المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة ...الجمال القبيح ....والقبح الجميل ....



ام ناصر1
02-11-2013, 12:47 PM
كنت اتصفح النت فوقعت عيناي على هذه القصة ...قرأتها وأنا مذهولة ..
اقرأها وستعرف لماذا ....


تبدأُ القصةُ من مدينةِ (بلخ)، عندما قدِمها مسلمُ من البصرة، ثم ذهب إلى حلقة الإمام أبي عبد الله البلخي، وسمِعَه يفسرُ قولَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سوداء ولود خير من حسناء لا تلد". فشرحَ الإمامُ وفصَّل في المعنى الإنساني للقبحِ والجمال، وكيف تكون المرأةُ القبيحةُ جميلةً في عينِ ونفسِ زوجِها، ولقد اختار الإمامُ أحمدُ بن حنبل عوراءَ على أختِها، وكانت أختُها جميلةً، فسأل: من أعقلهما؟ فقيل: العوراء. فقال: زوِّجوني إيّاها.

لقد كان لهذا الكلام ومعانيه وقعٌ كبير في نفس مسلم، فقال: "والله قد حبَّبَ إليَّ السوداءَ والقبيحةَ والدميمةَ، ونظرتُ لنفسي بخير النظرين، وقلت: إن تزوجتُ يوماً فما أُبالي جمالاً ولا قبحاً، إنما أريد إنسانيةً كاملة مني ومنها ومن أولادنا، والمرأةُ في كل امرأة، ولكن ليس العقلُ في كل امرأة".
قال مسلم ـ وكان يروي قصة زواجه لأحمد بن أيمن: "ثم إني رجعتُ إلى البصرة، وآثرت السُّكنى بها، وتعالم الناسُ إقبالي، وعلمْتُ أنه لا يحسن بي المقام بغير زوجة، ولم يكن بها أجلّ قدرًا مِن جَدِّ هذين الغلامين (يقصدُ ولديه)، وكانت له بنت قد عضلها وتعرض بذلك لعداوة خُطَّابها؛ فقلت: ما لهذه البنت بد من شأن، ولو لم تكن أكمل النساء وأجملهن، ما ضنَّ بها أبوها رجاوة أن يأتيه من هو أعلى. فحدثتني نفسي بلقائه فيها، فجئته على خلوة.
قلت: يا عم، أنا فلان بن فلان التاجر.
قال: ما خفي عني محلك ومحل أبيك.
فقلت: جئتُك خاطبًا لابنتك.
قال: والله ما بي عنك رغبة، ولقد خطبها إليَّ جماعةٌ من وجوه البصرة وما أجبتهم، وإني لكاره إخراجها من حِضْني إلى من يقوِّمها تقويم العبيد.
فقلت: قد رفعها الله عن هذا الموضع، وأنا أسألك أن تدخلني في عددك، وتخلطني بشملك.
فقال: ولا بد من هذا؟
قلت: لا بد.
قال: اغد علي برجالك.
قال: وغدونا عليه؛ فأحسن الإجابة وزوجني، وأطعم القوم ونحر لهم.
ثم قال: إن شئت أن تبيت بأهلك فافعل، فليس لها ما يحتاج إلى التلوم عليه وانتظاره.
فقلت: هذا يا سيدي ما أُحبُّه.

فلم يزل يحدثني بكل حسن حتى كانت المغرب، فصلاها بي، ثم سبّح وسبّحتُ، ودعا ودعوْتُ، وبقي مُقبلًا على دعائِه وتسبيحِه، ما يلتفت لغير ذلك. فأمضّني ـ عَلِمَ اللهُ ـ كأنه يرى أن ابنتَه مُقبِلةٌ مِنّي على مصيبة، فهو يتضرع ويدعو!

ثم كانت العَتَمَة فصلاها بي، وأخذ بيدي فأدخلني إلى دار قد فُرشت بأحسن فرش، وبها خدم وجوارٍ، في نهاية من النظافة؛ فما استقر بي الجلوس حتى نهض وقال: أستودعك الله، وقدم الله لكما الخير وأحرز التوفيق.

قال مسلم: لم تكن الدميمة الشوهاء إلا العروس، ولما نظرتُها لم أرَ إلا ما كنتُ حفظتُه عن أبي عبد الله البلخي، وقلتُ: هي نفسي جاءت بي إليها، وكأن كلامَ الشيخ إنما كان عملًا يعملُ فيَّ ويُديرُني ويُصرفني.

وما أسرع ما قامت المسكينةُ فأَكَبَّتْ على يدي وقالت: يا سيدي، إني سِرٌّ مِن أسرار والدي، كتَمَه عن الناس وأفضى به إليك؛ إذ رآك أهلًا لستره عليه، فلا تَخْفِر ظنَّه فيك، ولو كان الذي يُطلَبُ من الزوجةِ حُسْنُ صورتِها دون حُسن تدبيرها وعفافها لعَظمت مِحنتي، وأرجو أن يكون معي منهما أكثر مما قصَّر بي في حسن الصورة، وسأبلغُ محبتكَ في كل ما تأمرني، ولو أنك آذيتَني لعددتُ الأذى منك نعمة، فكيف إن وَسِعَني كرمُكَ وستْرُك؟ إنك لا تعاملُ اللهَ بأفضلَ مِن أن تكون سببًا في سعادة بائسةٍ مثلي، أفلا تحرص يا سيدي، على أن تكون هذا السبب الشريف؟

ثم إنها وثبت فجاءت بمالٍ في كيس، وقالت: يا سيدي، قد أحلَّ اللهُ لك معي ثلاثَ حرائر، وما آثرتَهُ من الإماء، وقد سَوَّغْتُكَ تزويج الثلاث وابتياع الجواري من مال هذا الكيس، فقد وَقَفْتُه على شهواتِك، ولستُ أطلبُ منكَ إلا ستري فقط.

