المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حتى تكون عزيزاَ



امـ حمد
06-11-2013, 05:41 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حتى تكون عزيزاً
إذا أردتَ أن تكون عزيزاً عليك أن تعلم أولاً أن العزة هي لله وحده، قال تعالى(مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فلله العِزَّةُ جَمِيعَاً)وقال(الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلهِ جَمِيعاً)وقال سبحانه(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ)فجعل الله العزة له وحده،
وكذلك في قوله تعالى(وَلِلهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ)، فالعزة هنا هي لله سبحانه، فكل من اتصل بالله فهو عزيز لاتصاله به سبحانه، ومن هنا جاءت العزة لرسل الله ولعباده المؤمنين، ونعتز بالإسلام لأنه دين الله تعالى، كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه(نحن قومٌ أعزَّنا اللهُ بالإسلام مهما ابتغينا العزةَ بغيره أذلَّنَا الله)فالعزة من عند الله وقد أعزنا الله بدينه الإسلام،ومن ابتغى العزة بغيره أذله الله، فبالإسلام يسمو الإنسان بنفسه فلا يعبد إلا الله تعالى ويتحرَّر من العبودية لغيره،
فالعزة تكون بطاعة الله سبحانه والقُرْب منه،والذلة والمهانة بمعصيته والبعد عنه، وأبى الله إلا أن يذل من عصاه، قال الإمام الشافعي(من لم تعزه التقوى فلا عز له)
والعلو والرفعة هي للمؤمنين بالله سبحانه،قال تعالى(وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)واللهُ وَلِيُّ المؤمنين،قال تعالى(اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ)وقال سبحانه(ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ)،والنصر والعاقبة للمؤمنين المتقين،قال تعالى(إِنَّ اللهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا)وقال(إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ)
وفي نور النبوة الرائع ما يهدي أتباع محمد عليه الصلاة والسلام، إلى منهج الشرف وطريق الكرامة وصراط العزة، فإن هذا الهدي النبوي الكريم،يعلم الانسان أن لا يرضى الدنية في دينه،ولا في دنياه، بل يحفظ لنفسه حقها ويذود عن هذا الحق ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، فإن مات دونَهُ فهو شهيد، وإن فاز وانتصر عاش عيشةَ الأحرار، وباء أعداؤه بالسعير وبئس القرار،
وقد أخرج الشيخان عن أبى هريرة قال،جاء رجل فقال،يا رسول اللَه أرأيت إن جاء رجل يريد أخذ مالى،قال(فلا تعطه مالك)قال،أرأيت إن قاتلني،قال(قاتله)قال،أرأيت إن قتلته،قال(هو فى النار)قال،أرأيت إن قتلني،قال(فأنت شهيد)رواه مسلم وأحمد،وعن طلحه بن عبيد الله،وابن عباس،عن الرسول عليه الصلاة والسلام،قال(اطلبوا الحوائج بعزة الأنفس،فإن الأمور تجري بالمقادير)وقال(إن الله يحب معالي الأمور ويكره سفسافها)وقال(من أعطى الذلة من نفسه طائعاً غير مُكرَه فليس منا)‌صحيح الجامع،
والعزة ليست تكبراً أو تفاخراً، وليست بغياً أو عدواناً، وليست هضماً لحق أو ظلماً لإنسان، وإنما هي الحفاظ على الكرامة، والصيانة لما يجب أن يصان، ولذلك لا تتعارض العزة مع الرحمة، بل لعل خير الأعزاء هو مَن يكون خيرَ الرحماء، وهذا يذكرنا بأن القرآن الكريم قد كرر قوله عن رب العزة(وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ)
وكما تكون العزة خُلُقاً كريماً ووصفاً حميداً، إذا قامت على الحق والعدل واستمدها صاحبُها من حمي ربه لا من سواه(أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً)
تكون العزة الكاذبة أو الضالة خلقاً ذميماً حين تقوم على البغي
والفساد، ومن ذلك النوع قوله الله تعالى( بَلِ الّذِينَ كَفَرُواْ فِي عِزّةٍ وَشِقَاقٍ)فعزة الكافرين تعزز كاذب، ولذلك جاء في الحديث(كل عز ليس بالله فهو ذل)صحيح الإمام مسلم،
وقوله تعالى عن بعض الضالين( أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ)والعزة هنا مستعارة للحمية الجاهلية والأنفة الذميمة، فالشرف كل الشرف أن تكون عبداً لله تعالى،من أوليائه الذين يعملون الصالحات ويجتنبون المحرَّمات،وممّا زادنا شَرَفاً،
دخولنا تحت قولك(يا عبادي)وأنْ صيَّرتَ (محمد)صلى الله عليه وسلم، لنا نبياً.

TRAVELLER
06-11-2013, 09:27 PM
بارك الله لك في الدنيا والآخرة أختي الكريمة

امـ حمد
06-11-2013, 10:24 PM
بارك الله لك في الدنيا والآخرة أختي الكريمة

وبارك الله في حسناتك اخوي
وجزاك ربي جنة الفردوس

بـارود
28-11-2013, 03:08 AM
جزيتي كل خير

امـ حمد
28-11-2013, 03:12 AM
جزيتي كل خير

وبارك الله في حسناتك اخوي بارود
وجزاك ربي جنة الفردوس