امـ حمد
29-12-2013, 01:02 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عن المقداد بن الأسود،رضي الله عنه،قال،سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم،يقول(إن السعيد لمن جنب الفتن،إن السعيد لمن جنب الفتن،إن السعيد لمن جنب الفتن،ولمن ابتلي فصبر)
يرددها ثلاث مرات،رواه مسلم،وأبو داود،
وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله ما النجاة (قال أمسك عليك لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك)
رواه الترمذي،
وقوله صلى الله عليه وعلى وسلم(أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً،وبيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً،وبيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه)رواه أبو داود،والحديث حسنه الالبانى،
حيث تكفّل نبينا،صلى الله عليه وسلم،في هذا الحديث بثلاثة بيوت في الجنة،
البيت الأول،في ربض الجنة، أي،أسفل الجنة، لمن ترك المراء وإن كان على حق،
البيت الثاني،في وسط الجنة، لمن ترك الكذب في كل موضع لا يجوز فيه، وإن كان مازحاً،وهذا الأمر مما يخالف فيه كثيرٌ من الناس حيث يسمحون لأنفسهم بالكذب، ويعللون ذلك بأنهم مازحون،
البيت الثالث،في أعلى الجنة، لمن حسَّن خُلُقَه،أي سعى في تحسين أخلاقه،وابتعد عن كل ما يدنسها ويفسدها،وترك جميع ما يخالف فطرة الله التي فطر الناس عليها،
وفي هذه الأحاديث ونحوها يحذر النبي صلى الله عليه وسلم،من جميع الأمور التي لا تناسب المسلم،ولا يصلح أن تكون من أخلاقه، ومن تلك الأخلاق غير المرضية،
وحقيقة المراء المنهي عنه، طعن الإنسان في كلام غيره،لإظهار خلله واضطرابه، لغير غرض سوى تحقير قائله وإظهار مزيته عليه،وإن كان المماري على حق ، فإنه لا يجوز له أن يسلك هذا السبيل،لأنه لا يقصد من ورائه إلا تحقير غيره والانتصار عليه،
أما الجدال،فهو من الجدل، اللدد في الخصومة والقدرة عليها،
ونعني بالفتنة،ما يصيب الفرد أو الجماعة من هلاك أو تراجع في المستوى الإيماني،
أن السعادة مطلب كلِّ إنسان،وكل يتمنى لنفسه السعادةَ ولا يريد لها الشقاء،ومن شأن الفتنِ عندما تنزل بالناس وتحل بهم تربك سعادتهم،وتشتت أذهانهم،وتقلق قلوبهم،ويلحقهم منها ما يلحقهم من العنت،
فبين،عليه الصلاة والسلاَم،حال المؤمن ومنّة الله،عز وجل،عليه مع ما يكون في هذه من فتن وما يلقاه الناس فيها من ابتلاءات،والدنيا دار ابتلاء وامتحان ودار فتنةٍ واختبار،لكنه عظيم الصلة بربه،عز وجل،دائمُ الانكسار بين يديه، والالتجاء إليه وحده،سبحانه وتعالى، دون سواه، يؤمِّل منه وحده، ولا يرجو من أحدٍ سواه،
ولهذا تأمل قول النبي،صلى الله عليه وسلم،في هذا الحديث(إنّ السَّعيد لَمَن جُنِّب الفتن)ومعنى قوله(جُنِّب الفِتَن)أي جنَّبه الله إياها، وسلَّمه منها،ووقاه من شرِّها،
ومما يتضمنه هذا الحديث من معاني أنّ المسلم لا ينبغي له أن يطلب الفتن،وأن يبرز نفسه لها،وأن يورط نفسه في إشكالاتها وتبعاتها، وأن يذيق نفسه حرَّها وشررها ونارها،بل المطلوب منه أن يتجنَّبها،وأن يبتعد عنها، وأن يسعى في السلامة من شرورها،
وتجنُّب الفتن والبُعد منها مَطلَبٌ لابدّ منه،ولابدّ للمؤمن أن يكون متجنِّبا الفتن،بعيداً عنها،حذراً من الوقوع فيها،قال(إن السعيد لمن جنب الفتنوحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول(لقلب ابن آَدم أسرع انقلاباً من القدر إذا استجمعت غليانَاً)صحيح،رواه أحمد والحاكم،
