امـ حمد
30-11-2013, 10:28 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
النبي موسى عليه السلام فقأ عين ملك الموت
الحديث الذى أخرجه البخاري ومسلم،عن أبي هريرة رضي الله عنه،أنه قال(أرسل ملك الموت إلى موسى عليه السلام،فلما جاءه صكَّه ففقأ عينه،فرجع إلى ربه فقال،أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت،قال،فرد الله إليه عينه وقال،ارجع إليه،فقل له،يضع يده على متن ثور،فله بما غطت يده بكل شعرة سنة،قال،أي ربِّ ثم مه، قال،ثم الموت،قال،فالآن،فسأل الله أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر،فقال رسول الله،صلى الله عليه وسلم،فلو كنت ثَمَّ لأريتكم قبره إلى جانب الطريق،تحت الكثيب الأحمر )
قال ابن حجر،أن الله لم يبعث ملك الموت لموسى وهو يريد قبض روحه حينئذ ،وإنما بعثه إليه اختياراً،وإنما لطم موسى ملك الموت لأنه رأى آدمياً دخل داره بغير إذنه ولم يعلم أنه ملك الموت،
وقد جاءت الملائكة إلى ابراهيم وإلى لوط في صورة آدميين فلم يعرفاهم ابتداء،ولو عرفهم ابراهيم لما قدم لهم المأكول ولوعرفهم لوط لما خاف عليهم من قومه،
وقال بعض أهل العلم،ثبت بالكتاب والسنة أن الملائكة يتمثلون في صور الرجال،وقد يراهم كذلك بعض الأنبياء فيظنهم من بني آدم كما في قصتهم مع إبراهيم ومع لوط عليه السلام،
أن الله عز وجل أرسل ملك الموت إلى موسى في المرة الأولى ابتلاء واختباراً،ولم يرسله إليه وهو يريد قبض روحه حينئذ ، وأمره أن يقول له،أجب ربك، أمر ابتلاء لا أمراً يريد إمضاءه،كما أمر سبحانه خليله إبراهيم بذبح ولده أمر اختبار وابتلاء،ولم يرد إمضاء ذلك،فلما عزم على ذبحه وتله للجبين فداه بالذبح العظيم،
ولو أراد سبحانه أن يقبض روح موسى عليه الصلاة والسلام حين لطم الملك ، لكان ما أراد،
وأن موسى عليه السلام لم يكن يعرف في المرة الأولى أن الذي جاء إليه هو ملك الموت،بل ظنه شخصاً جاء ليعتدي عليه فدافع عن نفسه بما يستطيع،فأدت المدافعة إلى فقء عينه ، لا أنه قصدها بالفقء ، والدفاع عن النفس مشروع في جميع الشرائع السماوية والقوانين الأرضية ، فلما رجع ملك الموت إلى ربه ، وأخبره بما كان من أمره ، أمره ثانياً أن يرجع إليه وأن يقول له(إن شئت فضع يدك على متن ثور فلك بكل ما غطت يدك بكل شعرة سنة)فلما خيره الملك هذا التخيير،ورآه موسى قد عاد سليماً مع قرب الوقت،علم وتيقن أنه ملك الموت وأنه جاءه بالرسالة من عند الله،عند ذلك طابت نفسه بالموت،ولم يستمهل ،وقال،فالآن ،فلو كان قد عرفه في المرة الأولى لتصرف كما تصرف في المرة الثانية عندما تيقن أنه هو،
ومسألة تمثل الملائكة في صور البشر،ومجيئهم إلى الأنبياء على هيئة لا يعرفونها مسألة ثابتة بالكتاب والسنة،كما في قصتهم مع إبراهيم و لوط عليهما السلام،وكما تمثل الملك لمريم عليها السلام في صورة رجل لم تعرفه حتى استعاذت منه وذلك في قوله تعالى(فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا)مريم،وكمجيء جبريل إلى رسول الله،صلى الله عليه وسلم،وسؤاله إياه عن الإيمان والإسلام والإحسان فلم يعرفه صلى الله عليه وسلم،حتى ولَّى،
أنه لا مانع من أن يتمثل ملك الموت رجلاً ويأتي إلى موسى فلا يعرفه،
