امـ حمد
12-12-2013, 03:23 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإيمان بالميزان
بعد أن ثبت ذكر الميزان في كتاب الله تعالى،وفي سنة نبيه صلى الله عليه وسلم،لم يبق مجال لوجود أدنى شك في إنكار،
وقد جعله الرسول صلى الله عليه وسلم،من الأمور التى تعد من ضروريات الإيمان بالله،كما في حديث جبريل عليه السلام،في رواية الإمام أحمد,حينما قال له(يا رسول الله ما الإيمان،قال،أن تؤمن بالله,واليوم الآخر,والملائكة,والكتاب,والنبيين والموت, والحياة بعد الموت,والجنة,والنار,والحساب والميزان,والقدر كله, خيره وشره,قال،فإذا فعلت ذلك آمنت،قال،نعم)
وقد اتفق أهل العلم والعلماء الزهاد العباد في جميع الأمصار،أن الإيمان بذلك،يعنى الميزان،واجب لازم،كأخذ الصحف،ثابت بالكتاب والسنة والإجماع،
وقد ترجم البرديسي لثبوته بقوله،اعلم أن الموازين حق ثابت بالكتاب والسنة وإجماع الأمة،
وقد بوب البخاري على إثبات الميزان وما يوزن فيه بقوله،قوله تعالى(وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ)الأنبياء،وأن أعمال بني آدم وقولهم يوزن،
وقال الإمام أحمد بن حنبل،أصول السنة عندنا،التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم،والاقتداء بهم،إلى أن يقول،والإيمان بالميزان،
وهناك أقوال كثيرة لأهل العلم في إثبات ميزان الأعمال إثباتاً حقيقياً كما أثبته الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم،
المثبتون لصفات الميزان،
يثبت هؤلاء،وهم جمهور العلماء،أن الميزان له كفتان حسيتان مشاهدتان,وله لسان كذلك،
ويعزو القرطبي إلى ابن عباس أنه قال(توزن الحسنات والسيئات في ميزان له كفتان ولسان)
وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس أنه قال(الميزان له لسان وكفتان, يوزن فيه الحسنات والسيئات, فيؤتى بالحسنات في أحسن صورة فتوضع في كفة الميزان,فتثقل على السيئات،فتؤخذ فتوضع في الجنة،ويؤتى بالسيئات في أقبح صورة فتوضع في كفة الميزان فتخف)
ويقول ابن قدامة(والميزان له كفتان ولسان،توزن به الأعمال(فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ)المؤمنون،
ويقول أبو الحسن الأشعري،في اختلاف الناس في الميزان ومبيناً رأي أهل السنة،فقال أهل الحق(له لسان وكفتان,توزن في إحدى كفتيه الحسنات وفي الأخرى السيئات, فمن رجحت حسناته،دخل الجنة,ومن رجحت سيئاته دخل النار,ومن تساوت حسناته وسيئاته, تفضل الله عليه فأدخله الجنة)
وأخرج الطبري عن ابن جريج قال،قال لي عمرو بن دينار(قوله(وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَق)الأعراف،قال،إنا نرى ميزاناً وكفتين،حسيتين,يجعل الرجل العظيم الطويل في الميزان،ثم لا يقوم بجناح ذباب)وهو القول الذى رجحه الطبري أيضاً،والذى دلت عليه السنة،أن ميزان الأعمال له كفتان حسيتان مشاهدتان)كما نقل عن الحافظ ابن حجر(أجمع أهل السنة على الإيمان بالميزان,وأن أعمال العباد توزن يوم القيامة,وأنه ميزان حقيقي ذو كفتين ولسان,ويميل بالأعمال)وانعقد الإجماع على أنه ميزان حسي له كفتان ولسان يوضع فيه صحف أعمال العباد ليظهر الرابح والخاسر)
ولو وضع في إحداهما السموات والأرض ومن فيهن لوسعته)
