امـ حمد
17-12-2013, 03:38 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
العقل قبل الهوى
الحمد لله الذي أكرمنا بالعقول وشرفنا بنبيه وأعزنا بدينه وأدركنا برحمته،أن العاقل من أنقذ نفسه من النار بترك المعاصي،قال تعالى(وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ)الملك،
أي،لو كانت لنا عقول ننتفع بها لما كنا على ما كنا عليه من الكفر باللّه والاغترار به، ولكن لم يكن لنا فهم نعي به ما جاءت به الرسل، ولا كان لنا عقل يرشدنا إلى اتباعهم، قال اللّه تعالى(فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ)سورة الملك،
وفي الحديث(لن يهلك الناس حتى يعذروا من أنفسهم)رواه الإمام أحمد، وفي حديث آخر(لايدخل أحد النار إلا وهو يعلم أن النار أولى به من الجنة)وقالوا لو كنا نسمع،يعني،لو كنا نسمع الهدى أو نعقله,وسماع من يعي ويفكر,ودل هذا على أن الكافر لم يعط من العقل شيئاً،والحمد لله،ما كنا في أصحاب السعير،يعني،ما كنا من أهل النار،
وعن أبي سعيد الخدري،عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال(لقد ندم الفاجر يوم القيامة قالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير)أي،لو كان لنا عقل ففعلنا ما هو خير لنا وتركنا ماهو شر لنا،ما كنا من أصحاب السعير فالناظر إلى تلك المعاصي يرى أنها تضر ولاتنفع تُنزل ولاترفع،
كلنا يعلم أن الذنوب مضرة،وأن الخير سعادة ومسرة،فلماذ نلهث وراء الشقوة لأجل قليل من الشهوة،وإن كان لها متعة ساعة فإنها هم إلى قيام الساعة،
أتعلمون لماذا لانترك المعاصي بالرغم من عدم السعادة فيها،
إنه الهوى الذي غطى على عقولنا،الذي حذر الله رسوله صلى الله عليه وسلم فقال في الحديث صحيح، أخرجه النسائي،قال الله عزَّ وجل(وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ)فهل علمت قوة الضرر في ظل الهوى،
لو كنا نعقل ما فعلنا المعاصي وما فرطنا في الواجبات وما هجرنا النوافل والمستحبات،هجرنا السنن وقلنا غير واجبة ولحقنا المكروهات وقلنا غير محرمة،لأنه نابع عن هوى وليس عن عقل،
أي،لو كنا نسمع ونتفكر من النذر ما جاء به في كلام الله الذي جاء به المرسلون للحق وعقلنا ذلك(مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ)أي،ما كنا في عداد أهل النار،ودل قوله تعالى(وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ )على أن الكافر لم يعط من العقل شيئاً، ولذلك القرآن الكريم ينفي عنهم أحياناً العقل، مع أنه في مواضع أخرى يثبته، فما الجمع بينهما،الجواب،أن العقل موجود، لكن لما كانت الحكمة من خلق الإنسان وتكريمه بالعقل أساساً هي،أن يتفكر به في توحيد الله، ويتوصل به إلى إثبات الإسلام والتوحيد والنبوة، فلما عطل عقله عن هذه الوظيفة التي خلق من أجلها أساساً، فبالتالي صار مستوياً مع من لا عقل له من البهائم والجمادات ونحوها، فلذلك بعض الآيات تثبت له العقل وبعضها تنفيه، وكذلك السمع والبصر، يقول تعالى(لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا)الأعراف،يعني،عندهم قلوب لكنهم لا يستعملونها فيما خلقت من أجله،وكذلك السمع والبصر،وهذا الآية أيضاً تشير إلى أن الوصول إلى الحق لا يكون إلا عن طريق السمع أو العقل(وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ)
السمع هو،الآيات والآثار والروايات،
والعقل هو الدليل الثاني،قال الزمخشري،إنما جمع بين السمع والعقل،لأن مدار التكليف على أدلة السمع والعقل،قال تعالى(فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ)الملك،يعني فأقروا بجحدهم الحق، وتكذيبهم الرسل( فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ)أي، بعداً لهم سواء اعترفوا أو أنكروا فإن ذلك لا ينفعهم،ولا يفيدهم شيئاً،فَأسحقهم الله سحقاً، ومعناه باعدهم الله من رحمته مباعدة، والسحيق هو البعيد،
