المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قلبك معلق بشهرة ومدح ومال وجاه أم مفتقر الى الله



امـ حمد
30-10-2013, 03:37 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنتم الفقراء الى الله
قلبك معلق بشهرة ومدح ومال وجاه أم مفتقر الى الله
إن الافتقار إلى الله سبحانه وتعالى من العبادات القلبية العظيمة التي لا بد أن يستحضرها المؤمن امتثالاً لأمر الله سبحانه وتعالى لعباده،
حيث قال(يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) فاطر،فالعبد ينبغي أن يكون مفتقراً إلى الله تعالى،لا إلى أحد من
الناس،ولا إلى شيء من الدنيا،فهو قد نفض يديه من الدنيا،فلا يطمع ولا ينافس فيها،ولا يتعلق قلبه بها،لأنه مفتقر الىالله وحده لا
شريك له،وأكثر الناس قد افتقروا إلى الدنيا،إلى شهواتها ولذاتها،لا يفترون عنها،منهم من افتقر إلى المال،ومنهم من افتقر إلى الجاه،
كما قال إبراهيم عليه السلام،قال الله تعالى عنه(وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَاناً مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ
بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ)العنكبوت،فكثير من الناس يبيع ما فطره الله عليه من
التوحيد لأجل ألا يفقد الروابط الاجتماعية،فهو مفتقر إلى هذه الروابط أشد من افتقاره إلى الله تعالى،ولذا كان الفقر إلىالله يستلزم
نفض اليدين من الدنيا بأنواع الشهوات التي فيها،النساء والمال والجاه والعلاقات الاجتماعية والمساكن والتجارة التي يخشى
كسادها،وغير ذلك من متاع الدنيا،ونفض اليدين يكون بالتخلص من البخل ومن الحرص،فلا يبخل بها إذا وجدت،ولا يحرص عليها إذا
فقدت،فالمال لا يكون في يد أكثر الناس،فالفقر أكثر من الغنى، والجاه مثله،كما قال النبي صلى الله عليه وسلم(لو أن لابن آدم
وادياً من مال،لابتغى إليه ثانياً،ولو كان له ثان،لابتغى إليه ثالثاً،ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب)المصدر صحيح مسلم،
صفة المفتقر إلى الله
لكي يكون الإنسان مفتقراً إلى الله وحده لا شريك له،لا بد أن يكون غافلاً بقلبه عن قدر الدنيا،غير ملتفت إليها،لأنه يراها لا
تساوي،ولا تستحق المنافسة،لأن الله تعالى قال(اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلادِ
كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا
الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ)الحديد،فالمؤمن لا ينافس في عزّها، ولا يجزع من ذلها، ولا يأسى على ما فاته منها،ولا يفرح بما آتاه
الله منها فرح العجب والغرور،كمن قال(أنا أكثر منك مالا وأعز نفراً)فهذه الألفاظ صدرت عن أناس وصلوا إلى الكفر بسبب هذا الفرح بالدنيا والعجب بها،
أما المؤمن،فإنه يفرح بالله تعالى ويستغني به عز وجل،وهو عين الافتقار إليه،فيجب أن تفرح بفضلالله وبرحمته وتفرح بنعمة الإسلام،والإيمان ونعمة السنه،وهو في الحقيقة سبب الاستغناء عن الخلق،
فالغرض المقصود أن يسّلم الإنسان من الدنيا فلا ينافس فيها،لم يقل،أنا تركت شيئاً غالياً،
الفقر إلى الالوهيه
ومن الافتقار إلى الله عز وجل أيضاً،في التوفيق إلى الأعمال الصالحة،وهو الافتقار إليه في أمر الهداية وعدم حصول العُجب، كما عند أهل الدنيا،يحصل لهم عجب وكبر وغرور بسبب حصول الدنيا،
وأما أهل الدين،فهم يتمدحون بالجهاد، وبالكرم، وبالدعوة، وبالقراءة، وبأنواع المدائح الشرعية، فالعبد المؤمن فيفتقر إلى الله في الهداية، لذلك يقول(اهدنا الصراط المستقيم،صراط الذين أنعمت عليهم)
فهو يشهد نعمة الله ويسأله الهداية ليل نهار، ويعلم أن التوفيق من عند الله تعالى وأنه لا يثبت على الخير بنفسه،بل يثبته الله
عز وجل،مقلب القلوب ومصرف القلوب سبحانه وتعالى، فهو لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً في أمر الدين، كما لم يملكه في أمر
الدنيا، فيزول من قلبه إعجاب النفس،والتمدح بها،فالمؤمن يشهد فقره إلى الله تعالى إلهاً معبوداً،فما كان به من خير فمن الله، فهو
لم يتغير حاله إلى الطاعة والإيمان وإلى الحب والخوف وإلى الرجاء والتوكل وإلى الافتقار وإلى الصلاة والزكاة والصيام والحج
والعمرة،ولم يوفق إلى ذلك بنفسه إلا أن هداه الله،كأهل الجنة الذين يقولون(الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله)
وهذا يحصل بأن يراجع ويطالع فضل الله سبحانه وتعالى عليه، وأنه كان عدماً محضاً،فهيأ الله له في ذلك العدم أسباب الطاعات،
ورقاه إلى أهل المنازل العالية والمناصب السامية،فلم يتعال على الناس بعلمه ولا بعمله ولا بزهده ولا بجهاده،فمن يرى نفسه في منزلة فوق الناس،ويطلب مدحهم على ذلك، فهو من أول من تسعر بهم النار
ومن الافتقار إلى الله سبحانه وتعالى،أن يشهد أنه مفتقر إلى أن يكون قريباً من الله سبحانه وتعالى في كل عباداته وأعماله،يسرها
الله عز وجل بما فيها الأعمال الصالحة،فالغِنى عن الخلق،هو عين الافتقار إلى الله تعالى، وهو غنى النفس وغنى القلب بالله عز
وجل، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم(ليس الغِنى عن كثرة العرض، ولكن الغنى غنى النفس)وقال(إنما الغنى غنى القلب،
والفقر فقر القلب)فأما من افتقر إلى الله سبحانه وتعالى،فقد اقترب منه،ومن اقترب أغناه الله ، فهو يستغني بالله،بحبه عن حب من
سواه، وبالخوف منه عن خوف من سواه، وبالرغبة فيما عنده عن الرغبة فيمن سواه، وبرجائه عن رجاء ما سواه، فيستغني بالله سبحانه وتعالى عن كل من دونه(إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)يّـس،
فالافتقار والشوق إلى لقاء الله تعالى، لذة هي أعظم لذات الدنيا وهو رجاء لقاء الله سبحانه وتعالى، وهو الذي يدفع المؤمن ويحدوه إلى السير في الطريق مهما كانت العقبات،

