المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الغُـرور والمغْـرورون



امـ حمد
03-11-2013, 05:32 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الغُـرور والمغـرورون
صفة من كانت فيه فقد احترام الناس له,وكانت سبب مذلته
وخزيه عند الله في الدنيا والآخرة,هي صفة الغرور,
فما هو الغرور ومن هم المغرورون،
الغرور في اللغة،هو كل ما غرَّ الإنسان من مال أو جاه أو شهوة،
واصطلاحاً،هو سكون النفس إلى ما يوافق الهوى ويميل إليه الطبع,
وجاءت مادة الغرور بصيغ مختلفة في القرآن الكريم لتدل على معان أهمها الانخداع والتعالي المؤدي إلى البطر، ونكران نعم الله على الإنسان قال تعالى(مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ)سورة الانفطار،
أما في السنة الشريفة،فيتركز التنبيه على الغرور، وهى الإعجاب بالنفس ،وهو ظن كاذب بالنفس في استحقاق منزلة هي غير مستحقة لها, وكذلك الكبر الذي ينبني على الإعجاب الخادع،ويؤدي إلى الغرور والتعالي وغمط الحق,
وفي الحديث(ثَلاثٌ مُهْلِكَاتٌ،شُحٌّ مُطَاعٌ، وَهَوًى مُتَّبَعٌ، وَإِعْجَابُ الْمَرْءِ بنفْسِهِ)رواه أبو داود، وصحيح الجامع للألباني،
وقال عليه الصلاة والسلام(لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ)الحديث صححه الألباني في صحيح الترمذي،وما ذلك إلا لأن الكبر والعظمة صفة الرحمن وحده،
وأن الغرور المبني على الكبر والإعجاب يضر بصاحبه قبل غيره،لأن غروره يمنعه من أن يستفيد من علم غيره، ولا يألفه أحد لتكبره فهو معزول عن مجتمعه ممقوت فيه،
فيظهر نقص المغرور،لأنه يغتر بما ليس يملك من علم أو عمل أو مال،ونحو ذلك،لأن هذا عطية من الله،والعاقل يشكر ولا يغتر،
إن إعجاب المرء بنفسه من أعظم المهلكات وفظائع الأمور،لأن العُجب باب إلى الكبر والزهو والغرور، ووسيلة إلى الفخر والخيلاء واحتقار الخلق الذي هو من أعظم الشرور،
فهذه الثلاث،الهوى المتبع،والشح المطاع,والإعجاب بالنفس،من جمعها فهو من الهالكين،ومن اتصف بها فقد باء بغضب من الله واستحق العذاب المهين،فطوبى لمن كان هواه تبعاً لمراضي
الله،وطوبى لمن وُقيَ شح نفسه فكان من المفلحين،وعرف نفسه
حقيقة فتواضع للحق وخفض جناحه للمؤمنين،
الغرور أو العجب أصل يتفرع عنه التيه والزهو والكبر والنخوة والتعالي،ولذلك صعُب التفريق بينها على أكثر الناس,فقد يكون العجب لفضيلة في المعجب ظاهرة،
فمن معجب بعلمه فيتعالى على الناس،ومن معجب بعمله فيرتفع، ومن معجب برأيه فيزهو على غيره،ومن معجب بنسبه فيتيه،ومن معجب بجاهه وعلو حاله فيتكبر ويتنخى,
وأقل مراتب العجب أن تراه يتوفر عن الضحك في مواضع الضحك، وعن خفة الحركات، وعن الكلام إلا فيما لا بد له من
أمور دنياه,وعيب هذا أقل من عيب غيره،ولو فعل هذه الأفاعيل على سبيل ترك الفضول،لكان ذلك فضلاً وموجباً لحمده،ولكن إنما يفعل ذلك احتقاراً للناس وإعجاباً بنفسه،فحصل له بذلك استحقاق الذم،وإنما الأعمال بالنيات،ولكل امرئ ما نوى،