وبهذا يتبين أن أهل الحق،أهل السنة والجماعة،يثبتون حقيقة الميزان،أنه ميزان حقيقي يزن الله فيه أعمال العباد, فمن رجحت حسناته على سيئاته دخل الجنة, ومن رجحت سيئاته على حسناته دخل النار,ويقولون،الله وحده هو الذي يعلم قدرهما وكيفيتهما،
وما يروى عن عمر بن الخطاب،مرفوعاً(من كبر تكبيرة في سبيل الله, كانت صخرة في ميزانه أثقل من السموات السبع وما فيهن وما تحتهن, وأعطاه الله بها رضوانه الأكبر, وجمع بينه وبين محمد وإبراهيم والمرسلين في دار الجلال، ينظر إلى الله بكرة وعشياً)الحديث أخرجه الحاكم في المستدرك وقال صحيح الإسناد،
وفي رواية أخرى عن ابن عمر قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(من كبر تكبيرة على ساحل البحر, كان في ميزانه صخرة, قيل،يا رسول الله, وما قدرها، قال،تملأ ما بين السموات والأرض)الحديث صحيح، رواه الإمام أحمد وابن ماجة،
والأصل الذي عليه سلف الأمة في الإيمان بعالم الغيب،أن كل ما ثبت من أخباره في الكتاب والسنة فهو حق لا ريب فيه, نؤمن به, ولا نحكم رأينا في صفته وكيفيته, فنؤمن بأن في الأخرة وزناً للأعمال قطعاً,ونرجع أنه بميزان،ويوزن به الإيمان, والأخلاق, والأعمال, ولا نبحث عن صورته وكيفيته, ولا عن كفتيه،إن صح الحديث فيهما،كما صوره الشعراني في ميزانه)
اللهم ثبتنا وثقل موازيننا ويمن كتابنا،وارفع درجاتينا،واغفر خطيئتنا،وحقق إيماننا،وتقبل صلاتنا،وصيامنا،وقيامنا،وركوعنا،وسجودنا،ودعاءنا،
واجعلنا على حوض نبينا من الواردين، واسقنا منه شربة لا نظمأ بعدها أبداً يا رب العالمين‬،
اللهم بيض وجوهنا يوم تبيض وجوه وتسود وجوه،ونسألك درجات العلى من الجنة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإيمان بالميزان
بعد أن ثبت ذكر الميزان في كتاب الله تعالى،وفي سنة نبيه صلى الله عليه وسلم،لم يبق مجال لوجود أدنى شك في إنكار،
وقد جعله الرسول صلى الله عليه وسلم،من الأمور التى تعد من ضروريات الإيمان بالله،كما في حديث جبريل عليه السلام،في رواية الإمام أحمد,حينما قال له(يا رسول الله ما الإيمان،قال،أن تؤمن بالله,واليوم الآخر,والملائكة,والكتاب,والنبيين والموت, والحياة بعد الموت,والجنة,والنار,والحساب والميزان,والقدر كله, خيره وشره,قال،فإذا فعلت ذلك آمنت،قال،نعم)
وقد اتفق أهل العلم والعلماء الزهاد العباد في جميع الأمصار،أن الإيمان بذلك،يعنى الميزان،واجب لازم،كأخذ الصحف،ثابت بالكتاب والسنة والإجماع،
وقد ترجم البرديسي لثبوته بقوله،اعلم أن الموازين حق ثابت بالكتاب والسنة وإجماع الأمة،
وقد بوب البخاري على إثبات الميزان وما يوزن فيه بقوله،قوله تعالى(وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ)الأنبياء،وأن أعمال بني آدم وقولهم يوزن،
وقال الإمام أحمد بن حنبل،أصول السنة عندنا،التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم،والاقتداء بهم،إلى أن يقول،والإيمان بالميزان،
وهناك أقوال كثيرة لأهل العلم في إثبات ميزان الأعمال إثباتاً حقيقياً كما أثبته الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم،
المثبتون لصفات الميزان،
يثبت هؤلاء،وهم جمهور العلماء،أن الميزان له كفتان حسيتان مشاهدتان,وله لسان كذلك،
