المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الغش،مظاهره ومضاره



امـ حمد
11-12-2013, 04:20 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الغش،مظاهره ومضاره
لقد ذم الغش وأهله في القرآن وتوعدهم بالويل،قال تعالى(وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ،الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ،وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ )المطففين،
فهذا وعيد شديد للذين يبخسون،وينقصون،المكيال والميزان،إننا في حاجة شديدة إلى عرض هذا الوعيد على القلوب لتحيا به الضمائر،فتراقب الله،عز وجل،في أعمالها،دون أن يكون عليها رقيب من البشر
وإليك وقفات مع ظاهرة الغش،
الوقفة الأولى،تعريف الغش،قال المناوي،الغش ما يخلط من الرديء بالجيد،وسواد القلب،وعبوس الوجه ولذا يطلق الغش على الغل والحقد،
الوقفة الثانية،مظاهر الغش،الغش في البيع والشراء،وما أكثره في
زماننا في أسواق المسلمين،ويكون الغش فيهما بمحاولة إخفاء العيب،ويكون في طرق أخرى كالغش في ذاتية البضاعة أو
عناصرها أو كميتها،أو وزنها أو صفاتها الجوهرية أو مصدرها، بعض البائعين للفاكهة يضع في نهاية القفص المعد لبيعه الفاكهة
أوراقاً كثيرة،ثم يضع أفضل هذه الفاكهة أعلى القفص،وبذلك يكون قد خدع المشتري وغشه،من جهة أن المشتري يظن أن القفص
مليء عن آخره،
ومن جهة أنه يظن أن كل القفص بنفس درجة الجودة التي رآها في أعلاه،وبعض التجار يخيط الثياب خياطة ضعيفة،ثم يبيعها من غير أن يبين أن هذا مخيط، بل ويحلف بالله إنه لجديد وما هو بجديد، زين لهم الشيطان سوء أعمالهم،وبعض الصائغين يخلط مع الذهب نحاساً،ثم يبيعه على أنه كله ذهب،
يعمد بعض بائع السيارات إلى وضع زيت ثقيل في محرك السيارة حتى يظن المشتري أنها بحالة جيدة،
وبعضهم إذا كان معه سيارة يريد بيعها صار يمدحها ويحلف بالله أنها جيدة، ويختلق أعذاراً لسبب بيعها،والله،عز وجل،يعلم
السر وأخفى،
والغش في الزواج،
ومن مظاهر الغش،أن يقدم بعض الآباء،للمتقدم لإحدى بناته ابنته الصغيرة البكر،ويوم ليلة العرس،يجدها الكبيرة الثيب، فيجد بعضهم لا مناص ولا هروب من هذا الزواج،
وبعض الآباء،يُري الخاطب البنت الجميلة،ويوم العرس يرى أنها الذميمة القبيحة فيضطر للقبول، هذا إن قبل،وبعض الآباء قد يخفي مرضاً أو عيباً في ابنته ولا يبينه،للخاطب ليكون على بينة، فإذا دخل بها اكتشف ما فيها من مرض أو عيب،
وبعض الآباء،إذا طلب منهم الخاطب رؤية المخطوبة،وهو جائز بشروطه، أذنوا في ذلك بعد أن تملأ وجهها بكل الألوان والأصباغ التي تسمى،مكياجاً،لتبدو جميلة في عينيه،ولو نظر إليها دون هذا القناع من المساحيق لما وقعت في عينيه موقع الرضا،أليس هذا غشاً يترتب عليه مفاسد عظيمة في حق الزوج والزوجة،وبعض الأولياء يعمد إلى تزويج إبنته دون بذل جهد في معرفة حال الخاطب وتمسكه بدينه وخلقه،وفي هذا غش للزوجة وظلم لها،
ومن الغش في الزواج أن يعمد الخاطب إلى التشبع،فيُظهر أنه صاحب جاه وأنه يملك من العقارات والسيارات
الشيء الكثير،بل ويسعى إلى استئجار سيارة فارهة تكلف المئات من الريالات ليظهر بأنه يملك،ولا يملك في الحقيقة شيئاً،
ومن الغش كذلك أن يعمد بعض الناس إلى تزكية الخاطب عند من تقدم لهم، ومدحه والإطراء عليه وأنه من المصلحين الصالحين، مع أن هذا الخاطب لا يعرف للمسجد طريقاً،فكفى،غشاً وخداعاُ يهدم البيوت،ويشتت الأسر،
