أحمد المهندي
30-12-2013, 02:55 PM
أزمة العيش
في الشهرين الماضيين كان غالب حديث الناس عن عدم وجود الرز (العيش) المدعوم في البلد.
بالطبع هذا الحديث كان للمواطنين اصحاب الدخل المحدود وهم اهل قطر وصلب هذ البلد ولم يعرف اصحاب المستويات المعيشية العالية شيئا عن هذا الموضوع ولم تشكل لهم تلك الأزمة اي تأثير!!
ما القصة وكيف حدثت؟!
في كل شهر توفر الدولة مشكورة المواد التموينية الأساسية للمواطنين بأسعار تشجيعية كالأرز والسكر والزيت والحليب ومن افضل الأنواع وبأقل الأسعار (الأرز الكيس 40 كيلوجراما بـ65 ريالا — السكر 25 كيلوجراما بـ 25 ريالا — الزيت بـ 35 ريال — الحليب بـ60 ريالا للكرتونة).
طبعا هذه الأسعار يكون الدعم عليها اكثر من 50 % من سعرها الحقيقي.
فجأة يقل الأرز ويتم تقنينه فلم تستطع اي عائلة سوى الحصول على كيس واحد فقط مهما كان عدد افرادها.
السؤال لماذا؟!
تجد عدة اجابات (لا يوجد أرز — مشاكل في بلد المصدر — لم يتم التوزيع حتى الآن).
من المسؤول عن عدم توافر تلك المواد التموينية او شحها؟! وهل يمكن ان تتكرر مثل تلك التصرفات التي تسيء الى حق المواطن صاحب الدخل المحدود؟!
الذي لا يعرفه الكثير من الناس أن المواطن البسيط ينتظر بفارغ الصبر نزول الراتب المتواضع ليسرع الى اقرب مركز تموين ويحصل على المخصصات التي له وهذا المواطن قد يكون رجلا كبيرا في السن او امرأة عجوزا، فعندما يصل الى المركز بعد عناء شديد يفاجأ بانه لا يوجد شيء او يقال له لم يصل التموين حتى الآن (تعال بكرة) او اي إجابات غريبة منها مثلا (الدكتور ما انتهى من الفحص!!)
غالبا في مراكز التوزيع تصل المواد بعد ايام من دخول الشهر ولا نعرف ماهو السبب؟!
هل الأشهر تأتي فجأة ام الهدف التعجيز ليضطر المواطنون اصحاب الدخل المحدود للشراء من غير المدعوم وخاصة ان بعض المراكز مثل الجمعيات تتوافر فيها كل الأنواع المدعومة وغير المدعومة ام ان السبب جعل المواطن كبير السن ينتقل من مركز الى الآخر مع الازدحام الشديد في الشوارع ولا يجد شيئا ثم يجلس ينتظر الأخبار حتى يسمع أن المركز الفلاني وزع، تأخذ العجوز سائقها وكرتها مسرعة الى هناك لتحصل على المطلوب..
ايعقل هذا ونحن في قطر!!
يحدث نقص في السوق الذي يغص بأنواع عديدة منه، اما المدعوم فلا؟!
الأعذار واهية ولم تصغ حتى بطريقة ذكية يمكن ان نقنع انفسنا بها وتم خلق ازمة من لا شيء..
لا اريد ان اقول من المستفيد من مثل تلك الأزمة او من المتعمد خلقها فهم معروفون وهدفهم واضح..
ولكن انا اعتب على لجنة المناقصات المركزية التي لم يكن لديها التخطيط الكافي لسد اي نقص يمكن ان يحدث مهما تكن الأسباب ولم تلزم الموردين بكميات تكفي فترة طويلة وخاصة ان الأرز يمكن تخزينه لمدة طويلة ولم اتوقع نهائيا ان يحدث لدينا نقص.
مخازن الدولة كبيرة وعلى مستوى عال من التقنية، فما المانع من الاستفادة منها بشكل منظم.
نرجو ان يضرب بيد من حديد كل من يتسبب في خلق ازمات وممارسات سلبية في حق المواطن القطري وكذلك المقيم على هذه الأرض الطيبة.
