صريح ومتفائل
11-12-2013, 08:56 PM
نظرية " العناق القاتل " .. هي نظرية من بنات أفكاري ..تنص على ان دول الخليج وأمريكا في حالة عناق حميمي منذ سبعينيات القرن العشرين .. يؤدي الأنفكاك منه "للقتل " .
كيف بدأ هذا العناق
برزت الولايات المتحدة الأمريكية كقوة على الساحة الدولية بعد الحرب العالمية الأولى وتحديدا منذ إنشاء عصبة الامم المشؤومة اللتي تقاسم أعضاءها الأقوياء الدولة العثمانية وتم تقسيم الشرق الأوسط والسعي في تحقيق وعد بلفور لليهود. لقد تم إنشاء هذه العصبة بإقتراح من الرئيس الأمريكي آنذاك ويلسون عام 1919م . والغربب في الأمر ان أمريكا نفسها لم تنضم الى تلك العصبة . بعدها إنشغلت امريكا "بالكساد الكبير " الذي كان من نتائج الحرب العالمية الاولى . وأنتهى العمل بتلك العصبة بعدما
أشتعلت الحرب العالمية الثانية وكان أكبر المستفيدين أمريكا فكانت في منأى عن الحرب ولما وضعت الحرب اوزاراها كانت أكبر الغنائم لها دون غيرها . في هذه الأثناء اصبحت امريكا تقود العالم بلا منازع . ظهرت من الحرب وقد تضخم اقتصادها كما ورثت الأمبراطورية البريطانية بكل سهولة .
الهدف من العرض التاريخي المبسط حتى يعرف القارئ الخلفية التاريخية لما نحن فيه اليوم من مأزق .
اصبحت دول الخليج تحت الأنتداب البريطاني الا السعودية اللتي كانت موحده مع نهايات الحرب العالمية الثانية . وبعد أكتشاف النفط في عام 1938م في السعودية بدأت أمريكا بالدخول بقوة في السعودية بشركاتها الضخمة . ومما لاشك فيه أن دخول شركات البترول قد غيّر ملامح المملكة الناشئة ونقلها من دولة فقيرة الى دولة حديثة في اقل من 60 سنة . وتم إنشاء بنية تحتية من مصانع ومستشفيات وطرق وغيرها . لكن من ناحية اخرى اصبحت السعودية خاصة ودول الخليج عامة بعد اكتشافات المخزون الهائل للبترول مصدر هام للطاقه لا يمكن لدولة عظمى الأستغناء عنه مما جعلها عرضة للأبتزاز السياسي وعرضة للتبعيٌة الأمريكية .
الآن لننتقل لفترة السبعينات من القرن العشرين بعد أستقلال الدول الخليجية وإنشاء منظمة " الاوبك " . بعد حظر البترول في عام 1973 م . كانت الولايات المتحدة من أكبر المستفيدين على عكس مايثار . فقد زادت أسعار البترول في تلك الفترة وتخطى البرميل لأول مرة العشر دولارات . كان النصيب الأكبر من العائدات يذهب للشركات النفطية الأمريكية والقليل يذهب لدول الخليج ! ومع ذلك فكرت أمريكا في طريقة تجعل ذلك الحظر شبة مستحيل مستقبلا .
البترودولار سايكل
قام مهندس السياسة الخارجية الأمريكية منذ السبعينات حتى وقتنا الحالي " كسينجر " وزير الخارجية الأمريكي "اليهودي " في فترة السبعينات بالضغط على منظمة اوبك وبالأخص دول الخليج واستخدم سياسة الترغيب والترهيب خصوصا مع صعود التيار الناصري في المنطقة والتهديد المحدق بالملكيات والامارات في ذلك الوقت .
قام بالضغط وقدم طلب "بسيط " ولكن آثاره ستكون إستثنائية لأمريكا في المستقبل . الطلب هو ان يتم بيع البترول "بالدولار " مقابل وعود بالتسليح والحماية لدول الخليج . وكانت امريكا قبل ذلك بقليل وبالضبط في عام 1971 اوقفت سياسة الدولار مقابل الذهب وبدأت بطباعة الدولار دون وجود مايعادله من الذهب في البنك المركزي !
قد يقول قائل قائل مافائدة أمريكا من بيع البترول بالدولار ؟
الاجابة ان الدول الصناعية اللتي تريد البترول كاليابان والصين واوروبا لابد ان يكون لديها دولارات حتى تستطيع شراء البترول ! من اين ستحصل على الدولار ؟ من امريكا
امريكا في مقابل الدولار تأخذ بضائع وخدمات من الدول الصناعية اللتي كان من الصعب الحصول عليها من دون الذهب . كل ماعليها هو طباعة الدولار دون عناء . ايضا دول الخليج اصبحت تستثمر نصيب كبير يتعدى نصف المدخولات في أمريكا . فالدولار يذهب من امريكا ويرجع إليها !
