المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لمحات من حياة المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني (رحمه الله)



عطر فرنسي
09-12-2013, 07:21 AM
اسعد الله ايام الجميع نقف هنا في هذه الصفحه لأضافه حياه المؤسس


الاسم الصحيح للمؤسس
الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني

تاريخ الولادة المرجح 1826
النشأة في فويرط حتى أنتقل الشيخ محمد بن ثاني الزعيم الأشهر بين القبائل آن ذاك إلى البدع.

تولى المؤسس المسؤولية في حياة الأب الشيخ محمد بن ثاني رحمه الله نظرا لمرضه عام 1876 وكان عمر المؤسس حينها 51 عاما. في مارس 1893 خاض الشيخ الجليل وهو على أعتاب السبعين من عمره معركة فاصلة في تاريخ قطر الحديث مع شعبه ضد العثمانيين وهزمهم فيها مؤكدا و مثبتا استقلالية القرار القطري.

توفي الشيخ محمد بن ثاني عام 1878 و تولى المؤسس مباشرة وكان عمره حينها 53 عاما. لم يظهر حتى الآن صورة للشيخ جاسم رحمه الله.




نبذة عن المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني رحمة الله
ولد المؤسس رحمه الله عام 1242هـ الموافق 1826م، ونشأ في فويرط بشمال شرق قطر.اسمه ونسبه:

هو جاسم بن محمد بن ثاني من ذرية معضاد بن ريّس بن زاخر بن محمد بن علوي بن وهيب من الوهبة من بني حنظلة من قبيلة بني تميم المضرية العدنانية. وقد أنجبت قبيلة الوهبة عدداً كبيرا من المشاهير في العلم والشجاعة.

ولد المؤسس رحمه الله عام 1242هـ الموافق 1826م، ونشأ في فويرط بشمال شرق قطر في كنف والده الشيخ محمد بن ثاني الزعيم الأشهر حين ذاك، حيث تلقى تعليمه على أيدي رجال الدين فتعلم القرآن وعلومه والفقه والشريعة إلى جانب تعلم الفروسية والقنص والأدب كم شارك والده في إدارة شؤون البلاد كافة. وفي عام 1264هـ 1847م انتقل مع والده ليقيم في البدع وكان عمره حوالي 21 عاماً ، فبرز بين أقرانه زعيماً شاباً متطلعاً للقيادة ، وهو ما ظهر فيما بعد عندما تعرضت قطر للغزو ، فبرز جاسم على رأس القوات القطرية المدافعة عن قطر ليبارز أحد أشجع فرسان الجزيرة حينها ، وتمكن جاسم من أن يصرعه بعد معركة حبست فيها الأنفاس. فبرز جاسم بعد هذه الواقعة كفارس قطر الأول الذي التفت حوله الفرسان بعدما نال الحب والإعجاب والتقدير من كافة أبناء قطر.


شاهد عيان :
يروي الرحالة البريطاني وليم بلجريف الذي زار قطر في العام 1279هـ 1862م ، بأنه عندما التقى بالشيخ جاسم في ذلك العام ، لاحظ ظاهرة واضحة في الرجال الذين كانوا يلتفون حول الشيخ جاسم ويحيطونه برابط متين من الألفة رغم تنوع قبائلهم، هذه الشهادة تظهر بجلاء طبيعة العلاقة التي كانت تربط بين الشيخ جاسم وأبناء قطر ، وتؤشر من خلال الوصف قوة تأثير شخصية جاسم في أبناء القبائل القطرية، و هي الدلالة على نضوج و تبلور فكرة التعاضد والوحدة التي كان جاسم قد بدأ يحصد ثمارها بفضل فكره وكرم أخلاقه، وتبلور فكرته وفكره السياسي الساعي الى توحيد القبائل القطرية، وهو في سن الخامسة والثلاثين.


علم وحكمة وحنكة وكرم وحسن سياسة :
بمرور الأيام والخطوب على قطر وأهلها، لمع نجم الشيخ جاسم وتوسعت شعبيته، بفضل ما آتاه الله من علم وحكمة وحنكة وكرم وحسن سياسة، استطاع أن يوحد القبائل القطرية تحت لوائه ويجمع شتاتها.


لمع نجمه وزادت شعبيته، وذلك بما آتاه الله من عقل وحكمة وحنكة وكرم وحسن سياسة.بمرور الأيام والخطوب على قطر وأهلها، لمع نجم الشيخ جاسم وتوسعت شعبيته، بفضل ما آتاه الله من علم وحكمة وحنكة وكرم وحسن سياسة، استطاع أن يوحد القبائل القطرية تحت لوائه ويجمع شتاتها، بعدما الف بين القلوب، فاجتمعت على محبته. محبة وطاعة وولاء تجلى بشكل واضح في تحديه لمختلف القوى التي أرادت أن تنال من قطر ومن أهلها، الذين التفوا حوله بقبائلهم فتقدمها ، وانضوت تحت لوائه، فوحد شتاتها راسماً مستقبلها ، وبفضل ذلك التوحد استطاع الشيخ جاسم حماية الحدود، وتأمينها، فبرزت قطر في المنطقة ككيان مستقل.

فقد قضى حوالي خمسين عاما من عمرة في قيادة شعبه، نجـــــح في توجيه الدفة، بسياسة حكيمة متعقلة، كتب لها النجــاح في خضــم بحر مائج بالأحـــــداث و المتغيرات والضغوطات الدولية والاقليمية ، التي كانت تحاول بسط سيطرتها على البلاد ، بسلسلة أحداث ستبقى جزءً من تاريخ البلاد، وسيظل يذكرها أبناء قطر كأيام مجيدة من تاريخهم .
عندما نتذكر المؤسس نتذكر شجاعته في مواجهة المعتدي والتصدي له بعنفوان الشباب متسلحاً بإيمان بالله لا يتزعزع، كما نتذكر هبٌته لنصرة المظلوم ومعه هب أبناء وطنه في مواجهة الظلم ، وعندما حيًل بينه وبين وطنه، وسار الناس من أجله مضحين بحياتهم فداءً له ، وسالت دماؤهم من أجل فك أسره ، ولا زلنا نتذكر معاناتهم من أجل الثأر له، لقد نصرهم فنصروه وجاهد من أجلهم فعاضدوه.

وعندما نتذكر المؤسس، نتذكر قائداً غيوراً على الوطن وحرمتة، والذود عن كرامته، ورد كل معتدٍ وطامع فيه، فعلى مر الأحداث والمواقف التي شهدتها مراحل التأسيس، ظل الشيخ جاسم مثالاً للقائد الفارس والمفاوض الحكيم، ولعل فيما جرى بينه وبين العثمانيين خير دليل على الحنكة السياسية والعسكرية التي كان يتمتع بها الشيخ جاسم . ففي مارس 1893 وبينما كان الشيخ جاسم قد شارف السبعين ، رفض وبإصرار، كل محاولات العثمانيين، زيادة نفوذهم في قطر، ورغم الضغوطات ورغم فارق القوة والعدد بين الطرفين، فقد ثبت الشيخ جاسم على الحق، واستعد بايمانه ووولاء شعبه، لخوض معركة الوجبة التي فرضت عليه، فخاضها حتى تحقق للقطريين النصر، وهزم العثمانيون في تلك المعركة التي شكلت بنتائجها نقطة فاصلة في تاريخ قطر الحديث، بما برهنته عن القطريين من صور الثبات، والعزم، ووحدة الصف والكلمة خلف قائدهم الشيخ جاسم ، الذي أثبت بقراره وبانتصاره، حنكتة في القيادة، وقوة استقلالية القرار القطري.
حكمه وعدله وثقافته :
باستقرار الأمور وسيادة قطر على أرضها بدأ الشيخ جاسم مشروعه للنهوض بالبلاد، فقام ببناء المساجد والمدارس، واستضافة العلماء، وطبع كتب الفقه على نفقته، وأمر بتوزيعها داخل قطر ، وفي البلدان الأخرى، دليلا على حبه للعلم و ايمانه بدوره في نهوض الأمم والشعوب.
تميز عهده رحمه الله بانتشار الأمن و العدل و الرخاء. وشهدت البلاد ازدهارا في أعمال الغوص على اللؤلؤ و تجارته. حتى أصبحت قطـــر من أكبر مصدريه والمتعاملين به . وتضاعفت أعداد السفن العاملة في ميادين التجارة والغوص والنقل . و تنوعت الأعمال، وراجت الأسواق وازدادت أعداد السكان فتوسع العمران وانتشر.


ناصراً للمظلوم، وساعياً لفك اسر من يلتجأ إليه، ومفرجاً للكرب، ومعتقاً للعبد.كما كان ناصراً للمظلوم ، وساعياً لفك اسر من يلتجأ إليه ، ومفرجاً للكرب ، ومعتقاً للعبد ، وهو في كل ذلك لا يبتغي غير مرضاة الله ، ولم يخضع لغير ه، ثائراً من أجل دينه ومدافعاً عن وطنه.

