المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لو سترته بثوبك لكان خيراً لك



امـ حمد
18-11-2013, 12:03 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لو سترته بثوبك لكان خيراً لك
حث الإسلام إلى الستر،ويتطلّع إلى إخفاء الزلات،وكتمان العيوب،إذ أن إفشاء ذلك يعيب صاحبه،وهو سبب لفشوّ الفاحشة،وانتشار الفساد،
قال عليه الصلاة والسلام(من ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة)رواه البخاري ومسلم،
وفي الحديث الآخر(من ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة)
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله،قوله(ومن ستر مسلما) أي رآه على قبيح فلم يظهره للناس ،
قال الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله،واعلم أن الناس على ضربين
أحدهما،من كان مستوراً لا يُعرف بشيء من المعاصي،فإذا وقعت منه هفوة أو زلة،فإنه لا يجوز هتكها ولا كشفها ولا التحدث بها،لأن ذلك غيبة محرمة،
والثاني،من كان مشتهراً بالمعاصي،مُعلناً بها ولا يبالي بما ارتكب منها،ولا بما قيل هذا هو الفاجر المعلن،ومثل هذا لا بأس بالبحث عن أمره،لتُقام عليه الحدود ،لينكّف شـرّه،ويرتدع به أمثاله،
وقد صحّ عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال(إن الله ستّـير يُحب الستر)والعجب من أُناس يسترهم الله فيأبون إلا هتك الأستار،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(كل أمتي معافى إلا المجاهرين،وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً،ثم يصبح وقد ستره الله،فيقول،يا فلان عملت البارحة كذا وكذا،وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه)رواه البخاري ومسلم،
ومن هذا الباب أن يقع المسلم الفاحشة،ثم يرجع يُحدّث أصحابه بما فعل،فهذا يحمل الوزر مُضاعَفاً،فيجمع على خطيئته خطايا،
فيحمل الوزر من حيث أنه ارتكب ما حرّم الله عز وجل،ومن حيث جُرأته على محارم الله جل جلاله،
ويحمل الوزر من حيث أنه هتك ستر الله عليه،وجاهر بمعصيته،
ويحمل الوزر من حيث أنه زيّن الفاحشة لغيره،وجرّاه عليها،
وأسوأ من هذا أن يُفاخر بالجريمة،ويفتخر بالفاحشة،
وأسوأ منه أن يُفاخر في جرائم آثام لم يفعلها،ليظهر بين أقرانه بصورة البطل المغوار،صاحب المغامرات،والليالي الملاح،
وأسوأ من هذا أن تضع المرأة ثيابها في غير بيت زوجها،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(ما من امرأة تضع ثيابها في غير بيتها إلا هتكت الستر فيما بينها وبين الله عز وجل)رواه الإمام أحمد وغيره،
قال عليه الصلاة والسلام(يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان لاتؤذوا المسلمين ولا تُعيّروهم،ولا تتّبعوا عوراتـهم،فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم يتتبع الله عورته،ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته)رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي،وهو حديث صحيح،
فليحذر الذين يخوضون في أعراض عباد الله ويتتبّعون عوراتهم،
فقد قال تعالى(لاَ يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ)النساء،فكل ما كان سيئاً من القول، فالجهر به لا يحبُّه الله،عزَّ وجل،لأن هذا فيه نشرٌ للرذيلة بين العباد، فإذا أذنب شخص ذنباً أو ارتكب كبيرةً، كأن قتَل نفسًا بغير حق،أو زنا أو سرق، فباب التوبة مفتوح للعبد،لقول النبي،صلَّى الله عليْه وسلَّم(إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها)أخرجه مسلم،