فقلت لها: إنَّ جزاء ما قدَّمتِ ما تسمعينه مني: والله، لأجعلنكِ حَظّي من دُنياي فيما يُؤثِره الرجلُ من المرأة، ولأضربنَّ على نفسي الحجاب، ما تنظر نفسي إلى أنثى غيرك أبدًا.

ثم أتممتُ سرورَها، فحدثتُها بما حفظتُه عن أبي عبد الله البلخي. فأيقنَتْ ـ والله يا أحمد ـ أنها نزلَتْ مني في أرفع منازلها، وجعلتْ تُحسِّنُ وتحسِّن، كالغصن الذي كان مجرودًا، ثم وخزتْه الخضرة من هنا ومن هنا.
وعاشرتها، فإذا هي أضبط النساء، وأحسنهن تدبيرًا، وأشفقهن علي، وأحبهن لي؛ وإذا راحتي وطاعتي أول أمرها وآخره؛ وإذا عقلها وذكاؤها يظهران لي من جمال معانيها ما لا يزال يكثر ويكثر، فجعل القبح يقل ويقل، وزال القبحُ باعتيادي رؤيته، وبقيت المعاني على جمالها؛ وصارت لي هذه الزوجة هي المرأة وفوق المرأة".


فهذه هي قصة مسلم بن عمران، تاجر من البصرة، تزوج امرأة قبيحة دميمة، ولكنه أحبها حباً ذَهَبَ به كل مذهب، وأنساه كلَّ الجميلات من النساء، رزقه الله منها ولدين كالشمس والقمر في الحسن والجمال والأدب.


****وبعد قراءة هذه القصة احس إنه فيها جزء خيالي ....أو إنه فاتنا فضائل
عقل السابقين ...فهل تصدق مثل هذه القصص...وتحس اذا قرأتها باختلاف...المعايير ...او تعتقد انها نسج خيال ...

زقرت
02-11-2013, 03:58 PM
كم من جميله مطلقه

وكم من قبيحه سعيده ويحبها زوجها

الاخلاق ثم الاخلاق

زمن الغربة
02-11-2013, 05:44 PM
هذي من أجمل القصص اللي قرأتها....وهي أحد القصص من كتاب الأديب الكبير مصطفى صادق الرافعي وحي القلم ، ولو أنها منقولة هنا بتصرف لكن أنصح بقرايتها
بالكامل من الكتاب نفسه ، كتاب وحي القلم كتاب يستحق الاقتناء...

ام السعف
02-11-2013, 10:09 PM
الحين بيقوم سوق الدمامة والقبح لو اعتمدنا الاعتماد الحرفي على الموضوع !!
وبيطيح سوق الجميلات ....> احسن ( تعليق وحدة دميمة ):p

في الأخير جمال المظهر مطلب وجمال الروح والعقل بعد مطلب
ويازين المرأة لو اجتمعوا فيها كل من الجمال الظاهر والباطن ،،

نور الحور
02-11-2013, 11:56 PM
بالفعل هذه القصة قرأتها في كتاب الأديب الرائع مصطفى صادق الرافعي (وحي القلم) ..

وفي رأيي أنها ترجمة مثالية لمفاهيم (حسن الظن بالله) .. و تطبيق عملي لقانون الجذب ..


طبعاً جمال المظهر والمخبر معاً هو الأفضل على الرغم من نسبيته ..
ولكن هناك عدد لا بأس به من الناس يكتفي بجمال الظاهر فقط !

لكن هذه القصة تطرح (الندرة) .. ندرة وجود من يقبل بجمال الباطن فقط .. فيجد الرضى والسعادة ..
ويطرح مفهوم حسن الظن بالله من جانب الزوجة .. حيث رزقها الله بزوج مخلص محب وأبناء رائعين بفضل حسن ظنها بالله ..

للقصة تأملات وجماليات عميقة باطنة نرجو ألا نأخذها بظاهرها فقط << بالضبط كما تسعى إليه هذه القصة من مفاهيم !

khalid525
03-11-2013, 12:06 AM
هذا الرجل حكيم وتقي احسن النية واحسن الله اليه ، وليس كل الرجال مثله .

نور الحور
03-11-2013, 12:09 AM
هذا الرجل حكيم وتقي احسن النية واحسن الله اليه ، وليس كل الرجال مثله .



وربما المرأة تقية وحسنة الظن بالله فرزقها الله هذا الزوج المحب والأبناء الرائعين !

وربما هي الاثنين معاً ..
تقوى الله وحسن الظن به مفتاح التوفيق !