فصدق قول الآلوسي فيه : " كان من خيار العرب الكرام مواظب على طاعاته ، مداوم على عبادته وصلواته ، من أهل الفضل والمعرفة بالدين المبين ، وله مبرات كثيرة على المسلمين " فعلت مكانته بين الناس جميعاً ، فقد كان على حد قول سليمان الدخيل : "مسموع الكلمة عند العرب مهاب عند الرؤساء والأمراء نافذ القول ، دأبه الإصلاح ولم يسع في أمر إلا أتمه الله على يديه وأعماله كلها خالصة لوجه الله تعالى "

كان رحمه الله رجلاً متديناً نقياً، على جانب عظيم من التقوى ومخافة الله، شديد الخشية لله، عادلاً في أحكامه وأقضيته. كما كان رحمه الله صاحب عقيدة ، بعيداً عن البدع والمحدثات، عابداً تقياً، محافظاً على الصلاة يتحين أوقاتها فيجلس من بعد صلاة الفجر في مصلاه يذكر الله تعالى ويسبحه حتى طلوع الشمس فيقوم فيصلي ركعتين وكان يؤم الناس في صلواتهم، ويخطب بهم الجمعة، وإذا خطب أذهل السامعين، وجلب قلوبهم إليه، وهو من أركان العربية وأنصارها، ويباشر بنفسه تعليم الناس، كما يباشر بنفسه القضاء والفصل في المنازعات بين مواطنيه. وقد ختم حياته وهو يردد كلمة التوحيد. التصحيح .

أما عن صفاته البدنية وملامح شخصيته رحمه الله، فقد وصفه من رأه بأنه كان رجلاً طويلاً فارع الطول؛ وكان يؤم جماعته في صلاة الجمعة والجماعات، و يرى من الصفوف الأخيرة في المسجد .. وكان خفيف العارضين متين العظام، حسن الهيئة في بساطة، مهاباً جليلاً. قوي الشكيمة حازما ذا عزم وتصميم ، ورجلاً من أفذاذ الرجال الذين قلما يجود التاريخ بأمثالهم.



والي يحب يضيف شي يضيفه في هذه الصفحه

عطر فرنسي
09-12-2013, 07:26 AM
المؤسس و حروب البلقان


لاشك بأن المتغيرات السياسية التي حدثت في عاصمة الدولة العثمانية خلال السنوات الأولى من القرن العشرين وقبل الحرب العالمية الأولى من إعلان النظام الدستوري في عام 1908 وخلع السلطان عبدالحميد الثاني في عام 1909 ووصول جمعية الاتحاد والترقي إلى السلطة والاحتلال الايطالي لليبيا، وبعدها حروب البلقان كانت لها انعكاسات كبيرة في الولايات العربية العثمانية. ولقد برز موقف الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني من حروب البلقان من خلال المشاركة والمساهمة المباشرة بدعم حملة الإعانات الحربية لصالح الدولة العثمانية، فقد لبى الشيخ جاسم دعوة السيد طالب النقيب مبعوث ولاية البصرة لمجلس المبعوثان العثماني، وناظر لجنة الاعانات الحربية في البصرة خلال حروب البلقان، فتبرع بمبلغ قدره 25 ألف روبية أي ما يعادل 1832 ليرة عثمانية للمجهود الحربي العثماني.


وفي هذا الصدد ، فقد أرسل الشيخ جاسم بتاريخ 10 مارس 1913 تلغرافا مختصراً إلى وزارة الداخلية العثمانية يوضح دعمه للدولة العثمانية بالمال في حربها ضد دول البلقان جاء فيه: «بناءاً على تشويقات عطوفيت السيد طالب بك ناظر قومسيون إعانات الحربية في البصرة، قدمنا ألف وثمانماية واثنين وثلاثين ليرة عثمانية، المرجو عرض ذلك لأعتاب الخلافة الإسلامية».


وقد أيد السيد طالب النقيب موقف الشيخ جاسم وأهالي قطر ذوى الحمية في المساهمة بجمع الإعانات الحربية بتلغراف أرسله هو الآخر في نفس التاريخ وباللغة التركية إلى وزارة الداخلية العثمانية، راجيا إياها بذل المساعي اللازمة لإستصدار التقدير المناسب من مقام السلطان للشيخ جاسم تكريماً لموقفه ومساهمته في هذا المجال.


ولعل من أبرز نتائج حروب البلقان في منطقة الخليج عامة وفي قطر خاصة هو إضطرار الدولة العثمانية إلى تسوية الخلافات السياسية العالقة مع بريطانيا في خليج البصرة والتخلي عن سيادتها على قطر والكويت من خلال عقد إتفاقية لندن بتاريخ 29 تموز 1913 في وقت كانت الدولة العثمانية تخوض فيه حروب البلقان وفي ظروف كانت قطر ومنطقة الخليج تشهد ذروة التنافس السياسي بين بريطانيا والدولة العثمانية.


وعلى الرغم من تعهد الدولة العثمانية بالإنسحاب من قطر وفق الاتفاقية المذكورة، إلا أنها استطاعت أن تجعل بريطانيا توافق على إبقاء إدارة قطر كما كانت بأيدي الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني وأبنائه من بعده وفي الختام وفي صدد شخصية الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني ومواقفه من الاحداث التي عاصره يمكن القول بان المؤرخون قد يختلفون في تحليلهم لمواقف الشيخ جاسم طوال حياته من المتغيرات السياسية والعسكرية التي وقعت في قطر والمنطقة نتيجة اختلاف مصادر المؤرخين وخلفياتهم الثقافية والفكرية.


ولكن ما لا يختلف عليه إثنان من المؤرخين هو أنهم أمام شخصية قيادية تاريخية قطرية قوية مؤمنة حريصة على الجامعة الاسلامية مؤثرة في مجريات الاحداث في عصره سواء على الصعيد المحلي او الاقليمي وفي قرارات القوى العظمى التي كانت لها صلات مباشرة بقطر وبالمنطقة خلال عهده.


مادة منقولة من بحث بعنوان موقف الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني من حروب البلقان قام به الاستاذ الدكتور : سنان معروف أوغلو الأستاذ المشارك» في برنامج التاريخ - كلية الآداب والعلوم (جامعة قطر)، ندوة المؤسس، احتفالات اليوم الوطني 2008

عطر فرنسي
09-12-2013, 07:28 AM
علاقة المؤسس بالسلطان عبدالحميد، سلطان الدولة العثمانية


مادة منقولة من بحث بعنوان علاقة الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني بالدولة العثمانية قدمه الدكتور زكرياقورشون رئيس قسم التاريخ في جامعة مرمرة في إستانبول ومتخصص في التاريخ السياسي للشرق الأوسط. عضو جمعية التاريخ التركي وجمعية التاريخ العسكري التركي ورئيس جمعية الباحثين في دراسات الشرق الأوسط وأفريقيا في تركيا. ندوة المؤسس، احتفالات اليوم الوطني 2008

أعتلى السلطان عبد الحميد الثانى العرش سنة 1876م، وهو يعد واحدا من أهم دهاة السياسة في التاريخ الحديث، قد أدرك أهمية الشيخ جاسم وسياسته في فترة وجيزة، ولهذا السبب لم يهتم بالشكاوى المستمرة التى قدمها موظفو البصرة والأحساء والتقارير التى قدمها الإنجليز بصفة مستمرة ضد الشيخ جاسم، وعلى الرغم من تحريض الانجليز وأصحاب المصلحة من الموظفين في بعض الاحيان، لم يقع السياسيان الذكيان في هذا الفخ، ويمكننا مشاهدة هذا الأمر في العديد من الأحداث، وعلي سبيل المثال فقد شكا والى البصرة الشيخ جاسم إلى السلطان عبد الحميد بسبب التدابير التى أخذها بعد الخلافات التى ظهرت بين تجار المنطقة وأهالى قطر سنة 1883 م، ولكنه لم يحصل على نتيجة من هذه الشكوى، وفي السنة التالية لما عزم الشيخ جاسم على الذهاب إلى الحج، عرف والى البصرة أن هذه فرصة واقترح تعيين قائمقام آخر في قطر أثناء غياب الشيخ جاسم وانشغاله في فترة الحج، ولكن السلطان عبد الحميد الثانى رفض هذا الاقتراح، غير أن أصحاب النوايا السيئة لم يكفوا عن إرسال الأكاذيب والمعلومات الخاطئة عن الشيخ جاسم إلى استانبول، وبعد ذلك حدثت مباحثات طويلة في مجلس شورى الدولة في استانبول سنة 1886م، وظهر منها أن كل المعلومات كانت خاطئة، وقُدم تقريرًا طويلاً إلى السلطان، وبعد هذا عزل السلطان عبد الحميد الثانى نزيه بك الذي قدم تقارير ضد الشيخ جاسم، وأظهر مقدار ثقته في الشيخ جاسم.


وهناك مثال آخر يظهر أن العلاقة بين السلطان عبد الحميد الثانى والشيخ جاسم كانت قائمة على التقدير والتوقير، فرغم شكاوى الموظفين في المنطقة الذين اقنعوا متصرف الأحساء بتقاريرهم الزائفة التي رفعها بدورة إلى استنابول حيث كانوا يتآمرون بشدة لعزل الشيخ جاسم، لكن السلطان عبد الحميد الثانى الذى فحص هذا الأمر قد أصدر في هذه المرة قرارًا لصالح الشيخ جاسم، وحتى يظهر السلطان عبد الحميد تقديره لدهاء الشيخ جاسم السياسي، منحه رتبة مهمة وهى رتبة «قبوجى باشى» التى تعطى لأكابر الدولة وعبر له عن تقديره لشخصه.
إن المثالين السابقين يوضحان أن الشيخ جاسم كان رجلا من رجالات الدولة العثمانية لا يمكن الاستغناء عنه، لاسيما أنه قد حدث خلاف بين الكثير من أمراء المنطقة والدولة العثمانية في فترات مختلفة وكان هذا سببا في حدوث وقائع أليمة.



