المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فإن المصلحون ليسوا هم الصالحون



امـ حمد
15-12-2013, 04:41 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الله تعالى(وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ ٱلْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ )
انتبهوا لهذه الآية فإنما دلت على أمر خطير،
فإن المصلحون ليسوا هم الصالحون،ولكن من صلح أمرهم فاجتنبوا الفساد والظلم،ودعوا إلى دين الله وبذلوا جهدهم في تغيير الفساد وإصلاحه،فأولئك هم،روى البخاري عن زينب بنت جحش أم المؤمنين رضي الله عنها،أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم دخَل عليها يومًا فزعًا يقول(لا إلهَ إلا الله،وَيلٌ للعرب من شرٍّ قد اقترب،فُتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوجَ مثل هذه)وحلَّق بإصبعيه الإبهام والتي تليها،قالت زينب بنت جحش،فقلت،يا رسول الله، أفنهلك وفينا الصالحون،قال،نعم،إذا كثُر الخبث،فلا يفيد كثرة الصالحين بدون إصلاح،
قال تعالى(وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ،أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ ،وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَـكِن لاَّ يَعْلَمُونَ)
إنهم لا يقفون عند حد الكذب والخداع,بل يضيفون اليهما السفه والادعاء(وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ)لم يكتفوا بأن ينفوا عن أنفسهم الإفساد,بل تجاوزوه إلى التبجح والتبرير(قَالُواْ،إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ)والذين يفسدون أشنع الفساد,ويقولون،إنهم مصلحون,كثيرون جداً في كل زمان،يقولونها لأن الموازين مختلة في أيديهم،ومتى اختل ميزان الإخلاص والتجرد في النفس اختلت سائر الموازين والقيم،والذين لا يخلصون سريرتهم لله يتعذر أن يشعروا بفساد أعمالهم,لأن ميزان الخير والشر والصلاح والفساد في نفوسهم يتأرجح مع الأهواء الذاتية,ولا يثوب إلى قاعدة ربانية، ومن صفتهم كذلك التطاول والتعالي على عامة الناس,ليكسبوا لأنفسهم مقاماً زائفاً في أعين الناس،وواضح أن الدعوة التي كانت موجهة إليهم في المدينة،هي أن يؤمنوا الإيمان الخالص المستقيم المتجرد من الأهواء،إيمان المخلصين الذين دخلوا في السلم كافة,وأسلموا وجوههم لله, وفتحوا صدورهم لرسول الله صلي الله عليه وسلم،يوجههم فيستجيبون بكليتهم مخلصين متجردين،
وواضح أنهم كانوا يأنفون من هذا الاستسلام للرسول صلى الله عليه وسلم،ويرونه خاصاً بفقراء الناس غير لائق بالعلية ذوي المقام ،ومن ثم قالوا قولتهم هذه(أنؤمن كما آمن السفهاء)ومن ثم جاءهم الرد الحاسم,والتقرير الجازم(أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَـكِن لاَّ يَعْلَمُونَ)ومتى علم السفيه أنه سفيه،ومتى استشعر المنحرف أنه بعيد عن المسلك القويم ،
ثم تجيء السمة التي تكشف عن مدى الارتباط بين المنافقين إنهم لا يقفون عند حد الكذب والخداع,والسفه والادعاء,إنما يضيفون إليها الضعف واللؤم والتآمر في الظلام(وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ)
وبعض الناس يحسب اللؤم قوة،والمكر السيىء براعة،وهو في حقيقته ضعف وخسة،
فالقوي ليس لئيماً ولا خبيثاً,ولا خادعاً ولا متآمرا ولا غمازا في الخفاء،
قال تعالى(وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ)
يقول تعالى،فهلا وجد من القرون الماضية بقايا من أهل الخير، ينهون عما كان يقع بينهم من الشرور والمنكرات والفساد في الأرض،وهم الذين أنجاهم اللّه عند حلول غضبه وفجأة نقمته، ولهذا أمر اللّه تعالى،هذه الأمة الشريفة أن يكون فيها من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر،كما قال تعالى(وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }سوره آل عمران،
وفي حديث الترمذي عن أبي هريره رصي الله عنه،ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال(إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم اللّه بعقاب)وقوله(وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ)أي،استمروا على ما عليه من المعاصي والمنكرات،ولم يلتفتوا إلى إنكار أولئك حتى فجأهم العذاب(وكَانُوا مُجْرِمِينَ)
ثم أخبر تعالى،أنه لم يهلك قرية إلا وهي ظالمة لنفسها، ولم يأت قرية مصلحة نقمته وعذابه قط،كما قال تعالى(وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ)(وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ)منه لها(وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ)هود،فيكون إهلاكه إياهم،بكفر أهلها باللَه وتماديهم في غيهم وتكذيبهم رسلهم وركوبهم السيئات،وإذا تظالموا،
والمعنى ،وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مسلمون، فإنه يكون ذلك ظلماً لهم ونقصاً من حقهم،أي،ما أهلك قومًا إلا بعد إعذار وإنذار(لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ )هود،
أي،من جنس الجنة وجنس الناس أجمعين،وكما أخبر أنه يملأ ناره،وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وسلم،أنه يملأ جنته بقوله(ولكل واحدة منكما ملؤها)خرجه البخاري من حديث أبي هريرة،
والإصلاح في الكون هو استقبال ما إن المصلح هو الذي يترك الصالح على صلاحه، أو يزيده صلاحاً يؤدي إلى ترفه وإلى راحته، وإلى الوصول إلى الغاية بأقل مجهود في أقل وقت،والقرى التي يصلح أهلها،لا يهلكها الله،لأنهم اهتدوا إلى أسلوب عمل يريحهم،وينظم حياتهم،
لأن المنهج السماوي،شاء به الله سبحانه أن يقي الناس أنفسهم من التعب،فلا يقعون فيما يؤلمهم.وهكذا نفهم قول الحق سبحانه(وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ)هود،على المؤمن أن يعلن لهم منهج الله،فإن أقبلوا عليه ففي ذلك سعادتهم،وجاء الإسلام بالدليل المقنع مع القوة التي تحمي حق الإنسان في اختيار عقيدته،فإذا كانت بعض المجتمعات غير مؤمنة بالله،ومصلحة،فالحق سبحانه لا يهلكها بل يعطيهم ما يستحقونه في الحياة الدنيا،لأنه سبحانه القائل(مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ ٱلآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ ٱلدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي ٱلآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ)الشورى.
اللهم إجعلنا الله هداة مهتدين مصلحين صالحين.

