المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بريق الذهب يلمع مع تراجع الأسعار



رمــــــاح
02-12-2013, 06:12 PM
بريق الذهب يلمع مع تراجع الأسعار








كشف عدد من تجار الذهب أن هبوط الأسعار خلال الفترة الأخيرة إلى أدنى مستوياتها، منذ وقت طويل ساهم في رواج حركة الشراء في سوق الذهب، لافتين إلى أن عددًا كبيرًا من الأفراد أقبل على شراء المعدن الأصفر بكميات كبيرة وصلت إلى 200 جرام وأكثر، وهو ما جعل محال بيع الذهب تفتح أبوابها حتى وقت متأخر من الليل.

وقال تجار الذهب في جولة لـ الراية الاقتصادية إن انخفاض الأسعار أدى إلى تكدس عدد كبير من الزبائن في المحال التجارية لشراء مختلف الموديلات من الذهب، وذلك على عكس حالة الركود التي استمرت خلال الفترات الماضية فيما عبر عدد كبير من رواد أسواق الذهب لـالراية عن فرحتهم العارمة لانخفاض الأسعار الأمر الذي دفعهم للشراء بكميات كبيرة.

وأوضح التجار أن سعر جرام الذهب عيار 21 بلغ 126 ريالاً وعيار 18 بلغ 110 ريالات وذلك بدون سعر المصنعية التي تتراوح مابين 25 إلى 30 ريالاً، لافتين إلى أن حجم مبيعات الذهب ارتفع إلى 30 % منذ بداية نوفمبر.

وعزوا انخفاض الأسعار بسبب قيام البنوك العالمية ببيع مخزوناتها من الذهب حتى توزع أبراحًا على مساهميها متوقعين ارتفاع الذهب اعتبارًا من بداية ديسمبر.

في البداية يقول أبو تركي اليافعي رئيس مجموعة الصلاحي جولارى:" انخفض سعر الأونصة بما يقارب الـ 77 دولارًا ما جعل سعر الذهب عيار 21 يقدر بـ ( 126 ريالاً قطريًا) والعيار 18 يقدر بـ (110ريالات قطرية) من دون رسوم المصنعية والتي تتراوح ما بين 25 إلى 30 ريالًا ، ولذا فقد زادت المبيعات منذ بداية الشهر بنسبة 30% ، لافتًا الى أن الأسعار سوف تنخفض أكثر خلال الأيام القليلة القادمة ما سوف ينعش سوق الذهب الأمر الذي أجبر المحال على زيادة فترة دوامها إلى ما بعد العاشرة.

وأوضح أن أكثر رواد سوق الذهب من العرب بنسبة 99% من جميع الجنسيات المختلفة، كما أنهم يشترون كميات كبيرة من الذهب في ظل هذا الانخفاض والتي من الممكن أن تصل إلى 200 جرام من عيار 21 الذي يعد الأكثر مبيعًا".

ووصف الفترة الحالية بإنها الهدوء الذي يسبق العاصفة متوقعًا أن يرتفع سعر الذهب مرة أخرى خلال الأيام القليلة القادمة مع بداية شهر ديسمبر المقبل"، ورأى أبو تركي أن سبب هذا الانخفاض له علاقة بأمور استثمارية، قائلاً:" انخفضت أسعار الذهب هذه الفترة لأن هذا هو وقت بداية جني أرباح البنوك العالمية والمصارف، وغالبًا ما يحدث هذا الانخفاض كل عام في مثل هذا الوقت، فالبنوك تبيع مخزونها من الذهب حتى تعطى للمستثمرين أرباحهم فتضخ كمية كبيرة من الذهب في السوق فيهبط سعره لزيادة المعروض منه، غير انه عندما يستلم المستثمرين أرباحهم يستثمرونها ثانية مع البنوك والذين بدورهم يشتروا الذهب مرة أخرى فيقل المعروض بالسوق ويرتفع سعره ثانية، كما كشف أن دولة اليونان تقوم بضخ كمية كبيرة من الذهب بالسوق لاحتياجها إلى الأموال النقدية ما أدى إلى انخفاض سعره خلال الفترة الأخيرة، وهذا ما تفعله الدول عند حاجتها للمال مشيرًا إلى أن السوق العالمي لا يوجد عليه ضابط فمن يريد البيع يخرج ما لديه والمستثمرون موجودن يشترون سريعًا في كل الأحوال".