الأهم من ذلك كله أن امريكا اصبحت تتحكم في أقتصاد العالم . فأي تأثير على الأقتصاد الأمريكي تصبح جميع الأقتصادات مهددة ! وأصبح أقتصاد دول الخليج مرهون بالأقتصاد الأمريكي .
الحلول
قد يكون هناك اقتراح بتغيير عملة بيع البترول بعملة غير الدولار .. لكن ذلك سيكون صعب سياسيا وأقتصاديا
اما سياسيا فبيع دول الخليج بغير الدولار فهو مثل إعلان الحرب على أمريكا . وما حربها مع العراق الا لهذا السبب بالذات .. فصدام حسين رحمة الله قام في عام 2000 ببيع البترول العراقي باليورو بدل الدولار مما آثار حفيظة أمريكا وجعلها تشن حربها المشؤومة ضد العراق لان ذلك يعتبر تعدي للخطوط الحمراء وفيه جرأه وتحدي من الرئيس الراحل مما يقد يقود دول اخرى إلى إتخاذ نفس الخطوة .. وإلا العراق لا يحتوي على أسلحة دمار شامل ولا يحزنون !
ايضا تهديداتها لأيران وفنزويلا كلها تصب في نفس السبب لان تلك الدول لا تبيع بالدولار ! ولا استبعد ان إيران ستقوم بالبيع بالدولار قريبا بعد التقارب المحموم مع امريكا !
اذن البيع بالدولار سيكون مكلف سياسيا للخليج وقد يعني الحرب !
واما اقتصاديا فدول الخليج تملك ترليونات الدولارات كسندات في أمريكا والبيع بغير الدولار يعني سقوط الدولار في الهاوية ممايعني سقوط الخليج معه. ألم أقل لكم " عناق قاتل " ... !!!!
لا يمكن الأنعتاق من "رق" الدولار بسهولة .. هذا حقيقة وليس رأي .. لابد في البداية من إتباع سياسات إقتصادية بعيدة المدى والأرتباط بسلة عملات كبداية ولو كان بشكل ضئيل وتدريجي .
ايضا لابد من من بناء برلمانات قوية تمثل الشعوب الخليجية حتى تكون هناك إستقلالية في الرأي ويكون هناك إتخاذ قرارات اكثر جرأة تجنب دول الخليج من السقوط الحتمي مع أمريكا .
ماسبق هو مجهود شخصي ملخص جدا قد يتحول لمشروع كتاب إن شاء الله و لن تجد مثله في قوقل او على شاشات الأخبار .. لأن الحقيقة لا يمكن العثور عليها بسهولة في هذه الايام !!
بقلم
صريح ومتفائل
كيف بدأ هذا العناق
برزت الولايات المتحدة الأمريكية كقوة على الساحة الدولية بعد الحرب العالمية الأولى وتحديدا منذ إنشاء عصبة الامم المشؤومة اللتي تقاسم أعضاءها الأقوياء الدولة العثمانية وتم تقسيم الشرق الأوسط والسعي في تحقيق وعد بلفور لليهود. لقد تم إنشاء هذه العصبة بإقتراح من الرئيس الأمريكي آنذاك ويلسون عام 1919م . والغربب في الأمر ان أمريكا نفسها لم تنضم الى تلك العصبة . بعدها إنشغلت امريكا "بالكساد الكبير " الذي كان من نتائج الحرب العالمية الاولى . وأنتهى العمل بتلك العصبة بعدما
أشتعلت الحرب العالمية الثانية وكان أكبر المستفيدين أمريكا فكانت في منأى عن الحرب ولما وضعت الحرب اوزاراها كانت أكبر الغنائم لها دون غيرها . في هذه الأثناء اصبحت امريكا تقود العالم بلا منازع . ظهرت من الحرب وقد تضخم اقتصادها كما ورثت الأمبراطورية البريطانية بكل سهولة .
الهدف من العرض التاريخي المبسط حتى يعرف القارئ الخلفية التاريخية لما نحن فيه اليوم من مأزق .
اصبحت دول الخليج تحت الأنتداب البريطاني الا السعودية اللتي كانت موحده مع نهايات الحرب العالمية الثانية . وبعد أكتشاف النفط في عام 1938م في السعودية بدأت أمريكا بالدخول بقوة في السعودية بشركاتها الضخمة . ومما لاشك فيه أن دخول شركات البترول قد غيّر ملامح المملكة الناشئة ونقلها من دولة فقيرة الى دولة حديثة في اقل من 60 سنة . وتم إنشاء بنية تحتية من مصانع ومستشفيات وطرق وغيرها . لكن من ناحية اخرى اصبحت السعودية خاصة ودول الخليج عامة بعد اكتشافات المخزون الهائل للبترول مصدر هام للطاقه لا يمكن لدولة عظمى الأستغناء عنه مما جعلها عرضة للأبتزاز السياسي وعرضة للتبعيٌة الأمريكية .