لمت اب
15-12-2013, 08:16 AM
هام جدا

المصلحون ليسوا هم الصالحون،ولكن من صلح أمرهم فاجتنبوا الفساد والظلم،ودعوا إلى دين الله
وبذلوا جهدهم في تغيير الفساد وإصلاحه،فأولئك هم المصلحون

امـ حمد
15-12-2013, 01:43 PM
هام جدا

المصلحون ليسوا هم الصالحون،ولكن من صلح أمرهم فاجتنبوا الفساد والظلم،ودعوا إلى دين الله
وبذلوا جهدهم في تغيير الفساد وإصلاحه،فأولئك هم المصلحون

بارك الله في حسناتك لمت اب
وجزاك ربي جنة الفردوس

الصغيره
19-12-2013, 02:42 AM
ام حمد

جزيتي الجنه وبارك الله فيك

وجعل ثمرة هذا العطاء وتاثيره في من يمر به في موازين اعمالك الصالحه .....اللهم امين

امـ حمد
19-12-2013, 04:43 AM
ام حمد

جزيتي الجنه وبارك الله فيك

وجعل ثمرة هذا العطاء وتاثيره في من يمر به في موازين اعمالك الصالحه .....اللهم امين


اللهم آمين فديتج
تسلمين حبيبتي الصغيره
ويزاااج ربي جنة الفردوس يالغلا

رهج السنابك
24-12-2013, 04:31 PM
شكرررا

امـ حمد
24-12-2013, 10:33 PM
شكرررا

بارك الله في حسناتج حبيبتي
ويزاااج ربي جنة الفردوس