قال الإمام أحمد،عن أبي هريرة عن رسول الله صلى اللَه عليه وسلم قال(إن سورة في القرآن ثلاثينَ آية شفعت لصاحبها حتى غفر له(تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْك)ورواه أهل السنن الأربعة من حديث شعبة به،وقال الترمذي هذا حديث حسن،
وروى عنهم البخارِي ومسلم،والترمذي وابن ماجه،عن أنس بن مالك قال،قال رسول اللَه صلى اللَه عليه وسلم(إن رجلاً ممن كان قبلكم مات وليس معه شيء من كتاب اللَه إِلَا تبارك فلما وضع في حفرته أتاه الملَك فثارت السورة في وجهه فقال لها،إنك من كتاب الله وأنا أكره مساءتك وإني لا أملك لك ولا له ولا لنفسي ضراً ولا نفعاً فإن أردت هذا به فانطلقي إلى الرب تبارك وتعالى فاشفعي له فتنطلق إلى الرب فتقول يا رب إن فلاناً عمد إلي من بين كتابك فتعلمني وتلاني أفتحرقه أنت بالنار وتعذبه وأنا في جوفه،فإن كنت فاعلاً ذاك به فامحني من كتابك،فيقول ألا أراك غضبت،فتقول وحق لي أن أغضب فَيقول،اذهبي فقد وهبته لك وشفعتك فيه،قال،فتجيء فتضع فاها على فيه فتقول مرحباً بهذا الفم فربما تلاني ومرحباً بهذا الصدر فربما وعاني ومرحباً بهاتين القدمين فربما قامتا بي وتؤنسه في قبره مخافة الوحشة عليه)
قال فلما حدث بهذا رسول اللَه صلى اللَه عليه وسلم،لم يبق صغير ولا كبير ولا حر ولا عبد إلا تعلمها وسماها رسول اللَه صلى اللَّه عليه وسلم المنجية،
عن أَنس قَال،قال رسول اللَه صلى اللَه عليه وسلم(سورة في القرآن خاصمت عن صاحبها حتى أدخلته الجنة( تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْك)
وقال رسول اللَه صلى اللَه عليه وسلم(هي المانعة هي المنجية تنجيه من عذاب القَبر)صحيح الترمذي،
عن أبي هريرة،عن جابر أن رسول اللَه صلى اللَه عليه وسلم كان لا ينام حتى يقرأ(تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْك)رواه الترمذي،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
العقل قبل الهوى
الحمد لله الذي أكرمنا بالعقول وشرفنا بنبيه وأعزنا بدينه وأدركنا برحمته،أن العاقل من أنقذ نفسه من النار بترك المعاصي،قال تعالى(وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ)الملك،
أي،لو كانت لنا عقول ننتفع بها لما كنا على ما كنا عليه من الكفر باللّه والاغترار به، ولكن لم يكن لنا فهم نعي به ما جاءت به الرسل، ولا كان لنا عقل يرشدنا إلى اتباعهم، قال اللّه تعالى(فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ)سورة الملك،
وفي الحديث(لن يهلك الناس حتى يعذروا من أنفسهم)رواه الإمام أحمد، وفي حديث آخر(لايدخل أحد النار إلا وهو يعلم أن النار أولى به من الجنة)وقالوا لو كنا نسمع،يعني،لو كنا نسمع الهدى أو نعقله,وسماع من يعي ويفكر,ودل هذا على أن الكافر لم يعط من العقل شيئاً،والحمد لله،ما كنا في أصحاب السعير،يعني،ما كنا من أهل النار،
وعن أبي سعيد الخدري،عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال(لقد ندم الفاجر يوم القيامة قالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير)أي،لو كان لنا عقل ففعلنا ما هو خير لنا وتركنا ماهو شر لنا،ما كنا من أصحاب السعير فالناظر إلى تلك المعاصي يرى أنها تضر ولاتنفع تُنزل ولاترفع،
كلنا يعلم أن الذنوب مضرة،وأن الخير سعادة ومسرة،فلماذ نلهث وراء الشقوة لأجل قليل من الشهوة،وإن كان لها متعة ساعة فإنها هم إلى قيام الساعة،
أتعلمون لماذا لانترك المعاصي بالرغم من عدم السعادة فيها،
إنه الهوى الذي غطى على عقولنا،الذي حذر الله رسوله صلى الله عليه وسلم فقال في الحديث صحيح، أخرجه النسائي،قال الله عزَّ وجل(وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ)فهل علمت قوة الضرر في ظل الهوى،
