امـ حمد
25-12-2013, 05:44 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال،قال رسول الله،صلى الله عليه وسلم( إن الله يقول يوم القيامة،أين المتحابون بجلالي،اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظلَّ إلا ظلِّي )رواه مسلم،
وأخرج الترمذي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال،سمعت رسول الله،صلى الله عليه وسلم،يقول،قال الله عز وجل(المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء)
ومعني،بجلالي،بعظمتي وطاعتي،لا لأجل الدنيا،
ويغبطهم،الغبطة تمني مثل نعمة الغير،دون تمني زوالها عنه،
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية،رحمه الله(أصلُ الموالاة هي المحبة كما أنَّ أصلَ المعادة البغض، فإنَّ التحاب يوجبُ التقاربَ والاتفاق، والتباغضَ يوجبُ التباعدَ والاختلاف)الراوي،عبدالله بن عباس و ابن مسعود،المحدث،الألباني،المصدر،صحيح الجامع،
فضل الحب في الله
الحب في الله رابطة من أعظم الروابط،جعلها سبحانه أوثق عرى الإسلام والإيمان،فقال،صلى الله عليه وسلم( أوثق عرى الإيمان الموالاة في الله والمعاداة في الله،والحب في الله والبغض في الله عز وجل )رواه الطبراني وصححه الألباني،
بل إن الإيمان لا يكمل إلا بصدق هذه العاطفة،وإخلاص هذه الرابطة،قال صلى الله عليه وسلم(من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان)رواه أبو داود،
ومن أراد أن يشعر بحلاوة الإيمان،ولذة المجاهدة للهوى والشيطان فهذا هو السبيل،
والأصل في الحب والبغض أن يكون لكل ما يحبه الله أو يبغضه، فالله يحب التوابين والمتطهرين،والمحسنين،والمتقين،والصابرين، والمتوكلين والمقسطين،والمقاتلين في سبيله صفاً،
ولا يحب الظالمين والمعتدين والمسرفين والمفسدين،والخائنين، والمستكبرين،
ولهذا فإن شرط هذه المحبة أن تكون لله وفي الله،لا تكدِّرها المصالح الشخصية،ولا تنغصها المطامع الدنيوية،
بل يحب كل واحد منهما الآخر لطاعته لله،وإيمانه به،وامتثاله لأوامره،وانتهائه عن نواهيه،
ولما سئل أبو حمزة النيسابوري،عن المتحابين في الله عز وجل من هم،فقال،العاملون بطاعة الله،المتعاونون على أمر الله ، وإن تفرقت دورهم وأبدانهم،
والمحبة في الله،هي المحبة الدائمة الباقية إلى يوم الدين،فإن كل محبة تنقلب عداوة يوم القيامة إلا ما كانت من أجل الله وفي طاعته ، قال سبحانه(الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين)الزخرف،
وقد روى الترمذي أن أعرابياً جاء إلى النبي،صلى الله عليه وسلم،فقال،يا محمد،الرجل يحب القوم ولما يلحق بهم،فقال،صلى الله عليه وسلم( المرء مع من أحب )
وأما من أحب شخصاً لهواه،أو لدنياه،أو لمصلحة عاجلة يرجوها منه،فهذه ليست محبة لله،بل هي محبة لهوى النفس،وهى التى توقع أصحابها فى الكفر والفسوق والعصيان عياذاً بالله من ذلك،
أمور تعظم بها المحبة،وتزيد في توثيق هذا الرباط العظيم وتوطيده
حث النبي،صلى الله عليه وسلم،إعلام الأخ،الذي له في نفسك منزلة خاصة،ومحبة زائدة عن الأخوة العامة بأنك تحبه،ففي الحديث(إذا أحب أحدكم صاحبه فليأته في منزله فليخبره أنه يحبه لله رواه الإمام أحمد وصححه الألباني،
وفي رواية أخري،حسنها الألباني(فإنه أبقى في الألفة وأثبت في المودة )
ومنها تبادل العلاقات الأخوية،والإكثار من الصلات الودِّية،فكم أذابت الهدية من رواسب النفوس،وكم أزال البدء بالسلام من دغل القلوب،وفي الحديث(لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا،ولا تؤمنوا حتى تحابوا،أوَلا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم،أفشوا السلام بينكم )رواه مسلم،
حقوق المحبة
وهناك حقوق بين المتحابين توجبها وتفرضها هذه المحبة،ويُستدل بها على صدق الأخوة وصفاء الحب،وقد أوصى النبي،صلى الله عليه وسلم،أبا هريرة بقوله(وأحب للمسلمين والمؤمنين ما تحبه لنفسك وأهل بيتك،واكره لهم ما تكره لنفسك وأهل بيتك،تكن مؤمناً)رواه ابن ماجة وحسنه الألباني،
ومنها ما تقدمه لأخيك من دعوات صالحات حيث لا يسمعك ولا يراك،وحيث لا شبهة للرياء أو المجاملة،قال،صلى الله عليه وسلم( دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة،عند رأسه ملك موكل كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به،آمين ولك بمثل) رواه مسلم،
