شمعة الحب
09-08-2006, 02:26 PM
إذا كانت أمريكا تحتاج إلى إعادة شحن .. فماذا عنا نحن !!!
http://www.aawsat.com/2006/08/06/images/media.376630.jpg
فهد بن عبد الله القاسم - - - 15/07/1427هـ
في خضم هذه الحرب الظالمة على لبنان من مثلث الإرهاب العالمي (أمريكا وبريطانيا وإسرائيل)، سألني أحد الأصدقاء في جلسة خاصة: لماذا تتحكم أمريكا بالعالم، وتفعل ما يحلو لها وتقول ما تريد وتبرر بما تريد وتستخدم حق النقض في اللي يسوى واللي ما يسوى حسب هواها، وهواها دائما إسرائيلي؟ قلت لصاحبي إن هذا العالم مثل الغابة يأكل القوي فيها الضعيف، وللأسف أمريكا فيه هي الأقوى (ولا غالب إلا الله) هذه الحقيقة يعرفها العالم أجمع، فهي تملك أقوى ترسانة أسلحة في العالم، على الأرض وفي الجو وعلى البحر، ولكن في الواقع سر قوتها ليس في قوتها العسكرية وآلتها الحربية فحسب وإنما في قوتها الاقتصادية، حيث الدخل الإجمالي الأمريكي هو الأعلى على الإطلاق ويعادل دخل أوروبا مجتمعة، بل وحتى على مستوى الشركات فشركة واحدة من أمريكا مثل وول مارت Wal-Mart يعادل دخلها مجموع دخل دول مجلس التعاون مجتمعة، وقد تضمنت قائمة أكبر 500 شركة في العالم 170 شركة أمريكية، وهو ما يعني ما نسبته 34 في المائة على مستوى العالم، في حين كانت هناك شركة عربية واحدة في القائمة هي سابك، وشركتان أخريان واحدة من ماليزيا والأخرى من تركيا .
مجلة "نيوزويك" طلبت من 15 من كبار القادة في ميادين العلوم والتكنولوجيا والتعليم والتجارة والأعمال الأمريكيين أن يقيمّوا التحديات التي تواجهها الولايات المتحدة الأمريكية وعرض بعض الحلول لها، اختلفت الآراء والتحديات والحلول المطروحة، ولكن اتفق الجميع على أن هناك حاجة ماسة للتحسين للبقاء في القمة، وقد أطلقت المجلة مصطلح "إعادة شحن أمريكا" على مواجهة التحديات والتغلب عليها. اختصر لكم هذه التحديات في القائمة التالية:
يجب تحرير التعليم، وإصلاح حال المدارس.
أهمية الاستثمار في المواهب والأبحاث، وتحسين بيئة التعليم خاصة للعلوم الأساسية (الرياضيات والهندسة).
يجب تغيير الثقافة لتكريم المبدعين ليس في الفن والرياضة وإنما في التكنولوجيا والعلوم.
معاملة المنافسين كشركاء لتحقيق المصالح المشتركة والنفع للجميع بدلا من النظرة التنافسية العدائية.
العمل على تجاوز الاختلافات السياسية والنظرة الجماعية الإيجابية نحو المستقبل والفائدة للوطن.
التركيز على المبدعين الجدد، فالمستقبل للتقنية.
تحسين الإنتاجية الصناعية، من حيث النوعية والتكلفة.
زيادة الدعم الحكومي للأبحاث والتطوير، وتعليم الرياضيات والعلوم.
لا تسمحوا للشركات الكبرى بالسيطرة على الملعب.
الحاجة إلى السيطرة على المعلومات وسهولة الحصول عليها.
يجب التعامل مع الهجرة إلى أمريكا كمصدر قوة.
يجب دعم الأبحاث الطبية وزيادة مخصصات التمويل الحكومي لها.
يجب ترشيد عادات الإنفاق لمواجهة المستقبل.
امنحوا جميع الأطفال تعليماً جيدا.