ولا يجوز تمني الفتنة،لأن فيها استشراف البلاء،وهذا غيب لا يعلم العبد أيثبت أم ينقلب على عقبيه فيخسر الدنيا والآخرة،
وَالاقتداء بِرسول الله صلى الله عليه وسلم،يكون في الثبات،إِذا ابتلى العبد وليس في استشراف الفتن،لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم،وأصحابه قاتلوا حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لِلَّه،
وعند مسلم عن سعد بن أبي وقاص،رضي الله عنه،أن رسول الله أقبل ذات يوم من العالية،حتى إذا مر بمسجد بني معاوية دخل فركع فيه ركعتين،وصلينا معه،ودعا ربه طويلاً،ثم انصرف إلينا
فقال(سألت ربى ثلاثاً،فأعطاني ثنتين ومنعني واحدة،سألت ربي أَن لا يهلك أمتي بالسنة فَأعطانيها،وسألته أن لا يهلك أمتي بالغرق فأعطانيها،وسألته أَن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها)
والسعيد من اتعظ بغيره فترك الفتنة ولم يسمع إليها،
مدح رسول الله صلى عليه وسلم الذي يتجنب الْفتن،ففي ،الصَحيحين(البخاري،ومسلم)من حديث أبي هريرة،رضي الله عنه،أَن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال(ستكون فتن،القاعد فيها خير من القائم،والقائم فيها خير من الماشي،والماشي خير من الساعي،ومن يشرف لها تستشرفه،ومن وجد ملجأ أَو معاذَا فليعذ به)
من خضم المنازعات لا تكاد تعرف محقّا من مبطل،وصادقَاً من كاذب،ومخلصاً من دعي،فالأخبار يحوطها الكذب ويصنعها الملفقون،ويروج لها المنتفعون،فَلا تجد خبراً إلا وعند إحدى الطائفتين ما ينقضه ويناقضه،
والواقعون في الفتنة من كل الأطراف يحسبون أنهم على شيء وهم ليسوا على شيء،عقولهم هباء لأنهم يعيشون سكراً أشد من سكر الخمور،فلا يقبلون إلا ما وافق أهواءهم،
والسعيد من اتعظ بما جرى في التاريخ من الْفتن،وتأمل ما يدور حوله من القلاقل والبلابل،فرأَى أنها لا تثمر خيراً ولا تأتي به بل هي طريق للشر الذي لا يسلم منه أحد بل يلطم كل من واقعهان
ولذلك يجب التأني في الفتن وعدم الاستعجال،
عن ابن مسعود قال(إنها ستكون هنات وأمور مشتبهات،فعليك بالتؤدة،فتكون تابعاً في الخير،خير من أن تكون رأساً في الشر)
وقال حذيفة،إياكم والفتن لا يشخص إليها أحد،فواللَّه ما شخص فيها أحد إلا نسفَته كما ينسف السيل الدمن،إنها شبهة مقبلة، وتبين مدبرة،فإذا رأيتموها فاجثموا في بيوتكم،واكسروا سيوفكم،واقطعوا أوتاركم،
وهذه نصائح من خير البشر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم،الا تحبون بيتاً في وسط الجنة،الا تحبون ان ينجيكم الله من النار،الا تحبوا ان تكونوا من السعداء في الدنيا والاخرة،وهل هناك شيء نتنافس عليه اغلى من بيت في ربض الجنة،اوفي وسط الجنة،او في اعلى الجنة، الا تحب ان تكون من الذين يقول الرب لهم قد رضيت عنكم ويعطيهم المزيد وينظرون الى وجه الله،وكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه(نكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته) الا(وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ)
اسال الله ان يجعلنا من الذين قال فيهم (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ)
واسال الله ان يجعلنا من الذين قال فيهم (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ،فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ)
