المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أسواق المال العالمية تخضع لقواعد اللعبة الجديدة



فريق أول
08-08-2006, 01:26 AM
هناك قواعد جديدة في قطاع الشركات تفرضها لعبة الأسهم الخاصة، وهي جزء من موجة متنامية من الأموال الخاصة، التي تعيد تشكيل الأسواق المالية العالمية.

مثلا أعلنت شركة إتش سي إيه لإدارة المستشفيات مؤخراً أنها ستباع مقابل 21.3 مليار دولار فضلاً عن سداد ديونها،

وتكون بذلك أكبر صفقة عالمياً بعد صفقة كيه كيه آر ونابيسكو مقابل 25 مليار دولار عام 1989، وثاني مرة تباع فيها إتش سي إيه وقد قلبت شركات الأسهم الخاصة لعبة الشراء رأساً على عقب. في أواخر الثمانينات كانت اللعبة شديدة المخاطر عالية الأرباح لكن الأرباح كانت تأتي بعد سنوات، لكن الآن تعود صفقات الشراء بالأرباح على الفور قبل أن يحدث أي تحول رئيسي في الشركة.

وكثير من الشركات المباعة تكون مثقلة بالديون لأنها في الغالب تقترض للدفع للمالك الجديد. وقد دفعت شركات مثل بيرغركنغ ومجموعة وارنر ميوزيك وسيمونز بيرنج ورمنتجون أرمز عائدات كبيرة لشركات الأسهم الخاصة التي اشترتها، عن طريق تمويل الديون (أو الإقتراض)،

فقد اقترضت الشركة، المالكة لمؤسسة هيرتز في أواخر يونيو الماضي مليار دولار لتدفع لشركة كلايتون دوبلير آند رايس ومجموعة كارلايل وميريل لينش ـ اللذين اشتريا الشركة في ديسمبر الماضي.

وقد جمعت هذه الشركات المال رغم أن هيرتز لتأجير السيارات عانت خسائر في الربع الأول من العام بسبب مدفوعات عالية الفوائد للديون التي تكونت من القروض التي حصلت عليها لإتمام الصفقة. وأعلنت هيرتز منذ ذلك الحين نوايا لإطلاق اكتتاب عام لاستغلال عائداته في دفع الديون.

ومنذ 2003 اقترضت الشركات 69 مليار دولار لدفع العائدات لمالكي شركات الأسهم الخاصة وفق إحصاءات ستاندارد آندبور التي نقلت عنها مجلة الايكونوميست، مقابل 10 مليارات دولار خلال السنوات الست السابقة لذاك العام.

وتشير عودة مستثمري شراء الشركات والمهارات الجديدة لاستخلاص المال بسرعة قبل أن تثمر أي تحولات جديدة في الشركات عن عائدات إلى تزايد الأموال الخاصة وتأثيرها الكبير على التمويل العالمي. واللاعبون الجدد الأثرياء من الذين يمولون من أموال خاصة مثل صناديق التحوط وشراء الشركات وشركات استثمار الأموال التي غالباً تعمل في نطاق محدود من الرقابة من الهيئات التنظيمية.

واستطاعت الصناديق التحوطية التي تستثمر في أنواع عدة من الأصول وشركات استثمار الأموال التي تستثمر في الشركات الجديدة وشركات الشراء ـ التي تشتري غالباً المشروعات الناضجة، أن تدير 1.5 تريليون دولار في العالم خلال 2005، مقابل 54 تريليون دولار تديرها صناديق المعاشات وصناديق التأمين والاستثمار، وفق إحصاءات الخدمات المالية الدولية بلندن، وهي مجموعة صناعية.

لكن هذه المقارنة تقلل من شأن التأثير الكبير المتنامي للأموال الخاصة. فقد أصبحت الصناديق التحوطية أكبر مصدر لحجم التجارة والعمولات في صناعة الوساطة المالية، وأحياناً تمثل نصف الحجم اليومي للتعاملات في بورصات نيويورك ولندن.


دور متنام


وتلعب الأموال الخاصة أيضاً دوراً متزايد الأهمية في صفقات الحيازة والاندماج وهو القطاع الذي تسيطر عليه الشركات. وشاركت حتى الان من العام الجاري صناديق شراء الشركات والاصول في 24% من صفقات الحيازة والاندماج من حيث الحجم حسب ارقام مؤسسة طومسون مقابل 14% عام 1988 الذي كان طفرة شراء الشركات.

وتدير شركات استثمار الاموال حاليا 259 مليار دولار أي اكثر من ستة اضعاف القيمة من عقد مضى وفق طومسون والرابطة الوطنية لاستثمار الاموال.

ويقول مؤيدو هذا النشاط ان صناديق التحوط تعطي السوق مرونة وتشجع على تقبل المخاطر وهي عناصر حيوية للاقتصاد الديناميكي وقد استوعبت شركات استثمار الاموال الكثير من الشركات الصغيرة واتخذت شركات الاسهم الخاصة القرار الصعب بالالتفاف حول الشركات المتعثرة وتجذب الوسائل العديدة لتحقيق عائدات من الاسهم الخاصة

وجمع العائدات ورسوم الاستشارات وضمان اصدار الاسهم وادارتها تجذب شركات وول ستريت فقد اعلنت جرين مورجان تشيس وميريل لينش موخرا عن مكاسب كبيرة من الاسهم الخاصة مما رفع ارباح الربع الثاني من العام بشكل كبير وتعتبر جولدمان ساكس حاليا اكبر مستثمر في الاسهم الخاصة في العالم.

وقد تحالفت جولدمان ساكس في مايو الماضي مع كيندر مورجان لشراء شركة لادارة خطوط الانابيب مقابل 13.5 مليار دولار اضافة الى دفع ديونها وميريل لينش هي اكبر مستثمر في صفقة اتش سي ايه.

ويعزز لعبة شراء الشركات سريعة الارباح والتأثرات انخفاض اسعار الفائدة ورغبة الاسواق في الاقراض فتترك الاسواق شركات الاسهم الخاصة تستغل اموال المستثمرين وكثيرا من القروض لشراء الشركات الناضجة مثل برجر كينج من المساهمين او الشركات المالكة لها.

وسجلت صناديق شراء الشركات عائدات سنوية بنسبة 24% في عام 2004 و2005 وفق ارقام طومسون للتمويل وهذا يعادل ثلاثة اضعاف ارتفاع مؤشر ستاندارد اند بورز.

لكن المدفوعات لشركات الاسهم الخاصة التي تتلو الصفقات في الغالب تكون على حساب تراكم الديون التي تدين بها الشركات المباعة. وثلثا الديون الصادرة لدفع العائدات لشركات الاسهم الخاصة مصنفة على الفئة B او اقل وهو تصنيف شديد الخطورة وفق ما ذكرته ستاندارد اندبورز.

وتشير التجربة التاريخية الى ان اكثر من ربع الديون المصنفة على الفئة B تتحول الى معدومة في اقل من خمس سنوات فاذا استمرت اسعار الفوائد في الارتفاع او تعثر النمو الاقتصادي ستجد كثير من هذه الشركات نفسها في مشكلات كبيرة فقد يضطر بعضها الى تسريح العمالة او خفض الانفاق لمواجهة عبء الديون وقد تواجه اخرى الافلاس