عندما يأتي النقد مفتوحا وبشكل مباشر لمصلحة الوطن وفي بلد مثل أمريكا، فيجب أن ينظر إليه بشكل جاد، فهذه الدولة التي تسيطر على العالم، وتمسك بخناقه، في نظر من تم استقصاء رأيهم من مواطنيها دولة آيلة للسقوط من القمة أو على أقل تقدير البعد عن المنافسة إذا لم يتم التنبه إلى نقاط ضعفها ومعالجتها، وجل هذه التحديات تتلخص في أزمة التعليم والثقافة والبحث والتطوير، ولعمري إنها مقومات النهضة الأمريكية التي جعلتها تسيطر على العالم.
لننظر إلى أنفسنا في المرآة، ونتساءل: هل نحن مؤهلون للعب دور حقيقي على الخريطة العالمية، بل حتى على الخريطة العربية؟ لو تلفتنا يميناً أو شمالاً لوجدنا عالماً من حولنا يقتات على مشاكلنا الداخلية ونقاط ضعفنا على مستويات عديدة، وإن كنت سأرتب أولويات هذا الضعف سأقف طويلاً أمام سياساتنا التعليمية ومناهجنا العلمية وآلية التلقين المطبقة في مدارسنا، ونوعية ومستوى كوادرنا التربوية والعلمية في مراحل التعليم العام والتعليم الجامعي، ثم طريقة تربيتنا لأبنائنا على جميع المستويات وخاصة في اتخاذ القرار والثقة بالنفس والتعامل مع الآخرين، واختم بثالثة الأثافي وهي الاهتمام بالبحث العلمي والميزانية المرصودة له، وهي الشكوى التي تئن منها الجامعات ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية.
حتى بضاعتنا التي نفتخر بها وهي الدين والأخلاق مزجاة وللأسف، وقد فضحتها الحقائق التي لا يمكن تجاهلها في ممارساتنا اليومية، فانتشار الكذب والغش والتدليس والنفاق والرشوة، ظاهرة للعيان، لم يردعها الدين والأخلاق ولا الأعراف والتقاليد.
إذا كان هناك من يحتاج لإعادة الشحن فعلاً فهو نحن ولا أحد غيرنا، أسأل الله أن يكون شحناً مباركاً قوياً على مستوى 220 فولت، يعيد الأمور إلى نصابها حتى لو على المدى الطويل.
http://www.aawsat.com/2006/08/06/images/media.376630.jpg
فهد بن عبد الله القاسم - - - 15/07/1427هـ
في خضم هذه الحرب الظالمة على لبنان من مثلث الإرهاب العالمي (أمريكا وبريطانيا وإسرائيل)، سألني أحد الأصدقاء في جلسة خاصة: لماذا تتحكم أمريكا بالعالم، وتفعل ما يحلو لها وتقول ما تريد وتبرر بما تريد وتستخدم حق النقض في اللي يسوى واللي ما يسوى حسب هواها، وهواها دائما إسرائيلي؟ قلت لصاحبي إن هذا العالم مثل الغابة يأكل القوي فيها الضعيف، وللأسف أمريكا فيه هي الأقوى (ولا غالب إلا الله) هذه الحقيقة يعرفها العالم أجمع، فهي تملك أقوى ترسانة أسلحة في العالم، على الأرض وفي الجو وعلى البحر، ولكن في الواقع سر قوتها ليس في قوتها العسكرية وآلتها الحربية فحسب وإنما في قوتها الاقتصادية، حيث الدخل الإجمالي الأمريكي هو الأعلى على الإطلاق ويعادل دخل أوروبا مجتمعة، بل وحتى على مستوى الشركات فشركة واحدة من أمريكا مثل وول مارت Wal-Mart يعادل دخلها مجموع دخل دول مجلس التعاون مجتمعة، وقد تضمنت قائمة أكبر 500 شركة في العالم 170 شركة أمريكية، وهو ما يعني ما نسبته 34 في المائة على مستوى العالم، في حين كانت هناك شركة عربية واحدة في القائمة هي سابك، وشركتان أخريان واحدة من ماليزيا والأخرى من تركيا .