لقد نجح الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني في عمل توازن بين الدولة العثمانية والإنجليز ، فهو يختلف عن الزعماء الآخرين الموجودين بالمنطقة فهو لم يسلم قيادته إلى الإنجليز مطلقاً، و لهذا، أصرت الدولة العثمانية على التعديلات التي تحقق الاستقلال لقطر في المعاهدة العثمانية الإنجليزية سنة 1913م رغم معارضة الإنجليز الشديدة لها.



وطبقا لإفادة كل الشهود الذين عرفوا الشيخ جاسم شخصيا فإنه كان شخصا شجاعا كريما ورحيما يتصف بالصفات المطلوبة في أي أمير، ولكن يجب ألا ننسى أن الدولة العثمانية لم تهتم بتلك الصفات فحسب، بل اهتمت بسياسته ودرايته العميقة بشئون المنطقة، حيث كان له دور في الأحداث التي وقعت في المنطقة إما بالوساطة لدى الدولة العثمانية أو بمنعها من التدخل المباشر، وهكذا منع سفك دماء الكثير من المسلمين وحمى شرف خليفتهم، ولقد عاصر الشيخ جاسم ثلاثة من سلاطين الدولة العثمانية، ونال تقدير كل منهم، فهو واحد من الأمراء النادر وجودهم، ولا جرم في أن أساس سياسته كان وسيلة لظهور دولة قطر الحديثة، ففي الاتفاقية الإنجليزية- العثمانية التى عقدت سنة 1913 م والمنظمة لشؤون خليج البصرة (الخليج العربي)، كانت إمارة قطر هى الإمارة الوحيدة التى دافعت الدولة العثمانية عن حقها في تقرير مصيرها، واضطر الإنجليز لقبول هذا، ذلك لأنه كان هناك اعتقاد بأن شيخ قطر وشعبه لديهم القدرة على القيام بهذا الدور. وبتعبير آخر فإن هذا الإصرار العثماني قد هيأ الظروف لظهور دولة قطر الحديثة علي الساحة الدولية.

عطر فرنسي
09-12-2013, 07:29 AM
تفريج الكروب و إغاثة الملهوفين


مادة منقولة من بحث مشترك بعنوان القيم الدينية عند الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني من خلال علاقته بعلماء نجد قام به الاستاذ الدكتور خالد بن علي بن احمد الوزان أستاذ واستشاري في كلية طب الأسنان، جامعة الملك سعود، وعضو المجلس العلمي بها، والباحث في التاريخ النجدي، الأستاذ عبدالله بن بسام بن عبدالله البسيمي. ندوة المؤسس، احتفالات اليوم الوطني 2008

من قيم الشيخ جاسم الدينية التي بذل في سبيل تحقيقها جاهه وماله، تفريج الكرب وإغاثة الملهوف وتأمين الخائف وفك المأسور، فلا يسمع بشريف مسجون إلا شفع فيه وافتداه بجاهه وماله.
ومن ذلك استضافته لبعض الأسر النجدية التي كانت واقعة تحت ضغط سياسي، فاستضاف الإمام عبدالرحمن بن فيصل وابنه الأميرعبد العزيز وبقيَّة أسرته سنة 1310هـ/1892م نحو شهرين قبل نزولهم في الكويت، وذلك بعد سيطرة محمد بن رشيد أمير حائل على نجد.


وممن شفع فيهم من أهل نجد أسرة آل بسام، فبعد سيطرة الإمام عبدالعزيز على عنيزة في محرم سنة 1322هـ/إبريل 1903م وضع ثلاثة عشر وجيهاً من عشيرة آل بسَّام وعلى رأسهم كبيرهم عبدالله بن عبدالرحمن البسَّام من عنيزة إلى الرِّياض ووضعوا تحت الإقامة الجبرية، وبعد سنة وشهرين أذن لهم بالانصراف إكراماً لشفاعة الشيخ جاسم، فتوجه بعضهم لزيارته في قطر فأكرمهم غاية الإكرام قبل أن يتوجهوا إلى البصرة. وآل بسام من الوهبة من تميم، البطن الذي ينتمي له آل ثاني.
وممن شفع فيهم الشيخ جاسم وبذل فيهم جاهه وماله الهزازنة، إذ كان أحد عشر رجلاً منهم وعلى رأسهم راشد الهزَّني، أمير الحريق، في الأسر في الرِّياض بسبب فتن قاموا بها، سجنوا على إثرها ما يقرب من السنة، فشفع لهم الشيخ جاسم فأطلقهم الإمام عبدالعزيز آل سعود، وذلك سنة 1328هـ/1910م، فتوجهوا إلى الشيخ جاسم واستضافهم لمدة سنتين. وممن استضافهم أيضاً من أعيان نجد الأمير فهد بن سعد بن سعود بن فيصل بن تركي آل سعود، وكذلك عبدالله بن نادر أمير السليل من وادي الدواسر، اللذين كانا على خلاف مع الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود.



بل إن الشيخ جاسم لم يكتف باستضافتهم فحسب بل جعل لهم من تركته نصيباً.....و بعد سيطرة الملك عبدالعزيز على الرياض سنة 1319هـ/1902م وقيام الدولة السعودية الثالثة كان الشيخ جاسم من المناصرين والداعمين لها. فمن ذلك أنه كان يقدم المعونات المالية والهدايا بشكل شبه سنوي. وفي سنة 1322هـ/1904م بعد معركتي البكيرية (ربيع الثاني/مايو) والشنانة (رجب/ سبتمبر) وهزيمة عبدالعزيز بن رشيد ومن معه من جيوش الدولة العثمانية، تمت المراسلات بين الإمام عبدالرحمن والشيخ جاسم من جهة مع والي البصرة والباب العالي من جهة أخرى بشأن معارك القصيم وثنيهم عن إرسال حملة جديدة، ومن ثم لقاء الأمام عبدالرحمن بمخلص باشا والي البصرة وحصول الصلح.



وفي السنة التالية 1323هـ/1905م زار الملك عبدالعزيز صحراء الجافورة ونزل بسلوى أكثر من مرة والتقى في سلوى بالشيخ جاسم الذي قدم له الهدايا من السلاح والأرز والمعونات المالية.

عطر فرنسي
09-12-2013, 07:30 AM
حبه للعلم والعلماء


مادة منقولة من بحث مشترك بعنوان القيم الدينية عند الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني من خلال علاقته بعلماء نجد قام به الاستاذ الدكتور خالد بن علي بن احمد الوزان أستاذ واستشاري في كلية طب الأسنان، جامعة الملك سعود، وعضو المجلس العلمي بها، والباحث في التاريخ النجدي، الأستاذ عبدالله بن بسام بن عبدالله البسيمي. ندوة المؤسس، احتفالات اليوم الوطني 2008


عرف عن الشَّيخ جاسم حبه الشديد للعلم والعلماء، فطبع على نفقته الكتب التي تدافع عن الدعوة وتردّ على مناوئيها، واشترى عددا آخر من الكتب المطبوعة في نفس المجال، ووزعها مجاناً على طلبة العلم في شتى الأقطار الإسلامية.
وفي مجال دفاعه عن الدعوة طلب من الشيخ عيسى بن عكاس في سنة 1298هـ/1881م أن يرد على محمد بن عبدالله الفارسي في ثلاث مسائل تتعلق بصفات الله عز وجل، وحياة الرسول صلى الله عليه وسلم، والاستغاثة بالأنبياء والأولياء.( ) ومن ذلك طباعته لكتاب (فتح المنَّان تتمة منهاج التَّأسيس رد صلح الإخوان)، تأليف الشَّيخ محمود شكري الآلوسي، على نفقته في بومباى بالهند، سنة 1309هـ/1892م،( ) ثم أوقف نسخه ووزعها على العلماء وطلبة العلم، وهذا الكتاب هو إتمام لكتاب (منهاج التَّأسيس) للشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن آل الشيخ (ت 1293هـ/1876م)،( ) الذي وافته المنية قبل أن يتمه. وقد أرسل الشيخ جاسم مائة نسخة من الكتاب إلى الشيخ الآلوسي مرفقة مع رسالة مؤرخة في 11/10/1310هـ (28/4/1893م).( )



كما أنَّ الشَّيخ جاسم اشترى مجموعة من نسخ كتاب (التَّوضيح عن توحيد الخلاق في جواب أهل العراق)( ) ثم أوقفها ووزعها على العلماء وطلبة العلم، وهذا الكتاب يتناول توضيح حقيقة دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب وتصحيح ما أثير حولها من شبهات. ومن جهوده في هذا المجال طباعة وتوزيع الكتب التي تشرح عقيد السلف مثل كتاب (الإيمان)، لشيخ الإسلام أحمد بن تيمية، و(الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح)، له أيضاً، و(الدين الخالص)، لصديق حسن خان، وغيرها.