ويقول محمد خالد حسين (بائع ذهب) :" يستثمر الكثير من الناس أموالهم عن طريق بيع وشراء الذهب، وهؤلاء يتابعون أسعار هذا المعدن النفيس وفور انخفاضه تكون الفرصة للشراء، ويوجد حاليًا انخفاض مستمر في أسعار الذهب وهو ما زاد من معدل الإقبال على الشراء، كما أن من لا يقدرون على الأسعار العالية ينتظرون هذه الفرصة للشراء".

وأضاف:"لقد ارتفع معدل الشراء إلى الضعف جراء هذا الانخفاض، لكن الإقبال على المشغولات الماسية مازال ضعيفًا حيث إن العرب يفضلون المشغولات الذهبية أكثر، وبالتحديد عيار 21 و22 أما عيار 18 فيفضله الفلبينيون".


الأكثر مبيعًا

يقول التاجر عبد الرحمن عوير:" يعتبر الناس شراءهم للذهب بمثابة حفظ لأموالهم وهو ما يقبلون عليه بشدة أثناء انخفاض الأسعار والتي هبطت بنسبة 30% مقارنة بشهر يوليو الماضي، ما زاد الإقبال على الشراء هذه الأيام بنسبة بلغت 30% تقريبًا"، مضيفًا: " يرتفع ويهبط سعر الذهب مرات عدة لكنه لم يترفع إلى الحد الذي كان عليه قبل شهر يوليو، ومن الممكن أن يكون سبب هذا النزول المفاجئ هو الأزمة التي مرت بها قبرص واليونان".

وأضاف:" يزيد الإقبال حاليًا على شراء سبائك الذهب حيث ضمان الاستثمار الناجح وجنى الأرباح من خلالها، حيث لا يفرض عليها رسوم مصنعية وفي حال بيعها لا يخسر المشترى كثيرًا من ثمنها، أيضًا هناك إقبال كبير على المشغولات الذهبية الصافية غير المحلاة بالفصوص وغيره وأكثر أنواع الذهب إقبالاً هو البحرينى نظرًا لقلة ثمن مصنعيته وبساطته حتى لا يخسر مشتروه أموالاً كثيرة عند بيعه".

ومن جانبه قال التاجر صلاح قاسم:" تُقبل الناس حاليًا على شراء سبائك الذهب بكثرة خاصة من يريدون المتجارة في المعدن الأصفر ولا يشترونه من أجل الزينة، لذا يقبلون على شراء الذهب الخالص من دون مصنعية التي تكلفه في الشراء ويخسر ثمنها عند البيع حينما يرتفع السعر"، مضيفًا:" بدء رواج سوق الذهب حاليًا حيث كان الركود هو المسيطر منذ انتهاء شهر رمضان الماضي، لكنه انتعش خلال عيد الأضحى المبارك لشراء الناس الهدايا من الذهب، ولكن الرواج الأكبر في سوق الذهب يكون خلال موسم الصيف حيث كثرة الأفراح والمناسبات الاجتماعية السعيدة".

ويرى التاجر محمد عادل: أن أسعار الذهب لم تنخفض بل تصححت أوضاعها منذ عام 2009، قائلاً: " يتحكم في أسعار الذهب عدة عوامل منها السياسية والاقتصادية، ولذا فقد زادت أسعار الذهب خلال الفترة الأخيرة إلى هذه الدرجة نظرًا للأزمة المالية العالمية، حيث كان الإقبال على شرائه كبيرًا لأن هذه الرغبة في الشراء تزيد في أوقات الحروب والأزمات حيث يكون من الأمان الاستثمار في تجارة الذهب، فأدى ذلك إلى انخفاض الكمية المعروضة من الذهب نظراً للإقبال عليه فارتفع سعره ولكن عندما تعافى الاقتصاد بدأت عجلة الاستثمار تتجه لأنشطة أخرى غير الذهب فزادت الكمية المعروضة بالسوق وانخفض سعره، وهكذا ما بين صعود وهبوط"، ولفت الى أن أسعار الذهب كانت مرتفعة جدًا العام الماضي ترتب على ذلك توقف الناس عن الشراء حيث كان للضرورة فقط كأن يكون هدية أو شبكة".

وتقول هالة محمود:"علمنا بانخفاض أسعار الذهب عن طريق الإنترنت لذا جئنا للشراء ونتوقع أن يهبط سعره أكثر، لكن الرسوم الخاصة بالمصنعية مرتفعة جدًا تبلغ 40 ريالاً وأكثر في بعض الأحوال فتزيد وتقل حسب صنع القطعة وهو ما يضيع فرحتنا بهذا الانخفاض كأنه لم يكن".