وكان بعض السلف إذا أراد أن يدعو لنفسه،دعا لأخيه بتلك الدعوة ،لأنها تستجاب ويحصل له مثلها،
ومن الوفاء أن لا يتغير الأخ على أخيه،مهما ارتفع شأنه،وعظم جاهه ومنصبه،
ومنها التخفيف وترك التكلف،فلا يكلِّف أخاه ما يشق عليه،أو يكثر اللوم له،بل يكون خفيف الظل،
وبذل المال له،وقضاء حاجاته والقيام بها،وعدم ذكر عيوبه في حضوره وغيبته ، والثناء عليه بما يعرفه من محاسن أحواله ، ودعاؤه بأحب الأسماء إليه،
والسؤال عن أحواله،ومشاركته في الأفراح والأتراح،فيسر لسروره ،ويحزن لحزنه،
ومن ذلك أيضاً بذل النصح،وينبغي أن تكون النصيحة سراً من غير توبيخ،وإن دخل الشيطان بين المتحابين يوماً من الأيام، فحصلت الفرقة والقطيعة،فليراجع كل منهما نفسه،وليفتش في خبايا قلبه،
وعن أبي كريمة المقداد بن معد يكرب رضي الله عنه،عن النبي صلى الله عليه وسلم قال(إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه) رواة أبو داوود والترمذي وقال،حديث صحيح،
وعن أنس رضي الله عنه أن رجلاً كان عند النبي صلى الله عليه وسلم فمر رجل به فقال،
يارسول الله إني لأحب هذا فقال له النبي صلى الله عليه وسلم(أأعلمته،قال،لا ،قال،أعلمه،فلحقه فقال،إني أحبك في الله،فقال، أحبك الله الذي أحببتني له)رواه أبو داود بإسناد صحيح،
قائلاً،فدل هذا على أنه من السنة إذا أحببت شخصاً أن تقول،إني أحبك وذلك لما في هذه الكلمة من إلقاء المحبة في قلبه لأن الإنسان إذا علم أنك تحبه أحبك مع أن القلوب لها تعارف وتآلف
وإن لم تنطق الألسن وكما قال النبي عليه الصلاة والسلام(الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف)لكن إذا قال الإنسان بلسانه فإن هذا يزيدة محبه في القلب فتقول إني أحبك في الله،ما أجمل أخوة الدين شعور وأحساس لا يوصف يدركه فقط من قلبه مفعم بالمحبة في الله
اسأل الله العلي القدير أن يجمعني مع من أحب
في الفردوس الأعلى من الجنان.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال،قال رسول الله،صلى الله عليه وسلم( إن الله يقول يوم القيامة،أين المتحابون بجلالي،اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظلَّ إلا ظلِّي )رواه مسلم،
وأخرج الترمذي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال،سمعت رسول الله،صلى الله عليه وسلم،يقول،قال الله عز وجل(المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء)
ومعني،بجلالي،بعظمتي وطاعتي،لا لأجل الدنيا،
ويغبطهم،الغبطة تمني مثل نعمة الغير،دون تمني زوالها عنه،
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية،رحمه الله(أصلُ الموالاة هي المحبة كما أنَّ أصلَ المعادة البغض، فإنَّ التحاب يوجبُ التقاربَ والاتفاق، والتباغضَ يوجبُ التباعدَ والاختلاف)الراوي،عبدالله بن عباس و ابن مسعود،المحدث،الألباني،المصدر،صحيح الجامع،
فضل الحب في الله
الحب في الله رابطة من أعظم الروابط،جعلها سبحانه أوثق عرى الإسلام والإيمان،فقال،صلى الله عليه وسلم( أوثق عرى الإيمان الموالاة في الله والمعاداة في الله،والحب في الله والبغض في الله عز وجل )رواه الطبراني وصححه الألباني،
بل إن الإيمان لا يكمل إلا بصدق هذه العاطفة،وإخلاص هذه الرابطة،قال صلى الله عليه وسلم(من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان)رواه أبو داود،
ومن أراد أن يشعر بحلاوة الإيمان،ولذة المجاهدة للهوى والشيطان فهذا هو السبيل،
والأصل في الحب والبغض أن يكون لكل ما يحبه الله أو يبغضه، فالله يحب التوابين والمتطهرين،والمحسنين،والمتقين،والصابرين، والمتوكلين والمقسطين،والمقاتلين في سبيله صفاً،
ولا يحب الظالمين والمعتدين والمسرفين والمفسدين،والخائنين، والمستكبرين،
ولهذا فإن شرط هذه المحبة أن تكون لله وفي الله،لا تكدِّرها المصالح الشخصية،ولا تنغصها المطامع الدنيوية،
بل يحب كل واحد منهما الآخر لطاعته لله،وإيمانه به،وامتثاله لأوامره،وانتهائه عن نواهيه،