كان المؤسس رحمه الله يستقطب العلماء وطلبة العلم من أهل السنة من نجد وغيرها للقيام بتدريس العلوم الشَّرعيَّة في المساجد، والقيام بأمر الدَّعوة إلى الله، وتوجيه الناس،ومن هؤلاء العلماء عالم الأحساء وقاضيها الشيخ عيسى بن عبدالله بن عكاس (ت 1338هـ/1920م)،( ) والشيخ يعقوب بن يوسف (1375هـ/1955م)،( ) وعدد من العلماء الذين عينهم ففي منصب القضاء مثل الشيخ محمد بن حمدان الذي تولى القضاء فيها سنة 1285هـ/1868م إلى سنة 1310هـ/1893م، ثم عين بعده الشيخ عبدالله بن أحمد بن درهم من أهل حوطة بني تميم ولا يخفي دور القضاة في ذلك الوقت في تدريس العلوم الشرعية وتوجيه الناس. كما قام الشيخ جاسم بابتعاث بعض طلبة العلم القطريين للدراسة على علماء نجد وأئمة الدعوة، ومن هؤلاء الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله بن درهم الذي ابتعثه سنة 1313هـ/1895م، لتلقى تعليمه على يد العلامة الشيخ عبدالله بن عبداللطيف آل الشيخ حولاً كاملاً.



لقد أثمرت جهود الشيخ جاسم، إذ كانت كالغيث الذي أصاب أرضاً طيبة، فكان من نتائج ذلك أن ازداد تمسك القطريين بدين الإسلام، وعقيدة أهل السُّنة، ولذا عدمت مظاهر الانحراف في شرك العبادة عندهم إلى يومنا هذا. يقول الأديب المؤرخ سليمان بن صالح الدخيل (ت 1364هـ/1945م) عن قطر واصفاً سكانها قُبيل وفاة الشَّيخ جاسم: (وهي مدينة متوجهة إلى التقدم بفضل شيخها الشيخ جاسم بن ثاني وأهلها كلهم على مذهب السَّلف وأحكامهم شرعية ولا يوجد عندهم الأشياء المضرة بالدين المخالفة لآدابه الشريفة)، وقال أيضاً: (وأهل قطر اليوم من أحسن البلاد العربيَّة تمسكاً بالدين الحنيفي وآدابه، فإنه لا توجد عندهم خرافات القبوريين، ولا شيء من البدع أو المفسدات أو الأمور المخلة بالآداب.)



يتضح مما تقدم أنَّ الشيخ جاسم كان من أئمة الدعوة ، جاهد في نشرها بنفسه وماله، وكان له جهود فاعلة في نصرتها والذب عنها، وقد ربى أبناءه وأحفاده على ذلك، فسلكوا مسلكه في تقريب العلماء ، وطباعة الكتب، وخدمة العلم وأهله.



أوقافه وطباعتة الكتب لطلبة العلم
لقد أدرك الشيخ جاسم أهمية الأوقاف في الإسلام، ودورها الاجتماعي والثقافي في رعاية الفقراء وطلبة العلم وصيانة المرافق الدينية ودعم وظائفها، فحرص على التصدق بأصول العقارات لصالح عدد من المنافع العامة، وذلك نحسبه والله حسيبه من باب التعبد والتقرب إلى الله سبحانه، ورغبة منه لنيل أجر الصدقة الجارية.



قال المؤرخ سليمان بن صالح الدخيل عن الشيخ جاسم: (وله أوقاف كثيرة في كل البلاد العربية فمن ذلك أن له أربعة أوقاف كبيرة في نجد، وأربعة مثلها في المذنب ومثلها في الأحساء وفي القصيم والبحرين وقطر وغيرها، وهذه كلها تصرف على ما جاء به الشرع الشريف.) ولارتباط الشيخ جاسم الوثيق بنجد وحبه لأهلها فقد أوقف فيها عدداً غير قليل من الأوقاف، عرفنا منها أوقافاً في الدِّرعية، والرِّياض، وحريملاء، والدِّلم، وحوطة بني تميم، وشقراء، وأثيثية، والمذنب، والعِقْلَة. ولا يزال، بفضل الله، ريع عدد غير قليل منها مستمراً إلى اليوم، مستغلاً بالصرف على الجهات التي عينها، ويقوم بنظارة أوقافه اليوم عدد من القضاة أو الوكلاء.



وكان رحمه الله يصرف واردات أوقافه على الجوامع والخطباء والأئمة والمؤذنين والمدرسين وطلبة العلم من أهل السنة ورعاية الفقراء وإفطار الصائمين.
كذلك سعى الشيخ إلى تزويد طلبة العلم بنوادر كتب التراث من خلال ما كان يطبع في الهند وغيرها، وكان تركيزه في توزيع الكتب منصباً على طلبة العلم من أهل نجد، فكان يرسل تلك الكتب إلى العلماء الأعلام في نجد وخاصة في مواطن العلم المعتبرة في زمانه كالرياض وحائل وغيرها، فكان من نتائج ذلك أن كوَّن بعض طلبة العلم مكتباتهم الخاصة، خاصة وأنَّ الكتب التي كان يوقفها الشيخ جاسم شملت شتى علوم الدين، كالعقيدة وعلوم الحديث والفقه وغيرها من العلوم. ويلحظ الباحث في قائمة الكتب التي وقفنا عليها أثناء البحث دقة اختيار الشيخ جاسم للكتب من حيث التخصص وأهمية الكتاب في التخصص ذاته، فانصب اهتمام الشيخ بشكل واضح على كتب العقيدة والحديث بينما أخذت كتب العلوم الشرعية الأخرى حيزاً أقل من وقفياته.





وجهود الشيخ جاسم في طباعة الكتب وتوزيعها تتم على الرغم من الرقابة الشديدة على حركة النشر، والسيطرة على حركة توزيع المطبوعات المتعلقة بعقيدة السلف بين أقطار الخليج والعالم الإسلامي التي تمارسه في تلك الفترة بريطانيا من جهة، والدولة العثمانية من جهة أخرى.( ) ولا تكاد تخلو، في تلك الفترة، مكتبة علمية في بلدان نجد من الكتب التي أوقفها الشيخ جاسم، وقد وقفنا على عدد غير قليل منها دوِّن على أغلفتها وقفيته بخطوط عدد من العلماء والأعيان من نجد، واستقصاء ذلك يطول فحسبنا أن نذكر بعض الأمثلة.



فمن كتب التفسير:
جامع البيان في تفسير القرآن، لمحمد بن جرير الطبري، في عشر مجلدات، وفي هامشه تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان، للحسن بن محمد النيسابوري.( ) جامع البيان في تفسير القرآن، تأليف الشيخ معين الدين بن صفي الدين. وبهامشه كتاب إكليل في استنباط التنزيل، للحافظ عبدالرحمن بن أبي بكر السيوطي، وفي آخره عدة رسائل منها: فوائد مستنبطة من سورة النور لشيخ الإسلام ابن تيمية، والرد على الجهمية، للإمام أحمد بن حنبل، ورسالة في القرآن لابن تيمية، وفوز الكبير في أصول التفسير لشاه ولي الله بن عبدالرحيم، وغيرها.
ومن كتب الحديث:
سنن الدارقطني، للحافظ علي بن عمر الدارقطني، مع التعليق المغني، لشمس الحق العظيم أبادي.



المعجم الصغير للطبراني، لسليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، وملحق به كتابان هما: الأدب المفرد، للإمام الحافظ محمد بن إسماعيل البخاري، والمسند للإمام الشافعي. التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير. تأليف أحمد بن علي بن حجر العسقلاني. نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر. تأليف: أحمد بن علي بن حجر العسقلاني. مقدمة فتح الباري شرح صحيح البخاري. تأليف: أحمد بن علي بن حجر العسقلاني. مجالس الأبرار.



ومن كتب الفقه:
المقنع. لابن قدامة. طبعه الشيخ جاسم.



سبل السلام شرح بلوغ المرام، تأليف محمد بن إسماعي الصنعاني.
المجاميع:
مجموع به ست رسائل هي: المكتوب اللطيف إلى المحدث الشريف، للعلامة أبي الطيب شمس الحق، وقصائد للقاضي محمد خان طلا، الكلام على سنة الجمعة لابن الملقن، فتح الوهاب للشيخ عبداللطيف، مناسك الحج لمحمد بن إسماعيل الأمير اليمني، مناسك الحج لشيخ الإسلام تقي الدين ابن تيمية.
ومجموع يضم ثلاثة كتب هي: منظومة ابن فرح الأشبيلي، ومختصر عمدة الأحكام من كلام سيد الأنام، وإحكام الأحكام شرح أحاديث سيد الأنام. وهو في جزأين كبيرين.
ثناء علماء نجد عليه
لقد عرف علماء نجد وشعراؤها ومؤرخوها علو شأن الشيخ جاسم، وجهاده وتضحيته في سبيل تحقيق القيم الإسلامية التي حث عليها الدين الإسلامي الحنيف، وثباته على الحق رغم ما شهدته المنطقة من صراعات فكرية وسياسية، فكثر ثناؤهم عليه نثراً وشعراً بما يصعب حصره، نكتفي منه بما يدل على المقصود.



