امـ حمد
24-12-2013, 03:37 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الخبيئة الصالحة
زورق من ركبه نجا,وعبادة من اعتادها طهر قلبه وهذب نفسه وعودها الإخلاص,إنها العبادة في السر والطاعة في الخفاء,حيث لا يعرفك أحد ولا يعلم بك أحد,غير الله سبحانه وتعالى,فأنت عندئذ تقدم العبادة له وحده،وهي أعمال الصالحين،
إن أعمال السر لا يثبت عليها إلا الصادقون, فهي زينة الخلوات بين العبد وبين ربه,ولكن في وقت قل فيه عمل السر،
وليعلم كل امرئ أن الشيطان لا يرضى ولا يقر إذا رأى من العبد عمل سر أبدًا, وإنه لن يتركه حتى يجعله في العلانية،ذلك لأن أعمال السر هي أشد الأعمال على الشيطان,وأبعد أعمال عن مخالطة الرياء والعجب والشهرة،
وإذا انتشرت أعمال السر بين المسلمين ظهرت البركة وعم الخير بين الناس,إذ إنها لا تخرج إلا من قلب كريم قد ملأ حب الله سويداءه,وعمت الرغبة فيما عنده أرجاءه,فأنكر نفسه في سبيل ربه,وأخفى عمله يريد قبوله من مولاه, فأحبب بهذي الجوارح المخلصة والنفوس الطيبة الصافية النقية التي تخفي عن شمالها ما تنفق يمينها،
النبي صلى الله عليه وسلم ينصح بخبيئة صالحة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(من استطاع منكم أن يكون له خبء من عمل صالح فليفعل)صححه الألباني في صحيح الجامع،
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه،عن النبي صلى الله عليه وسلم قال(ثلاثة يحبهم الله ويضحك إليهم ويستبشر بهم،الذي إذا انشكفت فئة قاتل وراءها بنفسه لله عز وجل, فإما أن يقتل,وإما أن ينصره الله ويكفيه,فيقول،انظروا إلى عبدي هذا كيف صبر لي بنفسه،
والذي له امرأة حسنة وفراش لين حسن فيقوم من الليل,فيقول، يَذَرُ شهوته ويذكرني ولو شاء رقد,والذي إذا كان في سفر وكان معه ركب فسهروا ثم هجعوا, فقام من السحر في ضراء وسراء)رواه الطبراني,وحسنه الألباني،
العلماء يربون على عمل السر
عن الزبير بن العوام رضي الله عنه قال،اجعلوا لكم خبيئة من العمل الصالح كما أن لكم خبيئة من العمل السيئ،
والخبيئة من العمل الصالح هو العمل الصالح المختبئ يعني المختفي,
والزبير رضي الله عنه،ينبهنا إلى أمر نغفل عنه،وهو المعادلة بين الأفعال رجاء المغفرة،فلكل إنسان عمل سيئ يفعله في السر, فأولى له أن يكون له عمل صالح يفعله في السر أيضاً لعله أن يغفر له الآخر،
وقال أبو حازم،اكتم حسناتك أشد مما تكتم سيئاتك،
عمل السر دليل الصدق
قال بشر،لا يجد حلاوة الآخرة رجل يحب أن يعرفه الناس،ولا تعمل لتذكر,اكتم الحسنة كما تكتم السيئة،وما اتقى الله من أحب الشهرة،
الصالحون في سرهم
عن يوسف بن عطية عن محمد بن واسع قال،لقد أدركت رجالاً كان الرجل يكون رأسه مع رأس امرأته على وسادة واحدة قد بل ما تحت خده من دموعه,لا تشعر به امرأته,
ولقد أدركت رجالاً يقوم أحدهم في الصف فتسيل دموعه على خده ولا يشعر به الذي إلى جنبه،
وكان أيوب السختياني،يقوم الليل كله فيخفي ذلك,فإذا كان عند الصبح رفع صوته كأنه قام تلك الساعة،
وعن ابن أبي عدِّي قال،صام داود بن أبي هند أربعين سنة لا يعلم به أهله,وكان خرازاً يحمل معه غداه من عندهم, فيتصدق به في الطريق,ويرجع عشياً فيفطر معهم،
وقال الحسن البصري،
إن كان الرجل ليجلس المجلس فتجيئه عبرته,فيردها,فإذا خشي أن تسبقه قام،
وروى الذهبي،كانوا يستحبون أن يكون للرجل خبيئة من عمل صالح لا تعلم به زوجته ولا غيرها،
خبيئة ابو بكرالصديق رضي الله عنه،كان إذا صلى الفجر خرج الى الصحراء،فاحتبس فيها شيئاً يسيراً