لو كنا نعقل ما فعلنا المعاصي وما فرطنا في الواجبات وما هجرنا النوافل والمستحبات،هجرنا السنن وقلنا غير واجبة ولحقنا المكروهات وقلنا غير محرمة،لأنه نابع عن هوى وليس عن عقل،
أي،لو كنا نسمع ونتفكر من النذر ما جاء به في كلام الله الذي جاء به المرسلون للحق وعقلنا ذلك(مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ)أي،ما كنا في عداد أهل النار،ودل قوله تعالى(وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ )على أن الكافر لم يعط من العقل شيئاً، ولذلك القرآن الكريم ينفي عنهم أحياناً العقل، مع أنه في مواضع أخرى يثبته، فما الجمع بينهما،الجواب،أن العقل موجود، لكن لما كانت الحكمة من خلق الإنسان وتكريمه بالعقل أساساً هي،أن يتفكر به في توحيد الله، ويتوصل به إلى إثبات الإسلام والتوحيد والنبوة، فلما عطل عقله عن هذه الوظيفة التي خلق من أجلها أساساً، فبالتالي صار مستوياً مع من لا عقل له من البهائم والجمادات ونحوها، فلذلك بعض الآيات تثبت له العقل وبعضها تنفيه، وكذلك السمع والبصر، يقول تعالى(لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا)الأعراف،يعني،عندهم قلوب لكنهم لا يستعملونها فيما خلقت من أجله،وكذلك السمع والبصر،وهذا الآية أيضاً تشير إلى أن الوصول إلى الحق لا يكون إلا عن طريق السمع أو العقل(وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ)
السمع هو،الآيات والآثار والروايات،
والعقل هو الدليل الثاني،قال الزمخشري،إنما جمع بين السمع والعقل،لأن مدار التكليف على أدلة السمع والعقل،قال تعالى(فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ)الملك،يعني فأقروا بجحدهم الحق، وتكذيبهم الرسل( فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ)أي، بعداً لهم سواء اعترفوا أو أنكروا فإن ذلك لا ينفعهم،ولا يفيدهم شيئاً،فَأسحقهم الله سحقاً، ومعناه باعدهم الله من رحمته مباعدة، والسحيق هو البعيد،
قال الإمام أحمد،عن أبي هريرة عن رسول الله صلى اللَه عليه وسلم قال(إن سورة في القرآن ثلاثينَ آية شفعت لصاحبها حتى غفر له(تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْك)ورواه أهل السنن الأربعة من حديث شعبة به،وقال الترمذي هذا حديث حسن،
وروى عنهم البخارِي ومسلم،والترمذي وابن ماجه،عن أنس بن مالك قال،قال رسول اللَه صلى اللَه عليه وسلم(إن رجلاً ممن كان قبلكم مات وليس معه شيء من كتاب اللَه إِلَا تبارك فلما وضع في حفرته أتاه الملَك فثارت السورة في وجهه فقال لها،إنك من كتاب الله وأنا أكره مساءتك وإني لا أملك لك ولا له ولا لنفسي ضراً ولا نفعاً فإن أردت هذا به فانطلقي إلى الرب تبارك وتعالى فاشفعي له فتنطلق إلى الرب فتقول يا رب إن فلاناً عمد إلي من بين كتابك فتعلمني وتلاني أفتحرقه أنت بالنار وتعذبه وأنا في جوفه،فإن كنت فاعلاً ذاك به فامحني من كتابك،فيقول ألا أراك غضبت،فتقول وحق لي أن أغضب فَيقول،اذهبي فقد وهبته لك وشفعتك فيه،قال،فتجيء فتضع فاها على فيه فتقول مرحباً بهذا الفم فربما تلاني ومرحباً بهذا الصدر فربما وعاني ومرحباً بهاتين القدمين فربما قامتا بي وتؤنسه في قبره مخافة الوحشة عليه)
قال فلما حدث بهذا رسول اللَه صلى اللَه عليه وسلم،لم يبق صغير ولا كبير ولا حر ولا عبد إلا تعلمها وسماها رسول اللَه صلى اللَّه عليه وسلم المنجية،
عن أَنس قَال،قال رسول اللَه صلى اللَه عليه وسلم(سورة في القرآن خاصمت عن صاحبها حتى أدخلته الجنة( تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْك)
وقال رسول اللَه صلى اللَه عليه وسلم(هي المانعة هي المنجية تنجيه من عذاب القَبر)صحيح الترمذي،
عن أبي هريرة،عن جابر أن رسول اللَه صلى اللَه عليه وسلم كان لا ينام حتى يقرأ(تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْك)رواه الترمذي،