أسعار مختلفة

أما خالد ثابت فيقول:" عندما نأتى إلى شراء الذهب نجد أسعاره مختلفة عن التي رأيناها على شبكة الإنترنت والتي جئنا بناءً عليها، كما أن قيمة المصنعية المفروضة مرتفعة جدًا فليست كل القطع بها مشغولات كثيرة فبعضها بسيط، ولكن هذه المصنعية المرتفعة تضيع القيمة التى انخفضت في سعر الذهب فنجد أننا دفعنا ما كنا ندفعه قبل الهبوط في السعر".

كما قال محمود عبد العاطي:" شجعنا الانخفاض في أسعار الذهب على الشراء لكن المصنعية مرتفعة جدًا ومتفاوتة من مكان لآخر، فمصنعية الكثير من القطع لا تساوي هذا السعر المرتفع، ويتعمد بعض التجار المغالاة في المصنعية مع الأخد في الاعتبار أن المشتري يقلل منها غير أن بعضهم لا يوافق على هذا التخفيض".


التجار يردون

يقول التاجر صالح الذيباني:" إن أسعار الذهب حاليًا بلغت أدنى انخفاض لها منذ وقت طويل فخلال يومين فقط هبطت بنسبة 10%، وهو ما انعكس على رواج حركة الشراء بالسوق حتى وقت متأخر من الليل"، وعن تفاوت أسعار المصنعية قال صالح:" إن المحال التي تبيع الذهب الشعبي المحلي الصنع تقل أسعار مصنعيته بنسبة 10 ريالات لعدم فرض ضريبة الجمارك عليه ذلك على العكس من الذهب الذي يأتي من الخارج والذي تُفرض عليه رسوم جمارك تضاف إلى المصنعية، وأضاف أن الفرق بين النوعين يعود الى أن أسعار المستورد تزيد مصنعيته وإتقانه وشكله الجميل على المحلى ويقبل على النوع الأول من يأتى بغرض شراء الذهب للزينة وليس بهدف الاستثمار، وتضاف إلى قيمة المصنعية رسوم الجمارك على الذهب المستورد بالإضافة إلى عمولة المحل، والسبب في فرض مصنعية مرتفعة هو زيادة تكاليف نقل البضاعة من الذهب والبحث عنها وتوصيلها فيمكن أن تكون نادرة ويصعب الوصول إليها، ولا يقدر التاجر على غش الزبائن لأن كل شيء مقيد لديه بالفواتير".

وحول شكاوى الزبائن قال التاجر خالد محمد: " ترى الزبائن على شبكة الإنترنت أن سعر الذهب أرخص دون الاهتمام بمعرفة هل هذا هو سعر البيع أم سعر الشراء، أما بالنسبة لرسوم المصنعية فتحددها جودة صنع القطعة نفسها، من الممكن أن يكون هناك مغالاة من بعض التجار في رسوم المصنعية ومن المحتمل أن يرجع السبب في ذلك إلى فرض ضرائب عالية على الذهب المستورد ومن الممكن أن يكون إيجار المحال المرتفعة هو السبب، وكل هذا يتحمله الزبون في النهاية ففي حال انخفاض رسوم الضرائب على الذهب ستنخفض قيمة المصنعية عليه فالجمارك مرتفعة جدًا"، وبسؤاله عن وجود رقابة على السوق لضبط هذه الأسعار من عدمه قال خالد:" لا يوجد من يقول لهؤلاء التجار لماذا تفعلون هذا لأنه لا يوجد من يقول لماذا رُفعت ضريبة الجمارك وأسعار الإيجارات إلى هذا الحد".

ويشار إلى أن الهند تُعد أكبر دولة تقليدية من حيث استهلاك الذهب في العالم، غير أن الصين قد تفوقت عليها حيث احتلت صدارة الترتيب العالمي في استهلاك الذهب خلال الربع الثالث من العام الحالي بحجم استهلاك بلغ 210 أطنان، كما أكدت جمعية الذهب الصينية أن البلاد أنتجت 307.8 طن من الذهب في الأشهر التسعة الأولى من هذا العام بزيادة قدرها 6.8 في المائة أو 19.608 طن، مقارنة بالعام السابق.