المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : النهدي: قطر سوق استثماري واعد والحرف تعاني من شح الدعم



رمــــــاح
04-11-2013, 09:18 AM
النهدي: قطر سوق استثماري واعد والحرف تعاني من شح الدعم





رغم الصعوبات التي تواجه القطاع الحرفي في دول الخليج، إلا أن هنالك العديد من الحرفيين الذين اختاروا مواصلة العمل في هذا القطاع، والسعي نحو التوسع فيه، وتوصيل رسالة للشباب الخليجيين بضرورة الولوج في المشاريع الحرفية لدعم الإنتاج المحلي وتقليل الاستيراد من الخارج، وذلك من أجل النهوض باقتصادات دولهم، من بين هؤلاء الشباب الحرفي السعودي راضي النهدي، الذي ينوي بإنتاجه من السلع الرجالية، الدخول للسوق القطري، بعد النجاح الذي حققه في بلده، من خلال مصنعه المتواضع، الذي فضل العمل فيه بنفسه مع أصدقائه، حتى استطاع أن يثبت بإرادته ومجهوداته في صناعة الجلود وكل ما يتعلق بزينة الرجل الخليجي، أن الإنتاج المحلي يستطيع أن ينافس نظيره الغربي المستورد، من حيث الجودة العالية والذوق الراقي، ليستقطب حوله العديد من شخصيات المجتمع ورجال الأعمال كزبائن دائمين له، "الشرق" التقت راضي بن مبارك النهدي، الذي أطلعنا على مشروعه " فخر " للأزياء الرجالية، مستعرضاً أبرز التحديات التي تقف كحجر عثرة في طريقه، فكان الحوار كالآتي:

بداية تحدث النهدي عن مشروعه الذي أطلق عليه اسم " فخر" حيث قال: اخترت لمشروعي اسم فخر وذلك لافتخاري واعتزازي لكل ما أنتجه من قطع وسلع للرجل الخليجي من الأحذية الشرقية والزبيرية والنجدية، والبشت أو كما يطلق عليه خليجياً بالمشلح، والعقال الحموي الصافي، وغيرها كما أنني أعمل على تقدم خدمات استشارية وتفصيل مكملات الأناقة الرجالية، وقد تأسس مشروعي فعليا على أرض الواقع قبل أربع سنوات من خلال التعاون مع مصانع ومعامل في الاختصاص نفسه، ولقد اخترت الصناعة الحرفية اليدوية في كل السلع التي أنتجها ولذلك فالإنتاج قليل نسبياً، حيث إن كل قطعة أتعامل معها كلوحة فنية، أعتني بأدق تفاصيلها، معتمداً على خامات الجلد ومشتقاته والأقمشة والخيوط كخيوط الذهب والفضة، حيث أستورد الجلود الخام من إيطاليا ودول أوروبا، تشمل: النعام، والتمساح، وجلد الثعبان، والماعز، وحراشيف السمك وغيرها، كما أستخدم في صناعة الأحذية أفخر أنواع الخيوط اليابانية المعالجة حراريا.


السوق القطري

وعن أسباب اختياره قطر من أجل التوسع في مشروعه، أشار النهدي إلى أن قطر تحتل مكانة رفيعة على مستوى العالم، في شتى القطاعات، خاصة الاقتصادي منها، مما دفع بالكثير من رؤوس الأموال الخليجية والأجنبية، للاستثمار في السوق القطري، باعتباره من الأسواق الواعدة، إلى جانب ما تتمتع به البلاد من استقرار سياسي واقتصادي بفضل الإدارة الحكيمة لحكومة دولة قطر حفظها الله، وتابع: أنا في طور الانتهاء من دراسة السوق القطري، حتى أبدأ بطرح مشروعي، إن المجتمع القطري مقدر ومتكاتف ومحب مع كل ما يقدمه أبناء الخليج، وهذا ما يشجعني نحو الانطلاق في هذا البلد المعطاء، كما أن الشعب القطري شعب صاحب ذوق رفيع وأنيق وهذا ما يشجعني أكثر، فضلاً عن أنه حريص على التقيد بزيه الوطني، وإن شاء الله يجد مشروعي مكاناً مميزاً بين المشروعات الأخرى التي تحمل في جعبتها الكثير من الابتكار، يمكنني القول إن قطر بلدي الثاني ومن فيها أهلي وإخوتي وأحبابي ووجدت منهم كل التقدير والثناء ورقي التعامل، فعاداتنا واحدة وتقاليدنا واحدة وكذلك الحال مع ملبسنا وأناقتنا الخليجية، وأتمنى أن أكون واحداً من رواد الأعمال الخليجيين والمستثمرين، إلى جانب التعاون والتكاتف في إيصال رسالتي وطموحي لأبناء المنطقة، وهدفي يتبلور في نقل ثقافة الأناقة الخليجية للعالم.