والغش في النصيحة،
والمؤمن مرآة أخيه إذا رأى فيه عيباً أصلحه،والنصيحة تكون بكف الأذى عن المسلمين،وتعليمهم ما يجهلونه من دينهم، وإعانتهم عليه بالقول والفعل،وستر عوراتهم،ودفع المضار عنهم، بجلب النافع لهم، وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، برفق وإخلاص، والشفقة عليهم، وتوقير كبريهم، ورحمة صغيرهم، وتخوُّلهم بالموعظة الحسنة، وأن يحب لهم ما يحب لنفسه من الخير، ويكره لهم ما يكره لنفسه من المكروه،
والغش في الرعية،ولفظ البخاري،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(ما من مسلم يسترعيه الله رعية فلم يحطها بنصحه لم يجد رائحة الجنة)فهذا وعيد شديد يدخل في كل من استرعاه الله رعيّة سواءً كانت صغيرة أم كبيرة،فيجب على الكل النصح لرعيته وعدم غشهم،فالموظف يجب عليه أن ينصح في وظيفته وأن يؤديها على الوجه المطلوب شرعاً دون غش ولا خداع ودون تأخير لأعمال الناس ومصالحهم،وليعلم أنه موقوف بين يدي الله،عز وجل،فما ولاه الله ،عز وجل،هذه الوظيفة إلا ليديم النصح للمسلمين،
وكذلك الأب يجب عليه أن ينصح أولاده، وألا يفرط في تربيتهم بل يبذل كل ما يستطيع ليقي نفسه وأولاده من نارٍ وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد،قال ابن القيم،رحمه الله(وكم ممن أشقى ولده وفلذة كبده في الدنيا والآخرة بإهماله وترك تأديبه، وإعانته على شهواته، ويزعم أنه يكرمه وقد أهانه، وأنه يرحمه وقد ظلمه، ففاته انتفاعه بولده وفوَّت عليه حظه في الدنيا والآخرة، وإذا اعتبرت الفساد في الأولاد،رأيت عامته من قبل الآباء)تحفة المودود ص146،
والغش في الامتحان،وما أكثر طرقه ووسائله بين الطلاب والطالبات،وسبب ذلك هو ضعف الوازع الديني،وقلة المراقبة
لله،تعالى،أو انعدامها،ثبت عن رسول الله،صلى الله عليه وسلم،أنه قال(من غشنا فليس منّا)صحيح مسلم، وصححه الألباني،وهذا يعم الغش في المعاملات،والغش في الامتحان،
وإلى كل من وقع في صورة من صور الغش،نقول له،اتق
الله واستشعر رقابة علام الغيوب،وتذكر عقابه وعذابه(إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ)
الفجر،واعلم أن الدنيا فانية،وأن الحساب واقع،وأن العمل الصالح ينفع الذرية، والعمل السيئ يُؤثّر في الذرية، قال تعالى(وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفهمْ ذُرِّيَّة ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ،فَلْيَتَّقُوا اللَّه وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا)النساء،فمن تأمل هذه الآية خشي على ذريته من أعماله السيئة،
ثم اعلم أن للغش مضاراً عظيمةمن مضار الغش،طريق موصل إلى النار،ودليل على دناءة النفس وخبثها، فلا يفعله إلا كل دنيء نفسٍ هانت عليه فأوردها مورد الهلاك والعطب،والبعد عن الله،أنه طريق لحرمان إجابة الدعاء،
وحرمان البركة في المال والعمر،ودليل على نقص الإيمان،وأنه سبب في تسلط الظلمة والكفار،

اللهم إحمنا من الغش والغشاشين ماظهر منه وما بطن.

الصغيره
19-12-2013, 02:45 AM
ام حمد


جزيتي الفردوس الاعلى مقاما


بارك الله فيك وجعله الله في ميزان اعمالك المثمره


اللهم امين

امـ حمد
19-12-2013, 04:41 AM
ام حمد


جزيتي الفردوس الاعلى مقاما


بارك الله فيك وجعله الله في ميزان اعمالك المثمره


اللهم امين

تسلمين حبيبتي الصغيره
ويزاااج ربي جنة الفردوس يالغلا

رهج السنابك
26-12-2013, 04:28 PM
جزاك الله خير