احمد المهندي
◦(كاتب وصحفي قطري )
◦البريد الالكترونى: ahmed_almohannadi@hotmail.com
Twitter:@ahmed_aldar
في الشهرين الماضيين كان غالب حديث الناس عن عدم وجود الرز (العيش) المدعوم في البلد.
بالطبع هذا الحديث كان للمواطنين اصحاب الدخل المحدود وهم اهل قطر وصلب هذ البلد ولم يعرف اصحاب المستويات المعيشية العالية شيئا عن هذا الموضوع ولم تشكل لهم تلك الأزمة اي تأثير!!
ما القصة وكيف حدثت؟!
في كل شهر توفر الدولة مشكورة المواد التموينية الأساسية للمواطنين بأسعار تشجيعية كالأرز والسكر والزيت والحليب ومن افضل الأنواع وبأقل الأسعار (الأرز الكيس 40 كيلوجراما بـ65 ريالا — السكر 25 كيلوجراما بـ 25 ريالا — الزيت بـ 35 ريال — الحليب بـ60 ريالا للكرتونة).
طبعا هذه الأسعار يكون الدعم عليها اكثر من 50 % من سعرها الحقيقي.
فجأة يقل الأرز ويتم تقنينه فلم تستطع اي عائلة سوى الحصول على كيس واحد فقط مهما كان عدد افرادها.
السؤال لماذا؟!
تجد عدة اجابات (لا يوجد أرز — مشاكل في بلد المصدر — لم يتم التوزيع حتى الآن).
من المسؤول عن عدم توافر تلك المواد التموينية او شحها؟! وهل يمكن ان تتكرر مثل تلك التصرفات التي تسيء الى حق المواطن صاحب الدخل المحدود؟!
الذي لا يعرفه الكثير من الناس أن المواطن البسيط ينتظر بفارغ الصبر نزول الراتب المتواضع ليسرع الى اقرب مركز تموين ويحصل على المخصصات التي له وهذا المواطن قد يكون رجلا كبيرا في السن او امرأة عجوزا، فعندما يصل الى المركز بعد عناء شديد يفاجأ بانه لا يوجد شيء او يقال له لم يصل التموين حتى الآن (تعال بكرة) او اي إجابات غريبة منها مثلا (الدكتور ما انتهى من الفحص!!)
غالبا في مراكز التوزيع تصل المواد بعد ايام من دخول الشهر ولا نعرف ماهو السبب؟!
هل الأشهر تأتي فجأة ام الهدف التعجيز ليضطر المواطنون اصحاب الدخل المحدود للشراء من غير المدعوم وخاصة ان بعض المراكز مثل الجمعيات تتوافر فيها كل الأنواع المدعومة وغير المدعومة ام ان السبب جعل المواطن كبير السن ينتقل من مركز الى الآخر مع الازدحام الشديد في الشوارع ولا يجد شيئا ثم يجلس ينتظر الأخبار حتى يسمع أن المركز الفلاني وزع، تأخذ العجوز سائقها وكرتها مسرعة الى هناك لتحصل على المطلوب..
ايعقل هذا ونحن في قطر!!
يحدث نقص في السوق الذي يغص بأنواع عديدة منه، اما المدعوم فلا؟!
الأعذار واهية ولم تصغ حتى بطريقة ذكية يمكن ان نقنع انفسنا بها وتم خلق ازمة من لا شيء..
لا اريد ان اقول من المستفيد من مثل تلك الأزمة او من المتعمد خلقها فهم معروفون وهدفهم واضح..
ولكن انا اعتب على لجنة المناقصات المركزية التي لم يكن لديها التخطيط الكافي لسد اي نقص يمكن ان يحدث مهما تكن الأسباب ولم تلزم الموردين بكميات تكفي فترة طويلة وخاصة ان الأرز يمكن تخزينه لمدة طويلة ولم اتوقع نهائيا ان يحدث لدينا نقص.
مخازن الدولة كبيرة وعلى مستوى عال من التقنية، فما المانع من الاستفادة منها بشكل منظم.
نرجو ان يضرب بيد من حديد كل من يتسبب في خلق ازمات وممارسات سلبية في حق المواطن القطري وكذلك المقيم على هذه الأرض الطيبة.
احمد المهندي
◦(كاتب وصحفي قطري )
◦البريد الالكترونى: ahmed_almohannadi@hotmail.com
Twitter:@ahmed_aldar