تطوير الإنتاج

كما تحدث النهدي عن أنه قام بتأسيس مصنع متواضع للتصنيع والإنتاج، بما يتلاءم مع ميزانيته، مفضلاً العمل فيه بنفسه وأصدقائه، والاعتناء بكل قطعة يقوم بتصنيعها يدوياً، وقال: حلمي في هذا المجال واسع وطموحي عالٍ وأمنيتي بإذن الله تطوير هذا المشروع إلى مصنع كبير وتأسيس معهد يضم الشباب الخليجي وتعليمهم وتدريبهم على الصناعة الحرفية للجنسين، وأهمية تطويرها في بلداننا الخليجية، إنها رسالة أسعى إلى إيصالها للشباب والفتيات، للتشجيع على ممارسة المهن الحرفية، والارتقاء بها، فنحن نمتلك الكوادر والكفاءات وكل الخبرات، ولكن مازال البعض حبيسا داخل أسوار الخجل الاجتماعي، الذي أرى أنه يجب أن يتلاشى مع التطور الفكري الكبير الذي انتشر في منطقتنا، إن الإنتاج المحلي بحاجة إلى أن ندعمه بجهودنا وسواعدنا، فنحن قادرون على إنتاج وتصنيع كل السلع التي نستوردها من الخارج، ولكننا نحتاج للدعم المالي والمعنوي.

وفيما يتعلق بكمية الإنتاج اليومي التي أنتجها، فالحد الأدنى للإنتاج اليومي للحذاء يتراوح من 6 إلى 12 حذاء، حسب التصميم، فما نسبته %90 تتم صناعته يدوياً، والإنتاج من المشالح أو البشوت فيتم إنتاج 12 بشت تقريبا ويزيد الطلب عليها في المواسم كالأعياد والأعراس وغيرها، وأنا أسعى دوماً إلى توسيع إنتاجي اليومي من خلال التعرف على المشاريع الحرفية خاصة الخارجية منها، وذلك لقلتها خليجياً.


صعوبات وتحديات

هذا وتحدث النهدي عن أبرز الصعوبات التي تواجه القطاع الحرفي في الخليج، والتي واجهها في عمله حيث بيّن قائلاً: مسافة البعد المكاني بيني وبين الدول، من أجل توفير الخامات المستخدمة في التصنيع إحدى هذه الصعوبات، وكذلك ضعف التعاون والمساعدة من قبل مالكي المصانع الخليجية في دعم شباب الأعمال الحرفي والتسهيلات المالية، في اعتقادي أنها من أبرز الصعوبات التي تواجهني كشاب طموح في مشروعي، إلا أنني أحاول دائماً التغلب عليها، من خلال حركتي الدائمة والبحث عن البدائل، كما أنني وبعد القيام بعمل مسح ميداني لمنتجاتنا ودراسة السوق بشكل دقيق ومقارنتها بجودتنا، قررت تقليل هامش الربح بحيث لا يتجاوز الـ %30 لكي تتناسب مع الجميع وكوني أحد أبناء المجتمع الخليجي أعاني ما يعانون من ارتفاعات اقتصادية عالمية، ولذلك تجدين أن أسعار منتجاتي محصورة بين 450 - 950 ريالا كحد أعلى في الوقت الحالي، كما أنني أترقب دوماً مفاجأة ارتفاع أسعار مواد الخام والتشغيل، التي هي واردة جداً خاصة مع الغلاء المعيشي الذي تعاني منه العديد من دول العالم.

