المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : آداب تعامل الرسول مع الأطفال



امـ حمد
14-11-2013, 12:27 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ومن أهم الأساليب في تربية الأطفال
زرع بذور التدين في شخصية الطفل،من المهم في تربية الأطفال هو غرس القيم الدينية والأخلاقية في شخصياتهم،بصورة بسيطة كي يمكن للأطفال استيعابها، كما أن تربية الأطفال على الأخلاق الفاضلة والآداب الحسنة حتى يمكن تنشئة جيل متدين وخلوق،ولأن الدين هو منبع الفضائل الأخلاقية،ومن أجل غرس الدين في نفوس الأطفال يجب اصطحابهم إلى أماكن العبادة والذكر،وكذلك توجيههم نحو الالتزام بالقيم والتعاليم الدينية منذ الصغر،فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم،قوله(علموا أولادكم الصلاة إذا بلغوا سبعاً، واضربوهم عليها إذا بلغوا عشراً وفرقوا بينهم في المضاجع)وكذلك تربيته على الآداب والأخلاق الفاضلة منذ الصغر هو أفضل أسلوب لتهذيب نفسه، وتزكية روحه، وبناء شخصيته،
وتعويد الطفل على العادات الحسنة،والعادات الحسنة كثيرة كالالتزام بالمواعيد، واحترام الكبار، والصدق في الحديث، والاهتمام بالنظافة،
وإفشاء السلام،فهو يقوي في نفسه صفة التواضع وخصلة الخلق الفاضل، ويحيي في الطفل الشخصية والإرادة المستقلة،إذ أن الطفل الذي يجد الكبار يسلمون عليه ويحترمونه بهذا الأسلوب يطمئن منذ الصغر إلى أن المجتمع يعتبره إنساناً ويعيره الناس اهتماماً لا بأس به،وإذا سَلَّم الطفل على الكبار
فعليهم أن يردوا سلامه حتى يشعر بالتقدير والاحترام، ويلتزم الطفل منذ صغره به،ومن الخطأ تجاهل رد السلام على الطفل،لأن ذلك يزرع في شخصيته الشعور بالمهانة والاحتقار،وتعويد الطفل على العادات الحسنة يجعله يتعود عليها حتى عندما يكبر، فمن الصعب على الإنسان أن يترك أية عادة قد تعود عليها منذ نعومة أظفاره،وهذا يحقق له شخصية ناجحة عندما يصبح شاباً،أما عندما يتعود الطفل على العادات السيئة،فإنه سوف يشب عليها،وهذا مايؤدي به إلى الفشل وربما التعاسة والشقاء في حياته،
وتوفير الدفء العاطفي،يحتاج الطفل إلى الحب والعطف والحنان من والديه كما يحتاج إلى الطعام والشراب، فالغذاء العاطفي،ضروري جداً لبناء شخصية سوية غير مضطربة ولا قلقة،فالطفل الذي يتلقى الحب والعطف والحنان يشعر براحة نفسية وتكامل في الشخصية، في حين أن من يفقد الحب والعطف يصاب بعقد نفسية خطيرة،فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(أحبوا الصبيان وارحموهم)
وروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لما قبل الحسن والحسين رضى الله عنهم،فقال الأقرع بن حابس(إن لي عشرة من الأولاد ما قبلت واحداً منهم،ما عليَّ إن نزع الله الرحمة منك)وفي رواية حفص الفراء،فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى التمع لونه وقال للرجل،إن كان الله قد نزع الرحمة من قلبك فما أصنع بك(من لم يرحم صغيرنا ولم يعزز كبيرنا فليس منا)
ومن عطف النبي صلى الله عليه وسلم،على الأطفال أنه كان يؤتى بالصبي الصغير ليدعو له بالبركة، أو يسميه، فيأخذه فيضعه في حجره تكرمة لأهله، فربما بال الصبي عليه فيصيح بعض من رآه حين يبول فيقول صلى الله عليه وسلم،لا تزرموا بالصبي فيدعه حتى يقضي بوله، ثم يفرغ له من دعائه أو تسميته ويبلغ سرور أهله فيه ولا يرون أنه يتأذى ببول صبيهم فإذا انصرفوا غسل ثوبه بعده،وهذا يدل على أهمية توفير الحب والعطف والحنان للأطفال،وزيادة الثقة بالنفس، وتفتح القدرات العقلية ونموها، وفي خلق التوازن في نفسية الطفل، واستقرار الحالة الأخلاقية لديه،
وإذا كان الحب والعطف ضرورياً لنمو روح الطفل وتكامل شخصيته، إلا أن الإفراط فيه له أضـرار كثيرة على الطفل،
من أهمها الإعجاب الزائد بالنفس، وتزايد حالة الغرور،وعدم القدرة على تحمل المسؤوليات، والتصرف بميوعة غير لائقة،
والمطلوب هو التوازن في الحب والعطف والحنان،يساهم في تحقيق التربية المتوازنة في حياة الطفل،
والتربية المتوازنة،تحتاج التربية السليمة إلى التوازن الدقيق في التعامل مع الأطفال،فالقسوة الشديدة على الأطفال كما الليونة المفرطة لها أضرار جسيمة على مستقبل الأطفال وبناء شخصياتهم،
إذ أن الكبح ليس هو الطريقة الصحيحة لتربية الطفل،فإنه يؤدي إلى إثارة القلق في نفس الطفل الـذي هو من أقسى ألوان الصراع النفسي،إن عقاب الطفل لا يؤدي إلى تعديل سلوكه، وإنما يؤدي إلى أضرار جسيمة،ومن الضروري الابتعاد عن الليونة المفرطة فإنها لا تقل خطراً عن القسوة
الشديدة،لأنها تؤدي إلى تنشئة الطفل على عدم الإحساس بالمسؤولية، وعدم التقيد بأية ضوابط أو معايير قيمية أو أخلاقية،وضعف الاعتماد على الذات،أما القسوة الشديدة فإن أخطارها واضحة حيث تؤدي بالطفل إلى التصرف بخشونة وغلظة، والإصابة بالأمراض والعقد النفسية، كما قد تؤدي إلى ارتكاب أعمال إجرامية،
واحترام شخصية الطفل،إن احترام شخصية الطفل تكرس لديه الثقة بالنفس، والشعور بالراحة،في حين أن التعامل مع الطفل باستخفاف،والتقليل من مكانته، واعتباره مجرد جاهل لا يفهم شيئاً،يؤدي بالطفل إلى العقد النفسية، والإصابة بالاضطراب والقلق، والشعور بالنقص،
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم،على عظمته ومكانته الرفيعة يحترم الأطفال كي يزرع في شخصياتهم الثقة بالنفس،وتنمية ذواتهم، فقد روي عن أبي عبد الله رضي الله عنه،قال،عطس غلام لم يبلغ الحلم عند النبي صلى الله عليه وسلم،فقال،الحمد لله، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم، بارك الله فيك،
لقد كان أطفال الناس يحوزون احتراماً وتكريماً من قائد الإسلام العظيم، وكان يبذل لهم من العناية بمشاعرهم الروحية وعواطفهم ما يبذله لأولاده. عن أبي عبد الله رضي الله عنه،أنه قال،صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، بالناس الظهر، فخفف في الركعتين الأخيرتين، فلما انصرف، قال له الناس،هل حدثَ في الصلاة حدث، قال، وما ذاك، قالوا، خففت في الركعتين الأخيرتين، فقال لهم، أما سمعتم صراخ الصبي،