فاللهم اجعلنا من السعداء الذين جنبوا الفتن، وأعذنا مما ظهر منها وما بطن،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عن المقداد بن الأسود،رضي الله عنه،قال،سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم،يقول(إن السعيد لمن جنب الفتن،إن السعيد لمن جنب الفتن،إن السعيد لمن جنب الفتن،ولمن ابتلي فصبر)
يرددها ثلاث مرات،رواه مسلم،وأبو داود،
وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله ما النجاة (قال أمسك عليك لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك)
رواه الترمذي،
وقوله صلى الله عليه وعلى وسلم(أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً،وبيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً،وبيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه)رواه أبو داود،والحديث حسنه الالبانى،
حيث تكفّل نبينا،صلى الله عليه وسلم،في هذا الحديث بثلاثة بيوت في الجنة،
البيت الأول،في ربض الجنة، أي،أسفل الجنة، لمن ترك المراء وإن كان على حق،
البيت الثاني،في وسط الجنة، لمن ترك الكذب في كل موضع لا يجوز فيه، وإن كان مازحاً،وهذا الأمر مما يخالف فيه كثيرٌ من الناس حيث يسمحون لأنفسهم بالكذب، ويعللون ذلك بأنهم مازحون،
البيت الثالث،في أعلى الجنة، لمن حسَّن خُلُقَه،أي سعى في تحسين أخلاقه،وابتعد عن كل ما يدنسها ويفسدها،وترك جميع ما يخالف فطرة الله التي فطر الناس عليها،
وفي هذه الأحاديث ونحوها يحذر النبي صلى الله عليه وسلم،من جميع الأمور التي لا تناسب المسلم،ولا يصلح أن تكون من أخلاقه، ومن تلك الأخلاق غير المرضية،
وحقيقة المراء المنهي عنه، طعن الإنسان في كلام غيره،لإظهار خلله واضطرابه، لغير غرض سوى تحقير قائله وإظهار مزيته عليه،وإن كان المماري على حق ، فإنه لا يجوز له أن يسلك هذا السبيل،لأنه لا يقصد من ورائه إلا تحقير غيره والانتصار عليه،
أما الجدال،فهو من الجدل، اللدد في الخصومة والقدرة عليها،
ونعني بالفتنة،ما يصيب الفرد أو الجماعة من هلاك أو تراجع في المستوى الإيماني،
أن السعادة مطلب كلِّ إنسان،وكل يتمنى لنفسه السعادةَ ولا يريد لها الشقاء،ومن شأن الفتنِ عندما تنزل بالناس وتحل بهم تربك سعادتهم،وتشتت أذهانهم،وتقلق قلوبهم،ويلحقهم منها ما يلحقهم من العنت،
فبين،عليه الصلاة والسلاَم،حال المؤمن ومنّة الله،عز وجل،عليه مع ما يكون في هذه من فتن وما يلقاه الناس فيها من ابتلاءات،والدنيا دار ابتلاء وامتحان ودار فتنةٍ واختبار،لكنه عظيم الصلة بربه،عز وجل،دائمُ الانكسار بين يديه، والالتجاء إليه وحده،سبحانه وتعالى، دون سواه، يؤمِّل منه وحده، ولا يرجو من أحدٍ سواه،
ولهذا تأمل قول النبي،صلى الله عليه وسلم،في هذا الحديث(إنّ السَّعيد لَمَن جُنِّب الفتن)ومعنى قوله(جُنِّب الفِتَن)أي جنَّبه الله إياها، وسلَّمه منها،ووقاه من شرِّها،
ومما يتضمنه هذا الحديث من معاني أنّ المسلم لا ينبغي له أن يطلب الفتن،وأن يبرز نفسه لها،وأن يورط نفسه في إشكالاتها وتبعاتها، وأن يذيق نفسه حرَّها وشررها ونارها،بل المطلوب منه أن يتجنَّبها،وأن يبتعد عنها، وأن يسعى في السلامة من شرورها،
وتجنُّب الفتن والبُعد منها مَطلَبٌ لابدّ منه،ولابدّ للمؤمن أن يكون متجنِّبا الفتن،بعيداً عنها،حذراً من الوقوع فيها،قال(إن السعيد لمن جنب الفتنوحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول(لقلب ابن آَدم أسرع انقلاباً من القدر إذا استجمعت غليانَاً)صحيح،رواه أحمد والحاكم،
