المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ



امـ حمد
15-11-2013, 11:42 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ينبغي على الإنسانِ ألا يفرح مهما بلغَ من فضل،ومهما جمع من مال،ومهما اعتلى من مناصب،فربما يكونُ ذلك استدارجاً من الملك عز وجل،فهو القائل لفرعون على لسان قومه(لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ)قول الله سبحانه وتعالى(إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ)القصص،أي المفرطين في الفرح،
هذه الآية في قصة قارون(إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ)أما الفرح بنصر الله وبرحمته ونعمه وإحسانه،فهذا مشروع،كما قال الله عز وجل(قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ)سورة يونس،
والفرح أنواع،فرحة النجاح،وفرحة الزواج،وفرحة الإنجاب،وفرحة النجاة،وفرحة الطاعة،وفرحة العودة بعد طول غياب،كلها أفراح بالحق تبعث الشجون،وتُريح المحزون،وتقتل السكون،وتغيظ إبليس الملعون،فالمؤمن يفرح أن الله هداه إلى الإسلام،وأن الله أعانه على صلاة الجماعة،وأن الله أعانه على بر والديه وصلة أرحامه،وأعانه على فعل الخير هذا مشروع،ينبغي له أن يفرح ويسرله بذلك،لكن الفرحَ الحقيقي،إنَّما يكونُ على رحمةِ اللهِ،تعالى،وفضلهِ
عليه بنعمةِ الإسلام،فهو القائل،سبحانه(قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ
فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)فاللهم لك الحمد على الإسلام،
أما الفرح المذموم،فهو الفرح الذي يصحبه الكبر والتعاظم والبطر واحتقار الناس،ويطلق على البطر،وهو الفرح المفرط المذموم،وتقدم في قوله تعالى(وفرحوا بالحياة الدنيا)في سورة الرعد،وهو التمحض للفرح،والفرح المنهي عنه،هو المفرط منه،أي الذي تمحض للتعلق بمتاع والذات النفس به،لأن الانكباب على ذلك يميت من النفس الاهتمام بالأعمال الصالحة والمنافسة لاكتسابها،فينحدر به التوغل في الإقبال على اللذات،والاهتمام بالآداب الدينية،على أن المعنى لا تفرح بلذات الدنيا معرضاً عن الدين والعمل للآخرة،
ولكن هناك فرحة بالباطل،فرحة ممقوتة،
فرحة يبغضها الله ويكره صاحبها،هي فرحةٌ بظُلم الفقراء بخداع البُسطاء،والبطش بالضُّعفاء﴿لاَ تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يحبُّ الْفَرِحِينَ﴾القصص،لا تكن مِن هؤلاء،إياك أنْ تقف في،ظلم، وخداع،ونفاق،وغش،وشهادة زور ثم تفرح﴿لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾آل عمران،
لأنَّ مصير الفرح الزائف الغير الشرعي بغير الحق،هو المقت واللعن في الدنيا،والعذاب والانتقام في الآخرة﴿فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ ﴾القصص،لماذا﴿ذَلِكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ ﴾غافر،لأن الفرح والأشر والبطر،يقود إلى نسيان الآخرة وبالتالي الإفساد في الأرض،من أجل ذلك قال الله عز وجل بعد ذلك مباشرة(وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا
أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ )
إن الذي يفرح في الدنيا فرحاً يُخرجه إلى الأشر أو إلى أن يرتكب ما حرّم الله تطول حسرته يوم القيامة،ولذا قال الله عز وجل عن
أصحاب الشمال(وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاء ظَهْرِهِ،فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا،وَيَصْلَى سَعِيرًا)لماذا(إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا،إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُور)فلما أكثر الفرح في الدنيا، طالت حسرته في الآخرة،قال ابن
كثير(كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا )أي فرحاً لا يُفكر في العواقب ،ولا يخاف مما أمامه ، فأعقبه ذلك الفرح اليسير الحزن الطويل،
ولذا قال عليه الصلاة والسلام،فيما يروي عن ربه جل وعلا قال(وعزتي لا أجمع على عبدي خوفين وأمنين،إذا خافني في الدنيا أمنته يوم القيامة،وإذا أمنني في الدنيا أخفته يوم القيامة)رواه ابن حبان،وقد بكى أُبي بن كعب رضي الله عنه،فرحاً بأن ذُكر في الملأ الأعلى،قال صلى الله عليه وسلم،لأُبيّ رضي الله عنه(إن الله أمرني أن أقرأ عليك،قال،آلله سماني لك،قال،الله سماك لي قال فجعل أبي يبكي) رواه البخاري ومسلم،
كن مِن هؤلاء،تفرح كما فرح السابقون بحُبِّ رسول الله هناكَ﴿فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ،فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ﴾القمر،لتفرح بلقائه،وتشرب من حوضه، وتلتقي مع صحبه،غدًا ألقى الأحبة محمدًا وصحبه﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ﴾النساء،
ولقد كان سلف هذه الأمة ينهون عن الفرح المؤدّي للأشر والبطر
قيل ليوسف بن أسباط،ما غاية الزهد،قال،لا تفرح بما أقبل،ولا تأسف على ما أدبر،قيل،فما غاية التواضع،قال،أن تخرج من بيتك فلا تلقى أحداً إلا رأيت أنه خير منك،
لأن هذه الدنيا طُبِعت على كدر
فما يُفرح به اليوم قد يُساء به غداً،
اللهم فرِّحنا بالإسلام، وفرحنا بالقرآن، وفرحنا بالإيمان، وشَفِّع فينا الصيام والقرآن، واجعلنا من المخلصين لك، العاملين لدينك، الفَرِحين بلقائك، التَّوَّاقين للقاء حبيبك وصفيك في الجنة، اللهم ارزقنا الإخلاصَ في القول والعمل، ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ، ولا مبلغ علمنا ، ولا تسلط علينا من لا يخافك ولايرحمنا.

التميمي 3
16-11-2013, 12:02 PM
جزاكم الله خير

امـ حمد
17-11-2013, 03:22 AM
جزاكم الله خير

بارك الله في حسناتك التميمي
وجزاك ربي جنة الفردوس

الصغيره
17-11-2013, 05:40 AM
ام حمد
جزيت الجنه وجعله الله بميزان اعمالك الصالحه وبلغك الله الفردوس الاعلى مقام

اللهم امين

امـ حمد
17-11-2013, 07:28 AM
ام حمد
جزيت الجنه وجعله الله بميزان اعمالك الصالحه وبلغك الله الفردوس الاعلى مقام

اللهم امين


بارك الله فيج حبيبتي
يزاااج ربي جنة الفردروس ياعمري

panda
17-11-2013, 07:47 AM
بارك الله فيكي و جزاكي الله خير
لكن خلينا نفرح شوي بالمطر :)

امـ حمد
17-11-2013, 02:19 PM
بارك الله فيكي و جزاكي الله خير
لكن خلينا نفرح شوي بالمطر :)

بارك الله في حسناتك
وجزاك ربي جنة الفردوس
ان شاء الله ينعم علينا ربنا بالمطر والخير

ظل الياسمين*
17-11-2013, 03:55 PM
جزاج الله جنة لفردوس

امـ حمد
17-11-2013, 11:15 PM
جزاج الله جنة لفردوس

بارك الله فيج حبيبتي ظل الياسمين
يزاااج ربي جنة الفردروس ياعمري