ومن السيرة النبوية في تعامل النبي صلى الله عليه وسلم،مع الأطفال يتضح لنا أن من الأساليب المهمة في التربية هو التعامل مع الطفل كإنسان له مشاعر وعواطف وأحاسيس، ومن ثم يجب احترام شخصية الطفل، لأن ذلك يساهم في رسم شخصيته في المستقبل، أما التعامل معه من دون أي اعتبار لمشاعره وعواطفه فإن ذلك يؤدي إلى إيجاد أطفال معقدين ومضطربين نفسياً وعقلياً، وهذا له مخاطر جسيمة على الأطفال أنفسهم وعلى المجتمع،
إن أطفالنا نبتات طرية فإذا تركت دون ركائز مالت واعوجت، فلتكن ركائزنا مستمدة من نهج رسولنا الكريم، ومن ذاك النبع الدافق من الحب والعطاء،تبدأ منذ نعومة الأظفار، فما ينشأ عليه الطفل من صغره يصبح ملازماً وراسخاً معه في كبره.

الحسيمqtr
23-11-2013, 12:29 PM
بارك الله فيج اختي ام حمد

امـ حمد
23-11-2013, 02:12 PM
بارك الله فيج اختي ام حمد

وبارك الله في حسناتك الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس

بـومحمد
23-11-2013, 09:20 PM
طرح مميز ومهم الله يجزاج خير

امـ حمد
23-11-2013, 09:51 PM
طرح مميز ومهم الله يجزاج خير

وبارك الله في حسناتك بو محمد
وجزاك ربي جنة الفردوس

عضوو
24-11-2013, 01:24 PM
موضوع أكثر من رائع أتمنى الأكثار لحاجتنا الماسه لمثل هذه الأمور التربويه

امـ حمد
24-11-2013, 01:58 PM
موضوع أكثر من رائع أتمنى الأكثار لحاجتنا الماسه لمثل هذه الأمور التربويه

وبارك الله في حسناتك عضوو
وجزاك ربي جنة الفردوس

(الراقي)
11-12-2013, 01:01 AM
سبحان الله وبحمد سبحان الله العظيم

امـ حمد
11-12-2013, 04:47 AM
سبحان الله وبحمد سبحان الله العظيم

بارك الله في حسناتك
وجزاك ربي جنة الفردوس