المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شفاعات الرسول صلى الله عليه وسلم



امـ حمد
23-12-2013, 05:11 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعلم أن الناس يكونون في الموقف والشمس تدنو من الخلائق، وتكون منهم بمقدار ميل،فيغرقون في عرقهم كل بحسب عمله، حتى يتمنى بعض الناس الانصراف ولو إلى النار من شدة ما هم فيه، ولو علموا حقيقة النار لما تمنوا ذلك،فيرحم الله بعض خلقه المستحقين للرحمة بعدة رحمات منها الشفاعة،
حديث أبي هريرة رضي الله عنه،قال،قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم(لكل نبي دعوة مستجابة،فتعجّل كل نبي دعوته،وإني اختبأت دعوتي شفاعةً لأمتي يوم القيامة،فهي نائلةٌ إن شاء الله، من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئاً)متفق عليه،
فهذا الحديث فيه دلالةٌ على أن الشفاعة مستحقّة لمن خلص إيمانهم من الشرك،
وأن رسول الله،صلى الله عليه وسلم،قال(أنا سيد ولد آدم يوم القيامة وأول من ينشقّ عنه القبر،وأول شافعٍ وأول مشفع)رواه مسلم،
والمعنى أنّه عليه الصلاة والسلام أوّل من يتقدّم للشفاعة، وهو كذلك أوّل من تُقبل منه الشفاعة يوم القيامة،
حديث عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه،قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(أتاني آت من عند ربي، فخيّرني بين أن يُدخل نصف أمتي الجنة،وبين الشفاعة، فاخترت الشفاعة، وهي لمن مات لا يشرك بالله شيئاً)رواه الترمذي وابن ماجه،
قال رسول الله،صلى الله عليه وسلم،قال(أنا سيد الناس يوم القيامة، وهل تدرون مم ذلك،يجمع الله الناس الأولين والآخرين في صعيد واحد، يسمعهم الداعي وينفذهم البصر،وتدنو الشمس،فيبلغ الناس من الغم والكرب ما لا يطيقون ولا يحتملون،فيقول الناس،ألا ترون ما قد بلغكم،ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم،فيقول بعض الناس لبعض،عليكم بآدم،
فيأتون آدم عليه السلام فيقولون له،أنت أبو البشر،خلقك الله بيده،ونفخ فيك من روحه، وأمر الملائكة فسجدوا لك،اشفع لنا إلى ربك ألا ترى إلى ما نحن فيه، ألا ترى إلى ما قد بلغنا،فيقول آدم،إن ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله،وإنه قد نهاني عن الشجرة فعصيته،نفسي نفسي نفسي،اذهبوا إلى غيري،اذهبوا إلى نوح،
فيأتون نوحا فيقولون،يا نوح،إنك أنت أول الرسل إلى أهل الأرض،وقد سماك الله عبداً شكوراً،اشفع لنا إلى ربك،ألا ترى إلى ما نحن فيه،فيقول،إن ربي عز وجل قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله،وإنه قد كانت لي دعوةٌ دعوتها على قومي،نفسي نفسي،اذهبوا إلى غيري،اذهبوا إلى إبراهيم،