ولما سئل أبو حمزة النيسابوري،عن المتحابين في الله عز وجل من هم،فقال،العاملون بطاعة الله،المتعاونون على أمر الله ، وإن تفرقت دورهم وأبدانهم،
والمحبة في الله،هي المحبة الدائمة الباقية إلى يوم الدين،فإن كل محبة تنقلب عداوة يوم القيامة إلا ما كانت من أجل الله وفي طاعته ، قال سبحانه(الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين)الزخرف،
وقد روى الترمذي أن أعرابياً جاء إلى النبي،صلى الله عليه وسلم،فقال،يا محمد،الرجل يحب القوم ولما يلحق بهم،فقال،صلى الله عليه وسلم( المرء مع من أحب )
وأما من أحب شخصاً لهواه،أو لدنياه،أو لمصلحة عاجلة يرجوها منه،فهذه ليست محبة لله،بل هي محبة لهوى النفس،وهى التى توقع أصحابها فى الكفر والفسوق والعصيان عياذاً بالله من ذلك،
أمور تعظم بها المحبة،وتزيد في توثيق هذا الرباط العظيم وتوطيده
حث النبي،صلى الله عليه وسلم،إعلام الأخ،الذي له في نفسك منزلة خاصة،ومحبة زائدة عن الأخوة العامة بأنك تحبه،ففي الحديث(إذا أحب أحدكم صاحبه فليأته في منزله فليخبره أنه يحبه لله رواه الإمام أحمد وصححه الألباني،
وفي رواية أخري،حسنها الألباني(فإنه أبقى في الألفة وأثبت في المودة )
ومنها تبادل العلاقات الأخوية،والإكثار من الصلات الودِّية،فكم أذابت الهدية من رواسب النفوس،وكم أزال البدء بالسلام من دغل القلوب،وفي الحديث(لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا،ولا تؤمنوا حتى تحابوا،أوَلا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم،أفشوا السلام بينكم )رواه مسلم،
حقوق المحبة
وهناك حقوق بين المتحابين توجبها وتفرضها هذه المحبة،ويُستدل بها على صدق الأخوة وصفاء الحب،وقد أوصى النبي،صلى الله عليه وسلم،أبا هريرة بقوله(وأحب للمسلمين والمؤمنين ما تحبه لنفسك وأهل بيتك،واكره لهم ما تكره لنفسك وأهل بيتك،تكن مؤمناً)رواه ابن ماجة وحسنه الألباني،
ومنها ما تقدمه لأخيك من دعوات صالحات حيث لا يسمعك ولا يراك،وحيث لا شبهة للرياء أو المجاملة،قال،صلى الله عليه وسلم( دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة،عند رأسه ملك موكل كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به،آمين ولك بمثل) رواه مسلم،
وكان بعض السلف إذا أراد أن يدعو لنفسه،دعا لأخيه بتلك الدعوة ،لأنها تستجاب ويحصل له مثلها،
ومن الوفاء أن لا يتغير الأخ على أخيه،مهما ارتفع شأنه،وعظم جاهه ومنصبه،
ومنها التخفيف وترك التكلف،فلا يكلِّف أخاه ما يشق عليه،أو يكثر اللوم له،بل يكون خفيف الظل،
وبذل المال له،وقضاء حاجاته والقيام بها،وعدم ذكر عيوبه في حضوره وغيبته ، والثناء عليه بما يعرفه من محاسن أحواله ، ودعاؤه بأحب الأسماء إليه،
والسؤال عن أحواله،ومشاركته في الأفراح والأتراح،فيسر لسروره ،ويحزن لحزنه،
ومن ذلك أيضاً بذل النصح،وينبغي أن تكون النصيحة سراً من غير توبيخ،وإن دخل الشيطان بين المتحابين يوماً من الأيام، فحصلت الفرقة والقطيعة،فليراجع كل منهما نفسه،وليفتش في خبايا قلبه،
وعن أبي كريمة المقداد بن معد يكرب رضي الله عنه،عن النبي صلى الله عليه وسلم قال(إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه) رواة أبو داوود والترمذي وقال،حديث صحيح،
وعن أنس رضي الله عنه أن رجلاً كان عند النبي صلى الله عليه وسلم فمر رجل به فقال،
يارسول الله إني لأحب هذا فقال له النبي صلى الله عليه وسلم(أأعلمته،قال،لا ،قال،أعلمه،فلحقه فقال،إني أحبك في الله،فقال، أحبك الله الذي أحببتني له)رواه أبو داود بإسناد صحيح،
قائلاً،فدل هذا على أنه من السنة إذا أحببت شخصاً أن تقول،إني أحبك وذلك لما في هذه الكلمة من إلقاء المحبة في قلبه لأن الإنسان إذا علم أنك تحبه أحبك مع أن القلوب لها تعارف وتآلف
وإن لم تنطق الألسن وكما قال النبي عليه الصلاة والسلام(الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف)لكن إذا قال الإنسان بلسانه فإن هذا يزيدة محبه في القلب فتقول إني أحبك في الله،ما أجمل أخوة الدين شعور وأحساس لا يوصف يدركه فقط من قلبه مفعم بالمحبة في الله
اسأل الله العلي القدير أن يجمعني مع من أحب
في الفردوس الأعلى من الجنان.