كما أنه ليس هناك مانع أيضاً أن تتفق بعض شرائعنا مع شرائع من قبلنا من الأمم،ومعلوم في شريعتنا أن فقء عين الداخل إلى دارك بغير إذنك،أو الناظر فيه بغير أمرك مباح ولا حرج فيه،فربما كان فعل موسى من هذا الباب،حين رأى في داره رجلاً لم يعرفه،لأنه دخل داره بغير إذنه فأخذ يده فلطمه ، فأتت لطمته على فقء عينه،فكان استعمال موسى لهذا الفعل مباحاً له،ولا حرج عليه فيه،
إن كراهية الموت أمر فطري في البشر،وقد شرع الله الدفاع عن النفس،ونهى عن إلقائها في التهلكة،والأنبياء أنفسهم أعظم الناس شجاعة،إلا أنهم مع ذلك اتخذوا من الأسباب الواقية المشروعة ما يدفعون به عن أنفسهم الأخطار وغوائل الأعداء،
فالنبي،صلى الله عليه وسلم،هاجر خفية،واختبأ في ا لغار، وأعمى أخباره عن الأعداء،واتخذ حرساً يحرسونه حتى نزل قوله تعالى(وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ)المائدة، فصرفهم عن حراسته،
وكيف يزعم أن في الحديث ما يفيد أن موسى عليه السلام لا يحب لقاء ربه،وقد خير،بعد أن تيقن أن الذي جاءه هو ملك الموت،بين الإمهال والعيش سنين عديدة بقدر ما تواريه يده من شعر الثور، وبين الموت،فاختار الموت حباً للقاء الله،وشوقاً إلى ما عنده،
لماذا لم يدافع الملك عن نفسه مع قدرته على إزهاق روح موسى وأمر الله له بذلك،فقد سبق أن الأمر كان للابتلاء والاختبار،وأن الله جل وعلا لم يبعث ملك الموت لموسى وهو يريد قبض روحه حينئذ،ولم يأمره أمراً يريد إمضاءه،ولو أراد سبحانه أن يقبض روح موسى عليه الصلاة والسلام،حين لطم الملك،لكان ما أراد، وهو الذي يقول للشيء كن فيكون.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
النبي موسى عليه السلام فقأ عين ملك الموت
الحديث الذى أخرجه البخاري ومسلم،عن أبي هريرة رضي الله عنه،أنه قال(أرسل ملك الموت إلى موسى عليه السلام،فلما جاءه صكَّه ففقأ عينه،فرجع إلى ربه فقال،أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت،قال،فرد الله إليه عينه وقال،ارجع إليه،فقل له،يضع يده على متن ثور،فله بما غطت يده بكل شعرة سنة،قال،أي ربِّ ثم مه، قال،ثم الموت،قال،فالآن،فسأل الله أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر،فقال رسول الله،صلى الله عليه وسلم،فلو كنت ثَمَّ لأريتكم قبره إلى جانب الطريق،تحت الكثيب الأحمر )
قال ابن حجر،أن الله لم يبعث ملك الموت لموسى وهو يريد قبض روحه حينئذ ،وإنما بعثه إليه اختياراً،وإنما لطم موسى ملك الموت لأنه رأى آدمياً دخل داره بغير إذنه ولم يعلم أنه ملك الموت،
وقد جاءت الملائكة إلى ابراهيم وإلى لوط في صورة آدميين فلم يعرفاهم ابتداء،ولو عرفهم ابراهيم لما قدم لهم المأكول ولوعرفهم لوط لما خاف عليهم من قومه،
وقال بعض أهل العلم،ثبت بالكتاب والسنة أن الملائكة يتمثلون في صور الرجال،وقد يراهم كذلك بعض الأنبياء فيظنهم من بني آدم كما في قصتهم مع إبراهيم ومع لوط عليه السلام،
أن الله عز وجل أرسل ملك الموت إلى موسى في المرة الأولى ابتلاء واختباراً،ولم يرسله إليه وهو يريد قبض روحه حينئذ ، وأمره أن يقول له،أجب ربك، أمر ابتلاء لا أمراً يريد إمضاءه،كما أمر سبحانه خليله إبراهيم بذبح ولده أمر اختبار وابتلاء،ولم يرد إمضاء ذلك،فلما عزم على ذبحه وتله للجبين فداه بالذبح العظيم،
