المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تفسير سورة النور



امـ حمد
11-11-2013, 06:50 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
النور من أسماء الله الحسنى،وسميت سورة النور بهذا الاسم لأنها تضمنت الآية الكريمة(اللهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)والعالم يبقى
بإيجاد الله له وتدبيره لأمره،ونور النهار عند مطلع الشمس،أو نور الليل عند بزوغ القمر مصدره من الله،فإذا ذهب النوران فكل ذرة
تتحرك دليل على خالقها،لأنها به تقوم،ومن دعائه،عليه الصلاة والسلام،وهو يقوم الليل(اللهم لك الحمد،أنت نور السموات
والأرض ومن فيهن، ولك الحمد،أنت قيوم السموات والأرض ومن فيهن)قال تعالى(لَقَدْ أَنزَلْنَا آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ)أن السورة تحدثت عن العلاقة
الخاصة بين الرجال والنساء، وذكرت عقوبات بعض الجرائم الجنسية، وشرحت آداب نظر كل جنس إلى الآخر،وحددت الزينات
المباحة والمحظورة،كما أوجبت الاستئذان قبل دخول البيوت، وداخل كل بيت،وبينت البيوت التى يجوز الأكل فيها ومع من،وهذه
تنظيمات لبناء المجتمع الإسلامى على العفة والطهر،وإقامة سياج متين حول المحارم التى يخاف وقوعها،وقد كان لهذه التعليمات أثر
فى صون الأمة من الآثام وتحصينها من الرذائل،ومن المشاهد أن الحضارة المعاصرة تجرأت على المناكر، ومهدت لها الطرق،ولم
تزل تواقعها حتى استباحتها،والزنا الآن لا يسمى زنا،بل يسمى فى أغلب الأحيان حبا أو صداقة،وقد دحرجت الآذيان عن مكانتها فى
التربية،وفسح الطريق أمام مذاهب لا إيمان لها ولا شرف،وقد بدأت سورة النور بتقرير عقوبة الزنا،وتحريم الزواج من البغايا،
كما غلظت جريمة قذف المحصنات،مبينة أن ذلك كله من فضل الله وحكمته وتوبته على عباده،وذكر حديث الإفك،وهو حديث كشف
عما فى صدور أعداء الإسلام من ضغن،ذاك ما فعله كبير المنافقين عبد الله بن أبى عندما افترى الكذب على عائشة أم المؤمنين،
وطعنها فى أغلى ما تملك وتركها تقول،ظننت أن الحزن فالق كبدى،أما الرسول،عليه الصلاة والسلام،فقد أخذته الدهشة وتحير
فى هذه المصيبة الداهمة،لولا أن الله أنزل براءة زوجته فى وحى يتلى إلى آخر الدهر(إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ)وهكذا أطفأ الله الفتنة بعد ماتركت فى النفوس جراحاً،ثم عاد القرآن الكريم يذكر الآداب الخاصة بدخول
البيوت،إن لسكانها حرمة،لابد من استئناس وتسليم وإذن،فلا تبالى أن تنظر من ثقب الباب لتعرف ما هنالك،وأكد الإسلام ضرورة
غض البصر وحفظ الفروج،إن الإسلام اعتبر الزواج عبادة،وألزم الطبيعة البشرية أن تكتفى بالحلال، وأن تبتعد عن الحرام،
(اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ)أن الهدى الذي جاء به هذا الدين،إنما هو بمثابة النور الذي يضيء الطريق،وهو المنهج الذي يخرج الناس من الظلمات إلى النور،كما قال تعالى( أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاس كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَات لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا)الأنعام،
والحديث الذي رواه الإمام أحمد في مسنده،قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(القلوب أربعة،قلب أجرد فيه مثل السراج يُزْهِر،فقلب المؤمن، سراجه فيه نوره،
وقلب أغلف مربوط على غلافه،فقلب الكافر
وقلب منكوس،فقلب المنافق عرف ثم أنكر
وأما القلب المصفح،فقلب فيه إيمان ونفاق، ومثل الإيمان فيه كمثل البقلة يمدها الماء الطيب، ومثل النفاق فيه كمثل القرحة يمدها القيح
والدم، فأي المدتين غلبت على الأخرى غلبت عليه)فهو مثل نوره فى قلب المؤمن،وأساسه أن القلب العارف يرزق بصيرة تميز
الصواب من الخطأ،والبر من الإثم، ويمشى بين الناس ثابت الخطو فسدد الهدف،ولعله يستمد من القرآن وضوح غايته،والقرآن نور
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا)النساء،فالذى يلمح فى الآفاق نور ربه تستقر هداياته فى قلبه،
ويرتبط بالمساجد يتردد عليها من الفجر إلى العشاء، فقلبه معلق ببيوت الله يسبح فيها بالغدو والآصال،أما الكافرون فأشباه دواب لا
يعرفون عن ربهم شيئاً،وربما كانوا أذكياء فى فهم الدنيا، ولكنهم محجوبون عن رب الدنيا والآخرة(وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ
مِنْ نُورٍ)تدبر قوله تعالى(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّه يُسَبِّح لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَالطَّيْر صَافَّات كُلّ قَدْ عَلِمَ صَلَاته وَتَسْبِيحه وَاللهُ عَلِيمٌ بِمَا
يَفْعَلُونَ)النور،ألا يغريك هذا السياق أن تكون بعض الكون المسبح بحمد ربه،المعترف بآلائه ومجده،وفى عصرنا يوجد أناس يريدون
أن يجعلوا للشرائع مصدراً غير الإسلام،وهم ينظرون إلى سورة النور خاصة بضيق شديد،لأنها حرمت الزنا والتبرج
والانحلال،ولذلك شرحت السورة موقف هؤلاء، وبراءة الدين منهم(وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ)
وقد تتعبت مسالك هؤلاء الرافضين لحكم الله ورسوله فوجدت جمهرتهم لا تحترم لله فريضة، ولا تعرف طريقها إلى مسجد،وهم
يتظاهرون،ويشد بعضهم أزر بعض، حتى لا يقوم للإسلام حكم،
والحرب من قديم ناشبة بين فريقين،
فريق ضائق بالدين كله، يحتال لإسقاط رايته وإحباط غايته،
وفريق يربط الناس بربهم،ويشد أرجاء المجتمع بشغب الإسلام.

قلم صادق
11-11-2013, 09:52 AM
بارك الله فيج اختي ام حمد

زمان
11-11-2013, 10:12 AM
أحسنتي والله يجزاكم خير

ويرجى الأخذ بالملاحظة

امـ حمد
11-11-2013, 04:07 PM
أحسنتي والله يجزاكم خير

ويرجى الأخذ بالملاحظة





بارك الله في حسناتك
وجزاك ربي جنة الفردوس

امـ حمد
11-11-2013, 04:08 PM
بارك الله فيج اختي ام حمد

بارك الله في حسناتك
وجزاك ربي جنة الفردوس