ثم عاد الى المدينه،فعجب عمربن الخطاب رضي الله عنه من خروجه،فتبعه يوماً خفيةً بعدما صلى الفجر،فأذا ابو بكريخرج من المدينه ويأتي خيمه قديمه في الصحراء،فاختبأ له عمر خلف صخره،فلبث ابو بكر في الخيمه شيئا يسيراً،ثم خرج،فخرج عمر من وراء صخرته ودخل الخيمه،فأذا فيها امرأه ضعيفه عمياء،وعندها صبيه صغار،
فسألها عمر،من هذا الذي يأتيكم،فقالت،لا اعرفه،هذا رجل من المسلمين،يأتينا كل صباح منذ كذا وكذا،قال،فماذا يفعل، ؟
قالت،يكنس بيتنا،ويعجن عجيننا،ويحلب داجننا،ثم يخرج،
فخرج عمر وهو يقول،
لقد اتعبت الخلفاء من بعدك ياابا بكر،لقد اتعبت لخلفاء من بعدك يا ابا بكر،
ومن خبيئة،علي بن الحسين رضي الله،كان يحمل جراب الخبز على ظهره بالليل،فيتصدق بها،ويقول،ان صدقة السر تطفئ غضب الرب،فلما مات وجدوا في ظهره آثار سواد،فقالو،هذا ظهر حمّال،وما علمناه اشتغل حمالاً،فانقطع الطعام عن مائة بيت في المدينه،من بيوت الارامل والايتام،كان يأتيهم طعامهم بالليل،لايدرون من يحضره اليهم،فعلموا انه هو الذي كان يحمل الطعام الى بيوتهم بالليل وينفق عليهم،
كانوا يستشعرون العبوديه لله في جميع احوالهم،هم المتقون،
عوامل معينة على الخبيئة الصالحة
تدبر معاني الإخلاص،فالتربية على الإخلاص لله سبحانه وتذكير النفس به دائماً هي الدافع الأول على عمل السر,ذلك إن الباعث على عمل السر هو أن يكون العمل لله وحده وأن يكون بعيداً عن رؤية الناس,وحثهم على عمل السر من منطلق الإخلاص لله سبحانه،
استواء ذم الناس ومدحهم،
وهو معنى لو تربى عليه المرء لأعانه على عمل السر, إذ إنه لا تمثل عنده رؤية الناس شيئًا, سواء مدحوه لفعله أو ذموه له،لأن مبتغاه رضا ربه سبحانه وليس رضا الناس,
صدقة السر،قال تعالى(إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُم)البقرة،
فهي طريقة عملية سهلة لتطبيق عمل السر عملياً،فبالإكثار من صدقة السر يُعود الإنسان نفسه على أعمال السر ويتشربها قلبه وتركن إليها نفسه.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الخبيئة الصالحة
زورق من ركبه نجا,وعبادة من اعتادها طهر قلبه وهذب نفسه وعودها الإخلاص,إنها العبادة في السر والطاعة في الخفاء,حيث لا يعرفك أحد ولا يعلم بك أحد,غير الله سبحانه وتعالى,فأنت عندئذ تقدم العبادة له وحده،وهي أعمال الصالحين،
إن أعمال السر لا يثبت عليها إلا الصادقون, فهي زينة الخلوات بين العبد وبين ربه,ولكن في وقت قل فيه عمل السر،
وليعلم كل امرئ أن الشيطان لا يرضى ولا يقر إذا رأى من العبد عمل سر أبدًا, وإنه لن يتركه حتى يجعله في العلانية،ذلك لأن أعمال السر هي أشد الأعمال على الشيطان,وأبعد أعمال عن مخالطة الرياء والعجب والشهرة،
وإذا انتشرت أعمال السر بين المسلمين ظهرت البركة وعم الخير بين الناس,إذ إنها لا تخرج إلا من قلب كريم قد ملأ حب الله سويداءه,وعمت الرغبة فيما عنده أرجاءه,فأنكر نفسه في سبيل ربه,وأخفى عمله يريد قبوله من مولاه, فأحبب بهذي الجوارح المخلصة والنفوس الطيبة الصافية النقية التي تخفي عن شمالها ما تنفق يمينها،
النبي صلى الله عليه وسلم ينصح بخبيئة صالحة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(من استطاع منكم أن يكون له خبء من عمل صالح فليفعل)صححه الألباني في صحيح الجامع،
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه،عن النبي صلى الله عليه وسلم قال(ثلاثة يحبهم الله ويضحك إليهم ويستبشر بهم،الذي إذا انشكفت فئة قاتل وراءها بنفسه لله عز وجل, فإما أن يقتل,وإما أن ينصره الله ويكفيه,فيقول،انظروا إلى عبدي هذا كيف صبر لي بنفسه،
والذي له امرأة حسنة وفراش لين حسن فيقوم من الليل,فيقول، يَذَرُ شهوته ويذكرني ولو شاء رقد,والذي إذا كان في سفر وكان معه ركب فسهروا ثم هجعوا, فقام من السحر في ضراء وسراء)رواه الطبراني,وحسنه الألباني،