ومعنى الستر،عامٌّ لا يتقيَّد بالستر البدني فقط، أو الستر المعنوي، بل يشملهما جميعًا، فمَن ستَر مسلمًا ستَرَه الله في الدنيا والآخرة،
ستَر بدنه،كأن رأى منه عورة مكشوفة فستَرَها، أو رأت امرأة شيئًا من جسد أختها مكشوفًا غير منتبهة إليه فغطَّته،
وستره معنويّاً،فلم يظهر عيبه، فلم يسمح لأحدٍ أن يغتابه ولا أن يذمَّه، مَن فعل ذلك ستَرَه الله في الدنيا والآخرة، فلم يفضحه بإظهار عيوبه وذنوبه،قال الطيبي،رحمه الله،أن الله - تبارك وتعالى - تارِك للقبائح ساتر للعيوب والفضائح، يحب الحياء والتستر من العبد،لأنهما خصلتان تفضيان به إلى التخلُّق بأخلاق الله تعالى)من سنن النسائي،
ثم يتمُّ الله نعمته على هذا العبد،كما قال صلَّى الله عليْه وسلَّم(إن الله يُدنِي المؤمن،فيضع عليه كنفه ويستره، فيقول،أتعرف ذنب كذا، أتعرف ذنب كذا،فيقول،نعم، أي رب،حتى إذا قرره بذنوبه ورأى في نفسه أنه هلَك قال،سترتها عليك في الدنيا، وأنا أغفرها لك اليوم؛ فيُعطَى كتاب حسناته)أخرجه البخاري،ومسلم،
فكشف هذه العورات والعيوب والتحدث بما وقع منه قد يؤدِّي إلى غيبة محرَّمة وإشاعة للفاحشة،قال بعض العلماء،اجتهِد أن تستر العصاة،فإن ظهور معاصيهم عيبٌ في أهل الإسلام، وأولى الأمور ستر العيوب،
وقال الفضيل بن عياض،رحمه الله،المؤمن يستر وينصح، والفاجر يهتك ويعير،
فيندب للمسلم إذا وقعتْ منه هفوة أو زلَّة أن يستر على نفسه، ويتوب بينه وبين الله،عز وجل،وألاَّ يرفع أمره إلى السلطان، ولا يكشفه لأحدٍ كائنًا ما كان؛ لأن هذا من إشاعة الفاحشة التي توعَّد فاعلها بقوله،تعالى(إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ)النور،
والخلاصة
يحب الله،سبحانه وتعالى،الستر على الخلق ويأمر به
فضل الستر على المسلمين عظيم،وهو سبب لستر الله في الدنيا والآخرة
النهي عن تتبُّع عورات المسلمين والتجسُّس عليهم.
عقوبة مَن فعَل ذلك أن الله يفضحه ويُظهِر للناس ما يستره عنهم
الستر على المخطئ أحيانًا يكون من سبل الحفاظ على استقرار المجتمع، وحمايته من الرذيلة.
أحقُّ الناس بالستر على المسلم نفسه، فلا يجاهر بالمعصية، ولا يفضح نفسه بمعصيةٍ ستَرَها الله عليه
فمن ابتُلي بشيء من هذه القاذورات،وهي ما يوجب الحدّ،فليستتر بستر الله .فليحذر الذين يخوضون في أعراض عباد الله ويتتبّعون عوراتهم ،
نسأل الله أن يسترنا فوق الأرض ، وتحت الأرض ، ويوم العرض .

زبرجد
18-11-2013, 08:39 AM
قال عليه الصلاة والسلام(يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان لاتؤذوا المسلمين ولا تُعيّروهم،ولا تتّبعوا عوراتـهم،فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم يتتبع الله عورته،ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته)

أما يكفيهم هذا الحديث .!!
جزاك الله خير أختي أم حمد .

كازانوفا
18-11-2013, 09:39 AM
جزيتم خيرا

امـ حمد
18-11-2013, 02:16 PM
قال عليه الصلاة والسلام(يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان لاتؤذوا المسلمين ولا تُعيّروهم،ولا تتّبعوا عوراتـهم،فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم يتتبع الله عورته،ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته)

أما يكفيهم هذا الحديث .!!
جزاك الله خير أختي أم حمد .




بارك الله في حسناتك
وجزاك ربي جنة الفردوس

امـ حمد
18-11-2013, 02:17 PM
جزيتم خيرا

بارك الله في حسناتك
وجزاك ربي جنة الفردوس