المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فالمرأة نصف المجتمع،وهي تلد النصف الآخر



امـ حمد
20-11-2013, 12:07 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فالمرأة نصف المجتمع،وهي تلد النصف الآخر،
وهي نصف الدِّين لمن ظفِر بها،قال عليه الصلاة والسلام(من تزوّج فقد استكمل نصف الإيمان،فليتق الله في النصف الباقي)رواه الطبراني في الأوسط والبيهقي في شعب الإيمان،وحسّنه الألباني،
وكأن في هذا إشارة إلى العزاب بنقص دينهم بل إشارة إلى الرجال جميعاً أن دينهم وإيمانهم لا يكمل إلا(بامرأة )فهم بحاجة إلى النصف الآخـر شرعاً وعقلاً،والفـوز والظّفـر(بذات الدين)بالمرأة المتدينة الصالحة، فإذا تعددت وتنوّعت واختلفت مقاصد الناس في الزواج فعليك بالظفر والفوز بصاحبة الدِّين،وفي الحديث الصحيح(تُنكح المرأة لأربع،لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها،فاظفر بذات الدين تربت يداك)الراوي،أبو هريرة،المصدر صحيح البخاري،ومسلم،
لماذا ذات الدّين بالذات
لأنها خير متاع الدنيا،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(الدنيا متاع،وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة)رواه مسلم،
لأنها تُعين على الطاعة،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(ليتخذ أحدكم،قلباً شاكراً،ولساناً ذاكراً،وزوجة مؤمنة تعين أحدكم على أمر الآخرة)رواه الإمام أحمد وغيره،وصححه الألباني،
لأنها من خصال السعادة،ثلاث من السعادة،وثلاث من الشقاوة،
فمن السعادة،المرأة تراها تعجبك،وتغيب فتأمنها على نفسها ومالك،
ومن الشقاوة،المرأة تراها فتسوءك،وتحمل لسانها عليك،وإن غبت عنها لم تأمنها على نفسها ومالك،
لأنها أمان نفسي(خير النساء من تسرّ إذا نظر،وتطيع إذا أمر،ولا تخالفه في نفسها ومالها)رواه الإمام أحمد وغيره،وحسنه الألباني،
فأي فوز،بعد تقوى الله،أعظم من الفـوز بامرأة صالحة،
وقوله صلى الله عليه وسلم،عن المرأة الصالحة،وتغيب فتأمنها على نفسها ومالك،
يؤكد علماء النفس أن الرجل،أيّاً كان،بحاجة إلى المرأة المتدينة، والمرأة بحاجة إلى الرجل المتديّن،
لأن الدِّين الذي يحمي صاحبه ضرورة من ضرورات الأمن النفسي وذلك في حالة غياب أحدهما عن الآخر يبقى الـودّ محفوظاً لا لأجل الطرف الآخر فحسب،بل لأن المتديّن،يُراقب الله،ويعلم أن الله مُطّلع عليه،
سأل طبيب مسام طبيبة فرنسية،هل تأمنين زوجك،
قالت،لو كُنت أجلس معه على طاولة واحدة،فأغمضت عيني لم آمـن خيانته،وهو كذلك لا يأمنني،فتأملوا حال أولئك الذين وصفهم العليم بهم بأنهم (كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً)
ثم تأملوا حال المرأة المسلمة الصالحة التي تحفظ زوجها وإن غاب عنها السنوات الطوال فهي(لا تخالفه في نفسها ومالها)وهي،إن نظر إليها أعجبته،وإن غاب عنها أمِنها على نفسها وعلى ماله،
إذاً،الفوز والظفر بذات الدِّين مطلبٌ شرعي،وضرورة نفسيّة،
(فاظفـر بِذاتِ الدِّين)
أتدري لماذا مدح النبي صلى الله عليه وسلم،المرأة الصالحة وحض على الزواج من الرجل الصالح،
لأن هذه الزوجة الصالحة تقدم لك ما تبتغيه،فبها يكون المتاع الدنيوي، وهي مع ذلك تحسن معاملتك ومعاملة أهلك وأقاربك، تقرب من تقربه، وتبعد من تكرهه وهذا هو متاع النفس،وهذه اللؤلؤة المصونة التي تخاف الله تحفظك إن غبت عنها، ولا تذكرك أمام أحد إلا بما يسرك،
ومن كانت هذه صفاتها فإن زوجها ولا شك سيكون في قمة السعادة (وسيرى زوجته منة الله الرائعة التي وهبها الله له لتؤنس حياته بالحب حتى وإن رأى بعض عيوبها فإنه لا يراها ذات أهمية تذكر، بل يرى أن من واجبه أن يغفرها في مقابل الكثير من الخصال الحسنة فيها)
عققته قبل أن يعقك
بهذه الكلمات أجاب عمر بن الخطاب رضي الله عنه ،الرجل الذي يشكو إليه عقوق ابنه،فأحضر عمر الولد وأنبه على عقوقه لأبيه ونسيانه لحقوقه فقال الولد(يا أمير المؤمنين أليس للولد حقوق على أبيه،قال،بلى،قال،فما هي يا أمير المؤمنين،قال عمر،أن ينتقي أمه ويحسن اسمه ويعلمه الكتاب،أي القراءة،
قال الولد،يا أمير المؤمنين إن أبي لم يفعل شيئًا من ذلك،أما أمي فإنها زنجية كانت لمجوسي، وقد سماني،جُعلاً(أي خنفسًا)ولم يعلمني من الكتابة حرفًا واحدًا، فالتفت عمر إلى الرجل وقال له،جئت إلي تشكو عقوق ابنك وقد عققته قبل أن يعقك، وأسأت إليه قبل أن يسيء إليك)أن هذا العناء الذي أحس به الولد كان منبعه سوء الاختيار، فالزوج أو الزوجة حين اختيار أحدهما للآخر فإنه يختار من يشاركه في تربية أبناءه وبناته، فأين يجد حسن الأخلاق إلا عند صاحبة الدين،في اختيار الزوج للمرأة على وجه الخصوص، لأن المرأة هي المدرسة التي يتطبع بها الأطفال لشدة تأثرهم بها،لأن الأطفال يقضون جل أوقاتهم مع الأم فغالباً ما يكون الأب في العمل،
(إن الأطفال هم زينة الحياة الدنيا، يولدون كصفحةٍ بيضاء، وعلى الآباء والمربين مسؤوليتهم التي تؤهلهم ليكونوا شباباً ذوي إنتاجية فعّالة في المجتمع، وسببًا من أسباب رُقيّه وتقدمه ، فهم نواة المجتمع الذي سوف يأتي بعدنا،إن شاء الله،ليكمل مسيرة الاستخلاف في الأرض)
وقد يظن ظان أن الشرع جعل معيار الاختيار الدين فقط، ولم يهتم بالجمال والمال والنسب، ولكن هذا ليس بصحيح فالنبي صلى الله عليه وسلم في الحديث لم ينفِ الجمال والمال بل جعلهما معياران مهمان ولكن قدم عليهما الدين لأهميته القصوى وخطورته على الاستقرار والسعادة الزوجية، وليبين صلى الله عليه وسلم، أن ما دونه أيسر منه، فلا يتهاون فيه مهما كانت الأسباب،
اجعل أول معايير اختيارك للزوجة هو الدين، ولا تتساهل في هذا المعيار مهما كان الأمر.