فيأتون إبراهيم فيقولون،يا إبراهيم،أنت نبي الله وخليله من أهل الأرض،اشفع لنا إلى ربك،ألا ترى إلى ما نحن فيه،فيقول لهم،إن ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإني قد كنت كذبت ثلاث كَذِبات،
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(قال لم يكذب إبراهيم عليه السلام،إلا ثلاث كذبات ثنتين منهن في ذات الله عز وجل قوله(إني سقيم)وقوله(بل فعله كبيرهم هذا)
وقال بينا هو ذات يوم وسارة إذ أتى على جبار من الجبابرة فقيل له إن ها هنا رجلاً معه امرأة من أحسن الناس فأرسل إليه فسأله عنها فقال،من هذه قال،أختي فأتى سارة قال،يا سارة ليس على وجه الأرض مؤمن غيري وغيرك وإن هذا سألني فأخبرته أنك أختي فلا تكذبيني،فإنك أختي في الإسلام فإني لا أعلم في الأرض مسلماً غيري)الحديث صحيح البخاري،صحيح مسلم،
نفسي نفسي،اذهبوا إلى غيري،
اذهبوا إلى موسى،فيأتون موسى فيقولون،يا موسى،أنت رسول الله،فضّلك الله برسالته وبكلامه على الناس،اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى إلى ما نحن فيه،فيقول،إن ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله،ولن يغضب بعده مثله،وإني قد قتلت نفساً لم أومر بقتلها، نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى عيسى ابن مريم،
فيأتون عيسى،فيقولون،يا عيسى،أنت رسول الله، وكلمته ألقاها إلى مريم وروحٌ منه، وكلمّتَ الناس في المهد صبياً، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى إلى ما نحن فيه،فيقول عيسى،إن ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله قط، ولن يغضب بعدَه مثله،ولم يذكر ذنباً،نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري،اذهبوا إلى محمد،
فيأتون محمداً فيقولون،يا محمد،أنت رسول الله وخاتم الأنبياء،وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى إلى ما نحن فيه،فأنطلقُ فآتي تحت العرش فأقع ساجداً لربي عز وجل، ثم يفتح الله علي من محامده وحسن الثناء عليه شيئاً،لم يفتحه على أحدٍ قبلي،ثم يُقال،يا محمد،ارفع رأسك،سَل تُعطه، واشفع تُشفّع،فأرفع رأسه،فيقول،أمتي يا رب،أمتي يا رب،أمتي يا رب،فيقال،يا محمد،أدخل من أمتك من لا حساب عليهم من الباب الأيمن من أبواب الجنة،وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب)ثم قال عليه الصلاة والسلام(والذي نفسي بيده، إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة، كما بين مكة وحمير،أو كما بين مكة وبُصرى) متفق عليه،
حديث أنس بن مالك رضي الله عنه،قال،قال رسول الله،صلى الله عليه وسلم(آتي باب الجنة يوم القيامة، فأستفتح، فيقول الخازن،من أنت،فأقول،محمد،فيقول،بك أمرت لا أفتح لأحدٍ قبلك) رواه مسلم،
وهذا الحديث للشفاعة في دخول الناس إلى الجنّة،
وهناك شفاعة لرفع درجات أهل الجنة، فهؤلاء قد دخلوا الجنة ومع ذلك تنالهم شفاعة، فترفع درجاتهم كرماً من الله جل جلاله،لأنهم يقدمون أعمالاً يدخلهم المولى برحمته الجنة، وفوق هذا ينالهم كرم الله فوق ذلك فتنالهم شفاعة ترفع منزلتهم في الجنة،
ثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم،يشفع في أمته عدة مرات وفي كل مرة يرحم الله فيها طائفة من الناس،قال صلى الله عليه وسلم(ثم أشفع فيحد لي حدّاً فأدخلهم الجنة ثم أرجع فإذا رأيت ربي وقعت ساجداً فيدعني ما شاء اللَه أن يدعني ثم يقال، ارفع محمد،وقل يسمع،وسل تعطه،واشفع تشفع،فأحمد ربي محامد علمنيها ربي ثم أشفع فيحد لي حدّاً فأدخلهم الجنة ثم أرجع فإذا رأيت ربي وقعت ساجداً فيدعني ما شاء اللَه أن يدعني ثم يقال ارْفَعْ محمد،قل يسمع،وسل تعطه،واشفع تشفع،فأحمد ربي بمحامد علمنيها ثم أشفع فيحد لي حدّاً فأدخلهم الجنة ثم أرجع فأقول،يا رب ما بقي في النار إِلا من حبسه القرآن ووجب عليه الخلود قال النبي صلى اللَه عليه وسلم،يخرج من النار من قال لا إله إِلّا اللَه وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرةً ثم يخرج من النار من قال لا إله إلَّا اللَه وكان في قلبه من الخير ما يزن بره ثم يخرج من النار من قال لا إله إلا اللَه وكان في قلبه ما يزن من الخير ذرة،

أسأل الله تعالى أن تنالنا شفاعة حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم،تنجينا من عذاب الله.

رهج السنابك
26-12-2013, 04:25 PM
جزاك الله خير