المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من شرب منه لم يظمأ أبداً



امـ حمد
27-11-2013, 05:50 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عن سهل بن سعد قال،أن الرسول صلى الله عليه وسلم،عندما يرِد المسلمون إلى حوضه,يرجع الله طائفة من الناس فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم(يا رب,أمتي,أمتي)فيقول عز وجل،إنك لا تدري ما فعلوا بعدك،وقال النبي صلى اللَه عليه وسلم(إني فرطكم على الحوض من مر علي شرِب،ومن شرب لم يظمأْ أبداً،ليردن علي أقوام أعرِفهم وعرِفوني،ثم يحال بيني وبينهم،فأقول،إنهم مني،فيقال،إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك،فأقول،سحقاً سحقاً حقاً،لمن غير بعدي)رواه البخاري،ومسلم،يقول الإمام الشاطبي رحمه الله،ولقوله( قد بدلوا بعدك )أقرب ما يحمل عليه،تبديل السنة، وهو واقع على أهل البدع،فوضعوها غير مواضعها، وهو عين الابتداع،ويجري هذا المجرى كل من اتخذ السنَّة والعمل بها حيلةً وذريعةً إلى نيل حطام الدنيا،لا على التعبد بها لله تعالى،لأنه تبديل لها، وإخراجها عن وضعها الشرعي،قال الإمام القرطبي رحمه الله،قال علماؤنا رحمة الله عليهم أجمعين،فكلُّ مَن ارتد عن دين الله،أو أحدث فيه ما لا يرضاه الله،ولم يأذن به الله،فهو من المطرودين عن الحوض،المبعدين عنه،وأشدهم طرداً،من خالف جماعة المسلمين،وفارق سبيلهم،كالخوارج على اختلاف فرقها،والروافض على تباين ضلالها،والمعتزلة على أصناف أهوائها،فهؤلاء كلهم مبدِّلون،وكذلك الظلمة المسرفون في الجور،والظلم،وتطميس الحق،وقتل أهله،وإذلالهم، والمعلنون بالكبائر،المستخفون بالمعاصي،وجماعة أهل الزيغ، والأهواء،والبدع،
ويدخل في ذلك المنافقين في زمن النبي صلى الله عليه وسلم،من الأعراب والجهلة،قال تعالى(وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَىٰ عَذَابٍ عَظِيمٍ)ومن جاء بعدهم من أهل البدع والكبائر، وفعل أفعالهم،وعمل صنيعهم،وإن لم يكن صحب النبي صلى الله عليه وسلم،
وأما حوض رسول الله صلى الله عليه وسلم،وهو الكوثر،قال الله جل جلاله(إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ)واختلف في المراد به، فقيل إنه نهر في الجنة، وقيل،الكوثر،الخير الكثير الّذي أعطيه النبي صلى الله عليه وسلم،حدثنا أنس بن مالك،عن النبي صلى الله عليه وسلم قال،بينما أنا أسير في الجنة، إذا أنا بنهر حافّتاه قباب الدر المجوف، قلت،ما هذا يا جبريل،قال، هذا الكوثر الّذي أعطاك ربك، فإذا طيبه أو طينه مسك أذفر،
عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن عائشة رضي الله عنها قال، سألتها عن قوله تعالى(إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ)قالت،هو نهر أعطيه نبيكم صلى الله عليه وسلم،شاطئاه عليه در مجوف،آنيته كعدد النجوم)رواه زكريا وأبو الأحوص ومطرف عن أبي إسحاق،
وأخرج مسلم ،والنسائي، من حديث على بن مسهر قال،عن أنس ابن مالك رضي الله عنه قال،بينا رسول الله صلى الله عليه وسلّم،ذات يوم بين أظهرنا إذ غفا إغفاءة ثم رجع، فرأيته مبتسماً،فقلنا،ما أضحكك يا رسول الله،قال(نزلت على سورة، فقرأ(إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ)ثم قال(أتدرون ما الكوثر)فقلنا،الله ورسوله أعلم،قال(فإنه نهر في الجنة وعدنيه ربي عليه خير كثير، ترد عليه أمتي يوم القيامة،آنيته أكثر من عدد الكواكب، والنجوم، فيختلج العبد منهم، فأقول،رب إنه من أمتي،فيقول(ما تدري ما أحدثت بعدك)
وأخرج الترمذي من حديث محمد بن فضيل،عن عبد الله بن عمر قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم،الكوثر نهر في الجنة، حافتاه من ذهب، ومجراه على الدر والياقوت، تربته أطيب من المسك، وماؤه أحلى من العسل، وأبيض من الثلج،قال الترمذي،هذا حديث حسن صحيح، ذكره في التفسير،
وأخرج مسلم،والبخاري،عن جابر بن سمرة،عن النبي صلى الله عليه وسلّم، قال(ألا إني فرطلكم على الحوض، وإن بعد ما بين طرفيه (كما بين المدينة وصنعاء)
وأخرج مسلم وأحمد،عن أبي ذر رضي الله عنه قال،قلت،يا رسول الله، ما آنية الحوض،قال(والّذي نفس محمد بيده، لآنيته أكثر من عدد نجوم السماء، وكواكبها، ألا في الليلة المظلمة المصحية، آنية الجنة من شرب منها لم يظمأ آخر، فيه ميزابان من الجنة،من شرب منه لم يظمأ أبداً،عرضه مثل طوله،وماؤه أشد بياضاً من اللبن، وأحلى من العسل)
وذكر البخاري ومسلم، بهذا السند ولفظه،عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال،صلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم على قتلى أحد، ثم صعد المنبر كالمودع للأحياء والأموات فقال(إني فرط لكم على الحوض)إني لست أخشى عليكم أن تشركوا بعدي،ولكن أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوا فيها فتهلكوا كما هلك من كان قبلكم)قال عقبة،فكانت آخر نظرة نظرها إليّ رسول الله على المنبر،
يا من تشعر بأنك مظلوم، فاصبر فإن موعدك الحوض، يا من تحس بحرارة التمسك بالسنة في هذا الزمان،اصبر فإن موعدك الحوض، ومع أول شربة من حوض النبي صلى الله عليه وسلم،تنسى كل ما مرّ بك من المظالم والنقائص،

اللَّهمّ إنا نعوذ بك أن نرجع على أعقابنا أو نفتن عن ديننا.
اللهم نسألك شربة هنيئة من حوض نبينا لا نظمأ بعدها أبداً،
اللهم رحمة اهد بها قلوبنا.

عضوو
01-12-2013, 11:17 PM
جزاج الله خير

امـ حمد
02-12-2013, 12:21 AM
جزاج الله خير

بارك الله في حسناتك عضوو
وجزاك ربي جنة الفردوس

(الراقي)
11-12-2013, 12:57 AM
لا إله إلا الله محمد رسول الله

امـ حمد
15-12-2013, 04:50 AM
لا إله إلا الله محمد رسول الله

بارك الله في حسناتك الراقي
وجزاك ربي جنة الفردوس