وأضاف: في المرحلة الحالية نحتاج إلى التشجيع والمؤازرة فشباب الأعمال في منطقة الخليج قادرون على إبراز أنفسهم وتقديم منتجاتهم للعالم، فلا أخفيك أنني تلقيت اتصالات من مسؤولي شركات عالمية تهتم بالأناقة الرجالية فلم تكن اتصالاتهم للتشجيع والدعم بل للتندر والاستخفاف والتقليل من نشاطنا خوفا من مضايقتهم، ولكن إيماننا بالله قوي وعزيمتنا قوية، وبحكم أنني شاب ومتتبع لجميع قنوات التواصل الاجتماعي فقد اعتمدت بعد الله على تلك الوسائل في التسويق والترويج بمجهودات فردية، بالإضافة إلى ما لاقيته من إخواني الإعلاميين في كافة وسائل الإعلام في السعودية والخليج من دعم معنوي فشكراً لهم.


ترويج السلع

وأضاف: رغم الصعوبات التي أشرت إليها سلفاً، حاولت وبإصرار كبير على الترويج لكل ما أنتجه بفضل علاقاتي الشخصية والاجتماعية في أوساط أعيان المنطقة ورجال الأعمال والإعلاميين، وكوني محبا للتواصل الاجتماعي والإلكتروني وسبق وأن عملت بإحدى الشركات العملاقة لمدة خمس سنوات في منصب مدير عام العلاقات العامة، استطعت أن أجد القبول على ما أروج له من منتجات محلية ذات جودة عالية، وأتمنى أن أصل لمرحلة المنافسة في المستقبل القريب، لثقتي الكبيرة بكل ما تنتجه أناملنا، التي تترجم معاني التجديد والتنويع الدائم والجودة العالية، وهدفي الوصول إلى شرائح المجتمع كافة، بمن فيهم الطبقة المخملية والمشاهير، ويمكنني القول إن عملي في هذا المجال لم يأتي بمحض الصدفة بل جاء منذ كنت في المراحل الدراسية، من خلال معرض أقامه والدي، لي ولإخوتي يتعلق بالملابس والإكسسوارات الرجالية بغرض التعلم والاستفادة من فنون التجارة والاحتكاك مع السوق، فتطور معي هذا الأمر كمستخدم شخصي، وكبر معي هذا الاهتمام حتى تحول إلى حب وعشق للتعرف على هذا المجال والتعمق فيه أكثر، لذلك أجد نفسي قادراً على تقديم الأفضل بفضل خبرتي الواسعة في هذا المجال.


كتاب للأناقة

هذا ويعتزم النهدي إطلاق كتاب خليجي يتخصص بأناقة الرجل في الخليج ليدعم به مشروعه وطموحاته على حد تعبيره، مشيراً إلى أنه سيتحدث من خلال هذا الكتاب كمستشار في عالم الأناقة التكميلية، وعن ذوق وفن الأناقة الخليجية وطرق البحث والشراء وتنسيق الألوان والتنظيم، وحالياً في طور البحث عن الدعم أو راعٍ لهذا الكتاب حتى يرى النور قريباً.

وعن جديده القادم قال: أفكر حالياً في تصميم وإنتاج موديلات من الصنادل الرجالية الفاخرة والأنيقة والتي تجمع بين النمطين الشرقي والغربي، وكذلك تصميم وإنتاج البشت الباذنجاني، والذي يميل لونه إلى الباذنجان، وهو مطلوب جداً من قبل الرجال للونه المميز.

هذا وقد اختتم الحرفي السعودي راضي بن مبارك النهدي صاحب مشروع " فخر " للأزياء الرجالية، بتقديم النصح لكل شاب ينوي الدخول إلى عالم التجارة بأن يضع الله أمام عينه بالأمانة والإخلاص، وأن يجعل من الإصرار وروح التحدي هو حليفه في مشروعه واستثماره، متمنياً المزيد من روح التكاتف والتعاون بين الشباب الخليجي في كل مجال مهني وتجاري، وأن تبادر المشروعات الكبرى بدعم فئة الشباب الطموح، كجزء من المسؤولية تجاه بلدانهم، آملاً أن يكون هذا واقعاً ملموساً في يوماً ما.