو الاستثمارات المشتركة، خصوصا مع تأسيس الشركة العمانية القطرية، إضافة إلى جهود اللجنة في التنسيق مع الجهات ذات العلاقة في جانب تسهيل الاستثمار وتعزيز التبادل التجاري.

استثمارات مشتركة

ويصف رجال اعمال قطريون العلاقات القطرية العمانية في المجالات الاقتصادية والاستثمارية بالمتطورة، مشيرين الى ان من ثمار التعاون بين الجانبين تأسيس شركة قطر وعمان في العام 2006، التي أدرجت في سوق الدوحة للأوراق المالية في 12 ديسمبر عام 2007، حيث تقوم الشركة باستثمار أموالها في مختلف أوجه الاستثمار المتاحة في دولة قطر وسلطنة عمان وفقاً للأسس التجارية الاقتصادية السليمة لتحقيق الربح للمساهمين فيها وللمساهمة في التنمية الاقتصادية والتجارية والاجتماعية في البلدين.

كما اثمر التعاون المتميز بين الجانبين تأسيس شركة مسقط والدوحة برأس مال قدره 300 مليون ريال، وتملك شركة قطر وعمان نسبة 25 % من رأسمال هذه الشركة وستطرح بقية الاسهم للاكتتاب العام في الدولتين.

ومن أوجه التعاون ايضا توقيع عدد من مذكرات التفاهم لتعزيز التعاون المشترك بين البلدين خاصة في المجالات الصناعية والاقتصادية والتعاون في المجال البترولي والمواصفات والمقاييس إلى جانب التعاون في مجالات التعليم والسياحة والبيئة ومجال الثروة السمكية.

كما تشمل اوجه التعاون الاستثمارات القطرية في سلطنة عمان، حيث تستثمر شركة الديار القطرية في مشروع فندق من فئة خمس نجوم في سلطنة عمان.

تنسيق العلاقات

ويعمل مجلس الأعمال العماني القطري على تنسيق العلاقات التجارية والاستثمارية بين رجال الأعمال والمستثمرين من البلدين، والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة في جانب تسهيل الاستثمار وتعزيز التبادل التجاري.

وتعتبر شركة قطر وعمان، التي تم تأسيسها في عام 2006 الاستثمار المشترك الابرز بين البلدين، وقد حققت الشركة صافي ربح 15.4 مليون ريال في نهاية الربع الثالث من العام 2013 الجاري مقابل 19.2 مليون ريال لنفس الفترة من العام الذي سبقه. كما بلغ العائد على السهم 0.490 ريال للفترة المالية المنتهية في 30/09/2013، مقابل 0.609 ريال لنفس الفترة من العام الذي سبقه.

وبالرغم من تأسيس الشركة مع بدايات الأزمة المالية العالمية التي هزت مختلف أسواق المال في العالم في عام 2008 واستمرار آثارها حتى هذا التاريخ، فقد تمكنت الشركة من تحقيق إنجازات ملحوظة ومتميزة خلال الفترة منذ تأسيسها في عام 2007 وحتى نهاية عام 2012، سواء على الصعيد المالي أو التنظيمي أو على صعيد الأنشطة الاستثمارية، حيث حققت الشركة في عام 2012 نسب نمو عالية بمعظم المؤشرات المالية حيث وصل إجمالي الموجودات إلى مبلغ 328.9 مليون ريال قطري وإجمالي صافي الاستثمارات إلى مبلغ 39.5 مليون ريال قطري. كما حققت أيضاً صافي أرباح في نهاية عام 2012 بلغت قيمته 18.8 مليون ريال قطري بالمقارنة مع 14.8 مليون ريال قطري عام 2011 أي بزيادة قدرها 4 ملايين ريال قطري ونسبة نمو تعادل 27 %.

واعتمد مجلس إدارة الشركة إستراتيجية استثمارية للشركة، ركزت في جوهرها على مجالات الاستثمار المختلفة في كل من دولة قطر وسلطنة عمان والدخول كشريك إستراتيجي في رؤوس أموال بعض الشركات المتعثرة وإعادة هيكلتها أو شرائها بالكامل، كما حددت الإستراتيجية المناطق الجغرافية لمجالات هذه الاستثمارات في دولة قطر وسلطنة عمان بشكل خاص ودول مجلس التعاون الخليجي بشكل عام، مشيراً إلى أن إستراتيجية الشركة ركزت أيضاً على الدخول في الاستثمارات ذات العائد السريع مثل الأسهم والعقارات المؤجرة، هذا بالإضافة إلى التخطيط في الدخول بمجالات الصناعات الصغيرة ومتوسطة الحجم والمساهمة في رؤوس أموال الشركات.

ولدى شركة قطر وعمان العديد من الاستثمارات منها شركة قطر لسحب الألومنيوم يتشارك في ملكيتها نخبة من شركات قطرية وتعد من أحدث وأفضل مصانع سحب الألومنيوم في قطر ويصل رأسمال الشركة الى 50 مليون ريال قطري، وقد بدأ إنتاجها التجاري في سبتمبر من العام 2012 بطاقة إنتاج سنوية تصل إلى 8000 طن.

وتستثمر شركة قطر وعمان للاستثمار في عدة مشاريع من بيها مبنى مشيرب السكني الذي يقع في وسط الدوحة بالقرب من مشروع مشيرب (قلب الدوحة) ويضم 44 شقة سكنية مفروشة ومؤجرة بالكامل، ومشروع تلال الذي يقع في مسقط ويعد من المشاريع الرائدة في سلطنة عمان، ويحتوي المشروع على مركز تسوق ومكاتب وشقق فندقية، بالإضافة إلى شقق سكنية.. لتتكامل تلك المرافق في المشروع وتوفر احتياجات السياحة الترفيهية العائلية وبيئة التسوق والعمل الراقية، ويقام المشروع على مساحة 77 ألف متر في موقع مميز في منطقة الخوير في مسقط، والوطنية للمجمعات السكنية الذي يعتبر من المشاريع المهمة التي ستخدم شريحة من المجتمع العماني من ذوي الدخل المتوسط نظراً للطلب المتزايد على المساكن وقلة المعروض في السوق.. ويقام المشروع الرئيسي في موقع إستراتيجي بالقرب من مطار مسقط الدولي ويتشارك في المشروع نخبة من المستثمرين القطريين والعمانيين.