قال الأديب المؤرخ سليمان بن صالح الدخيل عن الشيخ جاسم: (وهو على جانب عظيم من التقوى ومخافة الله... وبالجملة فهو من النابغين في الأمة العربية العاملين لسعادة الدين والوطن). إلى أن قال: (وهو الأمير في هذه البلاد وهو الخطيب يوم الجمعة وهو القاضي والمفتي والحاكم. ومن صفاته أنه إذا خطب أذهل السامعين وجلب قلوبهم إليه، وإذا أعطى فعطاياه جزيلة، وبالجملة فهو من أركان العربية وأنصارها ومن رجال الإسلام وفحوله، وهو مسموع الكلمة في العرب مهاب عند الرؤساء والأمراء نافذ القول، دأبه الإصلاح ولم يسع في أمر إلا وقد أتمه الله على يديه).



وقال الشيخ سليمان بن سحمان في قصيدة جوابية أرسلها إلى الشيخ جاسم، يهنئه فيها على
انتصاره على الأتراك سنة 1310هـ/1893م:
وقد خصك الرحمن منه برحمة فأعلى بك الإسلام بعد التضاؤل همام إذا لاقى العداة سميدع أخي ثقة عند الأمور الجلائل



وقال في قصيدة أخرى يهنئه فيها بانتصاره في إحدى المعارك:



هنيئاً هنيئاً نصر كل موحد وعز ذوي الإسلام من كل شاكر أما الشاعر المفوه الأديب الشيخ محمد بن عبدالله بن عثيمين فقد كانت تربطه مع الشيخ جاسم صداقة حميمة، وقد رثاه بقصيدتين، ذكر فيهما بعض خصاله، التي منها مكارمه وشجاعته، وحمايته للمستجير، وعطفه على الأيتام والفقراء والمعوزين، وذكر عظم المصيبة بفقده، وتحسَّر كثيراً على فراقه، منها قوله:



نَعَيْت امْرأ للبر والدين سعيُهُ وللجود والمعروف ما هو كاسبه أما الأديب الشيخ حسين بن علي بن نفيسة، فقد رثى الشيخ جاسم، وقدم لمرثيته بكلمة قصيرة أثنى فيها عليه، قال فيها: (هذه مرثية في شمس الفضائل، ومنتهى الأماني، الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني، مؤيد الدين، وحتف المعتدين، شيخ قطر). وذكر في المرثية خصال الشيخ الحميدة من أداء المغارم، والكرم والسخاء، وتلطفه لأهل الخير، ورأفته بالفقراء، وتقاه ومخافته لله، وشجاعته في الحروب، وقيادته للجيوش، ومما جاء فيها قوله: فآه وآه بعد جاسم ذي الندى مجيب الندى للصارخ إذ يتلهف حنانيك من للدين أرسى دعائماً لطلابه يقري ويثري ويكهف وقال الشيخ محمد بن عبدالعزيز بن مانع: (وفي 20 شعبان سنة 1331 بلغنا ونحن بالبحرين وفاة الشيخ جاسم بن ثاني في قطر، وكانت وفاته يوم الخميس 13 من شعبان سنة 1331 وهو من أكابر الرجال المحسنين، وأوصى بأموال كثيرة تُفَرَّق بعد موته، منها عشرة آلاف ربية للشيخ عبدالله بن عبداللطيف، وبقيت وصيته نصَّ على أن تكون لأهل التوحيد. رحمه الله تعالى وغفر له).



وقال المؤرخ الشيخ عبدالرحمن بن محمد الناصر: (كان ورعاً، تقياً، صادقاً، جواداً، ذا سيرة حسنة، حسن السمت، حسن الاعتقاد، على مذهب الإمام المبجل أبي عبدالله أحمد بن حنبل رضي الله عنه، وكان فيه محبة لمجدد الدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب، ولأنجاله، ولمن آواهم ونصرهم، يرى رأيهم ويقول بقولهم ويدين بدينهم، مع ما أظهره من كرامتهم، أعتق أكثر من خمسين مملوكا، وكان ينفق غالب غلاته على طلبة العلم من أهل السنة... وفضائله أشهر من أن تذكر، ومناقبه أكثر من أن تحصى فرحمه الله تعالى وعفا عنه).

عطر فرنسي
09-12-2013, 07:31 AM
معركة الوجبة


مادة منقولة من بحث بعنوان "موقف الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني من التنافس العثماني البريطاني" أعده الدكتور عبدالقادر بن حمود القحطاني (أستاذ مشارك) في كلية الآداب والعلوم- جامعة قطر لندوة المؤسس، بمناسبة احتفالات اليوم الوطني 2008.

فتح المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني رحمه الله قلبه وبلاده للدولة العثمانية وسمح للحامية العثمانية بدخول البلاد في يوليو 1871 إيمانا منه بالخلافة والجامعة الاسلامية ولصد النفوذ البريطاني المتزايد في ذلك الوقت. وقد لجأت بريطانيا إلى خلق الكثير من المشاكل للشيخ جاسم، مع جيرانه، ومارست الكثير من الضغوط عليه؛ فتارة تتهمه بالقرصنة البحرية، وتارة أخرى تتهمة باضطهاد رعاياها التجار ، ولكن كل تلك الضغوط لم تثن الشيخ جاسم عن سياسته مع الدولة العثمانية، ورفضه الحماية البريطانية، وبدلاً من أن تقوم الدولة العثمانية بتوثيق علاقتها بحاكم قطر الشيخ جاسم، وتقف إلى جانبه ضد المخططات البريطانية التي تستهدف القضاء على علاقة البلدين قطر والدولة العثمانية، عملت على تخريب العلاقات مع الشيخ جاسم بالقيام ببعض الاستحداثات التي لا تخدم المصلحة الوطنية تمثلت في إنشاء دائرة للجمارك وفرض الضرائب على التجار، وكذلك فرض الضرائب على بيع اللؤلؤ، وقد عارض الشيخ جاسم تلك الإجراءات العثمانية التي رأى أنها ستؤدي إلى زيادة الأعباء المالية على المواطنين وقد يدفعهم ذلك إلى الهجرة خارج البلاد. ولكن السلطات العثمانية أصرت على تنفيذ مخططها غير عابئة بما قد يترتب على الأوضاع المعيشية للمواطنين؛ لأنها كانت في حاجة للمال للإنفاق على قواتها العسكرية. وقد أدى هذا الإصرار التركي على تنفيذ سياستها إلى استقالة الشيخ جاسم من القائمقامية، وأبلغ والي البصرة محمد حافظ باشا في يناير 1893، بقراره بالاستقالة، ومع أن الوالي رفض الاستقالة وطلب من الشيخ الاستمرار في منصبه، فإن الشيخ لم يتراجع عن قراره، ونقل مقر إقامته من الدوحة إلى منطقة الضعاين، وبعد فترة انتقل إلى منطقة الوجبة. وصل والي البصرة محمد حافظ باشا، إلى الدوحة يوم 14 فبراير 1893، عن طريق الأحساء بدعوى إعادة الأمن في قطر إلى نصابه، واتخذ من القيادة العثمانية بالدوحة مقراً لإقامته. وبعد وصوله بعث برسالة إلى الشيخ جاسم الموجود في منطقة الوجبة، يدعوه للحضور إلى مقره للاستفسار عن الشكاوي التي تلقاها ضده من الإنجليز وغيرهم، لكن الشيخ الذي كان غير مطمئن لنوايا الوالي العثماني، اعتذر عن عدم الحضور قائلاً في رسالته الجوابية أن صحته لا تسمح له بالحضور وأنه قد أناب عنه أخاه الشيخ أحمد . ولكن الوالي اعتبر عدم تلبية الشيخ جاسم لدعوته بمثابة رفض وتمرد على الدولة العثمانية، فأقدم على اعتقال الشيخ أحمد والمرافقين له وعددهم 16 شخصاً. وفي يوم 13 مارس 1893، قاد الوالي العثماني قوة كبيرة وتوجه صوب الوجبة بقصد إلقاء القبض على الشيخ جاسم وتقديمه للمحاكمة، ولكن الشيخ جاسم كان قد علم بالاستعدادات التركية وبتحركها نحو مقره، وأعد قواته وزودها بالسلاح والذخيرة والمواد الغذائية والمياه، ووضعت في مواقع مهمة على الطرق التي سوف تسلكها القوات التركية، ونجحت خطته حيث وقعت القوات التركية في مصيدة قواته وأنزلت بالقوات المعتدية هزيمة ساحقة بعد معركة شرسة استمرت من الساعة العاشرة صباحا حتى الخامسة مساء، قتل فيها عدد كبير من القوات العثمانية كان يوسف أفندي قائد القوات العثمانية من بين القتلى، وفر الوالي محمد حافظ الذي كان في مؤخرة قواته إلى الباخرة التركية المريخ الراسية في ميناء الدوحة.


وكانت أهم نتائج معركة الوجبة أن سارع السلطان العثماني بعزل والي البصرة حافظ باشا بسبب سياسته الحمقاء التي ألحقت المهانة بالدولة العثمانية على نحو لم يكن مقدراً مما كشف عن فشل سياستها لذلك لم تلبث أن أجرت تحقيقاً، انتهى بأن قرر السلطان عبد الحميد تقديره لشخص الشيخ جاسم بن محمد حق قدره، لتوضيحه موقفه وتمسكه بالدولة العثمانية رغم كل ما حدث.