مجلة "نيوزويك" طلبت من 15 من كبار القادة في ميادين العلوم والتكنولوجيا والتعليم والتجارة والأعمال الأمريكيين أن يقيمّوا التحديات التي تواجهها الولايات المتحدة الأمريكية وعرض بعض الحلول لها، اختلفت الآراء والتحديات والحلول المطروحة، ولكن اتفق الجميع على أن هناك حاجة ماسة للتحسين للبقاء في القمة، وقد أطلقت المجلة مصطلح "إعادة شحن أمريكا" على مواجهة التحديات والتغلب عليها. اختصر لكم هذه التحديات في القائمة التالية:
يجب تحرير التعليم، وإصلاح حال المدارس.
أهمية الاستثمار في المواهب والأبحاث، وتحسين بيئة التعليم خاصة للعلوم الأساسية (الرياضيات والهندسة).
يجب تغيير الثقافة لتكريم المبدعين ليس في الفن والرياضة وإنما في التكنولوجيا والعلوم.
معاملة المنافسين كشركاء لتحقيق المصالح المشتركة والنفع للجميع بدلا من النظرة التنافسية العدائية.
العمل على تجاوز الاختلافات السياسية والنظرة الجماعية الإيجابية نحو المستقبل والفائدة للوطن.
التركيز على المبدعين الجدد، فالمستقبل للتقنية.
تحسين الإنتاجية الصناعية، من حيث النوعية والتكلفة.
زيادة الدعم الحكومي للأبحاث والتطوير، وتعليم الرياضيات والعلوم.
لا تسمحوا للشركات الكبرى بالسيطرة على الملعب.
الحاجة إلى السيطرة على المعلومات وسهولة الحصول عليها.
يجب التعامل مع الهجرة إلى أمريكا كمصدر قوة.
يجب دعم الأبحاث الطبية وزيادة مخصصات التمويل الحكومي لها.
يجب ترشيد عادات الإنفاق لمواجهة المستقبل.
امنحوا جميع الأطفال تعليماً جيدا.
عندما يأتي النقد مفتوحا وبشكل مباشر لمصلحة الوطن وفي بلد مثل أمريكا، فيجب أن ينظر إليه بشكل جاد، فهذه الدولة التي تسيطر على العالم، وتمسك بخناقه، في نظر من تم استقصاء رأيهم من مواطنيها دولة آيلة للسقوط من القمة أو على أقل تقدير البعد عن المنافسة إذا لم يتم التنبه إلى نقاط ضعفها ومعالجتها، وجل هذه التحديات تتلخص في أزمة التعليم والثقافة والبحث والتطوير، ولعمري إنها مقومات النهضة الأمريكية التي جعلتها تسيطر على العالم.
لننظر إلى أنفسنا في المرآة، ونتساءل: هل نحن مؤهلون للعب دور حقيقي على الخريطة العالمية، بل حتى على الخريطة العربية؟ لو تلفتنا يميناً أو شمالاً لوجدنا عالماً من حولنا يقتات على مشاكلنا الداخلية ونقاط ضعفنا على مستويات عديدة، وإن كنت سأرتب أولويات هذا الضعف سأقف طويلاً أمام سياساتنا التعليمية ومناهجنا العلمية وآلية التلقين المطبقة في مدارسنا، ونوعية ومستوى كوادرنا التربوية والعلمية في مراحل التعليم العام والتعليم الجامعي، ثم طريقة تربيتنا لأبنائنا على جميع المستويات وخاصة في اتخاذ القرار والثقة بالنفس والتعامل مع الآخرين، واختم بثالثة الأثافي وهي الاهتمام بالبحث العلمي والميزانية المرصودة له، وهي الشكوى التي تئن منها الجامعات ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية.
حتى بضاعتنا التي نفتخر بها وهي الدين والأخلاق مزجاة وللأسف، وقد فضحتها الحقائق التي لا يمكن تجاهلها في ممارساتنا اليومية، فانتشار الكذب والغش والتدليس والنفاق والرشوة، ظاهرة للعيان، لم يردعها الدين والأخلاق ولا الأعراف والتقاليد.
إذا كان هناك من يحتاج لإعادة الشحن فعلاً فهو نحن ولا أحد غيرنا، أسأل الله أن يكون شحناً مباركاً قوياً على مستوى 220 فولت، يعيد الأمور إلى نصابها حتى لو على المدى الطويل.