ويعزو القرطبي إلى ابن عباس أنه قال(توزن الحسنات والسيئات في ميزان له كفتان ولسان)
وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس أنه قال(الميزان له لسان وكفتان, يوزن فيه الحسنات والسيئات, فيؤتى بالحسنات في أحسن صورة فتوضع في كفة الميزان,فتثقل على السيئات،فتؤخذ فتوضع في الجنة،ويؤتى بالسيئات في أقبح صورة فتوضع في كفة الميزان فتخف)
ويقول ابن قدامة(والميزان له كفتان ولسان،توزن به الأعمال(فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ)المؤمنون،
ويقول أبو الحسن الأشعري،في اختلاف الناس في الميزان ومبيناً رأي أهل السنة،فقال أهل الحق(له لسان وكفتان,توزن في إحدى كفتيه الحسنات وفي الأخرى السيئات, فمن رجحت حسناته،دخل الجنة,ومن رجحت سيئاته دخل النار,ومن تساوت حسناته وسيئاته, تفضل الله عليه فأدخله الجنة)
وأخرج الطبري عن ابن جريج قال،قال لي عمرو بن دينار(قوله(وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَق)الأعراف،قال،إنا نرى ميزاناً وكفتين،حسيتين,يجعل الرجل العظيم الطويل في الميزان،ثم لا يقوم بجناح ذباب)وهو القول الذى رجحه الطبري أيضاً،والذى دلت عليه السنة،أن ميزان الأعمال له كفتان حسيتان مشاهدتان)كما نقل عن الحافظ ابن حجر(أجمع أهل السنة على الإيمان بالميزان,وأن أعمال العباد توزن يوم القيامة,وأنه ميزان حقيقي ذو كفتين ولسان,ويميل بالأعمال)وانعقد الإجماع على أنه ميزان حسي له كفتان ولسان يوضع فيه صحف أعمال العباد ليظهر الرابح والخاسر)
ولو وضع في إحداهما السموات والأرض ومن فيهن لوسعته)
وبهذا يتبين أن أهل الحق،أهل السنة والجماعة،يثبتون حقيقة الميزان،أنه ميزان حقيقي يزن الله فيه أعمال العباد, فمن رجحت حسناته على سيئاته دخل الجنة, ومن رجحت سيئاته على حسناته دخل النار,ويقولون،الله وحده هو الذي يعلم قدرهما وكيفيتهما،
وما يروى عن عمر بن الخطاب،مرفوعاً(من كبر تكبيرة في سبيل الله, كانت صخرة في ميزانه أثقل من السموات السبع وما فيهن وما تحتهن, وأعطاه الله بها رضوانه الأكبر, وجمع بينه وبين محمد وإبراهيم والمرسلين في دار الجلال، ينظر إلى الله بكرة وعشياً)الحديث أخرجه الحاكم في المستدرك وقال صحيح الإسناد،
وفي رواية أخرى عن ابن عمر قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(من كبر تكبيرة على ساحل البحر, كان في ميزانه صخرة, قيل،يا رسول الله, وما قدرها، قال،تملأ ما بين السموات والأرض)الحديث صحيح، رواه الإمام أحمد وابن ماجة،
والأصل الذي عليه سلف الأمة في الإيمان بعالم الغيب،أن كل ما ثبت من أخباره في الكتاب والسنة فهو حق لا ريب فيه, نؤمن به, ولا نحكم رأينا في صفته وكيفيته, فنؤمن بأن في الأخرة وزناً للأعمال قطعاً,ونرجع أنه بميزان،ويوزن به الإيمان, والأخلاق, والأعمال, ولا نبحث عن صورته وكيفيته, ولا عن كفتيه،إن صح الحديث فيهما،كما صوره الشعراني في ميزانه)
اللهم ثبتنا وثقل موازيننا ويمن كتابنا،وارفع درجاتينا،واغفر خطيئتنا،وحقق إيماننا،وتقبل صلاتنا،وصيامنا،وقيامنا،وركوعنا،وسجودنا،ودعاءنا،
واجعلنا على حوض نبينا من الواردين، واسقنا منه شربة لا نظمأ بعدها أبداً يا رب العالمين‬،
اللهم بيض وجوهنا يوم تبيض وجوه وتسود وجوه،ونسألك درجات العلى من الجنة