OM_OMAR_QATAR
09-12-2013, 09:40 AM
مقال مهم وبوقته ..
ارجعله بأهتمام

عطر فرنسي
09-12-2013, 09:48 AM
أهمية هذا اليوم


اليومُ الوطنيّ يومٌ مجيدٌ مُشرِق نَرفع فيه أسمى آياتِ المَحبّة والعِرفان لأهلنا - أهلِ قطَر - عندما تَعاضَدوا وتَكاتَفوا فيما بينهم، وأخلَصوا الولاءَ والطاعةَ للشيخ جاسم بن محمّد آل ثاني؛ محقِّقينَ بذلك أمرَ اللهِ سُبحانَهُ وتَعالى "يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُول وَأُولِي الأمرِ منكُمْ"؛ مؤمِنينَ بالشيخ المؤسِّسِ أبًا، وأخًا، وقائدًا، وإماما. كيفَ لا، وقد وجَدوا فيه زعيمًا مُتحلِّيًا منذ شبابه بالتَّقوى والشجاعة وروحِ الفداء وحكمةِ القيادة؛ وبالحرْص على توحيد شبْه الجزيرة القطَريّة، ورعايةِ مصالح أهلها في أحد أحلَك الأزمِنة التي مرّت بها هذه المنطقةُ من العالم. فقد كان زمنَ وُقوع حروبٍ قبَليّة في البرّ وعمليّاتِ قرصَنةٍ ونهْب في البحر، وزمنَ تراجُع السّلطنة العثمانيّة وذُبولِ قوّتها؛



اليومُ الوطنيّ يومٌ مجيدٌ مُشرِق نَرفع فيه أسمى آياتِ المَحبّة والعِرفان لأهلنامثلما كان زمنَ تَعاظُم قُدُرات الإمبراطوريّة البريطانيّة في المنطقة، وتبدُّلِ المصالح والولاءات، وتجدُّدِ الصراعات والفوضى في الجزيرة العربيّة ومنطقة الخليج. لكنّ الشيخ جاسم بن محمّد آل ثاني واجَه تلك العواصفَ الشديدةَ والتغيُّراتِ العالميّةَ الكبيرة مستعينًا بالله، وبأهله - أهلِ قطَر - فأعانه اللهُ على تلك المَخاطِر والأزمات المتتاليّة وأهوالِها، وقيادةِ سفينة الوطن إلى برِّ الأمان. وقد أثبَت القطَريُّونَ أنهم مخلِصون، متعاوِنون، مضَحُّون، جاهَدوا طوالَ أكثرَ من نصف قرنٍ في سبيل الوحدة إلى أن أقاموا لهم وطنًا يَعتزّون به، وترعاه قيادةٌ تلتزم معهم العدلَ والشُّورى.

خاض الشيخ جاسم بن محمّد على رأس الفُرسانِ القطَريِّينَ معاركَ فاصلةً مع القوى الكبرى في تلك الأيام، محقِّقينَ ما لا يُمكِن تخيُّلُ إنجازِه بتلك الأعداد القليلة والإمكاناتِ المحدودة. ففي معركة الوَجْبةِ الخالدة مع الدولة العثمانيّة، تجلَّت تضحياتُهم وعزيمتُهم المعقودةُ على رفْع الظلم عن كَواهِلهم، وعلى إنقاذِ إخوانهم وأبنائهم من الأسْر؛ مثلما تجلّت البراعةُ المذهِلة لقيادة الشيخ جاسم في اتّخاذ القرارات وإدارة الصراع، ومن ثمَّ في استثمار النصر لخَير البلاد والعِباد. كان للقيادة الحكيمة عمقُ البصيرة، وللشعب وقْفتُه الصادقة، فانتصَر القَطريُّونَ في السياسة وفي الحرب؛ وصارت معركةُ الوَجْبة مثالاً لحكمةِ القيادة، وعظَمةِ الشجاعة والولاء، في مواجهة الأوضاعِ العَصيبة.



فكان الشيخُ القائدُ يُعِدّ للمفاوضات عُدّتَها، فيما يُعِدّ للحرب عُدّتَهاقُبَيلَ تلك المعركة، عمِلَ الشيخ جاسم على إرسال المفاوِضينَ بالنِّيابة عن القبائل والعُلماء إلى الوالي العثمانيِّ في المنطقة، محاولاً بمختلِف الطُّرُق تجنُّبَ المواجهة العسكريّة وسفْكِ الدّماء بين المسلمين. لكنه كان يعرف طبائعَ التجبُّر وشخصيّةَ المتجبِّر، الذي قد لا يستجيب إلى العقل أو المنطق؛ ربما لأن قوّتَه تُوهِمه بالقدرة على إيقاع أكبر ضررٍ ممكن بشعب هذا البلد الصغير. فكان الشيخُ القائدُ يُعِدّ للمفاوضات عُدّتَها، فيما يُعِدّ للحرب عُدّتَها. ولما جارَ الوالي، وتجبَّر وتكبَّر، وجد نفسَه في خِضَمِّ حربٍ ضروسٍ وهزيمةٍ منكَرة؛ ولله الفضلُ والمِنَّة. وما يُحمَد عليه الشيخ جاسم أنه، بالرُّغم من ذلك كلِّه، أبقى على علاقةٍ وثيقة بالخلافة العثمانيّة في اسْطنبول؛ معتبِرًا أنها رمزٌ للوحدة الإسلاميّة، ومؤمِنًا بأنّ هذه الوحدةَ يجب أن تقوم على العدل والإنصاف، لا على الظّلم والقهر؛ وأن تعنيَ الأُخوَّةَ والتّعاضُدَ بين المسلمين، لا الاستبدادَ واستغلالَ الأمّة.

وكما تشهد أحداثُ ذاك الزمان ووثائقُه العديدة، كان الشيخ جاسم، رحِمَه الله، عميقَ الفهْم للقِيَم الإنسانيةِ النبيلة، راسِخَ الاقتناع بوُجوب إحقاق العدل ورفْع الظُّلم؛ ليس عن أهلِه القطَريِّينَ فحسْبُ، وإنّما أيضًا عن المظلومينَ، أيًّا كانوا وأينما كانوا؛ مؤمِنًا بأنّ الأَوْلى بالحماية همُ المضطهَدونَ في بُلدانهم، وأعزاءُ قومٍ ذُلّوا أو حَلَّت بهم نكَباتُ الدَّهر. وأثبتَ الإمامُ القُدوَةُ، بالأفعال لا بالأقوال، أنّ إعتاقَ المستعبَدين، وإطعامَ الجائعين، ومساعدةَ المحتاجين مبادىءُ تُطبَّق؛ وليست مجرّدَ شعاراتٍ تُرفَع. فقد أنفَق مبالِغَ طائلةً لإعتاق الكثيرِ الكثيرِ من العبيد؛ وأكرمَ أعدادًا لا تُحصى ممّن ضاقَت بهم سبُلُ العيش؛ وخصَّص جزءًا كبيرًا من أوقافه لمساعدة المُعْوِزين من قطَر إلى البصرة، وفي مدنِ الخليج والقُرى النَّجْدِيّة النائيّة.



تعلَّق الشيخ جاسم بن محمّد منذ صِباهُ بالعِلم والمعرفة، واعتبرهما من القِيَم الأساسيّة التي ينبغي له الاهتمامُ بها ورعايتُها


إلى جانب ذلك، تعلَّق الشيخ جاسم بن محمّد منذ صِباهُ بالعِلم والمعرفة، واعتبرهما من القِيَم الأساسيّة التي ينبغي له الاهتمامُ بها ورعايتُها. فقد سجَّل له التاريخُ العربيُّ والإسلاميُّ المجيد ما لم يُسجِّله إلاّ للقلائل، بعدَما جعل من الدَّوحة في زمنه منارةً لطلاّب العلم والمعرفة؛ مُزوَّدةً بجُموعٍ من كبار الفُقهاء والقُضاة في العالم الإسلامي. وبلَغ من حَفاوته بالعِلم أنه كان يَستقدِم من الهند ومصرَ كمّياتٍ هائلةً من نُسَخ أمّهات الكتب التي يَشتريها بماله الخاصّ، أو يَطبَعها على نفَقته، ليُوزِّعها على العلماء وطلاّبهم في قطر وجِوارها. فقد آمَن الشيخ جاسم بأنّ له ولبَلدِه رسالةً في استمرار الإشعاع الدِّينيِّ والعلميّ لهذه المنطقة، وبأنّ تَضافُرَ الدِّين والعِلم يَجمع المُنصِفين والعُقلاءَ وذَوي الضمائر الحيّة، ويُجنِّب المجتمعاتِ شرورَ الظُّلم والتعصُّب.


أمام ذلك كلِّه، نشعر نحنُ القطَريِّينَ اليومَ بوُجوب الالتزام برسالة الأَوَّلِينَ الأبطال الذين لقَوْا عنَتًا شديدًا ودفعوا ثمنًا باهظًا في سبيل الوحدة كما نشعر بأنّ وفاءَنا لِبُناة وحدتِنا يُحتِّم علينا المُضِيَّ قُدُمًا في جعْل أنفُسِنا ومؤسَّساتِنا وجامعاتِنا وإعلامِنا مناراتٍ للعِلم والصَّلاح، وفي تعميمِ الخيْر على جميع بَني البشر. فلدينا نماذجُ رائدةٌ ومُلهِمة كان لها دورُها في كتابة تاريخ المنطقة بأبهى حُلَله، وفي إشاعةِ الحريّة والعدلِ؛ وهو ما ينبغي لنا الحفاظُ عليه حيًّا في أذهاننا، وتطويرُ أثَره في أجيالنا الصاعدة.