ولو أراد سبحانه أن يقبض روح موسى عليه الصلاة والسلام حين لطم الملك ، لكان ما أراد،
وأن موسى عليه السلام لم يكن يعرف في المرة الأولى أن الذي جاء إليه هو ملك الموت،بل ظنه شخصاً جاء ليعتدي عليه فدافع عن نفسه بما يستطيع،فأدت المدافعة إلى فقء عينه ، لا أنه قصدها بالفقء ، والدفاع عن النفس مشروع في جميع الشرائع السماوية والقوانين الأرضية ، فلما رجع ملك الموت إلى ربه ، وأخبره بما كان من أمره ، أمره ثانياً أن يرجع إليه وأن يقول له(إن شئت فضع يدك على متن ثور فلك بكل ما غطت يدك بكل شعرة سنة)فلما خيره الملك هذا التخيير،ورآه موسى قد عاد سليماً مع قرب الوقت،علم وتيقن أنه ملك الموت وأنه جاءه بالرسالة من عند الله،عند ذلك طابت نفسه بالموت،ولم يستمهل ،وقال،فالآن ،فلو كان قد عرفه في المرة الأولى لتصرف كما تصرف في المرة الثانية عندما تيقن أنه هو،
ومسألة تمثل الملائكة في صور البشر،ومجيئهم إلى الأنبياء على هيئة لا يعرفونها مسألة ثابتة بالكتاب والسنة،كما في قصتهم مع إبراهيم و لوط عليهما السلام،وكما تمثل الملك لمريم عليها السلام في صورة رجل لم تعرفه حتى استعاذت منه وذلك في قوله تعالى(فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا)مريم،وكمجيء جبريل إلى رسول الله،صلى الله عليه وسلم،وسؤاله إياه عن الإيمان والإسلام والإحسان فلم يعرفه صلى الله عليه وسلم،حتى ولَّى،
أنه لا مانع من أن يتمثل ملك الموت رجلاً ويأتي إلى موسى فلا يعرفه،
كما أنه ليس هناك مانع أيضاً أن تتفق بعض شرائعنا مع شرائع من قبلنا من الأمم،ومعلوم في شريعتنا أن فقء عين الداخل إلى دارك بغير إذنك،أو الناظر فيه بغير أمرك مباح ولا حرج فيه،فربما كان فعل موسى من هذا الباب،حين رأى في داره رجلاً لم يعرفه،لأنه دخل داره بغير إذنه فأخذ يده فلطمه ، فأتت لطمته على فقء عينه،فكان استعمال موسى لهذا الفعل مباحاً له،ولا حرج عليه فيه،
إن كراهية الموت أمر فطري في البشر،وقد شرع الله الدفاع عن النفس،ونهى عن إلقائها في التهلكة،والأنبياء أنفسهم أعظم الناس شجاعة،إلا أنهم مع ذلك اتخذوا من الأسباب الواقية المشروعة ما يدفعون به عن أنفسهم الأخطار وغوائل الأعداء،
فالنبي،صلى الله عليه وسلم،هاجر خفية،واختبأ في ا لغار، وأعمى أخباره عن الأعداء،واتخذ حرساً يحرسونه حتى نزل قوله تعالى(وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ)المائدة، فصرفهم عن حراسته،
وكيف يزعم أن في الحديث ما يفيد أن موسى عليه السلام لا يحب لقاء ربه،وقد خير،بعد أن تيقن أن الذي جاءه هو ملك الموت،بين الإمهال والعيش سنين عديدة بقدر ما تواريه يده من شعر الثور، وبين الموت،فاختار الموت حباً للقاء الله،وشوقاً إلى ما عنده،
لماذا لم يدافع الملك عن نفسه مع قدرته على إزهاق روح موسى وأمر الله له بذلك،فقد سبق أن الأمر كان للابتلاء والاختبار،وأن الله جل وعلا لم يبعث ملك الموت لموسى وهو يريد قبض روحه حينئذ،ولم يأمره أمراً يريد إمضاءه،ولو أراد سبحانه أن يقبض روح موسى عليه الصلاة والسلام،حين لطم الملك،لكان ما أراد، وهو الذي يقول للشيء كن فيكون.