ولا يجوز تمني الفتنة،لأن فيها استشراف البلاء،وهذا غيب لا يعلم العبد أيثبت أم ينقلب على عقبيه فيخسر الدنيا والآخرة،
وَالاقتداء بِرسول الله صلى الله عليه وسلم،يكون في الثبات،إِذا ابتلى العبد وليس في استشراف الفتن،لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم،وأصحابه قاتلوا حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لِلَّه،
وعند مسلم عن سعد بن أبي وقاص،رضي الله عنه،أن رسول الله أقبل ذات يوم من العالية،حتى إذا مر بمسجد بني معاوية دخل فركع فيه ركعتين،وصلينا معه،ودعا ربه طويلاً،ثم انصرف إلينا
فقال(سألت ربى ثلاثاً،فأعطاني ثنتين ومنعني واحدة،سألت ربي أَن لا يهلك أمتي بالسنة فَأعطانيها،وسألته أن لا يهلك أمتي بالغرق فأعطانيها،وسألته أَن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها)
والسعيد من اتعظ بغيره فترك الفتنة ولم يسمع إليها،
مدح رسول الله صلى عليه وسلم الذي يتجنب الْفتن،ففي ،الصَحيحين(البخاري،ومسلم)من حديث أبي هريرة،رضي الله عنه،أَن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال(ستكون فتن،القاعد فيها خير من القائم،والقائم فيها خير من الماشي،والماشي خير من الساعي،ومن يشرف لها تستشرفه،ومن وجد ملجأ أَو معاذَا فليعذ به)
من خضم المنازعات لا تكاد تعرف محقّا من مبطل،وصادقَاً من كاذب،ومخلصاً من دعي،فالأخبار يحوطها الكذب ويصنعها الملفقون،ويروج لها المنتفعون،فَلا تجد خبراً إلا وعند إحدى الطائفتين ما ينقضه ويناقضه،
والواقعون في الفتنة من كل الأطراف يحسبون أنهم على شيء وهم ليسوا على شيء،عقولهم هباء لأنهم يعيشون سكراً أشد من سكر الخمور،فلا يقبلون إلا ما وافق أهواءهم،
والسعيد من اتعظ بما جرى في التاريخ من الْفتن،وتأمل ما يدور حوله من القلاقل والبلابل،فرأَى أنها لا تثمر خيراً ولا تأتي به بل هي طريق للشر الذي لا يسلم منه أحد بل يلطم كل من واقعهان
ولذلك يجب التأني في الفتن وعدم الاستعجال،
عن ابن مسعود قال(إنها ستكون هنات وأمور مشتبهات،فعليك بالتؤدة،فتكون تابعاً في الخير،خير من أن تكون رأساً في الشر)
وقال حذيفة،إياكم والفتن لا يشخص إليها أحد،فواللَّه ما شخص فيها أحد إلا نسفَته كما ينسف السيل الدمن،إنها شبهة مقبلة، وتبين مدبرة،فإذا رأيتموها فاجثموا في بيوتكم،واكسروا سيوفكم،واقطعوا أوتاركم،
وهذه نصائح من خير البشر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم،الا تحبون بيتاً في وسط الجنة،الا تحبون ان ينجيكم الله من النار،الا تحبوا ان تكونوا من السعداء في الدنيا والاخرة،وهل هناك شيء نتنافس عليه اغلى من بيت في ربض الجنة،اوفي وسط الجنة،او في اعلى الجنة، الا تحب ان تكون من الذين يقول الرب لهم قد رضيت عنكم ويعطيهم المزيد وينظرون الى وجه الله،وكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه(نكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته) الا(وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ)
اسال الله ان يجعلنا من الذين قال فيهم (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ)
واسال الله ان يجعلنا من الذين قال فيهم (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ،فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ)
فاللهم اجعلنا من السعداء الذين جنبوا الفتن، وأعذنا مما ظهر منها وما بطن،