اعتزازنا باليوم الوطني يتطلب منا تجديد رابطتنا لتراثنا والتكيف مع العصر الحديث, تلك الأجزاء منها التي هي أفضل وأكثر فائدة لنا. يجب أن نسعى إلى ضمان التقدم، ولكن دون التخلي عن هويتنا العربية والإسلامية. اعتزازنا باليوم الوطني يتطلب أيضا أن نعتمد على أعلى مستوى من المسؤولية الشخصية والمجتمعية. لا يمكن لأمة التقدم ما لم يتمسك شعبها بقيمها الأساسية، والعمل معا لنبني عليها، وتحقيق تطلعات مؤسسيها. المواطنة الجيدة و الصحية تعني المسؤولية والمشاركة. الانسجام والوحدة بين الناس، الذين يستوفون كافة الأدوار البناءة في المجتمع، تحقق الثروة والسعادة في الحاضر والمستقبل لجميعنا.



اعتزازنا باليوم الوطني يتطلب منا تطوير وتحسين علاقاتنا مع الدول الأخرى لتمكين وطننا للعب دور فعال في بناء عالم من الخير وحسن النية، والسلام بين الأمم. القيم التي ورثناها من الشيخ جاسم بن محمّد آل ثاني ومن أسلافنا يعزز عزمنا على إبقاء بلدنا التي لا تقهر، داعية للاصلاح، مدافعا عن المظلومين، وحافزا لتسوية النزاعات ونشر السلام ان شاء الله، وسنكون قادرين على تحقيق هذه الأهداف النبيلة لأننا - قيادة و شعب - في وئام، متحدين، وفيكامل المعرفة للتراث المحلي والعربي والإسلامي والعالمي الملقاة على عاتقنا من قبل الشيخ جاسم منذ فجر البلاد المجيدة.

عطر فرنسي
09-12-2013, 09:56 AM
صلته بعلماء عصره ومراسلاته معهم

كان العلماء من نجد يزورون الشيخ قاسم، وعند اجتماعه بهم يتذاكر معهم العلم ويستفيد منهم، كما كان يراسل العلماء ويصلهم أيضاً ومن هؤلاء العلماء الشيخ العلامة عبد الله بن عبد اللطيف آل الشيخ.
قال صاحب مشاهير علماء نجد وهو يترجم للشيخ عبد الله بن عبد اللطيف: "وكان بينه وبين الشيخ قاسم بن محمد بن ثاني حاكم قطر في حياته صداقة متينة، وكان الشيخ قاسم يحترمه ويجله ويراسله".
كما كان للشيخ قاسم صلات أخوية ومكاتبات أدبية وعلمية مع العلامة العراقي الشيخ محمود شكري الآلوسي، إذ قال في كتابه تاريخ نجد ـ وهو يتحدث عن الشيخ قاسم ـ: (وبيني وبينه محبة غيبية، ومكاتبات لطيفة، أودعتها في كتابي بدائع الإنشاء).
شعره:كان الشيخ قاسم من أبرز الشعراء وأكثرهم ألمعية في عالم الشعر النبطي، فله فيه نصيب وافر، واليد الطولى، ويمتاز أسلوبه بالجزالة وسعة الأفق.
فقد كان رحمه الله رجلاً نادر المثال، جمع بين هموم القيادة والسياسة وتأسيس الدولة، وبين هموم الشعر ونظمه، والمثير للدهشة أنه لم يحدث تعارض بين السياسة والشعر في شخصيته، بل حدث بينهما تفاعل وإخصاب فغدّت الأحداث السياسية اللاهبة عاطفة الشعر وأجّجتها، وقام الشيخ بدوره في خدمة القضية السياسية والتعبير عنها والدفاع عن حياضها".
وقد اهتم بعض الدارسين بشعر الشيخ قاسم، واعتبروا أبيات قصائده حكماً ومواعظ تتناقل في المجالس، ويضرب بها الأمثال.
ومن أشهر ماقال :-ياويل قاضي الأرض من قاضي السما **** لاصار ميزانه عن العدل مايــــــل