اللّهم احفظني من بين يدي ومن خلفي ، ومن فوقي ومن تحتي ،ولا تكلني في حوائجي إلى عبد من عبادك فيخذلني ، أنت مولاي وسيّدي فلا تخيّبني من رحمتك،وأعزّني بطاعتك،يا من لا يخيب من دعاه ، ويا من إذا توكّل عليه كفاه ، اكفني كل مهم من أمر الدنيا والآخرة،
اللهم اجعلني غنياً بك فقيراً إليك ، قوياً بك ضعيفاً إليك ، عزيزاً بك ذليلاً إليك .

اليافعي 1
30-10-2013, 12:16 PM
نسأل الله ان يتغمدنا برحمته

كم انا مقصر بحق الله

يا رب رحمتك وسعت كل شي فشملني فيها
وجميع المسلمين

امـ حمد
30-10-2013, 03:41 PM
نسأل الله ان يتغمدنا برحمته

كم انا مقصر بحق الله

يا رب رحمتك وسعت كل شي فشملني فيها
وجميع المسلمين

بارك الله في حسانك
وجزاك ربي جنة الفردوس

رهج السنابك
26-12-2013, 10:52 PM
جزاك الله خير

امـ حمد
26-12-2013, 11:20 PM
جزاك الله خير

بارك الله في حسناتج حبيبتي
ويزاااج ربي جنة الفردوس يالغلا

خـالد
14-01-2014, 06:59 PM
جزاهم الله خير وجزاك

امـ حمد
15-01-2014, 03:08 PM
جزاهم الله خير وجزاك

بارك الله في حسناتك
وجزاك ربي جنة الفردوس