المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المشكلات سمة من سمات الحياة



امـ حمد
10-11-2013, 05:09 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المشكلات سمة من سمات الحياة، فلا بُد أن نتعامل معها برحابة صدرٍ، ولابُد أن نكون أقوياء في مُواجهتها،ولتحقيق ذلك لا بد اولاً
من الاستعانة بالله والثقة من عونه سبحانه، فادراكنا أنَّه لن يأتي الخيرُ إلا بإذنه،عز وجل،وانه لن يُصيبنا أحدٌ بمكروهٍ إذا لم
يأذن،سبحانه وتعالى،وإن أمرنا كله بيده، وكلُّ ما عليَّنا هو أن نأخذ بالأسباب الذي يشعرنا بالطمأنينة والهدوء والامن النفسي،كما ان
الوضوء وصلاة ركعتين وكثرة الاستغفار تزيد قلوبنا انشراحاً،وصدورنا اتِّساعاً لاستيعاب المشكلة، فالاستغفار بمثابة
الإلهام للعقل لكي يتفتَّق عن أفكارٍ جيدةٍ وجميلة،
أما الوضوء والصلاة فيمنحانا طاقة ايجابية تجعلنا اكثر قدرة على
التفكير،قال تعالى﴿أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾الرعد،ويلاحظ ان مواجهتنا لمشكلة ما قد يهز ثقتنا في انفسنا،وكأنَّ المشكلة تكشف لنا
مناطقَ النَّقص التي فينا،وعندما تهتزُّ هذه الثقة نغرق في الشُّعور بالمشكلة،ولا نتجه نحو حلِّها،فيبقى أحدُنا يتأسَّى،
ويندب،ويشكو،ويتذمر،ويُعبر عن الاستياء،كما انها لا تجعلنا نفكِّر بمنطق وبتعقل ولو لزمنا التفكير لاهتدينا إلى حل،فهذه المشاعر السلبية لا تمنحنا الحلول،
ولا بد من الأمل وعدم اليأس،
يقول الله،عز وجل﴿فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا،إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا﴾الشرح، ويقول سبحانه﴿وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ
رَبُّكَ فَتَرْضَى﴾الضحى،وفي الحديث القدسي(أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي عبدي ما شاء،إن ظن خيراً فله،وإن ظن شراً فعليه)رواه أحمد ومسلم والطبراني،
فالأمل لابُد أن يكون حاضرًا لدينا عند حلِّ المشكلة، وهو أن نستشرف أنَّ ما هو قادم سيكون خيرا،لأنَّ الله عز وجل،لا يُريد لنا
إلا الخير، وحُسن ظننا بالله،سبحانه وتعالى،سيمنحنا الخير،كما انه يجعلنا ننهي المشكلة ونعمل على حلها،لأنِّنا نؤمن بأنَّ القادم أجمل
وأروع،ولكن قد يحصل أحيانًا ان لا نصبر فنفتر ونضعف ونتقهقر فنعود إلى الوراء، فلا بد من الصبر والمصابرة،والصبر هو الفرق
بين من يستطيع أن يحل المُشكلات ببراعة، ومن يضعف أمامها،كما
ان النظر الى الأمور نظرة موضوعية وتجنب المبالغة في القول
والفعل يساعد على تخطي هذه المشكلة بنجاح،قال تعالى﴿وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا﴾ الأحزاب،
والقول السَّديد هو،
قاصداً غير جائرٍ، حقًّا غير باطلٍ. بمعنى،إذا أراد المؤمن أن يتكلّم بالكلمة يتدبّر عواقبها وما يترتّب عليها فإن رأى أنّ عاقبتها خير وفيها رضا الله تعالى،قاله وإلاّ سكت،عملاً بقول الرّسول صلّى الله عليه وسلّم(من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت)متّفق عليه،والقول الصّائب الصّادق السليم المستقيم،لا كذب فيه ولا زور ولا إثم ولا باطل وذلك في جميع أموركم وفي سائر شؤونكم،فالقول السّديد هو الصّائب،هدف الحقّ والخير بعيداً عن الباطل والشرّ،وألا نحمل كلامنا أكثر من معناه،
ولا أقل من معناه، وان نضع الأشياء في مواضعها،وان لا نقلل من المُشكة فنهمِّشها ونبخسها قيمتها وقدرها،والإ سنجدها تلتف حولنا
وتخنق اعناقنا،كما ينبغي تجنب الاغراق في المشاعر وان نبحث في امر هذه المشكلة لأن الجهل يخرجنا من الموضوعية،كما ينبغي ان
لا نبحث عن المصالح المستعجلة، فلا بد ان نعطِي الأشياء وقتها الذي تستحقه، وكلُّ شيءٍ مع الوقت سيُعطينا نتيجته المناسبة،فلو
زرعنا مثلا شجرة تفاحٍ الآن فإننا لن نأكل منها تفاحاً غدًاً، حتى لو سقيناها بالكثير من الماء حتى تنمو بسرعة،فهي لها وقت معين
لتنمو فيه،كذلك المشكلة لها دورة زمنيَّةٌ تبدأ من خلالها وتنضج وتكتمل، ثم تنتهي مُستجيبةً للحلول التي وضعناها، وإذا أردنا أن
نسابق الزمان لن ننهي المشكلة، ولربما خلقنا مشكلةً أكبر منها،
والاستعانة بذوي الرأي والخبرة مطلوب،فلا بد ان نعطي لصاحب
العقل وصاحب التجربة في الأمر،بإيجاد حل ويكون ذلك بعد الاستعانة بالله،الهدوء سمة من سمات النجاح وتعبير عن شخصية
قوية ومتماسكة والهدوء عنوان لانسان واع ومتحضر،وبالعكس تماماً ذلك الانسان الذي يثور لأتفه الأسباب ويهيج لأسخف الأمور
انه يعبر عن انسان ضعيف الشخصية والعقل وضعيف الارادة،
يقول علم النفس(ان الانسان الذي يغضب لأتفه الاسباب هو انسان
ركيك ركيك الشخصية )تماماً كالشجرة الضعيفة التي تؤثر عليها أبسط هبة من الريح،أما الانسان القوي كالشجرة القوية تمتد جذورها
الى أعماق الارض حيث تزداد ثباتاً كلما عصفت الرياح بها،
والانسان الهادىء هو الذي يستطيع أن يفوز بقلوب الاخرين وينال
إعجابهم,واذا أردت أن تكسب رجلاً الى جانبك فأقنعه أولاً بأنك صديقه المخلص ،هذه وحدها هي الطريق المؤدية الى قلب الرجل،
فالهدوء بكل ما يعنيه من معنى قادر على صنع العجائب والتأثير حتى على النفوس الغليظة،كما لا بد من الحماس لمعالجة هذه
المشكلة فلا بد من مباشرتها في حينها حتى لا نضيع الوقت،وتذهب السَّاعات والأيام،فلا يصبح للحل الذي أوجدناه أية قيمة.