من امتحن بالعجب فليفكر في عيوبه،فإن أعجب بفضائله فليفتش ما فيه من الأخلاق الدنيئة،فإن خفيت عليه عيوبه جملة حتى يظن أنه لا عيب فيه،فليعلم أن مصيبته إلى الأبد،وأنه لأتم الناس نقصاً،وأعظمهم عيوباً,وأضعفهم تمييزاً,
لأن العاقل،هو من ميز عيوب نفسه فغالبها وسعى في قمعها،
والأحمق هو، الذي يجهل عيوب نفسه،إما لقلة علمه وتمييزه وضعف فكرته،
إن من صور الغرور والمغرورين التي ينبغي الحذر منها والابتعاد عنها،ما ابتلي به الراغبون في التوبة والعائدون إلى الله،مرضاً اسمه غرور التوبة، وهو من تلبيس إبليس للمسلم،فما أن يهتدي المسلم
إلى طريق الله،عز وجل،وما أن تعرف أقدامه الطريق إلى بيت الله، فيصلي الخمس في الجماعة،ويحرص على أداء نوافل الصلاة،
ونوافل الصيام,ويحرص على السنن الظاهرة,حتى يتسلل غرور
التوبة والطاعة إلى قلبه,فالتائب،العائد إلى الله،في أول عهده بالتوبة،وفرحته بها يكون أقرب ما يكون من حافة الخطر،حيث يتربص له الشيطان ليفسد عليه توبته،فيزينها له،ويجملها في قلبه ويجعله يغتر بها،
إن غرور التوبة يشبه غرور التمادي في المعاصي؛ فكلاهما غرور، وكلاهما يقف خلفه الشيطان،قال تعالى(إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا)سورة فاطر،أن غرور التوبة أخطر،لأنه غرور
قد لا يلحظه من الناس إلا نافذو البصيرة من أهل الإيمان،الذين يعرفون الفارق الدقيق بين التوبة الصادقة،والتوبة الزائفة،
فليحذر أولئك العائدون إلى الله من الوقوع في حبائل الشيطان بالاغترار بتوبتهم،بالاطمئنان إلى الآخرة والأمن من مكر الله عز وجل،
إن أعجبت بعلمك، فاعلم أنه لا خصلة لك فيه، وأنه موهبة من الله وهبك إياها ربك تعالى، فلا تقابلها بما يسخطه، فلعله ينسيك ذلك بعلة يمتحنك بها، تولد عليك نسيان ما علمت وحفظت،فأي مكان للعجب ها هنا،
فاجعل مكان العجب استنقاصاً لنفسك واستقصاراً لها،وتفكر فيمن كان أعلم منك،فانظر حينئذ إلى من علمه أجل من علمك في مراتب الدنيا والآخرة،
إن أعجبت بمالك،فهذه أسوأ مراتب العجب،فانظر في كل ساقط خسيس هو أغنى منك، في تغبط بحالة يفوقك فيها من ذُكِر,واعلم
أن المال غاد ورائح، وربما زال عنك،ورأيته بعينه في يد غيرك,ولعل ذلك يكون في يد عدوك،والثقة به غرور وضعف،
وإن أعجبت بمدح إخوانك لك، ففكر في ذم أعدائك إياك،فحينئذ ينجلي عنك العجب,

اللهم أصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين,
واجعلنا ممن آثروا الآخرة على الدنيا وآتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار,

حمد 2002
04-11-2013, 08:50 AM
شكرا ام احمد على تلك المعلومات الجميله ،،

بنـ الدحيل ـت
04-11-2013, 09:15 AM
حبيبتي أم حمد

جزاج الله خيرا

امـ حمد
04-11-2013, 04:01 PM
شكرا ام احمد على تلك المعلومات الجميله ،،

الشكر لله اخوي حمد
بارك الله في حسناتك

امـ حمد
04-11-2013, 04:01 PM
حبيبتي أم حمد

جزاج الله خيرا


بارك الله في حسناتج يالغاليه بنت الدحيل
ويزاااج ربي جنة الفردوس حبيبتي