وأيضآ قال

فعلينا جنود الشرك والكفر ألبـــــــــــــــــوا **** بغربانها واتباعها واطــــــــــــــــــــــــــــواب
فدانت لهم شيخان الاطراف واذعنــــــــت **** يسومونهم بالذل سوم عـــــــــــــــــــــــــذاب
فلا عالم أنكر ولا حاكم فكــــــــــــــــــــــر **** يعدون شعار المشركين صــــــــــــــــــــواب
يوالونهم بالحب رغبا ورهبـــــــــــــــــــــة **** على شان طرد أخوانهم لقـــــــــــــــــــــــراب
المحن التي تعرض لها في حياته:تعرض الشيخ لكثير من المحن والبلايا في حياته، فقد ابتلي في نفسه، وابتلي في ماله، وابتلي في ولده، ولكنه قابل كل ذلك بالصبر والرضا والمجالدة، وهذا هو شأن المؤمن الموحد الذي يوقن أن من سنة الله تعالى في عباده الابتلاء والامتحان والتمحيص، (ليبلوكم في ما آتاكم) [الأنعام/165]، ويمكن أن نجمل ما وقع للشيخ مما سبق ذكره فيما يلي:
1. سجنه: سجن الشيخ قاسم في البحرين لمدة سنة وشهرين من قبل أميرها محمد بن خليفة، وذلك بعد أن قام الشيخ قاسم بزيارة ودية إلى البحرين، وعندما وصل إليها، ألقي القبض عليه، وأودع السجن، وكان ذلك في أعقاب وقعة الوكرة الشهيرة سنة 1286هـ، ولم يطلق سراحه إلا بعد أن وقع في الأسر بعض شيوخ آل خليفة في نهاية معركة دامسة، فتم عقبها تبادل الأسرى بين الطرفين.
. مصادرة أمواله: وذلك من قبل الإنجليز بواسطة حكومة الهند البريطانية، وكان سبب ذلك طرد الشيخ قاسم للتجار الهنود "البانيان" الذين يعتبرون من رعايا بريطانيا في ذلك الحين، فانتقاماً من الشيخ قاسم نتيجة ذلك التصرف، قامت بريطانيا بمصادرة أملاك وأموال الشيخ قاسم في كل من البحرين وبومباي بالهند بحجة تعويض رعاياها.
3. مقتل ابنه علي: كان علي الملقب بجوعان من أحب أبناء الشيخ قاسم إليه، وكان رجلاً فاضلاً أديباً من شجعان الرجال، خاض بعض المعارك في عهد أبيه، وكان قتله على يدي العجمان سنة 1304هـ بعد هجومهم على الدوحة ليلاً في حالة غفلة من أهلها، وغيبة من الشيخ قاسم في منطقة الظعاين التي يقيم فيها.
وفاته: بعد حياة حافلة بجلائل الأعمال، وحميد الخصال، انتقل الشيخ قاسم بن محمد آل ثاني إلى رحمة الله تعالى.
وعند وفاته كان كثير الترديد لكلمة التوحيد، والسؤال عن وقت الصلاة، والحث على إكرام الضيوف، وقد سطر هذا الشاعر محمد بن حسن المرزوقي القطري في مرثيته للشيخ قاسم حيث قال:
شهـادة توحيـد تكـررهـا لـه وتسألنا هل جاء وقت صلاة
وهل أكلوا ضيفي وهل لبسوا الكسا كعادتك الغـراء قبل ممات
وكانت وفاته عصر يوم الخميس 13 من شهر شعبان سنة 1331هـ، الموافق 17 يوليو 1913م ودفن في قرية الوسيل وهي قرية تقع على بعد 24 كيلومتر شمالي الدوحة.
وبوفاته فقدت قطر علماً من أعلامها، ورمزاً من رموز أصالتها، وأديباً من أدبائها، رجل العلم والفضل والكرم.
نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يتغمده برحمة منه وأن يسكنه الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً.
أولاده:بارك الله تعالى في عقب الشيخ قاسم رحمه الله فخلف ذرية مباركة من البنين والبنات، وللشيخ قاسم من الذكور ستة عشر ولداً ومن الإناث ست أما أولاده فهم:
1ـ فهد بن قاسم (الكبير)، 2ـ خليفة بن قاسم، 3ـ ثاني بن قاسم 4ـ عبد الرحمن ابن قاسم 5ـ عبد الله بن قاسم أمير "قطر" 6ـ علي بن قاسم الملقب بـ (جوعان) 7ـ سلطان بن قاسم آل ثاني 8ـ محمد بن قاسم 9ـ علي بن قاسم 10ـ فهد بن قاسم (الصغير) 11ـ أحمد بن قاسم
ومن أولاده وقد توفي وعمره ستة وعشرون عاماً.
وسلمان وناصر وعبد العزيز وعبدالرحمن.
أما البنات فالذي وقفنا عليه من أسمائهن فاطمة ونايله وشيخة وسبيكة ومريم وطفلة.
قالوا عن الشيخ قاسم: أثني على الشيخ قاسم كثير من الأعلام بما يكشف مقامه، ويبين منزلته فليس غريباً أن يكتب العلماء والأدباء عن هذا الطود الشامخ والأديب المبرز، والعالم الفاضل للثناء عليه، وليس غريباً أن يتسابق الشعراء على مدحه في حياته، وعلى رثائه من بعد موته، ولنقتطف هنا من كلامهم ما جاء في صفات هذا الرجل العظيم:
قال محمود شكري الآلوسي: "وهو من خيار العرب الكرام، مواظب على طاعاته، مداوم على عبادته وصلواته، من أهل الفضل والمعرفة بالدين المبين، وله مبرات كثيرة على المسلمين… وهو مسموع الكلمة بين قبائله وعشائره، وهم ألوف مؤلفة…"وقال تلميذ الآلوسي محمد بهجت الأثري: الشيخ قاسم بن محمد بن ثاني حاكم قطر من كبار أنصار الإصلاح الإسلامي.
وقال خالد بن عبد الله الفرج: "كان مشهوراً بالكرم، والتمسك بالديانة، وإيراده من تجارة اللؤلؤ التي هي حياة سكان ضفاف الخليج".
وقال أيضاً: "هو من أمراء العرب العصاميين المشهورين رحمه الله".
وقال عبد الله بن خميس: "هو العالم الجليل، والسلفي المحض، والموقف نفسه وماله لخدمة العلم والعلماء".
وقال عثمان القاضي: "كان رجلاً من فحول الرجال علماً وحلماً ورأياً ثاقباً وكرماً حاتمياً"
وقال أيضاً: تحت عنوان: فصل فيمن اشتهر من الأدباء المتأخرين رحمهم الله:
"قاسم بن ثاني أمير قطر أديب بارع، وجواد سخي".
يقول سليمان الدخيل عنه: "هو من النابغين في الأمة العربية، العاملين لسعادة الدين والوطن، وقد آتاه الله من فضله خيراً كثيراً، ومن العلم والمال والولد"
وقال الزركلي: "كان أريحياً جواداً"
وقال جون فيلبي: "وكان هذا الرجل ذا سمعة أسطورية فاحتفظ بقوته العقلية والجسمانية حتى النهاية، وكثيراً ما كان يشاهد وهو يمتطي جواده مع فرقة من الخيالة كلها من أبنائه وأحفاده، وقد خلفه ابنه عبد الله فظل يحافظ على العلاقات الودية مع جاره العظيم الذي كان حكيماً فلم يتدخل قط في استقلال شبه الجزيرة".
آثاره:
آثاره في دولة قطر:
1. يعد الشيخ قاسم بن محمد آل ثاني المؤسس الحقيقي لدولة قطر، فقد كان من كبار الساسة عمل نائباً لوالده الشيخ محمد مما أكسبه خبرة ودراية سياسية كبيرة.
2. عمل على أن تكون قطر بلداً موحداً مستقلاً، فهو أول رجل ظهرت قطر في ظل زعامته كياناً عضوياً واحداً متماسكاً مما استدعى تدخل بريطانيا التي ازداد نفوذها في تلك الآونة.، وقد استطاع من خلال سياسته أن يعمل على توازن للاعتراف باستقلال قطر من جانب أكبر قوتين متنافستين على النفوذ في منطقة الخليج العربي وأعني كلاًّ من انجلترا وتركيا.
3. لمع نجمه وزادت شعبيته، وذلك بما آتاه الله من عقل وحكمة وحنكة وحسن سياسة، حيث استطاع أن يوحد القبائل القطرية تحت لوائه ويجمع شتاتها، لقد وحد القلوب فاجتمعت على محبته.
ويقول الشيخ عبد الله البسام عن الشيخ قاسم وآثاره في عهده "توسعت أعمال البلاد، ونشط عمل الغوص فيها، وصار لها ميناء بحري تجاري لتصدير البضائع وتوزيعها، فكثر السكان، وتعددت الأعمال، واتسعت البلاد، وتوسع فيها العمران، وصار للعاصمة الدوحة قرى وضواح، وأصبحت دولة مستقلة.
ويقول عنه: إنه ساس قطر "بالعدل والحكمة والرحمة حتى أحبته رعيته".
جهوده في نشر الدعوة السلفية في قطر
حين قامت الدولة السعودية الأولى وانتشرت الدعوة السلفية كانت قطر من ضمن المناطق التي امتدت إليها هذه الدعوة.ولا أحد ينكر ما قام به الشيخ قاسم من نشر للدعوة السلفية في قطر فهو الذي أرسى دعائمها فيها، وكان من المتحمسين لها، ولا أدل على ذلك من عدم وجود مظاهر الانحراف في شرك العبادة في قطر، وهذا مستمر إلى يومنا هذا والحمد لله.
وكانت تربطه علاقات مع علماء الدعوة السلفية سواء في نجد كالعلامة الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف آل الشيخ أو في العراق كالشيخ العلامة محمود شكري الآلوسي.
وقد تمثل دوره في نشر تلك الدعوة من عدة نواح منها:
1. قيامه بنفسه بالدعوة والإرشاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما ذكر المؤرخون عنه.
2. قيامة بالخطابة في الناس كل جمعة ولا شك أنه من خلال الخطبة ينشر العقيدة الصحيحة في الناس، كما أنه عقيب كل صلاة جمعة يلقي درساً لطيفاً يحض به على طلب العلم والسعي إليه، والعمل بأحكام الدين والجهاد والزكاة وغير ذلك من الأمور النافعة.
3. استجلابه للعلماء من نجد للقيام بأمر الدعوة إلى الله، وتوجيه الناس، فكان أولئك العلماء يجلسون للناس في المساجد يدرسونهم العلوم الشرعية من عقيدة وفقه وحديث وتفسير، ومن هؤلاء العلماء عالم الأحساء المالكي الشيخ المحدث عيسى بن عكاس قال عنه صاحب روضة الناظرين: (وكان حسن التعليم طلبه الشيخ قاسم بن محمد بن ثاني حاكم قطر ليقيم عنده في الدوحة لنشر العلم والدعوة والإرشاد وإمامة جامعه، والخطابة فيه، فسافر إلى قطر، وأقام بها سنة واحدة، وانتفع منه خلق، ودرّس في العقائد والحديث ورجاله والفقه .……)
4. إرساله لبعض أهل قطر من طلبة العلم للدراسة عند علماء نجد ومن هؤلاء الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله الدرهم.

وأحب أن أذكر هنا أنه رفض إلتقاط صورة له خوفآ من الله لأن آلة التصوير كانة طارئة في زمنه وتفسر في الحكم الشرعي من الصورة فتحوط على عادة العلماء ,ومن المشايخ الذين يشاركونه في عدم جواز أخذ الصورة الشيخ إبن عثيمين رحمه الله .
ونحن نذكر ذلك ليس محاباة ولا رياء ولكن نريد أن نذكر الناس بالدين وأنصاره من أهل بلادهم ليقتفوا آثارهم
فرحم الله تاجنا جاسم , وأدام الله عز سيدي سمو الأمير , ولتطب قطر بأهلها الكرام.

عطر فرنسي
09-12-2013, 12:53 PM
اخواني نبي التفاعل من الجميع

Charisma
09-12-2013, 12:57 PM
رحمه الله ..

موضوع جميل تسلم الانامل

عطر فرنسي
09-12-2013, 12:58 PM
رحمه الله ..

موضوع جميل تسلم الانامل


وجودك الاجمل

مخطط قطري
09-12-2013, 01:23 PM
ياخي في اخطاء بسيطه في موضوع المؤسس يليت تنتبه لها وتصلحها ومبين من مصادر كتبك مؤرخين سعودين اول مره اقراء لهم
الخطاء الاول الوالد الشيخ جاسم الله يغفرله ماكان اصلن تابع للحاميه العثمانيه ولا كان ياخذ الاوامر منها فشلون استقال من منصب قائم مقام وهو كان رافض من الاساس وجودهم في بلاده وخصوصا بعد ماضيقو على هل قطر وتجار قطر بالضرايب ومابي اسرد كثير في هالنقطه لانها واضحه وحربه معاهم في الوجبه لولا وجود رجال قطر المخلصين ماكان انتصر وخصوصا في فرق واضح بين القوتين وهذا كلامه الله يغفرله وانقتل يوسف افندي قائد الجيش العثماني في عالمعركه وانسحبو من قطر ولاعاد قامت لهم قومه بعدها عكس الي ذكر انه حصلت معركه اخرى صغيره كل هذا غير صحيح اخر معركه هي الوجبه وانتهت
الخطاء الثاني الشيخ سكن اكثر من منطقه في قطر وعاش فيهم مش بس الضعاين والوجبه
هذا مالزم تنويهه

عاهد بن علي
09-12-2013, 01:32 PM
الله يجزاك خير على هذا المجهود يا استاذي القدير
تنويه
لقد ذكرت بأن اسم الشيخ الصحيح هو ( جاسم )
الاسم الصحيح للشيخ هو (((((( قاسم )))))))
لكن تغير القاف الى جيم وهذه طبيعة اللهجه القطريه
الف الف الف شكر على المجهود