الآن لننتقل لفترة السبعينات من القرن العشرين بعد أستقلال الدول الخليجية وإنشاء منظمة " الاوبك " . بعد حظر البترول في عام 1973 م . كانت الولايات المتحدة من أكبر المستفيدين على عكس مايثار . فقد زادت أسعار البترول في تلك الفترة وتخطى البرميل لأول مرة العشر دولارات . كان النصيب الأكبر من العائدات يذهب للشركات النفطية الأمريكية والقليل يذهب لدول الخليج ! ومع ذلك فكرت أمريكا في طريقة تجعل ذلك الحظر شبة مستحيل مستقبلا .
البترودولار سايكل
قام مهندس السياسة الخارجية الأمريكية منذ السبعينات حتى وقتنا الحالي " كسينجر " وزير الخارجية الأمريكي "اليهودي " في فترة السبعينات بالضغط على منظمة اوبك وبالأخص دول الخليج واستخدم سياسة الترغيب والترهيب خصوصا مع صعود التيار الناصري في المنطقة والتهديد المحدق بالملكيات والامارات في ذلك الوقت .
قام بالضغط وقدم طلب "بسيط " ولكن آثاره ستكون إستثنائية لأمريكا في المستقبل . الطلب هو ان يتم بيع البترول "بالدولار " مقابل وعود بالتسليح والحماية لدول الخليج . وكانت امريكا قبل ذلك بقليل وبالضبط في عام 1971 اوقفت سياسة الدولار مقابل الذهب وبدأت بطباعة الدولار دون وجود مايعادله من الذهب في البنك المركزي !
قد يقول قائل قائل مافائدة أمريكا من بيع البترول بالدولار ؟
الاجابة ان الدول الصناعية اللتي تريد البترول كاليابان والصين واوروبا لابد ان يكون لديها دولارات حتى تستطيع شراء البترول ! من اين ستحصل على الدولار ؟ من امريكا
امريكا في مقابل الدولار تأخذ بضائع وخدمات من الدول الصناعية اللتي كان من الصعب الحصول عليها من دون الذهب . كل ماعليها هو طباعة الدولار دون عناء . ايضا دول الخليج اصبحت تستثمر نصيب كبير يتعدى نصف المدخولات في أمريكا . فالدولار يذهب من امريكا ويرجع إليها !
الأهم من ذلك كله أن امريكا اصبحت تتحكم في أقتصاد العالم . فأي تأثير على الأقتصاد الأمريكي تصبح جميع الأقتصادات مهددة ! وأصبح أقتصاد دول الخليج مرهون بالأقتصاد الأمريكي .
الحلول
قد يكون هناك اقتراح بتغيير عملة بيع البترول بعملة غير الدولار .. لكن ذلك سيكون صعب سياسيا وأقتصاديا
اما سياسيا فبيع دول الخليج بغير الدولار فهو مثل إعلان الحرب على أمريكا . وما حربها مع العراق الا لهذا السبب بالذات .. فصدام حسين رحمة الله قام في عام 2000 ببيع البترول العراقي باليورو بدل الدولار مما آثار حفيظة أمريكا وجعلها تشن حربها المشؤومة ضد العراق لان ذلك يعتبر تعدي للخطوط الحمراء وفيه جرأه وتحدي من الرئيس الراحل مما يقد يقود دول اخرى إلى إتخاذ نفس الخطوة .. وإلا العراق لا يحتوي على أسلحة دمار شامل ولا يحزنون !
ايضا تهديداتها لأيران وفنزويلا كلها تصب في نفس السبب لان تلك الدول لا تبيع بالدولار ! ولا استبعد ان إيران ستقوم بالبيع بالدولار قريبا بعد التقارب المحموم مع امريكا !
اذن البيع بالدولار سيكون مكلف سياسيا للخليج وقد يعني الحرب !
واما اقتصاديا فدول الخليج تملك ترليونات الدولارات كسندات في أمريكا والبيع بغير الدولار يعني سقوط الدولار في الهاوية ممايعني سقوط الخليج معه. ألم أقل لكم " عناق قاتل " ... !!!!
لا يمكن الأنعتاق من "رق" الدولار بسهولة .. هذا حقيقة وليس رأي .. لابد في البداية من إتباع سياسات إقتصادية بعيدة المدى والأرتباط بسلة عملات كبداية ولو كان بشكل ضئيل وتدريجي .
ايضا لابد من من بناء برلمانات قوية تمثل الشعوب الخليجية حتى تكون هناك إستقلالية في الرأي ويكون هناك إتخاذ قرارات اكثر جرأة تجنب دول الخليج من السقوط الحتمي مع أمريكا .
ماسبق هو مجهود شخصي ملخص جدا قد يتحول لمشروع كتاب إن شاء الله و لن تجد مثله في قوقل او على شاشات الأخبار .. لأن الحقيقة لا يمكن العثور عليها بسهولة في هذه الايام !!
بقلم
صريح ومتفائل