العلماء يربون على عمل السر
عن الزبير بن العوام رضي الله عنه قال،اجعلوا لكم خبيئة من العمل الصالح كما أن لكم خبيئة من العمل السيئ،
والخبيئة من العمل الصالح هو العمل الصالح المختبئ يعني المختفي,
والزبير رضي الله عنه،ينبهنا إلى أمر نغفل عنه،وهو المعادلة بين الأفعال رجاء المغفرة،فلكل إنسان عمل سيئ يفعله في السر, فأولى له أن يكون له عمل صالح يفعله في السر أيضاً لعله أن يغفر له الآخر،
وقال أبو حازم،اكتم حسناتك أشد مما تكتم سيئاتك،
عمل السر دليل الصدق
قال بشر،لا يجد حلاوة الآخرة رجل يحب أن يعرفه الناس،ولا تعمل لتذكر,اكتم الحسنة كما تكتم السيئة،وما اتقى الله من أحب الشهرة،
الصالحون في سرهم
عن يوسف بن عطية عن محمد بن واسع قال،لقد أدركت رجالاً كان الرجل يكون رأسه مع رأس امرأته على وسادة واحدة قد بل ما تحت خده من دموعه,لا تشعر به امرأته,
ولقد أدركت رجالاً يقوم أحدهم في الصف فتسيل دموعه على خده ولا يشعر به الذي إلى جنبه،
وكان أيوب السختياني،يقوم الليل كله فيخفي ذلك,فإذا كان عند الصبح رفع صوته كأنه قام تلك الساعة،
وعن ابن أبي عدِّي قال،صام داود بن أبي هند أربعين سنة لا يعلم به أهله,وكان خرازاً يحمل معه غداه من عندهم, فيتصدق به في الطريق,ويرجع عشياً فيفطر معهم،
وقال الحسن البصري،
إن كان الرجل ليجلس المجلس فتجيئه عبرته,فيردها,فإذا خشي أن تسبقه قام،
وروى الذهبي،كانوا يستحبون أن يكون للرجل خبيئة من عمل صالح لا تعلم به زوجته ولا غيرها،
خبيئة ابو بكرالصديق رضي الله عنه،كان إذا صلى الفجر خرج الى الصحراء،فاحتبس فيها شيئاً يسيراً
ثم عاد الى المدينه،فعجب عمربن الخطاب رضي الله عنه من خروجه،فتبعه يوماً خفيةً بعدما صلى الفجر،فأذا ابو بكريخرج من المدينه ويأتي خيمه قديمه في الصحراء،فاختبأ له عمر خلف صخره،فلبث ابو بكر في الخيمه شيئا يسيراً،ثم خرج،فخرج عمر من وراء صخرته ودخل الخيمه،فأذا فيها امرأه ضعيفه عمياء،وعندها صبيه صغار،
فسألها عمر،من هذا الذي يأتيكم،فقالت،لا اعرفه،هذا رجل من المسلمين،يأتينا كل صباح منذ كذا وكذا،قال،فماذا يفعل، ؟
قالت،يكنس بيتنا،ويعجن عجيننا،ويحلب داجننا،ثم يخرج،
فخرج عمر وهو يقول،
لقد اتعبت الخلفاء من بعدك ياابا بكر،لقد اتعبت لخلفاء من بعدك يا ابا بكر،
ومن خبيئة،علي بن الحسين رضي الله،كان يحمل جراب الخبز على ظهره بالليل،فيتصدق بها،ويقول،ان صدقة السر تطفئ غضب الرب،فلما مات وجدوا في ظهره آثار سواد،فقالو،هذا ظهر حمّال،وما علمناه اشتغل حمالاً،فانقطع الطعام عن مائة بيت في المدينه،من بيوت الارامل والايتام،كان يأتيهم طعامهم بالليل،لايدرون من يحضره اليهم،فعلموا انه هو الذي كان يحمل الطعام الى بيوتهم بالليل وينفق عليهم،
كانوا يستشعرون العبوديه لله في جميع احوالهم،هم المتقون،
عوامل معينة على الخبيئة الصالحة
تدبر معاني الإخلاص،فالتربية على الإخلاص لله سبحانه وتذكير النفس به دائماً هي الدافع الأول على عمل السر,ذلك إن الباعث على عمل السر هو أن يكون العمل لله وحده وأن يكون بعيداً عن رؤية الناس,وحثهم على عمل السر من منطلق الإخلاص لله سبحانه،
استواء ذم الناس ومدحهم،
وهو معنى لو تربى عليه المرء لأعانه على عمل السر, إذ إنه لا تمثل عنده رؤية الناس شيئًا, سواء مدحوه لفعله أو ذموه له،لأن مبتغاه رضا ربه سبحانه وليس رضا الناس,
صدقة السر،قال تعالى(إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُم)البقرة،
فهي طريقة عملية سهلة لتطبيق عمل السر عملياً،فبالإكثار من صدقة السر يُعود الإنسان نفسه على أعمال السر ويتشربها قلبه وتركن إليها نفسه.